الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ترويض المسلم والرده الحضارية (1)

وليد فتحى

2014 / 11 / 24
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


من حقائق الأمور أن الدول العربية التى تمثل أغلبية سكانها من المسلمين تقع فى مرتبة أكثر البلدان تخلفا وجهلا على كل المستويات ،بالأضافه الى الصحوه الأرهابية والوحشية والطائفية والعنصريه والعنف التى تنتشر فى تلك البلدان ..
وبسبب تلك الأزمات المتتالية التى تعانى منها المنطقة العربية عاما ومصر خاصا فأنقسم المجتمع الى فريقين متضادين لتشريح تلك الازمات ومعرفه أسبابها وعلاجها أيضا،فالفريق الأول أرجع الأزمة الى عدم إلتزام ـ خير أمه أخرجت للناس ـ بدينها حسب الأصل التشريعى القرانى والمحمدى ولذلك تحققت النقمة الإلهية والتى توجب حتما الى الرجوع الى الدين والإلتزام الدقيق بأوامره ونواهيه وفروض وحدوده الشرعية والتسنن برسول الأسلام ـ صلعم ـ وسنن الراشدين الهداه المهديين ،وهذا الفريق هم الأكثر إنتشارا،ويغلب على هذا الفريق روح التنظيم لتعودهم الطاعه المطلقة فيشكلون جماعات شديدة التنظيم والإنضباط والإستجابه الحركية السريعه،لربما يظهر مابينهم على السطح خلافات ولكن خلافات فى الدرجة لكنها غير نوعية لأنها تتوافق جمعيا على الأهداف الواحده وإن أختلفت الأساليب،ولربما يحكمون من وراء مؤسسات الدوله بشكل غير مباشر لتحقيق الأسلمة الكامله للمجتمع والدوله..
أما الفريق الثانى وهو (العلمانى)وهو الأقل أنتشارا بين الجماهير وغالبيتهم من المثقفين والنخب الثقافية ولكنهم الأكثر قدرة على الوصول إلى حلول علمية والأكثر منطقا والإقوى حجه ويستندون الى تفسير الواقع بعقلانية ولذلك يتم طعنهم لدى الفريق الأول بكونه مناهضا للدين ويناوئه ،فهذا الفريق العلمانى العقلانى يروون أن أزمه المجتمع الى تمسكهم بتراثهم الذى تجمد وتجمدوا معه،ولكن الفريق العلمانى بدوره ينقسم الى فئتين فكريتين فالأول يرى أن الخروج من الأزمه يتطلب التحرر التام والأنعتاق الكامل من سلطه التراث الأسلامى أو أى دين آخر،والفريق العلمانى الأخر يرى أن المأثور الاسلامى جزء لا يتجزأ من ثقافه المجتمعات العربية ويستحيل القطعية الكامل للتراث الأسلامى فالحل أذن يكون بإعاده قراءه هذا الموروث الهائل واعاده تصنيفه وتبويبه وتجديد فهم النصوص وشرحه برؤية حديثه بما يتوافق مع العصر وأعمال العقل.
ومن ضمن المعتقدات المتجذرة عند المسلم هى أن الاخلاق قاصرة على الأسلام وانه الشئ الوحيد تقريبا الذى يمتلكه المسلم ،فهو قد أمتلك الحقيقة المطلقة (الدوجما) ولذلك يعتزون ويتباهون أمام الدنيا بأنهم اصحاب اخلاق سمحه والباقى الغير معتقد بالاسلام فهم كفره وغير اخلاقيين ومنحرفين،لأن الاسلام أعزاهم بالأسلام،ولكن صار الكذب مباحا بعقيدة (التقية)واموال غير المسلمين فى أعتقادهم الأسلامى غنيمة مستباحه لانهم محاربون شاءوا أم ابوا،بالأضافه الى فقه كامل مكرس للأغتصاب بدعوى الشرع والدين ،فملك اليمين مازال يدرس فى المدارس والجامعات والأزهر وبفقه الأئمه الأربعه ومن تبعهم ،ناهيك عن أستمرار الشيعه فى العمل بنكاح المتعه وزواج المسيار فى بعض المجتمعات ،ومفأخذة الرضيعه وزواج الطفله..
فالمشكله أن المسلم يعتقد تعصيمه والكمال التام للتراث الأسلامى بكليته،ومن بين الشرائع التى وقفت عند زمانها ولا تتحرك ويتم فرضها فرضا بدعوى الدين والأسلام وهو مايعرف (بقوانين الأحوال الشخصيه) فقوانين الزواج والطلاق التى لا تكترث لحرمه الخيانة إلا مع الأنثى المحرم عليها ماهو حلال للذكر،فله الزواج بأربعه،وله وطء مالا عدد له ممن ملكت يمينه دون أن يعتبر ذلك أغتصابا يستحق العقوبة،وللزوج أيضا الحق فى طلاق زوجته دون أبداء أى اسباب،ناهيك عن قوانين المواريث..
فلقد أصبح بشر مثل جميع البشر لهم قدسية مثل (ابى بكر وعمر والبخارى وابن كثير..)حتى وصل التقديس الى مشايخ ووعاظ مثل الشعراوى وابن باز وغيرهم..
فلقد اصبح فى المجتمع هوس دينى وتطرف بسبب تعاليم الدين من كتب التراث والموروث العقيم الذى يحمله الأسلام،فتلك كتب التراث هو فقه يسمى (فقه السلطان) معظمه وضع فقط من أجل القضاء على الجماعات المناهضه للدوله المسيطرة لأن تاريخ الأسلام والمسلمين كله هو تاريخ فتن وصراع على الجاه والسلطان بدءا بالثوره على عثمان بن عفان بسبب ظلمه وواقعه الجمل سنه 36هجرية ثم صفين 37 هجرية ثم مذبحه آل البيت فى 61 هجرية ،ثم غزو جيش يزيد بن معاوية على المدينه وتدميره لها سنه 63هجرية،فقتل من قتل وسبى من سبى ووصلت ألف عذراء من هتك العرض العلنى وهن بنات الصحابه،ثم فتنه المختار الثقفى وابن الزبير فى 73 هجريه،ثم ضرب الحجاج بن يوسف الثقفى وجيشه مكه والكعبه بالمنجنيق وذبح الحسين وقتل الحسن ومن يومها لم تتوقف الفتن والملاحم الهمجيه الدموية والمحن الغير أنسانيه..
فالمدارس والجامعات أصبح مراكز لتعليم التطرف تحت دعوى الأيمان وليس تعليم العلم،فأصبحت المدارس تلقن فضيلة (النقاب والحجاب) والتباحث فى شئون الفرج والطهاره والطمث والمواريث مع الأسراف فى تقديس مالا يصح والدفاع عن الموروث الأسلامى وأحتسابه من الكمال ذاته،إن هذا الأنهيار المفزع ليس إلا نتيجة طبيعية للعوده الى نظام القبيلة البدائى والتعصب للعنصر والدين والمذهب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ما العمل؟؟
ماجدة منصور ( 2014 / 11 / 24 - 17:56 )
وما الحل مع هذا العبئ الثقيل الذي نرزخ تحته؟؟ ان الحديث في أمور ديننا قد أصبح كمن يلعب في نار ستحرقه ...و سكوتنا جريمة في حق أنفسنا و ضمائرنا لا بل جريمة في حق الإنسانية!!!0 ما العمل؟؟ و كيف سنبتدئ؟؟ وما هي الطريقة الأمثل (لأنسنة) السواد الأعظم من اتباع الدين الإسلامي؟؟ لقد خلق تعصبنا الأعمى داعش و النصرة و خراستان و أجناد مصر و كتائب الأقصى و بوكو حرام...و الحبل على الجرار........احترامي


