الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المسلمون أمة لا يمكن أن يكون لها أخلاق .

صالح حمّاية

2014 / 11 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



ليست التراجيديا الإسلامية في غياب الأخلاق لدى المسمين - كما قلنا في المقال السابق - فحسب ، بل التراجيديا هي في عدم قدرة هذه الأمة على امتلاك الأخلاق حتى لو أرادت ، فالأزمة الأخلاقية التي يعاني منها المسلمون ليست أزمة نابعة من غياب الالتزام بالأخلاق لديهم مهما كان نوعها ، بل الأزمة هي في غياب القدرة على هذا الالتزام من الأساس ، و مأساة الأمر هنا أن القضية لا ترتبط بحالة من القصور أو العوز الذي يمكن إصلاحها ، بل القضية هي في جوهر الأمة الإسلامية ذاتها ، فهذه الأمة بطبيعتها لا تستطيع أن تكون أخلاقية ، وإذا هي أرادت فهي لن تفعل سوى نقض نفسها .

إن الأمة الإسلامية (وهذا ما نغفله في كثير من الأحيان) أمة قامت بالأساس على الغزو ، فهي كحضارة لم تكن حضارة إنتاج وعمل ، بل كانت حضارة فتوحات وغزو ، لهذا فالأمة الإسلامية في واقعها أمة خاضعة بالضرورة لقيم النهب و السلب التي تأسست عليها ، ونحن ولو عدنا لجميع القيم التي تعرف لدينا بالقيم الإسلامية لو جدنا أنها جميعها قيم أساسها خدمة فكرة الغزو ، وليس خدمة الفضيلة ، و من هذا المنطلق فأخلاق الأمة الإسلامية إذا جاز أن نسميها أخلاق ، فهي ليست قيم ذات بعد فضائلي ، بل هي وسائل لإدارة المجتمع بطريقة سلسلة في أقصى الأحول ، على هذا ففي قضية كقضية الأخلاق الجنسية التي أفسدت أخلاق المسلمين (كما شرحنا في المقال السابق ) فليس الأمر أن هذه الأخلاق نتجت صدفة عند المسلمين ، او أنها أخلاق مثلا تعود لعادات وتقاليد يمكن أن تتغير ، بل الأمر هو أن هذه الأخلاق في واقعها هي ركيزة من ركائز الأمة الإسلامية ، و المسلمون لم و لن يستطيعوا تغييرها إلا بنقض طبيعتهم ، فالمسلمون وليؤسسوا لقيم الغزو كانوا محتاجين لقيم تدعم فكرة الغزو ، وطبعا لم يكن لديهم من فكرة أفضل لفعل هذا ، من فكرة كفكرة الجنس كحافز ، ففي الجهاد الاسلامي نحن نعلم أن جميع المحفزات التي تستخدم للحظ عليه هي بالأساس محفزات جنسية ( جواري و قيان في الدنيا ، وحور عين في الآخرة ) وطبعا و ليكون لهذا الأمر من فاعلية ، فلم يكن للمسلمين إلا أن يحاربوا الحب والعلاقات الجنسية ، فلو كان هناك حب وغرام ، لأنتفت الفائدة من الشبق الجنسي كحافز ، لهذا فالمسلمون و ليرفعوا من درجة الحافز للمجاهد ، حاربوا الحب والغرام والعلاقات و زرعوا في كل مسلم فكرة الشرف والعفة ليمنع نساءه منه ، وهذا سعيا لخلق مجتمع الكبت الذي سيخلق المجاهد الصنديد ، و طبعا أفترض ليس من الصعب ملاحظة هذا الأمر على أحد ، فلو نظرنا للمجتمعات الإسلامية اليوم لوجدنا أنها كلها مجتمعات مكبوتة ، والكبت في هذه المجتمعات يتوازى طردا مع الإلتزام بالقيم الإسلامية ، فكلما زاد الالتزام بالقيم الإسلامية كلما زاد الكبت ؛ و هناك أيضا دولة الخلافة الإسلامية (داعش ) نموذج جيد لشرح الأمر ، فما الذي جعل دولة الخلافة تصاب بكل هذا الهوس الجنسي الذي نراه ونسمع عنه ؟ طبعا الجواب سهل.. فداعش كدولة تحاول السير على القيم الاسلامية ، فهي لم يكن لها إلا أن تعود للسبي وللجواري ولجهاد النكاح كوسيلة حياة ، فالجهاديون وليتحفزوا للقتال بديهي أنهم محتاجون للحافز ، وطبعا ليس هناك أفضل من حافز لهذا بالنسبة للمسلمين المكبوتين من حافز الجنس ، لهذا فداعش فحين تصاب بالهوس الجنسي فهذا ليس بسبب أمراض نفسية في مواطنيها ، بل هو البديهي والطبيعي من فرد نشأ على القيم الإسلامية . وهنا طبعا وجب التنويه إلى أمر مهم وهو حول ( لماذا استعملت امة الإسلام الجنس كحافز وليس الحب ؟ فكما نعلم كثير من الأمم لها جنود شجعان يخرجون للحرب لكنها لم تحارب الحب و لا العلاقات الجنسية ) فالسبب الواقع أن هذا لأنها أمة حرب هجومية عكس الأمم الأخرى عموما ، ففي الأمم التي لها جيوش وطنية ، يتم تقديس قيمة الحب والأسرة من باب جعل الجندي يخاف على أسرته وأهله ، فهكذا يُحفز الجندي ليخرج للقتال دفاعا عن وطنه ، لكن الجندي المعتدي كما في أمة الإسلام فهو لا يملك هذا الحافز من الخوف ، وعليه وجب تحفيزه بالجواري و القيان والجنس ، خاصة طبعا وهو المهم مع الجو المثالي من الكبت ، فالأمة الإسلامية وظفت الكبت لتحفيز المقاتلين للجهاد ، وعليه نجد أن المسلم يمكن أن يجلد أو يرجم لو أحب فتاة وأحبته ، لكنه سيرفع على الأكتاف لو أغتصب مائة سيدة في غزوة من الغزوات ، فالقضية هنا ليست قضية فضائلية ، بل الأمر هو عملية إدارية بحتة ، فأمة الإسلام تخلق الكبت وتقوم بإدارته في سبيل أهدافها ، ومنه فأنت يمكنك نكاح آلاف النساء إذا كان الأمر في جهاد يدعم قوة و هيبة دولة الإسلام ، لكن لو فكرت في الحب فستجلد وترجم .

ومن هنا إذن نرى أن فكرة الأخلاق الجنسية ليس فكرة ثانوية يمكن الاستهانة بها أو تصور تغييرها ، بل هي فكرة جوهرية في الأمة الاسلامية ، وأي شخص لو فكر في قول أن الحب أو الجنس مباح في أمة الاسلام ، فهو وكأنما اغتال هذه الأمة ، فكيف تتطور هذه الأمة ، وكيف ترتقي اذا حرمت من السلب والنهب الذي هو مصدر دخلها الأساس ؟ وعليه فنحن وحين نقول أن الأمة الإسلامية لا يمكن ان تكون امة لها أخلاق فهذا لأنها لا يمكن أن تتخلص من أخلاق الجنس هذه ، فهي لو تخلت عنها لانقرضت ، في المقابل طبعا نحن نعلم أن أخلاق الجنس هذه هي ما أفسد أخلاق المسلمين كما شرحنا في المقال السابق ، لهذا ومن هذه المعادلة سنجد أن امة الإسلام لم ولن تكون امة أخلاقية إلا بنقضها لنفسها ، و للتأكيد على هذا الأمر يمكن الرجوع للحرب المسعورة التي يشنها الإسلاميون على دعوات حقوق المرأة ، وعلى الحرية الجنسية ... وكيف أن كل مبادرات من هذا الباب واجهت المشاكل ، فالحقيقة أن ما يدفع هؤلاء لمعارضة هذه الأمور هو خوفهم على امة الإسلام لا أكثر ، وهم حين يقولون لدعاة العلمانية و الحداثة أنكم ستهدمون امة الإسلام فهذا حقيقي وصحيح مائة بالمائة ، فهل سيكون هناك مجاهدون لو أشيع الحب ؟ وهل سيكون هناك حافز للموت في سبيل الله لو كانت الجنة على الارض ؟ طبعا لا .. لهذا إذن أمة الإسلام يجب أن تحارب كل دعوة لقيم حقيقية أو لحداثة أو لتطور قائم على العمل و الإنتاج ، فهذه الأمور كلها ضدها ، وهو ما يوصلنا لنتيجة واحدة وهي "" أن أمة الإسلام بجوهرها الحالي هي أمة ضد التحضر و ضد التطور ، وإذا هي أرادت أن تتحضر فهي مجبرة على أن تتخلى على قيمها ، وعليه فالمسلمون هم في خيار أبدي بين الحفاظ على قيمهم و البقاء في تخلف ، وبين تبني قيم أخرى جديدة لولوج نادي الحضارة "" .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الغزوات الجنسيه
Ahmed ( 2014 / 11 / 25 - 16:03 )
الجنس هو السبب والمحفز الحقيقي للغزوات الاسلامية ونبيهم هو المنضر الاول للبورنو و البيضوفيليا في زمانه فقرانه مليء بالايحاءات الجنسية و الترغيب فيها بايات متناقضه لقران متناقض لاسلام مزيف ‏‎ ‎


2 - بل هو البديهي والطبيعي
هانى شاكر ( 2014 / 11 / 25 - 16:32 )

بل هو البديهي والطبيعي
_______________


سيب ألمجاهدين تنبسط وبلاها م العكننه
مجاهـدات بالهَبَل مــن روســيا للبـلينــا
ياللى انت شاغل دماغك البت ليها كم سَنَه
أبـحـث و دقــق بذمه .. الـرك ع الـعـنعنه

و عجبى



3 - الاسلام اب بيئته
عمر الخيام ( 2014 / 11 / 25 - 17:23 )
وماذا تجد في البيئة البدوية غير لغة السيف و احاديث عن النكاح والقدرة عليها هذاالشيئان يشغل بالهم والاسلام نما من تلك البيئة والحاضنة لذلك سيكون فكرهم وسلوكهم هو نفس فكر وسلوك البدوي والشىْ الذي أأسف عليه ان هناك الكثير من الاكاديميين ومن غير المجتمعات البدوية والقروية لا يحسون او ينتبهون لهذا الشىْ وكانهم في تحشيش دائم وعلى طول الخط ..


4 - ... جيش محمد سوف يعود
john habil ( 2014 / 11 / 25 - 18:40 )
القرآن دستورنا - ومحمد رسولنا - والجهاد عقيدتنا
- قرآن إن الله اشترى من المؤمنين انفسهم يقاتلون في سبيل الله يقتلون أو يُقتلون .... ولهم الجنة
- وزوجناهم بحور عين، و كاللؤلؤ المنثور. قرآن
-من قتل كافر له سلبه ( حديث
أما الجنس
جهاد المناكحة
اللواط في سبيل الله ( فتوى سعودية موجودة على النت
والفتاوى هذه تابعة للتراث و84 غزوة اشتركت بها نساء المسلمين، ودليلنا حادثة الأفك، وجلد الرسول لشاعره زيد بن ثابت وابنة عمته بنت جحش شقيقة زينب زوج الرسول
التعزيزات إلهية ورسولية وشيوخ (جنة وجنس )
فلماذا لا يأتي شباب المسلمين من جميع انحاء العالم ويدمرون سوريا ويرفعون رأس الأسدعلى رماحهم الى مكة ؟!!
وخاصة عندما وصلت قيمة المجاهد السعودي في الرياض، وبالمزاد العلني الى مليون ريال ليفجر نفسه في دمشق ؟؟!!
لماذا لم يصدر يبان عن جامعة الخليج العربية ضد داعش ؟ ولماذا ملوك وحكام العرب لم يجتمعوا وينددوا بداعش؟ لماذا لم تقوم مسيرات واعتراض على داعش من قبل مسلمين العالم . ولماذا جرجرتهم امريكا الى حلفها كالنعاج عندما تعرض وجودها ومصالحها للخطر في اربيل..الجواب هوعند من يستغل الاسلام في تركيا والرياض وقطر؟!


5 - تعليق
عبد الله خلف ( 2014 / 11 / 25 - 21:26 )
أولاً : يقول صامويل هنتنجتون : [لا (آدم سميث) و لا (توماس جيفرسون) سيفيان بالاحتياجات النفسية و العاطفية و الأخلاقية لأصحاب الديانات الأرضية، و لا (المسيح) قد يفي بها و إن كانت فرصته أكبر، على المدي الطويل (محمد) سينتصر] .
أقول : ها هو أحد أبرز المفكرين ؛ يربط :
- النفس .
- العاطفة .
- الأخلاق .
بالإسلام .

ثانياً : أخلاق (يسوع الناصري بن بانديرا) :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=423838


6 - سلاما
حسنين قيراط ( 2014 / 11 / 26 - 06:01 )
الله يهدي من يشاء


7 - المسلمون امة منافقة
سليمو ( 2014 / 11 / 26 - 16:08 )
لن يصلح حال هده الامة الا بما صلح به اولها (اي الحروب والتنكيل والارهاب) وتحيا داعش وبوكوحرام والطالبان وسلمللي على التنوير