الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خنادق الموت

محمد ابداح

2014 / 11 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


خنادق الموت
السلام عليكم دار قوم مؤمين .. السلام عليكم أيها العرب ، مسلمين ومسيحيين ، الأحياء منكم والأموات على حد سواء، فحالياً يبدو أنه ليس ثمة فرق!، بل من مات فقد ارتاح من هذا الهم ، وهذا البؤس الأسود الجاثم فوق صدورنا ، فشل مدقع يلازمنا كظلنا ، منذ أن آمنا بأن الشر هو ذلك الطرف الآخر ، وبأنا نحن الملائكة !
في عام 1916 م شاهد العالم كله ثورة العرب الكبرى ضد ما دعاه العرب ظلم الأتراك ، ومن وقتها وحتى اليوم ضرب العرب أرقام جينس عالمية بعدد الثورات العبثية، والمدفوعة الأجر، على مبدأ علينا وعلى أعداءنا ، ثم ماذا بعد !
لم تكن أوروبا في مطلع القرن العشرين ، بأفضل حال منا ، بل أسوأ بكثير ، فقد دمرت الحروب العالمية الأولى والثانية مدناً غربية بأكملها ، برلين ، ستالينغراد، باريس ، لندن ، وكذلك دمرت مدينتي هيروشيما ، وناكازاكي اليابانيتين، ولكن بقيت عقول وإرادة تلك الشعوب سليمة .
وفي الوقت الذي أشبعنا حكامنا العرب ، طيلة قرن كامل بالشعارات القومية والوطنية ، إلاأنهم لم يتمكنوا من تحقيق سوى أمرين لاثالث لهما، الأمرالأول هو نهب الثروات الوطنية العربية ، وأما الأمر الثاني فهو بلا ريب تحطيم إرادة وعقل المواطن العربي.
وفيما كان العالم الغربي يتطور وينعم بالأمن ، كان الاقتصاد العربي يتآكل كرواتب الموظفين في ظل التضخم المتسارع، وارتفاع الأسعار بل ويتعثر كطفل يتعلم المشي وحده ، وفي كل جولة من جولات الخطط القومية الخمسية والعشرية ، كان الحكام العرب يحققون المزيد من الثراء ، فيما تحقق شعوبهم مزيداً من الانكماش، والأنظمة السياسية تتحوّل إلى وحوش كاسرة، والوظائف تختفي كالعملة الصعبة، وشبكات الأمان الاجتماعي تبنى من رمال شواطيء البحر في حالة الجزر، ثم تختفي عند أول موجة مد، ثم يأتي بعد ذلك ثلة المنظرين ، كي يحللوا ويفسروا أسباب كل هذا الإخفاق العربي ، إخفاق في كل شيء ، حتى في تطبيق الدين والعقيدة ، وفيما أنت تقرأ - مشكورا - هذا المقال ، أيها المواطن العربي ، وتشرب قهوتك بهدوء ، وتعتقد أن كل شيء سيكون بخير، فإن حكامنا القائمين على الحضارة العربية قد نجحوا أخيرا في إسقاطها .
وبأن من تبقى من مزارع وشركات عائلية تدعى الدول العربية، ستودّع الاستقرار السياسي والأمني والإقتصادي والإجتماعي إلى غير رجعة، ليس بسبب الشيطان الرجيم ، أو الماسونية العالمية ، وإنما ببساطة لأن الشعوب العربية لم تعد تحلم بالتنمية أو مهاترات العدالة الإجتماعية، وهي ترى أمام عينيها تبخّر الأموال من خزائن حكوماتها، وهروب اللصوص بفعلتهم من الأبواب الخلفية لمحاكم العهر العربية .
وأمام هكذا مشهد مؤلم ولكنه واقعي للأسف ، فإن العالم العربي، سيبقى يتخبط في مستنقع أزمات شاملة لا حلول لها ، في ظل حكومات تولد أصلاً عاجزة عن تحقيق أي إنجازات حقيقية ، حكومات تسير للخلف فقط ، فيما الشعوب العربية تكافح وتنتحر من أجل تحصيل لقمة عيشها ، وفي ظل هذا المزيج القذر، فأن أيّ سلطة سياسيّة تستلم الحكم، علمانية أم إسلاميّة معتدلة أم داعشية، وحتى لو أتت من المريخ، فلسوف تفشل حتماً في تحقيق وعودها، لأنها ستبدو جميعها كاذبة أو خيالية فارغة من المضمون، وعاجلاً أم آجلاً ستواجه ثورة شعبية .
إذن فلماذا تستمر جامعاتنا العربية، بالتفنن في ابتداع تخصصات أكاديمية لن يعمل بها أصحابها ، ولماذا تستمر تلك الجامعات في تخريج دفعات جديدة وهائلة نحو البطالة؟ ، فهل بات التعليم مجرد تجارة رائجة للبعض ، وشهادات فخر لمن يملك الدفع ، معظمنا ربّما لديهم أجوبة حاسمة ، كنتائج الإنتخابات العربية ، ولكن كافة تلك الإجابات لن تستطيع تأمين وظيفة لائقة لشاب عربي في وطنه العربي بطريقة نزيهة !
عزيزي المواطن العربي ، وأنت تقرأ هذه المقالة ، هل تعلم بأنك محظوظ إن لم تكن مضطرا للحفر ، لأنك لم تنتمي لأجيال غسلت عقولها بالأسيد فتبعت شعارات كاذبة ، وحفرت بأظافرها خنادق الصمود والمجابهة الوهمية ، كما أتقنت الحفر في الصخر خلف شعارات القومية والوطنية العربية ، ولم تكن تلك الأجيال تعلم بأنها كانت تحفر لنفسها خنادق الموت .
المحامي محمد ابداح








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - خنادق الموت
الدرة العمرية ( 2014 / 11 / 17 - 00:21 )
السيد الكاتب لقد قرأت مقالتك واحسست بالحرقة التي في قلبك على وطنك العربي.........ولكنك اخطأت خطأ جسيما انك لم تهاجم الاسلام ول تهاجم القران ولم تهاجم نبي الاسلام...........لذالك تركوك وحيدا...........اثنان فقط صوتوا على تققيم الموضوع وكنت انا الثالث
يا سيدي حتى تكون كاتبا مشهورا عليك ان تكون كبقية الزملاء الكتاب .انتقد الاسلام انتقد القران تطاول على المسلمين فيأتيك الزنادقة من كل حدب وصوب...........تحياتي


2 - الوجع
رائد الحواري ( 2014 / 11 / 17 - 16:52 )
توصيف واقعي لحالة البؤس العربي، الكاتب منفعلن وهذا حقهن يرى العالم يتقدم ونحن في تقهقر.


3 - كلها منه ..كلها منه...مصايبنا كلها منه..عبوسي
فراس ( 2014 / 11 / 18 - 06:07 )
اخي محمد.. قرأت المقال ولم اعرف اين الخلل؟ الاستعمار ؟ الشعوب؟ الحكام؟ الشيطان؟ العوامل الجويه؟ غضب الله؟ بالله عليك اجيبني؟ وكما قال الشاعر الراحل احمد فؤاد نجم: فيه ناس اختلفت في الموضوع .. وحكاوي اتقالت عن مواضيع ..والناس لا مؤاخذة في زمن الجوع .. يتعشوا كلام .. يفطروا تشنيع..طب أصدق مين ؟! وأكدب مين ؟!
ماهي حاجه تمخول أيها عاقل .. وأنا مجنون
وبأكلم نفسي .. وعقلي صراحه ماهوش مضمون
الاخ الحاضر داءما دره عمر..يسارع بنفي التهمه عن عبوسي الذي يعرفه كل الشعب العراقي..وكوكل ايضا...من عنده الجواب بعد خراب البلدان؟

اخر الافلام

.. 134-An-Nisa


.. المحكمة العليا الإسرائيلية تلزم اليهود المتدينين بأداء الخدم




.. عبد الباسط حمودة: ثورة 30 يونيو هدية من الله للخلاص من كابوس


.. اليهود المتشددون يشعلون إسرائيل ونتنياهو يهرب للجبهة الشمالي




.. بعد قرار المحكمة العليا تجنيد الحريديم .. يهودي متشدد: إذا س