الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الابداع و الكتابة

ابراهيم فيلالي

2014 / 11 / 24
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


الابداع هو وحي الكاتب. و هذا الأخير لا يفعل سوى أنه يكتب ما يمليه عليه الابداع. فهذا الأخير هو شرط الكتابة . لا وجود لكتابة خارج الابداع ، و لكن يمكن للابداع أن يكون بدون حاجة للكتابة. كما يمكن أن تكون هناك كتابة ما بدون حاجة للابداع . فالاستنساخ و النقل ليس هما الابداع ، مجرد عملية تقنية فقط. أما الترجمة فهي كتابة مبدعة. الابداع هو ما يترجم أما أعيننا يوميا في كل لحظة و بشكل مستمر و متواصل و خالد. الابداع هو ما يعطي معنى لفرادة الانسان. هو اذن سعي مستحيل نحو تحقيق حلم الانسان الدفين في الخلود ، قبل أن يطرح سؤال الوجود . فحلم الخلود فيه العقل و اللاعقل . الابداع هو ترجمة الرغبة في البقاء الى الأبد . يعني أن الانسان كمفهوم لا يموت ، لأن ليس له وجود مادي ملموس ، مجرد. و الانسان الفرد هو الذي يموت. لأن له وجود مادي ملموس. و نظرا لاستيعاب الانسان لهذا الأمر - حتى لاشعوريا و غريزيا و بشكل غير مدرك- فانه يتناسل كي يتسنى له اعادة انتاج نفسه و الجنس البشري.
الكتابة التي لا تحمل القلق في بنيتها و لا تستفز و لا تطرح السؤال و... الكتابة بدون قلق تكون جوفاء و عقيمة ، بل مضرة . تزيف و تطمس و تجامل. و يحددها دافع انتهازي .
الفرق بين السياسي و الفنان من جهة و الكاتب من جهة أخرى، هو أن الأولين يحتاجان للجمهور من أجل الاستمرارية . يحتاج السياسي للجمهور كي يستقي منه قوة الهيمنة في اطار علاقات القوة و الغلبة الموجدة لحقل تعتبر السلطة الطاقة الوحيدة التي تغذيه . الانتخابات ، مثلا، تبرهن على أن السياسي لابد له من الجمهور كي يكون. من هنا يستعمل الخطاب الايديولوجي : الشعبوي منه و اليساري و اليميني و الديني و القومي ... حتى يستقطب بالشحن و التعبئة قاعدة مناصرة ، و يفوز في السباق نحو ولوج المؤسسات السياسية و القانونية و التي تعمل في اطار دولة السلطة .
لا وجود لدولة عبر التاريخ أو امبراطورية لا سلطوية، و لا لمجتمع لا سلطوي.
أما الفنان فلابد له من الجمهور كي يعرض عليه عمله و يلتقي به.
الفن و الكتابة لا يسلمان من أمراض السياسي و الايديولوجي . فكلاهما يمكن أن يسخرا لأغراض غريبة و لا تنسجم مع منطق الابداع. الابداع فوضوي بامتياز.
من هنا ، فربما كانت هناك مجتمعات لاسلطوية قبل ظهور الملكية. أي ما يطلق عليه المشاعة البدائية .
ظهور المجتمع الطبقي و ميلاد السلطة – كنتيجة للعلائق غير المتكافئة بين الأطراف المنخرطة في علاقات مباشرة – مرتبط بالملكية الخاصة. الانتقال من الملكية الجماعية ، كما تدل عليه "المشاعة" ( ولكن) البدائية، الى الملكية الخاصة – وصولا الى المجتمعات المتحضرة ، أي المدنية في تمرحلها التاريخي الى الراهن- هو الانتقال من اللاسلطة الى السلطة .
بقي مبدأ الملكية ، مع ما يستتبع ذلك من من أنماط التنظيم الاجتماعي و أنماط الفعل الاجتماعي، و تغيرت حضارات الانسان و ثقافاته و وعيه. و تفنن في أساليب ممارسة السلطة عبر القرون.
يتغير شكل و كيفية ممارسة السلطة حسب الحقل الابستيمي لكل مرحلة. اذ لا وجود لتنظيم اجتماعي خارج تصور لكيف سيكون عليه المجتمع موضوع التنظيم. لا يمكن أن نتصور تنظيما عادلا و أفقيا و لا سلطويا في اطار مجتمع طبقي . ليس ماركس هو الذي اكتشف الصراع الطبقي و وجود الطبقات الاجتماعية . غير أنه كان يطمح الى بناء مجتمع بدون طبقات و لا سلطة و لا دولة ... يعني المجتمع الشيوعي. مجتمع الحرية. و لكن ، هل يمكن أن نبني مجتمع الحرية بالحزب و الدولة ؟ و ما معنى المرحلة الانتقالية ؟ ما هي الضمانة لكي لا تدوم ؟ و هل يمكن مأسسة الحرية ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف يمكن قراءة تصريحات بايدن حول اعترافه لأول مرة بقتل قنابل


.. بايدن: القنابل التي قدمتها أمريكا وأوقفتها الآن استخدمت في ق




.. الشعلة الأولمبية.. الرئيس ماكرون يرغب في حقه من النجاح • فرا


.. بايدن: أعمل مع الدول العربية المستعدة للمساعدة في الانتقال ل




.. مشاهد من حريق ضخم اندلع في مصنع لمحطات شحن السيارات الكهربائ