الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل اكتشف الأمازيغ أمريكا قبل كريستوف كولمبس ! ؟

الطيب آيت حمودة

2014 / 11 / 26
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات



كثير من أسرنا الجزائرية تسمي أبناءها باسم ( يوبا JUBA ) ونردد هذا الإسم بسذاجة دون أن نعرف كنهه ومعناه ، ودون أن ندرك رمزيته في تراثنا التاريخي العريق عراقة الإنسانية نفسها ، إنه حقا من عظماء ( تمزغا الكبرى) ، سليل أمة قال عنها (مولود قاسم نايت بلقاسم ) رحمه الله فيما معناه بأنها أمة تعمل كثيرا لكن بصمت ، أمة خرصاء لم تقل عن نفسها شيئا... ، فكل ما قيل عنها قاله الخصوم ، والخصم غالبا ما يطمس الجهد أو ينسبه لنفسه .

°°°عند كل نهاية …. يبدأ دائما إقلاع جديد سانت اكسوبيري ،
إنها الحقيقة الغائبة عنا …. ، الحقيقة التي وُلدت من رحم اكتشاف لكنز عثر عليه في مغارة بمنطقة نائية ريفية جنوب(إلينوي ILLINOIS ) الأمريكية الواقعة إلى الشمال من ولاية كنتكي ، في مكان (ما) بين سانت لويس ، والحدود الغربية لولاية ميسوري ، حيث عُثر على ( كنز ثمين ) من قبل بحاث عن الكنوز إسمه ( Russell Burrows ) ، قصة الكنز والمعلومات الوافرة عن المكتشف يمكن الإطلاع عليها في هذا الكتاب للأمريكي :
Frank Joseph تحت عنوان
: كنز الإقليد يوبا الثاني The lost treasure of King Juba II .

فكنزنا الثمين المخبأ بمغارة في ضاحية (إلينوي الأمريكية ) يحتوي على العديد من التحف الأثرية من ضمنها تابوت ملكي ) للملك الأمازيغي ( (يوبا الثاني juba 2 )

فمن هو يوبا الثاني ؟ وكيف وصل كنزه إلى أمريكا قبل أن يكتشفها كريستوف كولمبس ب( 15قرنا؟) .

ذاك ما سأحول تبيانه إقلاعا بكم عبر ثنايا سجل التاريخ ،وإبحارا بألبابكم نحو (جزرالخالدات ) ، مرورا ب ( جزر الأعاصير) مغامرين في بحر الظلمات (الأطلسي ) مستعينين بالرياح التجارية التي تجرنا نحو خليج المكسيك .
فشدوا حبالكم وتوكلوا على الله .

°°°يوبا الثاني أسيرا في روما
.
أحداث الواقعة كانت زمن النبي عيسى عليه السلام ، خلال منتصف القرن الأول الميلادي ، فقد كان الملك (يوبا الأول) ) في حرب شرسة ضد الرومان ، هذه الحرب التي أهلكت البلاد وأذلت الإنسان ، وقادت يوبا الإبن أسيرا عند العدو ، فنشأ( يوبا الثاني ) 52[ ق.م / 23 م في البلاط الأمبراطوري ، مولعا بالعلوم والفنون والآداب ، وعندما صار شابا زوجوه با ( كليوباترة سليني ) ابنة الملكة المصرية كليو باترة ، تفوقه ونباهته قادته إلى عرش [القيصرية بشرشال وتيبازة ] ، حيث مقر مملكته التي لا زالت آثارها شاهدة بالملموس إلى يومنا هذا ، فقد عرف الأمازيغ أيام مملكته رخاء كبيرا ، فتوحدت البلاد تحت سلطانه ، وتنوع النشا ط الإقتصادي و انفتحت أسواق العالم القديم للمنتوج الأمازيغي ، فتدفقت الأموال على البلاد ، ذاك الرخاء والعظمة لم تستسغهما روما خاصة في عهد الأمبراطور المستبد (كاليجولا caligula ) فشن جيشه حربا مستعرة على شمال افريقيا ، ورغم وفاة يوبا الثاني وزوجته كليوباترة سليني ،إلا أن الصراع الحربي تواصل في عهد خلفه (بطليموس بن يوبا الثاني ).

