الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تأملات فى السقوط 1

رمسيس حنا

2014 / 11 / 18
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع



كثيرون منا يشعرون بالدونية أويصيبنا الشعور بالنقص ليصبح عقدة نفسية (Inferiority Complex) تنعكس على سلوكياتنا و اتجاهتنا نحو أنفسنا أو نحو الاَخرين. و تلعب مكونات التنشئة و الثقافات الإجتماعية بما فى ذلك التربية والتعليم والعادات و التقاليد و الأعراف و الخرافة و الأسطورة و السياسة و الدين و الإقتصاد دوراُ أساسياً فى بَلْوَّرة الشعور بالنقص بداية من التقوقع داخل الذات و الأنكفاء الداخلى و الرضاء التام على الوضع القائم او الوضع الحالى للشخصية بل تصل الدرجة بهذه الشخصية الى التوقف التام عن التفكير و الإعتماد الكلى على النتاج الفكرى للاَخرين الذين يريدون لنا هذا الوضع و نهاية بمحاولة تغيير هذا الوضع القائم أو الحالى لهذه الشخصية فى نفس السياق بغية إنشاد الكمال لتتحول هذه الحالة الى ما يُعْرَف بعقدة الكمال (Perfection Complex).

و لما كانت فكرة السقوط (سقوط الملاك و سقوط اَدم) فى الأديان الأبراهيمية الثلاثة (اليهودية و المسيحية و الإسلام) هى المحور الأساسى فى الأعتقاد و الإيمان بقصة الخلق و ما لها من تداعيات فى تكوين شخصية المؤمنين و بالتالى ما لها من تأثير فى العلاقات الأجتماعية بين أفراد جماعة الدين الواحد من ناحية و تأثيرها على العلاقات بين جماعات التابعين لكل ديانة نحو بعضهم من ناحية أُخرى فاننا سوف نتناول الفكرة بطرح أسئلة ربما تساعدنا على تشكيل وعى أعمق بحاجتنا الى خلق أو إيجاد علاقات – إن لم تكن تكاملية أو تعاونية – تكون غير تصادمية مع النفس أو مع الاَخر. وبالتالى يمكن أن نفكر فى علاقاتنا خارج إطار العقد النفسية الناجمة من تراكمات تراثنا البشرى بكل عناصره بداية من عقدة النقص (Complex of inferiority) الناجمة من الإحساس بالندم و الحسرة على ما كان عليه أبونا اَدم و ما كان يمكن أن نكون نحن عليه و ما أصبحنا عليه نحن بسبب هذا السقوط و من ثم تنمو فى نفوسنا حالة من الكراهية الشديدة (لأبينا اَدم) و لكننا لا نستطيع أن نبوح بهذه الكراهية فنسقط أسرى لعقدة أوديب (Oedipus Complex ) و العكس يحدث مع النساء اللاتى يلقين باللوم على حواء لأنها هى التى خُدِعت بكلام الحية أولاً فيتضخم لديهن الأحساس بالذنب و الدونية و الشعور بالكراهية الشديدة للأم "حواء" و يزيد تعاطفهم مع الأب "اَدم" و من ثم يسقطن فريسة لعقدة اليكترا (Electra Complex). و نتيجة لهذه الأحاسيس المعقدة تنمو لدى الجميع رغبة فى البلوغ لحالة من الكمال فنسقط فى وهدة وسواس أو هاجس التدقيق فى تطبيق قواعد ما يُسمى بشرع الله الذى هو الطريق الى الكمال فنسقط فى عقدة الكمال (Perfection Complex) مرة أخرى و عقدة البر الذاتى (ٍSelf-righteousness Complex)، فنتعامل مع الاخر بكبرياء و تعالى. او قد نتحلل و نحل أنفسنا من كل هذا فنجد انفسنا نعربد فى الحياة لكى يكون لنا مكان تحت الشمس فنستبيح ونحل كل الرذائل لإبادة بعضنا بعضاً فيظهر الوجه الاخر المخبأ تحت قشرة الفضيلة لتكشف عن توحش و همجية لا يفوقها توحشاً و همجية حياة الغابة، و لا يكون وقود هذا الصراع الهمجى ألا فقراء العالم.

و منذ فجر أو بدايات الوعى البشرى يحاول الإنسان أن يجد لحياته معنى و قيمة بالبحث الدءوب فى بيئته الخارجية و فى قرارة نفسه الداخلية ليتصالح مع الكون و ليشبع إحتياجاته، و ربما يكون ما اكتشفه خارج نفسه اكثر بكثير مما إكتشفه داخلها. و لكن تظل السمة الغالبة فى بحثه هى محاولة ملء أو سد أى فراغ لكل فشل فى التوصل الى قيمة او معنى حقيقى للوجود ككل بما فيه نفسه و ذلك باللجوء الى خياله الذى يلد من رحمه الإسطورة و الميثولوجيا لكى يتوصل الى قصة خلق نفسه فى حالة كمال الذى ما يلبث ان يتحلل الى تراب لنجده يتطلع الى كمال أخر بعد التحلل الى تراب لكى يبعث نفسه من جديد فى حالة تحقق له هذا الكمال. و من ثم كان عليه أن يبحث فى سبب بعيد "للموت" و طريقة يتغلب بها على التحلل و غرض أسمى من هدف الحياة على الأرض فهداه تفكيره الى فكرة البعث بعد الموت و لكنه لم يقتنع بفكرة البعث بعد أن يتلاشى الجسد "يتحلل الى تراب" فتوصل الى طريقة تحفظ جسده من التحلل "التحنيط" الذى أصبح فيما بعد شرطاً أساسياً للبعث فى بعض ميثولوجيات العالم القديم "قدماء المصريين على سبيل المثال". و توصل الإنسان بذلك الى الربط بين وجوده و وجود كائنات اخرى فى عالم "الميتافيزيقا" أو "ما وراء الطبيعة" ليعتقد أن ما يحدث له من من خير و شر و حرية و قسر و نجاح و فشل و سعادة و شقاء و متعة و عذاب و ثواب و عقاب و أخلاق و قوانين و قواعد و أداَب كل هذا وثيق الصلة و له ما يوازيه بعالم الميتافيزيقا. و هكذا نشأت علاقة السببية بين ما يحدث فى الطبيعة و الوجود المادى و ما يحدث فى عالم ما وراء الطبيعة "الميتافيزيقى" اللامادى. و من هنا توصل الإنسان الى فكرة ثنائية العلاقات بين الأشياء سواء كانت هذه الثنائية تناغمية انسجامية أو ثنائية تضادية أو ثنائية تعاقبية من حيث الزمن أو السبب الى أخره من هذه الثنائيات التى أصابت كثيراً من بحالة إزدواجية الشخصية.

إن علاقة السببية بين سقوط الملاك و سقوط ادم تعنى الكثير فى مكونات شخصياتنا و إزدواجية المعايير التى نتعامل بها أو نُعامل بها فى مناحى حياتنا و مظاهر نشاطاتنا. و قد نرى إزدواجية هذه المعايير بداية من مفهومنا لمعنى مصطلح "السقوط" فى الأديان الثلاثة و قصة خلق الملائكة و خلق ادم و سقوطهما. و حتى فى قصة الخلق او السقوط فى ميثولوجيا سابقة على الكتاب المقدس أو القراَن الكريم التى ريما تكون لها و جاهتها و التى نعدها بمعاييرنا – المزدوجة – من الخرافات فانه يوجد تشابه كبير مع ميثولوحيات الكتاب المقدس و القراَن الكريم إن لم يكن هذان الكتابان قد أخذا فى كثير من مكوناتهما من ميثولوجيات ما قبلهما من الحضارات. لكن فى جميع الحالات فان حضور الفكر البشرى حاضر بقوة لا تُخفى على العين المجردة البسيطة. و قد نتناول قصة خلق (الانسان والملائكة) و سقوطهما فى ميثولوجيات ما قبل الأديان الإبراهيمية فى مقالة أو مقالات أُخرى حتى يتبين لنا وجه التشابه الدقيق بينهما مما أدى الى ظهور ثلاثة أديان ينحصر فيهما الصراع لمحاولة معرفة كل ما هو ميتافيزيقى و هو عالم – مع إفتراض وجوده – بعيد جداً عن الأرض، فيتحول الصراع الفكرى الى صراع دموى على الأرض يهدد بتحويل كوكبنا الى مقر لجحيم و لجهنم تخيلها الأنسان فى المطلق لتصبح حقيقة مؤكدة على الأرض بدلاً من أن يحقق عليها الجنة أو النعيم أو الفردوس الذى تخيله فى الميتافيزيقى. و السؤال فى منتهى البساطة إذا كان الإنسان يعجز بما لديه من علم و فكر و طاقة عن أن يصنع جنته أو فردوسه أو نعيمه بما أُعطى و بما لديه و بما يملكه بالفعل من الأرض و ما عليها من الخيرات و النعيم فهل يستطيع هذا الإنسان أن يحقق أو يدرك هذه الجنة أو هذا الفردوس أو هذا النعيم فيما لا يملك من الميتافيزيقا.

أن تأملنا هنا يركز على قصة خلق الملاك و الأنسان و سقوطهما فى الأديان الإبراهيمية فقط. و سوف نبدأ بما ورد بخصوص هذا الأمر فى الكتاب المقدس ثم بعد ذلك نورد ما جاء بخصوص هذا الأمر فى اَيات من القراَن الكريم. ثم نطرح تأملاتنا أو تسأؤلاتنا حول الموضوع. و أؤكد على أن غرض هذا المقال هو محاولة لطرح أسئلة و ليس التركيز على إجابات لهذه الأسئلة و من ثم سوف أترك الإجابات للقارئ الكريم كل حسب إيمانه و معتقداته. و سوف نتناول بالسؤال محاور ثلاثة و هى: مما خُلِقت الملائكة؟ و مما خُلِق الإنسان؟ و كيفية سقوط كل منهما؟

فى الأديان الأبراهيمية الثلاثة "اليهودية و المسيحية و الإسلامية" هناك عامل مشترك فى قصة الخلق و السقوط و هو إرتباط قصة خلق و سقوط ادم إرتباطاً و ثيقاُ بسقوط الملاك ساتانائيل (Satan) أو ليوسفر (Lucifer) أو إبليس أو الشيطان (Devil) و اَخرين معه. و علاقة حادثتى سقوط الملاك و سقوط الأنسان علاقة سببية. بمعنى أن السبب و هو "سقوط الملاك" حادث أولاً و هو سبب مباشر فى حادثة السقوط الثانية (سقوط ادم) "نتيجة" مترتبة على سقوط الملاك. فلو لم يسقط الملاك ما سقط ادم لأن الملاك الساقط هو الذى أغرى حواء و ادم بإتيان فعل المعصية، أو بمعنى اَخر منذ أن سقط الملاك أصبح توجهه لاَدم توجه كراهية و عداء مطلق. و كل من حادثتى السقوط كانت لهما أثارهما أو نتائجهما أو عواقبهما السلبية فى السماء و على الأرض.

و السقوط هنا يعنى التحول من حالة أو مكانة متناغمة و متوافقة و متضامنة و فاعلة بدون أى تفكير أو إعتراض أو حتى مناقشة اى طاعة عمياء لا ينبغى فيها حتى مجرد الأستفسار بـ"لماذا؟" أو بـ"هل؟" أو بـ"كيف؟" لأمر سلطة عليا مطلقة الى حالة و مكانة اضادية متنافرة و مخالفة أى عدم طاعة أو عصيان أو جدل أو مناقشة لأمر هذه السلطة العليا المطلقة.

فالسقوط يكون نتيجة لسلوك سلبى من شخص أدنى أو أقل إذا كان الأمر الصادر موجب من ذات عليا أى يتطلب القيام بعمل و يكون السلوك هو الأمتناع عن أداء هذا العمل. و مثال هكذا يكون المفهوم الأسلامى لسقوط ابليس حيث ان الله (الذات العليا) أمر إبليس (ذات أدنى أو أقل) بتنفيذ فعل السجود (أن يسجد) لادم إلا أن ابليس أبى وتكبر و بهذا فسلوك ابليس سلوك سلبى أى "الإمتناع" عن أداء الأمر. هذا المفهوم للسقوط هو مفهوم إسلامى و لا تشترك اليهودية التوراتية و لا المسيحية فى هذا المفهوم .

و يكون السقوط نتيجة لسلوك ايجابى إذا كان الأمر الصادر من الله (الذات العليا) سلبى (أو سالب) أى يتطلب الأمتناع عن القيام بعمل ما و يكون سلوك (الذات الدنيا او الأقل) "إيجابياً" و هو الإتيان بهذا العمل. كما في حالة سقوط أدم، فقد أمره الله بألا يأكل من الشجرة فهذا نهى (أمر سلبى أو سالب) و لكن أدم خالف هذا النهى (الأمر السالب أو السلبى) و قام بأداء العمل المُنهى عنه بسلوك ايجابى (أو موجب) و هو الأكل من الشجرة. و هذا مفهوم مشترك بين الأديان الثلاثة لمعنى السقوط.

كما يعنى مفهوم السقوط أيضا محاولة الوصول الى مكانة أو درجة أعلى أو مساوية لذاتٍ أعلى و فشل المحاولة و من ثم فان هذا الفشل يؤدى بصاحبه الى مكانة أو درجة أدنى مما كان عليها قبل المحاولة و هذا هو السقوط عينه. و مثال ذلك ما جاء فى المفهوم اليهودى و المفهوم المسيحى لسقوط الملاك (لوسيفر أو ساتانائيل أو إبليس) عندما حاول أن يرفع نفسه الى مكانة الله ، فما كان منه إلا أن سقط و لكن هذا السقوط لم يصل به الى مكانته الأولى بل تعداها انحداراً الى أسفل من المكانة التى كان عليها قبل المحاولة.

و السؤال الأول يختص بالملاك الساقط: ما هو العنصر أو ما هى العناصر المكونة لِكُنْه أو جوهرهذا الملاك؟ و هل تأثر هذا العنصر أو هل تأثرت هذه العناصر بعد السقوط عما كانت عليه فبل السقوط؟؟... و هل كان لهذه الملائكة عواطف (emotions) كالحب و الكراهية و الطموح و الحقد و الحسد و الغيرة و الرحمة و العطف و الشفقة... الخ و بالتالى فان هذه العواطف تغيرت أيضا نتيجة هذا السقوط؟؟... بمعنى انه إذا كانت للملائكة مثل هذه العواطف (emotions) فهل تأثرت هذه العواطف بعد السقوط عما كانت عليه قبل السقوط؟؟ ثم أذا كانت هذه الكائنات الملائكية عاقلة فهل تأثر عقل هذه الكائنات بعد السقوط عما كانت عليه قبل السقوط؟؟.. و نقصد بالعقل هنا هو عنصر المقدرة على الإدراك و التفكير و الفهم و إستنباط او "الوصول لـ" أحكام من خلال المنطق "Logic" أو الدايلكتيك "Dialectics".

و السؤال الثانى الذى يفرض نفسه هنا و الذى يتعلق باَدم الإنسان هو: هل السقوط يؤثر فى التركيب التكوينى لِكُنْه (جوهر) الشخصية الساقطة؟ بمعنى هل السقوط أضاف أو أنقص من المقومات الجسدية أو الروحية فى حالة ادم؟؟... و بمعنى اَخر هل السقوط أثر فى تركيبة ادم الجسدية على سبيل المثال كان جميلا ثم أصبح قبيحاً... أو هل زادت او نقصت أعضاء خارجية أو داخلية... أو تغيير فى التركيب الجينى... او كان جسده غير قابل للفناء و غير قابل للتأثر بعامل الزمن (كالشيخوخة أو الكهولة)... أو غير قابل للتأثر أو التفاعل بالبيئة المحيطة به كالبروده و الحرارة و البكتريا و الميكروبات و الجراثيم و الفيروسات ... أو ... أو ... الخ ثم بعد السقوط أصبح عرضة لكل هذه المؤثرات؟

و أيضاً هل تأثرت روح أدم "وهى النفخة (أو النسمة الحية) التى نفخها الخالق فيه؟

و أخيراً – فيما يتعلق باَدم – هل تأثر عقل ادم بهذا السقوط؟ و هل كان العقل أصلاً موجوداً فى أدم قبل السقوط أو نشأ هذا العقل بعد السقوط؟ و لا نقصد بالعقل هنا "المخ" فالمخ عضو من أعضاء الجسد الداخلية كالقلب و الرئتين و المعدة ... الخ. مع إختلاف وظائف هذه الأعضاء. و لكن نقصد بالعقل هنا كما فى حالة عقل الملائكة أمرين و هما: الأمر الأول هو عنصر المقدرة على الإدراك و التفكير الـ(Mind) الموجود فى الأنسان و الذى يمكنه من الوعى بالعالم الخارجى و بخبراته فى و من هذا العالم لكى يستحسه و يحفزه على التفكير و الشعور. و الأمر الثانى هو قوة هذا العنصر (mind) على التفكير و الفهم و إستنباط او "الوصول لـ" أحكام من خلال المنطق "Logic" أو الدايلكتيك "Dialectics". و هذا ما يسمى بـ"Reason"، مع ملاحظة أن الـ"Reason" مرتبط إرتباطاً و ثيقاً بالعواطف فهل كان لاَدم عواطف فى مرحلة ما قبل السقوط؟؟...

و السؤال الثالث: ما هو الفرق بين تداعيات سقوط الملاك و تداعيات سقوط اَدم؟ لماذا أُتيحت لاَدم التوبة و القيام من سقطته و لم تُتاح هذه الفرصة للملاك الساقط؟ و هل هناك فرق بين الجان و الشيطان فى المعتقد الأسلامى؟ و إذا كان الجان يختلف عن الشيطان الذى سقط بسبب معصيته لأمر الله برفضه السجود لاَدم فما هى المعصية التى ارتكبها الجان؟ و إذا كانت التوبة متاحة للجان (عن طريق الأيمان بالإسلام) فهل التوبة متاحة للشيطان؟

و السؤال الأهم و الأخير فى المقال ما هو مصدر العواطف عند الملاك و الشيطان و الجان ؟؟

دمتم بخير
(رمسيس حنا)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
عبد الله خلف ( 2014 / 11 / 19 - 00:10 )
الخلاصة : في عام 1927 وضع (هايزنبرج) مبدأ (عدم اليقين) أو مبدأ (الريبة) , و هو مبدأ فيزيائي من المباديء التي تحكم الكون , ينُص هذا المبدأ على (أننا ممنوعون من معرفة الحقيقة الكلية , و ليس لنا أن نختار إلا نصف الحقيقة أما الحقيقة الكاملة فنحن ممنوعون عنها) .
يعتبر مبدأ (عدم اليقين) لـ(هايزنبرج) قانون صارم من قوانين (الطبيعة) ولا يرتبط بأي شكل ببعض القصور الموجود في أجهزتنا , و هو مبدأ يُعلمنا أنه ليس في وسع الانسان إلا المعرفة الجزئية أما المعرفة الكُلية فهذه حكمة لم يُسمح لنا بالاطلاع عليها .
وي عتبر هذا المبدأ من أعظم المبادئ أثراً في تاريخ العلم الحديث حيث أنه يضع حداً لقدرة الإنسان على قياس الأشياء .


2 - مغالطات منطقية 1
رمسيس حنا ( 2014 / 11 / 20 - 04:24 )
شكراً عزيزى ابو بدر الراوى أو عبد الله خلف لمرورك و إهتمامك بلصق هذا التعليق الذى لاحظت أنك تلصقه فى تعليقاتك على بعض مقالات السيدات و السادة كُتاب موقع الحوار المتمدن لمجرد انك تشك من عناوين مقالاتهم أنهم يتناولون مواضيع تتعارض مع معتقدك دون حتى قراءة المواضيع بالكامل. و قد لاحظت أنك تستخدم -مبدأ الشك أو الريبة أوعدم اليقينية لهايزنبرج- الذى صاغه هذا العالم الألمانى سنة 1927 بطريقة المغالطات المنطقية التى تتمثل فى أستخدامك لمرجعية علمية معترف بها عالمياً، و أستغلالك لعدم إهتمام كثير من القُرّاء بالإضطلاع على هذا المبدأ لعدم تخصصهم، ثم إشارتك للمبدأ بطريقة مبتسرة حتى لا تصل لفهم غير المتخصصين، و تغييرك لبعض عبارات فى نص المبدأ لا يلاحظها القاؤئ غير المتخصص حتى تولف أو تلائم المبدأ ليخدم فكرة باطنة -غير مصرح بها- لديك و هى للتشكيك فى أو لدحض فكرة الكاتب/ة إذا ما كان لديك شُبهة شك انها تتعارض مع فكرك، و أخيراً تهدف مغالطاتك المنطقية لجذب إنتباه القارئ بعيداً عن الموضوع أو القضية التى يناقشها الكاتب الى موضوع مختلف تماماً... يُتَبع


3 - مغالطات منطقية 2
رمسيس حنا ( 2014 / 11 / 20 - 04:26 )
و بذلك يتخيل لك انك تنجح فى تشتيت تفكير القارئ/ة و تربك الكاتب/ة فى أن يرد على تعليقك أو مداخلتك.