2 - الخطاب الديني البائس
الزنديقة ياقوت ( 2014 / 11 / 24 - 22:09 )
إنه فعلا خطاب بائس ذلك الخطاب الذي يأمر بقتل من بدل دينه بينما يبارك من ينهب المال العام و يدعوه ب الحاج فالحج هو رشوة لله ليمحو الذنوب التي منها نهب المال العام لذلك نحن في ذيل العالم


3 - الاسلام دين تجاوزه الزمن
وليد فتحى ( 2014 / 11 / 28 - 00:05 )
من المؤسف أن نجد المجتمعات العربية التى يعتقد غالبيتها العقيدة الاسلامية هم يعتقدون فى كل ما جاء من مواقف واحداث دمويه فى تاريخ ومسار الاحتلال الصحراوى البدوى لجميع تلك المناطق الحضارية القديمة ونشر الخراب والتدمير والجهل والزيف ،ففى تلك المقالات (ترويض المسلم والرده الحضارية ) مجرد تشريح الواقع المرير ومحاوله ايجاد الحل الأمثل لتجاوز تلك الازمه الحضارية وهو الدعوه الى علمانية العقل والفكر قبل العمل به اولا

اخر الافلام

.. كاهن الأبرشية الكاثوليكية الوحيد في قطاع غزة يدعو إلى وقف إط


.. الجماعة الإسلامية في لبنان: استشهاد اثنين من قادة الجناح الع




.. شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية


.. منظمات إسلامية ترفض -ازدواجية الشرطة الأسترالية-




.. صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها