الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المتشائل / فلسطينيو أراضي 1948

منعم وحتي

2014 / 11 / 19
الادب والفن


أحيانا لا أجد ترجمة عربية سليمة لبعض المفاهيم العلمية، من قبيل "Point d ancrage" و التي تستعمل في علم النفس للدلالة على قدرة مشاهد، تذوق مادة ما، سماع مقطع ما للإحالة على إحساس أو تصور آني ما.

لهذا الاصطلاح علاقة بما يعتمل مؤخرا من مشاهد تخص انتفاضة عرب / فلسطينيي أراضي 1948، حيث أحالتني مشاهد العملية الاستشهادية الأخيرة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، مباشرة على الرواية الساخرة للأديب الفلسطيني إميل حبيبي التي حملت عنوانا أغرب من تفاصيلها، حيث عنونها إميل حين إصدارها في 1974 ب : " الوقائع الغريبة في حياة سعيد أبي النحس المتشائل ".

الرواية التي كلما كررت قراءتها أحسست بتصفح رواية جديدة، و الدلالة لمضمون كلمة "متشائل" تستبطن معنى التشاؤم و التفاؤل في آن واحد، تختصر التناقضات التي تتملك دواخل فلسطينيي أراضي 1948، بين الانتماء للأصل الفلسطيني و واقع الاحتلال المر و المفروض، رواية تمرحلت على 3 أجزاء حمل كل منها اسما لحبيبته : يُعاد ، باقية ، يُعاد الثانية، كوميدية سوداء تعبر عن الشرخ بين الوطن و الاحتلال و أحلام العودة.

رواية تحتاج لاستعمال كل الخلايا العصبية لتملك ناصية الأماكن و الأشخاص و الأحداث، و لتتبع "سعيد" بطل الرواية، لحظات السخرية، فترات التخاذل، الجبن ، المأساة أحيانا و أحلام البطولة و الوطن.

مقاطع من الرواية مختارة من دعاء محسن لحوارية بين الأم يُعاد و الابن ولاء :
__________________________________________________

"في المدرسة حذرتموني: احترس بكلامك! فلما أخبرتكم أن معلمي صديقي، همستم: لعله عين عليك! ولما سمعت حكاية الطنطورة فلعنتهم، همستم في أذني: احترس بكلامك!
فلما لعنوني:
احترس بكلامك!
وحين اجتمعت بأقراني، لنعلن إضرابا، قالوا لي، هم أيضا:
احترس بكلامك!
وفي الصباح قلتِ لي، يا أماه: إنك تتكلم في منامك، فاحترس بكلامك في منامك!.. وكنت أدندن في الحمام، فصاح بي أبي: غير هذا اللحن. إن للجدران آذانا، فاحترس بكلامك!
أريد ألا أحترس بكلامي، مرة واحدة!
كنت أختنق!
ضيق هذا الكهف يا أمّاه، لكنه أرحب من حياتكم!
مسدود هذا الكهف يا أماه، ولكنه منفذ!"
_______

- لو كنا أحرارا، يا ولدي، ما اختلفنا، لا أنت تحمل سلاحا، ولا أنا أدعوك إلى احتراس. إنما نحن نسعى في سبيل الحرية.
- كيف؟
- مثلما تسعى الطبيعة في سبيل حريتها. فالفجر لا يطلع من ليله إلا بعد أن يكتمل ليله. والزنبقة لا تبرعم إلا بعد أن تنضج بصلتها. الطبيعة تكره الإجهاض يا ولدي. والناس لا يتحملون ما أنت مقدم عليه.
_______

"- أماه، أماه، حتى متى ننتظر برعمة الزنابق؟
- لا تنتظر يا بني، إنما نحن نحرص ونزرع ونتحمل حتى يحين الحصاد.
- متى يحين الحصاد؟
- تحمل!
- تحملت عمري.
- فتحمل!..
- سئمت خنوعكم."

ما أصعب أن تكتب عن بعد لتعتبر عن مأساة إنسان تحت الاحتلال، فما بالك بفلسطينيي أراضي 1948، تحت استعمار كيان صهيوني غاصب، فالأدب أحد أذرع المقاومة.

تحية التقدير لكل قطرة دم سالت من أجل الحرية.

منعم وحتي / المغرب











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقابلة فنية | المخرجة لينا خوري: تفرّغتُ للإخراح وتركتُ باقي


.. فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمين علي | اللقاء




.. بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء خاص مع الفنان


.. كلمة أخيرة - فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمي




.. كلمة أخيرة - بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء