الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإسلام المتخلف

راغب الركابي

2014 / 11 / 20
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أرجوا أن لا يفهم كلامي هذا في غير محله كما أرجوا أن لا يذهبن بكم الخيال إلى أبعد من هذا المتصور ، وفي ذلك أعني إسلام الجهل والتطرف والإرهاب والجريمة لا إسلام الله أو الإسلام المحمدي أو إسلام الأنبياء ، فذلك عندي ممنوع ولكني أشير إلى هذا الإسلام الذي يتغنى به نفر من الإرهابيين ومن القتلة ومن أعداء الحياة ، ويكون هذا حينما يسخر الدين لأجل أغراض سياسية ومقاصد نفعية ، ولقد كنت أقول إن الدين هو قيم أخلاقية ومثل أراد لها الله لكي تعيش وتعمم من أجل فائدة الإنسان كل إنسان ، ولكن حينما تحول المسار والمراد حدث هذا التخلف وحدثت هذه الفوضى التي تعم بلوآها جميع المسلمين بل جميع الناس ، ولقد ساهم في صنع هذا التخلف تلك الطريقة في التصدي لقضايا الدين والمجتمع من أناس قليلي المعرفة الذين أختلطت في أذهانهم شعارات أهل المنابر وخطب رجال الدين و التي تحظ في معظمها على الكراهية ونبذ الآخر ، وثمة ما نرآه لدى أدعياء الدين عن الأحقية وعن تنطعهم عن الفرقة الناجية وعن حصر الرحمة الإلهية بجماعة دون غيرها ، فحدث هذا التفاوت بل وتمردت الفئة الباغية مستغلة هذا الجو ومؤكدة عليه وتحظرني في هذا المجال تغريدة لهاشمي رفسنجاني رئيس تشخيص مصلحة النظام في إيران يقول هذا الرجل العاقل : إن سر هذا التكاثر من منظمات الإرهاب والجريمة كان بفعل سوء تقدير وفهم وخطاب من البعض قائلا ما فائدة ان تسب صحابة النبي وما هي الحكمة من التطاول على أزواج النبي ولماذا يفرحون بيوم مقتل عمر بن الخطاب ؟ كل تلك الفعلات تنم عن جهل وضيق أفق ومحاكات لتاريخ مشبوه وملوث تاريخ صنعته ردات فعل وتقوقع وغياب حقيقة ، ولقد سمعت من أحدهم في كندا وهو مسرور ليوم وفاة السيد العلامة فضل الله وتسألت لماذا كل هذا السرور ؟ قال هذا الميت هو المعين على كسر ضلع الزهراء !!! هذه الترهات من القول يقابلها سيل آخر في الطرف الآخر وكلها تحاكي قصص تاريخية لم تثبت ولم يرد فيها غير المخالفة لكتاب الله المجيد ، هذا الجو صنع لنا بإمتياز هذه الجرثومة التي تسمى داعش والتي قد كلفتنا دماء وجهود وتضحيات كبيرة كنا أحوج إليها في مكان آخر ، وكما إن قواتنا الباسلة تخوض حربا مقدسة ضد هذا الإرهاب المنظم فإننا نعتقد إن الحرب الثقافية على فكر الجريمة والتخلف أهم بكثير ، والحرب الثقافية تحتاج إلى جرأه وإلى إرادة في تفكيك الخطاب الديني المتخلف الذي يزرع الحقد والكراهية وينمي روح العدوان ، الحرب الثقافية تحتاج إلى كل الجهود وتحتاج إلى رجال دين من العيار الثقيل الذين بمقدورهم التحرر من هيمنة الخطاب الشعبي وعواطفه الجياشة لتدخل عالم الحقيقة وتكشف وتعلن وفي ذلك براءة من النار ، وكلامي هذا أوجهه إلى مراجع الدين فهم المعنيون بدرجة كبيرة في تلك الحرب ، خاصة وإن لهؤلاء الجهلة نيات وأفعال تدل على أنهم يريدون أن يجعلوا الأمر فوضى لا سيطرة عليه مما سيحرق كل أخضر ويابس .
إن ثقتي بالعلامة السيد حسين إسماعيل الصدر في الكاظمية كبيرة كي يقود إنتفاضة في هذا المجال إنتفاضة في التصحيح والإصلاح الديني وهو ممن يعتمد عليه وله باع في ذلك ورأي ، كما إن على الشيخ اليعقوبي مسؤولية مضاعفة في النجف في أن يقود شباب العراق في هذا الطريق ، ويمنع كل ما من شأنه تعطيل حركة البناء والإعمار إذ إن كل مظهر يساهم في الغلواء والتقاذف سيزيد النار إشتعالا .
في المرحلة هذه يجب ان تتغلب العقلانية على غيرها و في هذه المرحلة يجب ان نفسح المجال لذوي العقول الكبيرة كي يردموا الهوة ويكسروا الجدران ، في هذه المرحلة لنخفف ونمنع كل ما هو مبتدع وضال من الأفعال سواء في مجال الشعائر أو في مجال الوظائف فثمة هدف مقدس هناك نرصده ولا يتحقق من دون التخفيف والمنع ، ولتكن ثورة العقل هي مفتاح لثورة ثقافية شاملة عنوانها البناء والتقدم والجمع والوحدة ، إن الإسلام المتخلف يقودنا جميعا إلى الهاوية و إن أمعنا النظر فلا ناجي بعد اليوم ، ولكن في أيدينا الخلاص إن أردنا إلى ذلك سبيلا ، الإسلام المتخلف مثله القرضاوي ومن معه في صور ومواقف ومثله كل صوت نشاز ينعق بما لا يعلم بل ويفعل ذلك كي يداري أو يواري سواءاته ، الإسلام المتخلف هو ذلك الذي يغلب العاطفة على العقل ويوظف الوهم على حسن التدبر ، الإسلام المتخلف هو ذلك الجيش من القوى المتنافرة من دعاة الإسلام السياسي في ثوبه النتن هذا ، الإسلام المتخلف هو من يلغ الآخر ويعمل على منعه ومنع نشاطاته ، الإسلام المتخلف الذي لا يسمح بالرأي والرأي الآخر ولا يؤمن بالحوار ولا بالتعددية الفكرية والثقافية والمنهاجية ، الإسلام المتخلف هو هذا الذي نسمعه ونرآه ونشاهده كل يوم ، هو أولئك الحفنة من المرتزقة ومن يمولهم ومن يغطي فعلاتهم ، وهذا ما لا نعرفه نحن معاشر المسلمين ولهذا نحن ضده جميعا وكل العالم الحر معنا في ذلك ، لأن العالم الحر بكل قوآه مع الخير والحياة لا مع الظلام والجهل ، ولهذا فعلينا واجب ومسؤولية في فضح وتعرية هذا الجهل سواء أكان في التاريخ أم في الأخبار أم في كتب التفاسير ، هي مسؤولية أخلاقية وقيمية في فك الإرتباط مع قضايا الماضي وجعل الناس يشعرون ويكأن الدين قد نزل للتو ، وفي ذلك نكون قد تحررنا من عقد الماضي وحكايا التاريخ وما ينسب للنبي من كلام موضوع ، وإني أجد كبير أمل في تجاوز هذا الإسلام المتخلف بكل تبعاته وأملي هذا يقوم على دراية بان شعوبنا ستلفظه كما لفظت ذلك العقم حين أنفتحت على الحياة وبنت لها بنايات وطن ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
عبد الله خلف ( 2014 / 11 / 21 - 00:35 )
الإسلام أنجز الكثير للبشرية .
فرنسا (أم القانون الحديث) و كما اعترف المؤرخ (سيديو) بنفسه في كتابه (تاريخ العرب العام ص 395 : تعريب عادل زعيتر : البابي الحلبي) , -و قد ولد سيديو عام 1808م- حيث قال : [عهدتْ الحكومة الفرنسية إلى الدكتور (بيرون) في أن يترجم إلى الفرنسية كتاب (المختصر في الفقه) للـ(خليل بن إسحاق بن يعقوب) , المتوفى عام 1422 م!... و هذا الكتاب هو أحسن ما أُلِّف في (الفقه المالكي)] .
تابع :
https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=1487659634780755&id=100006101974822


2 - أرجو أن توضح لنا ؟
أحمد حسن البغدادي. ( 2014 / 11 / 21 - 19:09 )
أنت تقول :

( رجوا أن لا يفهم كلامي هذا في غير محله كما أرجوا أن لا يذهبن بكم الخيال إلى أبعد من هذا المتصور ، وفي ذلك أعني إسلام الجهل والتطرف والإرهاب والجريمة لا إسلام الله أو الإسلام المحمدي )

تعليق:
نرجوا أن توضح لنا، وتجيب على السؤال التالي؛

هل المؤمنين بإسلام الإرهاب والجريمة والتخلف، لديهم قرآن آخر ومحمد آخر وأحاديث محمدية وسيرة محمدية أخرى غير قرآن إسلام الله والإسلام المحمدي المعروف بالإرهاب والتخلف والجريمة.

نرجوا الإجابة، بدون تقية إسلامية ..


3 - توضيح
راغب الركابي ( 2014 / 11 / 21 - 20:57 )
الأخ أحمد حسن البغدادي
كل التحية والسلام
الحق إن الإرهاب والجريمة تتغطى بشعارات الإسلام وتتخذ منه طريق للتعبئة والتحريض وقتل الناس وإستباحة الأعراض وسبي الذراري , هذا هو الإسلام المتخلف هذا هو الإسلام الذي نحذر منه وندعوكم جميعاً لمحاربته , هذا النوع لاينتمي لمحمد (ص) ولا لرسالته وهو إنما يشحن الناس غضباً وغيظاً على الدين المحمدي الخالص الناصع . وعلينا جميعاً دور وواجب ومسؤولية في تنبيه الناس شباباً وشابات إلى خطر هذا الدين وخطر من يظن فيه خير أو يدعوا له .