الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بعض وسائل و ادوات البحث الأجتماعي عند ( علي الوردي )

سلمان مجيد

2014 / 11 / 21
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


هناك فرق بين العلوم من حيث كونها علومآ صرفة او أن تكون علومآ أنسانية أو اجتماعية خاصة فيما يتعلق بأدوات و وسائل البحث ، فألأولى : أي العلوم الصرفة تتيح للباحث التحلي بألموضوعية و الحيادية في كل أثرها في نتائج البحث ، وهذا لايتوفر للعلوم الأجماعية بذات التأثير على نتائج بحوثها ، الا ان هذا لايعني ان العلوم الأجتماعية لا تمتلك ادواتها التي توفر للباحث الموضوعية و الحيادية ،فقد حققت بعض من هذه العلوم تقدمآ في استخدام ادوات بحثية حققت لها تلك الموضوعية والحيادية ، حيث استعارت بعض من هذه العلوم ذات الأدوات العلمية او قريبة منها للعلوم الصرفة ، و اقرب مثالآ لذلك علم النفس و علم الأنسان ( الأنثربولجي ) و كذلك علم الجغرافية و علم الأثار الى غير ذلك ، الا ان الأدوات التقليدية تبقى الأهم في الوصول الى طبيعة الموضوع الأجتماعي الذي يراد دراسته و الوصول الى عوامله و نتائجه ، ومن تلك الأدوات و الوسائل الملاحظة المباشرة من خلال المشاركة في الفعل الأجتماعي او الموضوع الأجتماعي ، و من نتائج تلك الملاحظة او المشاركة هو التعرف على الأمثال الشعبية و الحكايات التي تلعب دورآ في تكثيف الحالة الأجتماعية و اختصارها لكي تكون قابلة للأنتقال من جيل لأخر ، بأعتبارها تجربة حياتية لهذه الأجيال و ألأستفادة منها ، أما بألنسبة للباحث فأنها تتيح له التعرف على طبيعة الحالة الأجتماعية من حيث أسبابها و نتائجها ، وأن الأمثلة الشعبية أحيانآ لا تكون واضحة او مباشرة فبنائها اللغوي يتميز بأستخدام الأستعارات اللغوية التي تمكن النص ان يكون مختصرآ و ذات تعابير سهلة في تناقلها بين الناس ، و دائمآ ما تتميز تلك التعبيرات اللغوية بألأثارة المتمثلة بألأيحاءات الحسية ، و الملاحظ ان لكل مرحلة من مراحل تطور المجتمعات امثلتها الشعبية الخاصة بها ،الا ا ن سرعة هذه التحولات الأجتماعية المعاصرة عملت على قلة الحاجة الى الأمثلة الشعبية ، وذلك أولأ : لسرعة التحولات او التغيرات الأجتماعية و ثانيآ :الى امكانية الأحاطة بألموضوع الأجتماعي بكل جوانبه و بصورة مباشرة من خلال وسائل الأتصال الحديثة ، وهذا مما لم يعاصره ( علي الوردي ) على اقل تقدير في مجتمعنا العراقي و حتى المجتمع العربي ، لذلك كان الوردي يستخدم الوسائل و الأدوات التقليدية في بحوثه الأجتماعية ، وذلك في سبيل الوصول الى طبيعة الظاهرة الأجتماعية ، فقد عرف عنه أنه كان يرتاد المجالس الشعبية كألمقاهي و الجلوس الى كبار السن يتجاذب معهم أطراف الحديث دون ان يدركوا غرضه من ذلك ، و ان ادركوا ذلك فأنهم يعيبون عليه هذا الذي ادركوه ، بأعتبار ان العلم و المعرفة مكانها صفحات الكتب و زوايا المكتبات لا مجالس المقاهي ، وهذا صحيح ان كان الأمر يتعلق بمواضيع غير مواضيع علم الأجتماع ، لذلك كان يجادل حتى البعض من الأكاديمين الذين عارضوا اسلوبه هذا ، فكانت هناك مجادلات بينه و بينهم على صفحات الجرائد و من خلال اصدار الكتب التي كانوا يردون بها عليه و يرد عليهم ، حتى وصل الأمر الى اللغة و ادابها ، و كمثال على ذلك كتابه ( اسطورة الأدب الرفيع ) ، و من المصادر التي كان يستقي منها معلوماته الأجتماعية أضافة الى المقاهي و المجالس الشعبية اماكن خاصة اثارت حوله الكثير من الأعتراضات الشعبية و كذلك الى بعض عناصر النخبة الفكرية و الثقافية ، كذلك كان يعتمد على الحكايات و الأمثلة الشعبية التي ترد في التقارير و البحوث التي كان يكلف طلابه بكتابتها ، و كان حريصآ على ان تكون تلك التقارير عن المناطق الشعبية و القرى و الحكايات و الأمثلة الشعبية المتداولة بين سكان تلك المناطق ، و كان الوردي يحتفظ بتلك التقارير ولا يعيدها الى معديها ، ومن اهم مصادر دراساته الأجتماعية اتخذ ( الوردي ) التأريخ لكي يعيد قراءته حسب المنهج الأجتماعي مقتفيآ في ذلك مثله الأعلى في ذلك الا وهو ( ابن خلدون ) ، حتى ان بحثه للدكتورا التي حصل عليها من امريكا هو موضوعة ابن خلدون التي من اهمها ( المقدمة ) فقد عمل على ذات المنهج في ان تكون له ( مقدمة ) تمثلت بكتابه ( دراسة في طبيعة المجتمع العراقي ) و التي اعقبته اجزاء اخرى تحت عنوان (لمحات اجتماعية من تاريخ العراق ) أراد بها ان يغطي التاريخ الأجتماعي للمجتمع العراقي من منظور اجتماعي حديث ، ويقال ان له عدة كتب مخطوطة تتعلق بألأحاث الأجتماعية و السياسية التي عاصرها ابان حكم النظام السابق ، و لحساسية موقفه من ذلك النظام فلم يصدر هذه الكتب ، و لم يتبين شئ عن تلك الكتابات ليومنا هذا، اذن كان ( الوردي ) نموذجآ للكاتب و المفكر الذي احاط بماضي و حاضر و حتى مستقبل مجتمعه ، لذلك سيبقى مثالآ للأنسان الذي ادى دوره في الحياة من اجل بناء مجتمعه نحو الأفضل .
انتهى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيضانات عارمة تتسبب بفوضى كبيرة في جنوب ألمانيا


.. سرايا القدس: أبرز العمليات العسكرية التي نفذت خلال توغل قوات




.. ارتقاء زوجين وطفلهما من عائلة النبيه في غارة إسرائيلية على ش


.. اندلاع مواجهات بين أهالي قرية مادما ومستوطنين جنوبي نابلس




.. مراسل الجزيرة أنس الشريف يرصد جانبا من الدمار في شمال غزة