°°° الرومان يريدون (كنز) يوبا الثاني .

استمرت الحرب سجالا بين الأمازيغ والرومان ، فكان الجبروت الروماني أقوى وأكثر رعبا ، فأحرقوا ودمروا ولم يسلم من جبروتهم حتى النساء والأطفال ، فكان هدف الأمبراطور المستبد الغشوم(كاليغولا Caligula )هو الإستيلاء على كنوز الملك ( يوبا الثاني) المدفونة في الضريح الملكي الموريطاني المعروف عند العامة بقبر الرومية المتواجد بولاية تيبازة .

اغتال الرومان الملك (بطليموس ) غدرا ، فخاف الأجداد من ضياع كنزهم [ الرمز] بعد الفوضى الحربية ، فأخرجوا محتويات الضريح الملكي ، فهرَّبُوه غربا نحو الأطلسي ، فالتاريخ لم يفصح عن مكان وجود تابوت الملك يوبا الثاني المصنوع من الذهب الخالص مع كنوزه المرفقة حسب وصيته لعله موجود في مكان ما نجهله …… وربما في إلينوي الأمريكية ؟
سار الركب صوب جزر الخالدات ، ثم جزر الأعاصير ، حيث قاموا ببناء أسطول بحري تماهيا مع المهارة القرطاجية ، فأبحرت جماعة منهم ومعهم كنزهم الثمين غربا على متن سفنهم الشراعية التي تدفعها الرياح التجارية بتؤددة نحو خليج المكسيك . وبوصولهم لهذه الأرض الغريبة ساروا برا نحو الشمال الغربي بمحاذاة نهر المسيسيبي العظيم حتى وصلت رحلتهم منتهاها ومستقرها في (إلينويILLINOIS. )
وبقي الكنز الرمز مخفيا عن أعين لصوص التحف التاريخية حتى أكتشف من قبل أحد البحاث عن الكنوز الأثرية المدعود ( Russell Burrows ) سنة 1980 ، الذي كتم الخبر عن مكان وجود المغارة ، فهو يكشفُ عن التحف تدريجيا ويبيعها سرا بعد تصويرها ، وأحدث هذا الإكتشاف[ نقاشا وبحثا مستفيضا طيلة الثلاثين سنة الماضية ] بين القبول والرفض ولا زال الأمر تدور حوله الشكوك وتلوكه الألسن ، فهو قد عرض العديد من الشواهد الحية من إكتشافاته ، مثل تابوت مذهب ، رفات لبشر ، وأسلحة معدنية ، وتحف منحوتة باللغات القديمة منها( الأمازيغية ( الليبية وفؤوس رخامية ، وسيوف الخ .... ، وقد بذل المصوران (جيمس شيرتر James Schertz ) و (فريد ريدهولم Fred Rydholm ) جهودا كبرى في تصوير التحف قبل ضياع أثرها، وبعناية ودقة علمية كبيرة ،وانكب العالمان ( جاك وارد Jack Ward) و(وارن كوك Warren Cook ) ، على فحص العينات علميا ، وأثبت كوك عام 1989 فرضية هجرة جماعة (ليبية / ابيرية ) عبر الأطلسي نحو أمريكا . فقد حدد اسم ( بطليموس الأول) ابن كليوباترة سليني، والملك يوبا الثاني بوضوح، وصاغ فرضية انتقال هذه ( الجماعة الأمازيغية) عبر نهر المسيسيبي لتستقر في إلينوي ، كما استقرت جماعة منهم لاحقا في ( خاليدونيا الجديدة ) بعد نكسة ثورة المقراني في 1871 ، فالتابوت المذهب ( ليوبا الثاني ) ومرفقاته النفيسة قد وجدت لنفسها مستقرًا خفيا في بلاد (العم سام ) الأمريكية بعيدا عن أعين المُعادين للحضارة الأمازيغية والحاقدين عليها ، والطامسين لوجودها .

