الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معضلات الفكر المتدين

مينا بطرس

2014 / 11 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الفكر المتدين هو الفكر الذي يصبغ كل عناصر الحياة وعوامل قيامها بعامل الدين أو بمعني أدق بعامل النص المقدس. ليكون النص المقدس هو المحرك الأساسي لجميع اوجه التطور للحياة الأنسانية. ليلبس الدين صورة كل الموجودات الحسية وغير الحسية ويبقي الدين علة كل الظاهر الحياتية متحكما فيه النص المقدس مرة وتارة أخري عندمل يتم تأويل النصوص المقدسة لتناسب العصر حتي يكون النص المقدس سابقا لكل منجزات العلم والحداثة وفي بعض الأحيان متصادم . هذا الفكر الذي يبرر فشل فقهاء الدين السالفين الذين لم يكتشفوا ماتوصل اليه العلم الحديث هو في الحقيقة عدم ادراكهم للنظرة الثاقبة اوسع للنص المقدس الذي هو في الحقيقة مناسب لكل زمان ومكان رغم تمسكهم بالفكر الراديكالي لدرجة الالتصاق التام . هذام مايجعلنا أمام معضلات للفكر المتدين نو جزها كالتالي:-
1-أحادية التفكير
صاحب الفكر المتدين (كما عرفناه في مقدمة المقال) هو الشخص الذي يجاهد معك في أي مناقشة هو بالأساس هوواضع نتيجتها قبل أرهاصات المناقشات . أي أن كل محاولاتة في المناقشة ليس السعي وراء الحقيقة أو مناقشة المعطيات التي تجعلنا نصل الي النتيجة المراد او المفروض الوصول اليها . لكن هو لاينظر الي اي معطيات سوي المعطيات التي تبدو من وجهة نظرة هي السبيل الوحيد للفكرة التي يريد أن يقنعك بها وبالتالي هو لايناقشك لأخصاب وتوالد الفكر بينك وبينه هو يناقشك لكي ينتصر عليك. خائفا او مهزوزا دأخل ذاته في بعض الأحيان أن يكون مدافعا عن معتقد أو فكرة لاتمت بالحقيقة بصلة . لذلك هو كمن يمتلك عين واحدة لمكان مربع الأضلاع من المفروض إن وقفت في مركزه يكون لعقلك أربع أعين لتستطيع رؤيته كاملا.

2- الأذدراء
من أعجب مايتجلي به ملاك الحقيقة المطلقة أن يتباهو دائما أنهم سفراء الجنة في الأرض.وأنهم خلفاء الأنبياء . والمتكلمين بفم الله في هذا المجتمع الصاخب المتردئ بالانحلال الأخلاقي. فمن ثم هو يري أن الجنة من نصيبهم فقط. وأحيانا يعوض نقصه الشخصي في الجنة الموعودة وان من لايشبهة فهو شخص فاسق مصيرة الهلاك الابدي. لذلك لاداعي مطلقا أن تثبت لهولاء الكفار نتيجة عرقك ومجهودك وأنتاجك كل ماعليك هو شئ واحد ان تكون مقتنع اقتناع كامل أنك بار ذاهب للجنة وألاخرون ليس لهم نهاية سوي النار.
3- التعصب
كثيرا ماتجتمع العوامل لتضفي علي الشخصية عيوب ولدت من أحادية التفكير والأذراء واحدي هذة العوامل هو التعصب الأعمي. فكيف لشخص لايري سوي ذاته أن يراك أكثر أكثر صوابا في أرائك . لانه شخص يري ان شرع الله وكتابة غطي كل الأزمان. رغم أن هناك أمور أخلاقية وحياتية تغيرت مفاهيمها مع تغيرات الزمن .
كما أن هناك أمور ثقافية وفكرية وليدة كل عصر لاتمس الناموس الوجداني والضمير الانساني باي ضرر يتباري فقهاء الدين عقود حتي يبتوا في مدي صحتها من جهة الحلال والحرام. لذلك هو يتعصب لرايه قبل كل شئ حتي إن كان فقهاء دينين أخرين مختلفين علي هذة الامور الحياتية وابرز ملمح لتعصبهم هو تعصبهم لبني دينهم اكثر من تعصبهم للقيم او المبادي الانسانية.
4- ضعف المنهجية
بالطبع أن المنهجية التي يسير بها ذو العقل المتدين في المناقشات لكن الاصعب والاسواء عنما يكون الطرح المتداول بحثة في أمور تتكلم عنها النصوص المقدسة بصورة واضحة. وإن كان هناك بعض الاشارات في هذة النصوص . فرجل الدين أو الفقيهة الديني أو الرجل المتدين (الذي عرفناة أنه الرجل الذي يصبغ بكل الامور الحياتية بصبغة الدين) هو ضعيف المنهجية في العلم أو النظرة للتاريخ. كمن بني بيت علي أساس مختلف عن بيت جارة تكون النتيجة متساوان مختلفان الشكل. فكل غرض الدين هو ان يسير الانسان في الدنيا شاكرا ربه عز وجل مواظبا علي الطقوس الدينيية متاملا الحياة بعد الموت . نري ان منهجية العلم لاتبحث ولايهمها مابعد الموت. فالعلم يعتمد علي مبدا البحث والشك والتجريب ولايهتم با لامور التي يبحث عن ماوراء الزمن . منهاجان مختلفان وزويتان مختلفتان فبالتالي النتائج مختلفة. منهجية العلم تختلف عن منهجية الدين. إذن صاحب الفكر المتدين لو تكلم عن العلم بعقلية المنهج المتدين يكون كلامه ابعد عن روح العلم وفكره.
وأقرب مثال دعاة الاعجاز العلمي في النصوص المقدسة . وأذكر إني سمعت رجل دين مسيحي مصري قال (كل عالم ملحد ليس بعالم حقيقي) استفزتني هذة الجملة أي أن كل العلماء الذين ساهموا في بناء الحضارة وكان اعتقادهم الالحاد ليسوا بعلماء . ولابس العمامة السوداء الذي يجلس ويتكلم ليس موهبة سوي الكلام هو الذي يبت في مدي علم هولاء العلماء الملحدين ؟! وكيف تباري بنقض نظريتي التطور والانفجار العظيم .رغم أن كتابه عن اثبات وجود الله والرد علي الملحدين لم يرجع لي كتاب تتكلم عن نظريتي التطور والأنفجار العظيم (رغم أن كتب داروين مترجمة للعربية خاصة كتابة المثير للجدل "أصل الأنواع") بل رجع هذا الكاتب الي كتب دينية مسيحية تنتقض النظريتان فاي منهجية هذة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
عبد الله خلف ( 2014 / 11 / 26 - 21:36 )
تم التعليق في خانة الفيس بوك , و السبب : سعة مساحة الكتابة .

اخر الافلام

.. الآلاف يشيعون جـــــ ثمــــ ان عروس الجنة بمطوبس ضـــــ حية


.. الأقباط يفطرون على الخل اليوم ..صلوات الجمعة العظيمة من الكا




.. إليكم مواعيد القداسات في أسبوع الآلام للمسيحيين الذين يتّبعو


.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم




.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله