الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العلمانية هي الحل

كمال بالمقدم

2014 / 11 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كُثر ممن يتشدقون ويرددون مقولات ان لا عز لهــــذه الامة الا بالأسلام فقط وبأن الاسلام يوما صــــنع امة قوية ومتطورة إحتلت نصف العالــــم .. وانه لكي نعود مثلما كنا من قوة وهيــــمنة .. فلابد ان نعود للحكم الاسلامي وطبعا على طريقة الكهنوتية الوهابية .. والا فسنعيش ضعفاء ونموت أضــــعف ... وهنا نقول .. أخطأت يا هذا .. ومع كامل احترامي لكـ .. فهمك قاصرٌ كل القصر ..والحقيقة ان سبب عز العرب يوما لم يكن الاسلام بعينه اذا نظــــرنا الى حقيقة الامور بتجلي كبير . وانما لانه تم ايجــــاد عقيدة لأناس لم يكن لديهم اصلا أي عقيدة . والعقيدة تختلف عن المعتقد يا جماعة ... لذا ارجو اخذ الحيطة والحذر .. او الانتباه والنظر ..

وللتوضيح أكثر .. استطاع النبي محــــمد يوما ان يوحد العرب تحت عقيدة واحدة كانوا يفتقدونها وعلى اثر إفتقادهم لها كانوا متــــفرقين .. إذن السبب في قوة العرب انذاك ليس الاسلام بنفسه وبتعاليمه فعليا .. وانما لأن العرب إتخذت من الاسلام عقيدة واحــــدة جمعتهم فقط من بعد فرقتهم .. فانطلقت لهم راية تجمع تحتها صفوفـــهم .. بمعني لو أتى سابقا عقيدة جــــمعت العرب ووحدت لهم صفوفهم سواء كان اسلاما او اي عقيدة اخـرى فاننا سنتوقع ان يكونوا بحال أقوى .

مثلا العــــقيدة النازية .. الكثير يظن ان النازية هي عقيدة عسكرية والحقيقة الاجابة نعم ولا في نفس الوقت .. فجوهر العقيدة النازية هو ديني عرقي قبل ان تكون عقيدة عسكرية فقط .. فالعقيدة النازية اخترعها السيد الشجاع هتلر .. ومفادها ان الالمان هم بقايا سلالة الجنس المتفوقون الذين بنوا يوما مدينة اطلانطيس المتطورة والمفقودة .. ويقال ان سكان مدينة اطلانطيس هم أنصاف الهة أتوا من السماء ..وعند غرق المدينة اثناء الطوفان العظيم استطاع بعضهم أن يهربوا الى جبال الهملايا لارتفاعها ومن هناك انتقل بعضهم الى المانيا فجاء العرق الآري الألمــاني .

ولاحظوا معي أن ألمانـــيا وبعد الحرب العالمية الاولى كانت مدنها الاقتصادية والغنية محتلة من قبل روسيا وبريطـــانيا وفرنسا .. ولهذا كانت ألمانيا تعاني الفقر .. لكن بعد النازية التي وحدت اولا الصفوف الالمانية ومدتـــهم بمعنويات عالية استطاعوا خلال ثمان سنوات فقط أن يقلبوا المعادلة راسا على عقب وان يحتلوا بريطانيا سيدة البحار وفرنسا ولولا خطأ عسكري في ستالنيجراد لأحتلت ألمانيا العالم كله ...
السبب في عز العرب حينها كانت العقيدة وليس الاسلام بعــــينه .. مثلما كانت النازية السبب في تفوق الالمان طيلة الحرب العالمية الثانية .. ولولا غرور هتلر وعدم استماعه للتكتيكات الحربية .. لحققت ألمانيا فتحا مبينا ..

ايضا المغول عندما وحدّهم جنكيز خان .. دكوا اعتى الحصون وفتحوا اكبر الامصار والدليل ان الدول العربية الان اسلامية ومع هذا تعيش الذل والهوان .. بل الناظر الى باطن الامور سيرى ان حجم الاختلافات بيننا منشأه هو المعتقد الاسلامي نفسه .. لكن السؤال هنا .. هل لوطبقنا عقيدة الاسلام المحمدي في عصوره الاولى في حياة القرن الواحد والعشرين سيمنحنا قوة وهيبة .. ؟ اجابتي حتما لا .. فحينها نحن سنطبق آلية قديمة جدا لا تناسب حياة القرن الواحد والعشرين ومتطلباته وستنتكس امورنا بشكل كبير جدا .. أي نعم انها كانت تناسب مجتمع الاعراب سابقا .. لكنها الان لن تناسب متطلبات حياتنا اطلاقا .

اذن ماهي العقائد المناسبة حاليا لواقع حياتنا .. ؟ بمنطوري ان العقيدة العلمانية حاليا هي أفضل العقائد التي يمكن ان يجتمع عليــــها المجتمع الوحد ويعزز البعض البعض الاخــر .. والامثلة كثير فمثلا شاهدوا امريكا هي بلد علماني بامتياز حتى في صفوف جيشه يوجد مسلمين .. لكن ما يجمعهم هو الوطنية الامريكية ... لذا لا سبيل للمقارنة بين كل جيوش المسلمين في مشارق الارض ومغاربها .. وبين الاسطول السابع الامريكي لوحده .. فضلا عن عدم وجود مقارنة في الاخلاق والتــعاملات والتطور المدني والحضاري والعلمي والفكري بين الدول ذات العقائد الاسلامية وبين المجتمع العلماني الامريكي التي استطاعت عقيدتهم العلمانية ان تجمعهم وفي نفس الوقت ان تزيل كل الخلافات والاختلافات .

والسبب في قولي ان العلمانية هي العقيدة التي قد تجعل المجتــــمع قويا .. يكمن في ان العلمانية هي العقيدة الوحيــــدة التي يمكن ان تزيل كل الاختلافات المذهبية على كثرة تعدديتها ..وبالتالي يمكن أن تتقوى الروابط بين كل شرائح المجتمع الواحد تحت مفهوم مواطنة تتجاوز المعتقدات والاعراق .. وبالــــتالي يصبح المجتمع مجتمعا متماسكا وبناءا ولا يستهلكـ طاقاته في الاختلاف والكيد للاخر ..

مصرفي وقت قريب حين تولاها الاخوان المسلمين .. الاخوان المسلمين يختلفون عن السلفيين علما ان كلا منهم مسلم .. والسلفيين يختلفون عن الجاميين .. والسنة تختلف عن الشيعة وهكذا .. وبدلا من ان يكون هناك عقيدة يعقد الناس عليها امرهم ويجتمعون .. اصبح هناك خلافات يختلف الناس عليها ويتخالفون ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله


.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط




.. 102-Al-Baqarah


.. 103-Al-Baqarah




.. 104-Al-Baqarah