الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التحليل السيكولوجى للأساطير القديمة

يوسف شوقى مجدى

2014 / 11 / 16
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


عندما ظهر الانسان العاقل و الذى يتميز بدماغ عالى التطور و الذى يقدر على التفكير المُجرد ..بدأ هذا الانسان بالتساؤل عن اشياء كثيرة مهمة مثل "كيف اتى ذلك الانسان على وجه الارض؟!" و عندما اشتدت احتياجات الحياه مثل كيفية العثور على الطعام و الحروب و شىء مهم اخر و هو الخوف من المستقبل ، بدء ان يبحث عن قوة عليا لتحميه و تضمن له الامان ، فأبدع الانسان و اقام الحضارات عندما تحرر من خوفه فالتحرر من الخوف شرط اساسى للابداع و صنع كل ما هو جديد ..سأتكلم فى هذا المقال عن كيف وصل الانسان العاقل الى اساطير التكوين الاولى .. ؟! مُفسرا ذلك عن طريق علم النفس التحليلى .. لنبدأ اولا باسطورة التكوين السومارية و هى اسطورة عمرها كبير و تكتسب اهمية كبيرة لان الحضارات التى قامت بعد سومر نقلت عنها هذه الاسطورة "كبابل" و اليهود فى ثقافتهم اخذوا من بابل كثيرا.. حسب الكلام الذى ورد فى نص الرواية السومارية.. فى البدء كانت الماء و الظلام كان هو الذى يسود .. من الممكن القول ان الانسان وصل لتلك النصوص بعقله بسبب ذكريات مدفونة فى لا وعى الانسان و هى ذكرياته عندما كان فى رحم الام.. فكان كل الذى يشعر به من حوله هو الماء و الظلام الكثيف... و نترك القسم الاول فى الرواية لننتقل للجزء الثانى و هو عملية الخلق .. فالرواية تقول لنا انه حدث صراع بين الالهة و بين قوة العدم و الاشىء و الفوضى ليحدث الخلق فالالهة حاربوا قوة الظلام و المياه الازلية .. فقد يظهر هنا ان الانسان كان يقصد بذلك لحظة الولادة .. فالطفل يصارع حتى يخرج الى العالم و يرى النور .. ثم ننتقل الى اسطورة اخرى و هى اسطورة مصرية الارض .. فنجد "جيب" اله الارض المذكر و "نوت" الهة السماء فى حالة اتحاد و قد تزوجا بعضهما سرا دون اذن من الاله "رع" فلما علم رع بذلك ارسل اله الهواء "شو" الذى ابعدهما عن بعض عنوة ثم اخذ يمشى على "جيب" الصريع .. و قد نفهم سريعا الان ما هو الدافع النفسى فمن الظاهر ان الرواية تعرض لنا "عقدة اوديب" او عقدة التخلص من الاب ..و ننتقل الان الى اسطورة و رواية اخرى و هى "الاينوماليشا" وهى اسطورة التكوين البابلى ..فى عرض سريع جدا للاسطورة .. ان فى البدء كانت هناك الالهة "تعامة" و الاله "ابسو" ..فانجبا الهة كثيرة و التى ازعجت الاله ابسو فقرر ان يفنيهم فقتلوه .. و جاءت من بعده الالهة "تعامة" لتنتقم و لكن الاله مردوخ يصدها و يصنع معها صراعا و يقتلها و يخلق من جسدها الصريع العالم ..فى بداية حياه كل انسان يكون الاعتماد على الام.. كبيرا جدا و ذا درجة كبيرة من الاتكالية و يدل هذا الاعتماد على عدم اكتمال الشخصية و تفردها .. فالصراع الذى رأيناه فى الرواية الاسطورية كان يمثل صراعا اخر "نفسيا" ..فالحرب بين "تعامة" و "مردوخ" ترمز الى سعى الابن للتخلص من الاعتماد على امه و بناء شخصيته و قتل "تعامة" يرمز الى بناء الشخصية و تكاملها..و لنتكلم الان عن اسطورة اخرى متميزة و"هى الطوفان" و يرجع تميزها الى سببين.. اولا : تمتلك الاسطورة انتشارا واسعا جدا فنجدها فى معظم ثقافات الشعوب ..ثانيا : تختلف هذه الاسطورة عن باقى الاساطير لانه يوجد عدد كبير مؤمن بها بسبب وجودها فى العهد القديم و فى القران ...و هناك اسباب صاغها البشر لتفسير ذكر الاسطورة فى العديد من الثقافات و التى لا يوجد طرق للتبادل الثقافى بينها و بين حضارة بلاد الرافدين "موطن اسطورة الطوفان الاصلية " فتم ذكر هذه الاسطورة فى ثقافة شعب نيوزيلندا و امريكا الجنوبية مع الاختلاف فى بعض التفاصيل .. فقال بعض الناس انه هناك طوفان حدث فعلا و تخزن هذا الحدث فى ذاكرة البشر و لكن العلماء لا يؤكدون ذلك .. و هناك التفسير النفسى.. و هو الذى سأتحدث فيه .. يرجع تفكير الناس فى الدمار و الطوفان الى نزعة الانسان الشريرة فى الخراب .. و الى ايضا كرهه لقيود الحضارة التى استعبدته و ظلمته فأراد الانسان فى باطنه تدميرها .. و انقاذ مجموعة صغيرة من البشر لكى تُعيد الوضع كما كان (حيث لم يكن هناك نظام يطوق روح الانسان) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
عبد الله خلف ( 2014 / 11 / 15 - 23:27 )
تم التعليق في خانة الفيس بوك , تحت مُعرّف (أبو بدر الراوي) , و السبب : سعة مساحة الكتابة .

اخر الافلام

.. روسيا تعلن استهداف خطوط توصيل الأسلحة الغربية إلى أوكرانيا |


.. أنصار الله: دفاعاتنا الجوية أسقطت طائرة مسيرة أمريكية بأجواء




.. ??تعرف على خريطة الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأمريكية


.. حزب الله يعلن تنفيذه 4 هجمات ضد مواقع إسرائيلية قبالة الحدود




.. وزير الدفاع الأميركي يقول إن على إيران أن تشكك بفعالية أنظمة