النتيجة :
الأمازيع وصلوا إلى أمريكا قبل كريستوف كولمبس ب 15 قرنا !.
إن كان الإفتراض العلمي صحيحا عن خبر هذا الإكتشاف ، وفاز الإثبات بعد دحض الشكوك ، فإن حقيقة اكتشاف كولمبس لأمريكا عام 1492 سيصبح سرابا كسراب حقيقة ( تسطح الأرض) و(ثباتها) و(أنها مركز العالم) ، فالإكتشافات العلمية كثيرا ما تحدث خلخلة في المعرفة الإنسانية ، لا شك وأن دقة البحث ورأي علماء الأركولوجية كفيلة بإقناع المرتجفين إلا أن يحدث اكتشاف آخر جديد ، قد يغير موازين المعرفة ويقلبها رأسا على عقب ….. ومهما كان الأمر أو يكون ….. فإن أجدادنا الأمازيغ قد ساهموا بقسط وافر في بناء صرح الحضارة الإنسانية .

ثنميرث .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
عبد الله خلف ( 2014 / 11 / 26 - 21:26 )
ذكر (كولومبس) في رسائله و مذكراته أنه رأى جزيرة حمراء (في رحلاته لأمريكا) يحكمها رجل (عربي) يُنادى بـ(أبي عبد الله)، كما اكتشف أن أهالي جزيرة (سان سلفادور) يتكلّمون ببعض الكلمات ذات (العربية) مع بعض التحريف في النطق، و ذكر أنه رأى في (الهندوراس) قبيلة سوداء (مسلمة) يطلق عليهم لقب (إمامي). و في مذكراته الشخصية ذكر (كولومبس) أنه شاهد (مسجدًا) في (كوبا) فوق رأس جبل، كما أن الأسلحة التي يستخدمها سكان (هاييتي) هي نفسها التي كانت تستعمل في (إفريقيا) .
و قد كتب المؤرِّخ الأمريكي (وينر -يشغل منصب أستاذ للتاريخ بجامعة هارفرد-) يقول : (إن كولومبس اعترف بوجود مسلمين في العالم الجديد) .


2 - امازيغي وافتخر
Jugurtha bedjaoui ( 2014 / 11 / 26 - 22:48 )
امازيغي وافتخر إنهم اجدادي واجدادك اخي الطيب وفعلا ماقاله المرحوم مولود قاسم كان صحيحا ولكن طمس هويتنا من طرف الغزاة مازال ساريا الى اليوم وهم وراءنا حتى على صفحات التمدن وقد يطل عليك الواوي و مجموعته ويردون عليك ومن ردودهم ستعرف كم كان عداب اجدادنا مع اجدادهم الغزاة عظيما وكم كان كرم اجدادنا واسع الصدر والقلب ولكن مهما يكن فالعلم سيفضح كل غاصب نهاب وستظهر الحقيقة التاريخية و ستراهم الى اي منقلب سينقلبون وكأنني اراها في علمهم الاسود في راية داعشهم الذي سيكشف ارهابهم التاريخي مع الامم المسالمة و سيكون هاد في كوبالي عند اخواننا الاكراد البواسل تحياتي


3 - شرف و فخر
عقبة بن سعد ( 2014 / 12 / 22 - 20:22 )
إكتشاف امريكا من طرف الامازيغ هو لعمري شرف و فخر ليس لأحفاذهم فقط بل للانسانية جمعاء, و يا حبذا لو كانت هناك افلام تروي ذلك فسوف تكون بدون شك شيقة.
أما صاحب التعليق الثاني: حاول أن تحسن الظن بالناس, لا يوجد أناس يكرهونك او يكرهون الكاتب او يكرهون اجدادك, و أعلم أن آبائك و أجدادك الامازيع هم بشر و من حقهم أن تكون لهم إسهامات حظارية و لعل موضوع المقال هو احد الادلة و الشواهد على اسهاماتهم
تحياتي

اخر الافلام

.. ميناء غزة العائم يثير بوجوده المزيد من التساؤلات | الأخبار


.. نتنياهو واليمين يرفضون عودة السلطة إلى القطاع خوفا من قيام د




.. حزب الله يدخل صواريخ جديدة ويزيد حدة التوتر في إسرائيل | #مر


.. دفن حيا وبقي 4 أيام في القبر.. شرطة #مولدوفا تنقذ رجلا مسنا




.. البنتاغون يعلن بدء تشغيل الرصيف البحري لنقل المساعدات إلى قط