إن مقالى يركز على -سقوط الملاك و سقوط اَدم- فى معصية خالقهما – و مثل هكذا معرفة لا ندعى إكتشافنا لها بل نرجعها الى مصادرها من كتب الأديان الإبراهيمية – و ما يثيره هذان الحدثان من تداعيات و من أسئلة و من أثار نفسية علينا نحن البشر الذين نعيش على كوكب الأرض فهى قابلة للبحث و النقاش. فالموضوع متعلق بنا كبشر و من حقنا أن نفكر فيه و نتناوله بالسؤال. و المقال يركز على طرح أسئلة و ليست الإجابة على هذه الأسئلة. فالمقال يترك الأجابات عليها للقارئ/ة كل حسب معتقده. أما مداخلتك أو تعليقك يبدو فى ظاهره انه ضربة أستباقية لمحاولة إثارة الأسئلة و من ثم محاولة إجهاض تفكير السادة و السيدات القُرّاء بقولك - أننا ممنوعون من معرفة الحقيقة الكلية , و ليس لنا أن نختار إلا نصف الحقيقة أما الحقيقة الكاملة فنحن ممنوعون عنها- و هذا ما لم يقل به ابداً مبدأ - الشك أو الريبة أوعدم اليقينية لهايزنبرج- و أنت بهذا قمت بتغيير فى النص ليتلائم مع فكرة مسبقة فى عقلك -لا تسألوا عن أشياء ان تبدوا لكم تسوءكم-... يُتَبع


4 - مغالطات منطقية 3
رمسيس حنا ( 2014 / 11 / 20 - 04:27 )
و كأن الله و الطبيعة حَرَّما السؤال و المعرفة على البشر و من ثم يتضح عدم الأمانة فى الأقتباس أو الترجمة و بذلك تتم المغالطة.

أما عن مبدأ هايزنبرج المتعلق بـتحديد مكان و سرعة -quantum- الفيزيائى و هو الجسيم المتناهى فى الصغر فأنه يقول بـ-عدم إمكانية تحديد مكان و سرعة- هذا الجسيم -معا-و -بدقة- أى أنه يمكن تحديد المكان -بدقة- اولاً ثم تحديد السرعة -بدقة- أيضاً بعد ذلك أو تحديد السرعة -بدقة- أولاً ثم بعد ذلك تحديد مكانه -بدقة- أيضاً. و السبب فى عدم إمكانية تحديد مكان و سرعة الكوانتم -quantum- فى اَن واحد ليس فى عجز الإنسان كما تدعى بقولك - ليس في وسع الانسان إلا المعرفة الجزئية- ولكن السبب فى ذلك هو ان عالم الكوانتم -quantum- أو عالم الجسيمات الذرية يخضع للإحتمالات أو الصدفة او -الفوضوية- التى لا يمكن التنبؤ بها و ليس -عقل- الأنسان المحكوم بهذه الصدفة أو الأحتمالية أو -الفوضوية- و من خلال المعرفة الجزئية هذه إستطاع الأنسان أن يتعرف على كلية جديدة و هى -السلوك الفوضوى- للجسيم الفيزيئائى. و من ثم فقد رفض فريق من العلماء المحافظين و على رأسهم أينشتاين... يُتَبع


5 - مغالطات منطقية 4
رمسيس حنا ( 2014 / 11 / 20 - 04:29 )
الذى كان يحاول ان يفهم هذا المبدأ الذى توصل اليه هايزنبرج و قال قولته الشهيرة أن -الله لا يلعب بالنرد- بمعنى أن الله نظم كل شيئ فى الكون و لا يسمح بـ-الفوضوية- أو الصدفة أو الاحتمالات. و فى مقابل تيار العلماء المحافظين بزعامة أينشتاين كان هناك تيار علماء ميكانيكا الكوانتم بزعامة -نيلز بور- الذى يلقب بـ-أبو الفيزياء الذرية الحديثة-. هذا التيار الثانى يستند الى قوة الرياضيات و صدق معادلاتها مهما كانت غريبة و مختلفة عن الواقع الذى نعيش فيه. و حسم الجدل فى مؤتمر -سولفاى- سنة 1927 والذى انتصر لمبدأ الشك لهايزنبرغ حيث تمكن علماء ميكانيكا الكوانتم الذى كان يضم نيلز بور و ولفغانغ باولي و هايزنبرغ من إثبات صحة فرضياتهم و معادلاتهم. اما أينشتاين ظل على رفضه لمبدأ الشك بل لكل مبادئ ميكانيك الكوانتم محاولاً إثبات عدم صحتها حتى وافته المنية فى سنة 1954.

و العلم لا يدعى المعرفة الكلية المطلقة بل يسعى الى المعرفة -الكلية النسبية- للأشياء التى يمكن أن تصبح معرفة جزئية عندما يتوصل العلم الى معرفة تالية أكثر شمولية -كلية- من التى قبلها. ... يُتَبع


6 - مغالطات منطقية 5
رمسيس حنا ( 2014 / 11 / 20 - 04:31 )
هل تنكر ان معرفة العلم الخاصة بدورة المياه -water cycle- معرفة كلية -بالنسبة للمياه على الكرة الأرضية -بعد أن كان الإنسان يعتقد بوجود اله للمطر و أن هناك ملاك يسوق السحاب بسوطه-. هل يخالجك الشك بما قدمه لنا العلم البشرى فى كلية المعرفة فيما يتعلق بالشهب و النيازك و لم تعد هذه الشهب و النيازك -راجمات للشياطيين الذين يحاولون أن يسترقوا السمع لما يحدث فى السماء-. اما المغالطة المنطقية التى ذكرتها بقولك: -أما المعرفة الكُلية فهذه حكمة لم يُسمح لنا بالاطلاع عليها - فهذه مقولة فلسفية لا تتعلق بالمعرفة الكلية الفيزيائية لأن العلم لا يعترف بوجود -إنسان عالم- كلى المعرفة بل ان كل عالم -إنسان- يتوصل ال جزء من المعرفة تبنى على ما سبقها و تكون جزء على ما يأتى لاحقاً عليها. و هكذا يقر العلم بـ-النسبية- فى الكون اى أن كل شيئ موجود على الأرض نسبى. فأنت عندما تنظر الى منزل على سبيل المثال فأنت لا تراه كله و لكن نسبة منه فقط بل أن المنزل نفسه يتغير بتغير زاوية أو مسقط نظرك اليه. فإذا كانت النسبية حادثة فى الماديات فما بالك بالمجردات فالعدل بالنسبة لك قد يكون ظلماً بالنسبة لشخص اَخر. ... يُتَبع


7 - مغالطات منطقية 6
رمسيس حنا ( 2014 / 11 / 20 - 04:32 )
أما -معرفة المطلق- – التى أعدت صياغتها أنت الى -المعرفة الكلية- – فلا يستطيع أحد على الأرض أن يدعى انه بمتلكها و لا حتى الأنبياء. و أنت بذلك تدحض الإدعاءات بمعرفة -المطلق- التى يقول بها الأنبياء و رجال الدين. و تصبح جميع المعارف المتعلقة بـ-المطلقات- الموجودة بكتب الديانات الأبراهيمية
معارف منقوصة أو معارف جزئية ليس لأن المطلق اراد ذلك بل لأن الإنسان -الأنبياء- نسبى و لأن الانسان النسبى يمكنه ان يتعرف على جزء و احد فقط من الحقيقة النسبية فهيهات أن يصل الى جزئ واحد من المليون من معرفة واحدة من معرفة المطلق الذى لا يمكن أدراكه بأى من الحواس البشرية و يظل هذا المطلق مجرد إيمان قلبى -عاطفى- شخصى بشرى بعيد كل البعد عن أى يقين. و لذلك تجد أن المطلق متغير فى جميع فى معظم نصوص كتب الأديان الإبراهيمية فمرة تنص هذه النصوص على حكم ما أو تقرير ما ثم تعدله أو تنسخه فى نص لاحق. و لان هذا لا يهمنى فأنا لا أتناوله فى كتاباتى و لكن ما يهمنى هو علاقة الأنسان بأخيه الإنسان. دمتم بخير


8 - مغالطات منطقية 3
رمسيس حنا ( 2014 / 11 / 20 - 05:34 )
- و كأن الله و الطبيعة حَرَّما السؤال و المعرفة على البشر و من ثم يتضح عدم الأمانة فى الأقتباس أو الترجمة و بذلك تتم المغالطة.

أما عن مبدأ هايزنبرج المتعلق بـتحديد مكان و سرعة -quantum- الفيزيائى و هو الجسيم المتناهى فى الصغر فأنه يقول بـ-عدم إمكانية تحديد مكان و سرعة- هذا الجسيم -معا-و -بدقة- أى أنه يمكن تحديد المكان -بدقة- اولاً ثم تحديد السرعة -بدقة- أيضاً بعد ذلك أو تحديد السرعة -بدقة- أولاً ثم بعد ذلك تحديد مكانه -بدقة- أيضاً. و السبب فى عدم إمكانية تحديد مكان و سرعة الكوانتم -quantum- فى اَن واحد ليس فى عجز الإنسان كما تدعى بقولك - ليس في وسع الانسان إلا المعرفة الجزئية- ولكن السبب فى ذلك هو ان عالم الكوانتم -quantum- أو عالم الجسيمات الذرية يخضع للإحتمالات أو الصدفة او -الفوضوية- التى لا يمكن التنبؤ بها و ليس -عقل- الأنسان المحكوم بهذه الصدفة أو الأحتمالية أو -الفوضوية- و من خلال المعرفة الجزئية هذه إستطاع الأنسان أن يتعرف على كلية جديدة و هى -السلوك الفوضوى- للجسيم الفيزيئائى. و من ثم فقد رفض فريق من العلماء المحافظين و على رأسهم أينشتاين. يُتَبع


9 - محاولات للإجابة - 1
نضال الربضي ( 2014 / 11 / 20 - 06:42 )
تحية طيبة أستاذ رمسيس،

طروحاتك غير الاعتيادية في ربط الميثولوجيا بعلم النفس بالبيولوجيا هي محاولة لفهم الواقع بطريقة شمولية، و هو المُتوقع من عقل ٍ نيـّـِر باحث عن الحقيقة، فهي شمولية في طبيعتها، و نتعلم من أجزائها لكننا لا ندركها إلا إذا رأيناها كاملة ً كما يبدو لي أنك تفعل.

يحاول علم الفيزياء أن يأتي بالنظرية الشاملة: The Theory Of Everything أو The M-Theory كما يقول العالم Stephen Hawking في كتابه The Grand Design، لكنه يريد أن يأتي بها من قنوات الذرة و الميكانيكا و القوى الكهرومغناطيسية و النووية، ليفسر لنا الوجود الحقيقي.

إن المفتاح الأول الذي ندلف من باب البحث الخاص به نحو الخطوة الأولى على أوتوستراد الحقيقة الماراثوني هو اعترافنا أن الوعي و الإدراك يشكلان تصورنا للعالم على هيئة نموذج Model، دون أن يعني هذا بأي حال من الأحوال أن النموذج هو مطابقة للواقع لكن باعتراف ٍ أنه تمثيل و انعكاس يساعدنا على الفهم.

يتبع


10 - محاولات للإجابة - 2
نضال الربضي ( 2014 / 11 / 20 - 06:50 )
تابع

للإجابة على أسئلتك أستاذ رمسيس فإن علينا أن ندلف إلى عالم الملاك الساقط و نُخضعه للدراسة و التجربة و الاختبار و التأمل و الاستنتاج، و لا بد لنا من خلق ظرف جديد يحاكي ظرف السقوط الأول لإدراك ماهيته بعين المراقب المجرد، كما لا بد لنا من أن نعرف ماهية طبيعة آدم و حواء عند السقوط، و أن نعود إلى تلك النقطة بهذا المُعطى قبل أن يتبدل (إن كان تبدل) ثم نجري التجربة، و كما ترى فإن كل هذا مستحيل ناهيك عن كونه يتطلب الفرضية في كل جزئية من جزئياته و هذا جميعه لا يخضع لقوانين العلم و لا المنطق لكن لقوانين الميثولوجيا و الإيمان و التصديق و التسليم و الارتماء المطلق في حضن الغيبي و الاستسلام اللذيذ لنشوة تصديق امتلاك المعرفة بدون أساس حقيقي.

أما إذا ما أردنا أن نصدق معك و مع أنفسنا و نتسق مع التراكم المعرفي الإنساني فإننا لا نملك إلا أن نخوض في هذا الموضوع في ملعب علم النفس التحليلي الصارم، لنصل إلى الله و الشيطان و الفداء حين نلقي الضوء على تطور الإنسان الأول و انفصاله عن المملكة الحيوانية من جهة الوعي لا جهة التركيب التشريحي.

يتبع


11 - محاولات للإجابة - 3
نضال الربضي ( 2014 / 11 / 20 - 06:59 )
تابع

حيث أن دراسة التطور البيولوجي مقرونا ً بعلوم الحفريات و الأنثروبولوجي و بشقه الأنثروبولوجي الميثولوجي و تحت مجهر علم النفس، سيقودنا إلى أن نعترف أن الإنسان أدرك في نفسه الضعف و القوة، الطيبة و القسوة، المنطقية و اللامنطقية، النصر و الانهزام، حب الشخص و بغض ذات الشخص، كبرياءه و قابليته لقبول الذل، رفعته و انحطاطه، ثم تتوج إدراكه لذاته حين اصطدم بحتمية الموت و لا منطقيته بتعارضه مع غريزة البقاء، فكان عنده أن أخرج كل هذا من نفسه على شكل الإله و الشيطان ليكونا سويا ً هما: الإنسان، و لا شيء غيره.

ستجد كلاما ً كثيرا ً ردا ً على أسئلتك َ، و لقد قادك ذكاؤك إلى و دلتك بصيرتك على أن تترك المجال مفتوحا ً للإجابات و لا تقدمها، لأنك تعلم أنه لا توجد إجابة صحيحة سوى إجابة العلم السابقة، أما كل ما سيقال من باب الميثولوجيا فهو تأكيد لإجابة العلم، حينما يختلف المختلفون، بحسب تنوع رؤيتهم و وعيهم و إدراكهم الذي يشكل فهمهم للحياة و الدين و أساطيره، و يحدد موضعهم منها جميعاً، دون أن تُلزم كل هذا الاختلافات الحقيقة َ العلمية بشئ.

لذلك تبقى المنظومة الدينية تدور في حلقتها الفارغة للأبد.

دمت بود.


12 - الأستاذ نضال الربضى 1
رمسيس حنا ( 2014 / 11 / 21 - 08:52 )
لك منى كل الأمتنان و الشكر لمرورك و تشريفك لى بكتابتك لهذا التعليق الذى أثرى موضوع المقال و فتح لى و للقارئ/ة باباً للبحث بما طرحته من إشارتك فى علم الفيزياء لـ-نظرية كل شيئ- أو -النظرية الشاملة- (The Theory of Everything) أو (M-Theory) و إشارتك لكتاب (Steven Hawking) و (Leonard Mlodinow) -التصميم العظيم- أو (The Grand Design). و كأنك تلفت إنتباهنا – و هذا ما أتفق معك عليه – أن كثيراً من الظواهر الكونية الطبيعية المادية كان الأنسان القديم يحاول تفسيرها عن طريق خياله الجامح بأن يعزوها أو ينسبها الى قوى ما وراء الطبيعة و من ثم توصل تفكيره الى إختراع ميثولوجيات متعددة لينتهى الى ما يُعرف بالتوحيد متمثلاً فى الأديان الإبراهيمية التى تتناول فكرها الميتافيزيقى و تسقطه على الأنسان فلا مناص من أن يقع الأنسان (نفسياً و عقلياً و بالتالى جسيداً) تحت تأثير هذه الميثولوجيات التى لم يتحقق الأنسان من مصادرها حتى الاَن إلا من بشر مثله أضفوا على أنفسهم من خصائص الميثولوجيا حتى يقع الأنسان تحت تأثيرهم فيسلم لهم عقله و يقع هو نهباً مادياً لهم و نهباً للأمراض النفسية و العقلية و الجسدية أيضاً. يُتبع


13 - الأستاذ نضال الربضى 2
رمسيس حنا ( 2014 / 11 / 21 - 08:54 )
و أيضاً أتفق مع حضرتك فى مقولتك – و اسمح لى أن أقتبسها كما هى – فى أن -اعترافنا أن الوعي و الإدراك يشكلان تصورنا للعالم على هيئة نموذج Model، دون أن يعني هذا بأي حال من الأحوال أن النموذج هو مطابقة للواقع لكن باعتراف ٍ أنه تمثيل و انعكاس يساعدنا على الفهم.- و السؤال الذى يلح علينا بلجاجة – خاصة و شعوبنا فى منطقة الشرق الأوسط تعانى الأمرين -الأكثر مرارة- من الهجمة الشرسة تحت مسمى شرع الله – ألا يمكن تعديل هذا الوعى و هذا الإدراك لكى نتصور نموذج (Model) – لا أقول مثالياً – على الأقل يكون سلمياً بالبحث و التركيز على ارضية مشتركة يمكن أن تتحملنا جميعا و تسعناً لنقف عليها جميعاً ايضاً و نعمل سوياً من أجل تنميتها و رفعتها. ان توجيه و عينا و إدراكنا الى المفاهيم الإيجابية للميثولوحيا و محاولة ترجمة مفاهيمنا لسلبياتها الى مفاهيم إيجابية – على الأقل – لا يمكن أن يتم إلا إذا تجرأنا بسؤال هذه الميثولوجيا عن جوهرها و كُنهها لنتوصل نحن الى تغيير لهذا الموديل (Model) المتوحش أو على الأقل الى أنسنته (taming) كما نفعل مع الحيوانات الأشد ضراوة. يُتبع


14 - الأستاذ نضال الربضى 3
رمسيس حنا ( 2014 / 11 / 21 - 08:55 )
إن نهج حُماة الميتولوجى يختلف تماماً عن نهج العلماء التجريبيين. فالحقائق التى يتوصل اليهاعلماء العلم تظل نسبية قابلة للتغيير فى أى وقت. أما حماة الميثولوجى يعتقدون أنهم الوحيدين الذين يعرفون المطلق و أن معرفة مطلقة فلا يمكن أن يغيروها مع أنهم يمكنهم تغييرها لو فتحوا باب -الإجتهاد- الذى أغلقوه تماماً بل سدوا الطريق اليه بعد أن نصّبوا فى عقول تابعيهم أصنام التابوهات، فلا هم يدخلون و لا يسمحوا لأحد غيرهم بالدخول. و بدلاً من أن يفتحوا باب -الإجتهاد- فتحوا للناس – و خاصة الشباب – باب -الجهاد- الذى لا يجد من يدخله إلا الحقد (على الكفار) و الحسد (على الاًخر) و الإنتقام (من المخالف) حتى تجردوا من أبسط مفاهيم الأنسانية ولم يعد يفوقهم ضراوة اى كائن على الأرض حتى الحيوانات المتوحشة، بل إبليس نفسه – أذا كان له و جود – لا يفوقهم حقداً و كراهيةً و حسداً و تدميراً و نهباً و سرقةً و تقتيلاً، و الكارثة أن كل هذا يتم بشرع الله و تساعدهم ملائكته. و السؤال إذا كان الله و ملائكته بحضون المؤمنين على ذلك فماذا يفعل الشيطان؟ مسكين هذا الشيطان فقد فقد عمله بعد أن إستولى المؤمنون عليه.! دمتم بخير.

اخر الافلام

.. فاتح مايو 2024 في أفق الحروب الأهلية


.. السداسية العربية تصيغ ورقة لخريطة طريق تشمل 4 مراحل أولها عو




.. آخرهم ترامب.. كل حلفائك باعوك يا نتنياهو


.. -شريكة في الفظائع-.. السودان يتهم بريطانيا بعد ما حدث لـ-جلس




.. -اعتبارات سياسية داخلية-.. لماذا يصر نتنياهو على اجتياح رفح؟