الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ازمة الذات بين النظرية والممارسة

محسين الشهباني

2014 / 11 / 18
في نقد الشيوعية واليسار واحزابها


ازمة الذات بين النظرية والممارسة
الاحاسيس السلبية التي اصبحت تختلج اغلب المناضلين(ت) في هذه المرحلة الدقيقة ( زمن الردة والتراجعات) : الضجر والجمود الى درجة الياس والاحساس بالاحباط والعجز كلها ناتج عن ضبابية الافق وانسداده وتاثيراتها على مستوى النفسي/السيكولوجي وانعكاسها على الاداء العملي في الممارسة اليومية للعمل النضالي
انها الازمة التي انعكست سلبا على الذات المناضلة المتفككة لاسباب نذكر منها
- واقع يحمل كافة التناقضات تبدوا غير قابلة للتغير والتطور رغم المساهمات الحثيثة من اجل تغيره .
- العجز عن تنزيل النظرية الى الممارسة .
الحقيقة ليس هذا مبررا لتعليق الفشل على مشجب الظروف وحدها .
اذا كنا نؤمن ان تحليل الملموس للواقع الملموس كمعطى نظري وليس شعارا نردده شفهيا في المناسبات و مادام الواقع هو جزء منا ونحن جزء منه سندرك حينها ان قراءتنا قاصرة عن الاحاطة العلمية بالواقع وقراءته قراءة جيدة بعيدا عن الجمل الثورية او التعاطي المثالي مع الواقع وتجاهل المعادلة الحتمية للصراع الطبقي بين الاضداد .
لا يمكن اغفال العامل الذاتي باعتباره المحدد رئيسي للفهم والوعي بعيدا عن العفوية وعدم انسجم القناعات الشخصية مع النظرية بالافراط في الانتقائية والذاتية والحسابات السيكولوجية وليست الايديولوجية والحسابات الشخصية الضيقة .
مادمنا لا نمارس الوضوح الفكري/الاديولوجي و غير منسجمين مع الذات في العديد من المستويات فاننا نراكم الخيبات والازمات و تتسم مساهماتنا بالارتجالية والتجربانية ذات الطابع المعوج و نفوت الفرصة لحظات المد فتتجاوزنا الجماهير في لحظات الحسم دون الاستفادة من اي زخم نضالي لاننا عاجزين عن قراءة التاريخ والتهيئ القبلي وتشخيص العجز الكامن في ذواتنا للمساهمة في الشروط وانتاجها وليس الركوب عليها .
في المقابل ذلك استفاد النظام وأذياله من كل هذه الاخطاء و انتعشت الاصلاحية والانتهازية وابتكرت اساليب جديدة لتضليل الطبقة العاملة وممارسة الديماغوجية المقيتة بترويج المغالطات التاريخية وتارة اخرى بالوعود المعسولة وجر البروليتاريا الى الخيارات الاصلاحية وتكريسها على اعتبارها تحصيل حاصل وامر واقع بعيد عن الحلول الجذرية التي ما فتئت تحاربها في السر والعلن وتسوق صورتها وتلميعها بخلق صراعات وهمية في قضايا تافهة مع النظام اللا وطني اللا شعبي اللا ديمقراطي والمتاجرة بقضايا الشعب و الاجهاز على مكتسبات التاريخية للجماهير الشعبية امام اعيننا التي جاءت بدماء الشهداء وسنوات التعذيب في سجون الذل والعار وتضحيات جسام لابناء الشعب المغربي كتبت بدماء الشرفاء
متى نستفيق من غفوتنا ونعلن جهارا اننا عجزنا عن تقديم اجابات علمية لتجاوز ازمة الذات بالدرجة الاولى والانخراط في تكريس الخذلان والتقاعس وخيانة الطبقة الكادحة التي لم تراكم إلا اضطهاد و التفقير والهميش
ان تحرر الطبقة العاملة رهين بتحرر المناضلين (ت)من الانتظارية وامراض الطفولة اليساري ومراكمة الاخطاء بعيدا عن النقد الذاتي والهروب الى الامام بالاستنجاد بالشعارات الثورية التي لا تتلائم مع المرحلة و فهم الواقع فهما صحيحا بعيدا عن الشوفينية الضيقة والذاتية والانتقائية والمزايدات الفارغة .
انها لحظة بناء الذات
انها لحظة النقد الذات
زمن التراجعات هو زمن الاصطفافات والفرز
محسين الشهباني








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أنا لست إنترنت.. لن أستطيع الإجابة عن كل أسئلتكم-.. #بوتين


.. الجيش الإسرائيلي يكثف ضغطه العسكري على جباليا في شمال القطاع




.. البيت الأبيض: مستشار الأمن القومي جيك سوليفان يزور السعودية


.. غانتس: من يعرقل مفاوضات التهدئة هو السنوار| #عاجل




.. مصر تنفي التراجع عن دعم دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام مح