الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق بين فكي اوباما وخامنئي

سمير عادل

2014 / 11 / 23
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لا يفصلنا غير يوم واحد عن الموعد النهائي وهو 24 تشرين الثاني لابرام اتفاقية كاملة حول البرنامج النووي الايراني، ولحد الان ليس هناك اي تقدم يذكر لا من طرف الجمهورية الاسلامية في ايران ولا من طرف الغرب بقيادة الولايات المتحدة الامريكية.
الجمهورية الاسلامية لن تتخلى عن برنامجها النووي، فهو مسالة حياة او موت بالنسبة لها لانها تسعى ان تكون قوة اقليمية ودولية في المنطقة، وتبعد جميع مخاطر تقويض نفوذها واسقاطها من قبل الاقطاب الاقليمية والدولية المنافسة، لذلك تحاول جاهدة ان تناور وتلعب على عامل الزمن.
لا شك الهزيمة التي مني بها حزب اوباما "الديمقراطي" في الانتخابات النصفية لعبت دورا مهما في اعادة تقييم سياسة البيت الابيض اتجاه الحرب على داعش، والتي ادت الى ادلاء بتصريحات من قبل رئيس القوات الامريكية ديمبسي بأن الخطة العسكرية ستنتقل من الدفاع الى الهجوم، الى جانب ارسال المزيد من الجنود الامريكان مع التلميح بأن هناك احتمال استخدام القوات البرية لطرد عناصر داعش من مدينة الموصل.
الرسالة السرية من اوباما الى خامنئي قبل اسبوعين، حول العدو المشترك وهو دولة الخلافة الاسلامية، فسرت على انها اي الولايات المتحدة الامريكية قد تقبل بالدور الاقليمي للجمهورية الاسلامية، لكن دون مخالب نووية في مقابل انهاء عمر داعش ودفنه في الاراضي التي جاء منها. وعليه ان التصريحات المتتالية مرة لاوباما في مقابلة مع قناة امريكية قبل اسبوع، ومرة لجون كيري وزير الخارجية الامريكي، واخرى لوزير الدفاع حول مراجعة الاستراتيجية الامريكية لمحاربة داعش، والتصريحات الاخيرة لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن الادارة الامريكية تعمل بصمت وبعيد عن الاعلام لاسقاط النظام السوري، تدل جميعها على رفع درجة سخونة المنطقة وستكون الساحة العراقية هي الاعلى في درجات السخونة خلال الايام القادمة.
ان ادارة اوباما حاولت خلال ستة سنوات من عمرها بعدم التورط في حروب جديدة، الا انها عادت مرغمة وخاصة بعد الهزيمة التي منيت بها في الانتخابات الاخيرة، ان تدخل بقوة في حرب العراق، لانقاذ ما يمكن انقاذه من هيبتها ونفوذها في المنطقة. وما يحصل من مزايدة اعلامية وسياسية وعسكرية بين الادارة الامريكية بقيادة اوباما وبين الجمهورية الاسلامية بقيادة خامنئي هو مرحلة جديدة من الصراع واعادة انتاج النفوذ السياسي والعسكري في المنطقة، والعراق هو البوابة الرئيسية. ان الاسراع من زيارة رئيس الوزراء التركي الى العراق والوعود التي اطلقتها السعودية في فتح سفارتها باقل من شهر في العراق وتوسيع العمليات القتالية للقوات الامريكية في العراق، هي جزء من تسخين الجبهة العراقية لزحزحة نفوذ الجمهورية الاسلامية في ايران في العراق، التي هي بدورها اعلنت بأن لديها مستشارين عسكريين وقوات فيلق القدس تساعد الجيش العراقي، الى جانب الاشادة من قبل قادة المليشيات الشيعية العراقية مثل عصائب اهل الحق وغيرها بسليماني قائد ذلك الفيلق وتثمين دور خامنئي في الساحة العراقية.
ان دولة الخلافة الاسلامية هي نتاج السياسات الامريكية وحلفائها في المنطقة وسياسات الجمهورية الاسلامية في ايران، وان القضاء عليها لا يتم عن طريق المساومة بين الادارة الامريكية والجمهورية الاسلامية بل على العكس تماما، بأن اطالة عمر دولة الخلافة الاسلامية هو بسبب تلك المساومات التي كل واحدة منهما تحاول الاستفادة من وحشية وبربرية وهمجية دولة الخلافة الاسلامية لتمرير سياساتها وفرض هيمنتها ونفوذها. ان الاستقرار الامني والسياسي في العراق وانهاء عمر داعش يأتي عن طريق اقصاء سياسات تلك الدول، وفضح القوى المحلية في العملية السياسية التي تراهن من اجل ديمومتها اما على السياسات الامريكة او على سياسات الجمهورية الاسلامية في ايران. ان عراق مستقل وعلماني وغير قومي هو الكفيل بأعادة الامن والامان والاستقرار الى جماهيره.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 158-An-Nisa


.. 160-An-Nisa




.. التركمان والمسيحيون يقررون خوض الانتخابات المرتقبة في إقليم


.. د. حامد عبد الصمد: الإلحاد جزء من منظومة التنوير والشكّ محرك




.. المجتمع اليهودي.. سلاح بيد -سوناك- لدعمه بالانتخابات البريطا