الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول النضال ضد الأرهاب - 8

سامان كريم

2014 / 11 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الى الأمام: القوات البرية الأمريكية عادت إلى العراق بصفة مستشارين عسكريين ومدربين للجيش العراقي وبعنوان مساعدته في الحرب على الإرهاب.. من جانب آخر قاسم سليماني هو المشرف والقائد الفعلي للجيش والميليشيات في العراق بمسمى الحرب على الإرهاب.. صانعي ومروجي الإرهاب جاءوا إلى العراق وبشكل علني بهيئة مستشارين ومدربين عسكريين ومشرفين وقادة فعليين لمحاربة ما أنتجوه من إرهاب.. ومن جانب اخرى يقول سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي "ليس هناك شك بان السعودي حامي العراقي وأقولها بأعلى صوتي" كان هذا التصريح بعد زيارة فؤاد معصوم رئيس الجمهورية العراقية الى السعودية في الايام الماضية.... إلى أين يتجه مسار الأوضاع الأمنية والسياسية في العراق؟؟

سامان كريم: هذا هو واقع الحال في العراق والمنطقة. عراق اليوم محتل بمعنى الكلمة جواً محتل من قبل امريكا وسلاحها الجوي, ارضاً من قبل النظام الايراني حيث الأرشاد والتوجيه والخطط العسكرية والاشراف العسكري يتم من قبل الجنرالات الايرانية، وخصوصا سليماني وبصورة علنية وواضحة مثل الطائرات الامريكية في السماء سليمانى يتجول في كافة انحاء العراق على الارض.... هذا هو الواقع المرئي, ناهيك عن المخفي والسري وما وارء الكواليس.
ان الدولة في العراق في طور التكوين, اي انها في المرحلة الانتقالية من دولة ذات طابع قومي عروبي والتي أسقطت بالقوة الأمريكية, الى بناء دولة بدعم واسناد امريكي، دولة ذات طابع متنوع لم ترى النور لحد الان وحتى لحظة الاجابة على سؤالكم هذا. دولة سقطت والجديدة لم تبنى بشكل كامل بعد.... براي محتوى سؤالكم يدل بما لا يقبل الشك بان الدولة في العراق لحد الان لم تبنى, لحد الان الدولة في طور التكوين لحد الان طابع الدولة ليس واضح ولحد الان البرجوازية في العراق منقسمة اشد الانقسام فيما بينها ليس على الامور السياسية واليومية والاقتصاد فحسب بل على الدولة وطابعها بالتحديد. هذا هو محتوى سؤالكم.
العراق ليست دولة صاحبة سيادة, سمائه تابعة للقوات الامريكية وارضه خاصعة للقوات الايرانية... اسميه السيادة الناقصة. لان الدولة في طور التكوين فالسيادة ايضا في طور التكوين, هذا هو القانون. إذن بغض النظر عن هجمة داعش, دولة العراق هي دولة ناقصة, دولة في طور التكوين... البرجوازية العراقية لم يكتب لها النجاح في بناء دولة قوية موحدة.
قبل الحديث عن الارهاب وإنتاج داعش هناك الطائفية السياسية. أمريكا والسعودية وايران وبعدهما تركيا كلهم انتجوا الطائفية واشتركوا في تقسيم المنطقة على هذا الاساس.. تقسيم المجتمعات فيها على اساس هذه الهوية... نرى لبنان وهي قصة قديمة, نرى البحرين والعراق وسورية وحتى نرى نبضها في السعودية نفسها ونرى محاولة اسرائيلية وامريكية جادة لتعريف وتثبيت اسرائيل كدولة يهودية... ان الطائفية الدينية حين تتحول الى السياسية والصراع السياسي لابد ان تنتج الارهاب بوقاحة مثل ما نتجت داعش.. داعش هو ثمرة او نتاج لعملية سياسية وفكرية وعسكرية وتربوية طويلة.. حين اقول داعش اعني الارهاب ويشمل القاعدة والنصرة واحرار الشام وبيت المقدس والخ.... كل التيارات ارهابية.. وبراي ان تيارات الاسلام السياسي كلها طائفية وفيها بذرة الارهاب ان لم تكن ارهابية.... داعش هو وليد رحم من رحمية السياسات المدروسة لتلك الدول لضرب الشيوعية واليسار والعلمانية والافكار التقدمية والتحررية... لغسل الادمغة وبالتحديد ادمغة الشباب. ونرى اليوم ان ضحية هذه السياسة هي الشباب في الدرجة الاولي.. حيث تحولوا من انسان عادي الى قنابل موقتة الى عبوات ناسفة الى قنابل بشرية.... برأي بغض النظر عن ثغرات وفجوات وحتى عدوانية هذه التيارات بوجه امريكا او السعودية او.... انهم نجحوا في ابعاد الافكار التقدمية والتحررية من المجتمع البشري وهم يقصدون الطبقة العاملة.... على الاقل في العقدين الاول والثاني من قرننا هذا...
اليوم بعد قتل مئات الالاف او ربما الملايين في منطقتنا.... يقول بوش الابن الرئيس الامريكي السابق (انا نادم بغزو العراق لأنه مهد الطريق لظهور تنظيم "داعش" الإرهابي) طبقًا لما نقلته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية. ونسمع سعود فيصل ابو الارهاب يقول "لاشك نحن حامي العراق" ونرى الطائرات الامريكية في السماء والقيادة الايرانية على الارض... وميت (جهاز المخابرات الوطني التركي) في الخفاء وفي كردستان... اختلطت الاوراق... والسياسة الاخيرة التي اقدمت عليها امريكا بمعونة تركية سعودية قطرية لم يكتب لها النجاح الكامل وقلنا من اول يوم لهجمة داعش على مدينة الموصل انها ستفشل في النهاية... هذه السياسة وفي مرحلتها الحالية جاءت بنتائج عديدة, واصبح للسعودية وتركيا وامريكا نفوذ وسلطة في العراق هذا واقع الحال الجديد, ولكن وبراي انتقالية وليست ثابتة. هذه السياسية اي سياسة إيجاد ارضية وتهيئة ارضية لقوة ارهابية مثل داعش لتكبر ذاتها وتحتل المدن والقصابات, هذه السياسة كانت بمثابة التوقيع على بياض... للسعودية ولقطر ولتركيا وللقوى المحلية في العراق ...جاءت هذه النتائج... اي لكل هذه الدول التي وردت في سؤالكم حصة في تحديد المصير السياسي في العراق على الاقل في هذه المرحلة. إن النظام الايراني امسك بالارض عبر قوى الاسلام السياسي الشيعي الحاكم والمعارض.. وامريكا بواسطة داعش عادت الى العراق وبقوة فعلية تتعدى ثلاثة الاف عنصر وطائراتها.. والسعودية اصبحت حامي العراق, بعد ان ارسلت القنابل الموقوتة في السنوات السابقة وطبعا بواسطة داعش أصبحت حاميأ شريفا مثل خادم الحرمين...
هذا جزء او جانب من نتائج الهجمة الداعشية, التي اصبحت لصالح امريكا ومحورها في المنطقة, اما الجانب الاخر إرتد على أصحابه مثل ما أرتدت على تركيا واخوانجيتها الحاكمة, كوباني مثال حي على ذلك, ليست كوباني وحدها بل التصعيد السياسي وحتى العسكري بين "ب.ك.ك" والحكومة التركية.... هذا ناهيك عن إيجاد تصدعات في العلاقة بين تركيا وامريكا حول داعش طبعاً.... اما في سورية فداعش ارتدت على اصحابها حيث عبر داعش ايضا نرى تصريحات وليست تصريحات فقط بل افعال واعمال لبلورة اتفاق سياسي وعبر "جنيف 3" او اي تسيمة اخرى بين النظام السوري والمعارضة الداخلية والخارجية, وارتدت في كردستان ايضا على الحزب الديمقراطي الكردستاني على الاقل على اعتباره ونفوذه المعنوي والسياسي ناهيك عن الاراضي التي فقدها وهكذا... داعش مثل العقرب, تلدغ حتى نفسها.
المسار السياسي في العراق, وفق السيناريو السائد هو التوفيق بين الاتجاهات الحاكمة او السائدة في العراق, توفيق بين الاسلام السياسي الشيعي والاسلام السياسي السني وبين الحركة القومية الكردية.. بمعنى اخر التوفيق بين "المكونات" او "المحاصصات" البريمرية... او بعبارة ادق التوفيق او توحيد المسعى بين المحاور السياسية في المنطقة, على قضية العراق. بمعنى اخر ليصبح العراق لبنان اخر في المنطقة او لبننة العراق من حيث المنطق السياسي.. اي حكم الطوائف والتمثيل النيابي للطوائف او للمكونات..... هذا ما تهدف اليه امريكا والسعودية وهي تهدف الى التدخل المباشر مثل ايران عبر طائفتها وقواها السياسية... هذه هي قوة داعش وسحرها للسعودية ولو ان داعش الأن اصبحت العدو الاول للسعودية والسعودية اصبحت الهدف الاخير لداعش.... الفرق بين لبنان والعراق هو التدخل التركي والدور التركي في العراق, تركيا لها نفوذها ودورها في العراق عبر القوى الطائفية السنية والحزب الديمقراطي الكردستاني بقيادة البارزاني.
اما هذا الوفاق هو خداع واوهام... حيث نرى من الناحية الواقعية تقسيم القوى الرئيسية على المحاور الاقليمية بشكل اضبط وادق... نرى التباعد بين الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي في كردستان ونرى التباعد بين تيار الاصلاح الطائفي النجيفي وكتلة القانون للمالكي هكذا دواليك... وهذه تخفي في طياتها انفجارات مستقبلية عديدة. نرى هذه الخلافات في كل المسائل الصغيرة والكبيرة حول الاوضاع في سورية حول كوباني حول الحكومة المركزية حول النفط والغاز...الخ.
هذه الاوضاع او هذا الهدف اذا تم تحقيقه فهو مرحلة مؤقتة مرحلة الوفاق بين المحاور المختلفة في العراق.... فهي مرحلة عابرة... في التحليل الأخير ان التيارات المختلفة لتمثيل الرأسمال لا ترضى بالوسطية لا ترضى بالوفاق والسلم المتناقض... داعش كقوة ارهابية هي وسيلتها اي وسيلة هذه القوى التي اوجدتها. بمعنى اخر وبطبيعة الحال نرى فترات هدوء نسبي ونرى الحروب المباشرة... الوضع المأساوي والويلات ستستمر. براي ان الاوضاع في المنطقة وفي العراق عالمية ومرهونة بالقوى العالمية والاقليمية... هذه الحروب والمناوشات ستستمر, براي البرجوازية ليست بامكانها ان ترسى سفينتها على بر الامان ... ليس لديها بديل لاقناع المجتمع البشري بها.. ليست لديها ثقافة وسياسية بديلة عن الديمقراطية وهي فشلت, اقتصاد السوق هو الأخر فشل... الطريق الثالث هو الوهم كما وعد به بلير... ليست هناك طريقة اخرى ...اما البرجوازية وقواها المختلفة وهي تلعب على كل الاوتار في هذه المرحلة... او الطبقة العاملة وقواها او قوتها..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأردن في مرمى تهديدات إيران وحماس والإخوان | #التاسعة


.. د. جمال شقرة أستاذ التاريخ المعاصر والحديث:كانت هناك مقترحات




.. الأردن في مواجهة الخطر الإيراني الذي يهدد سيادته عبر-الإخوان


.. مخططات إيرانية لتهريب السلاح إلى تنظيم الإخوان في الأردن| #ا




.. 138-Al-Baqarah