الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المادية البيولوجية والثقافية الرومانسية في الانسان

محمد احمد الغريب عبدربه

2014 / 11 / 29
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


يعيش الانسان وفق الاسس البيولوجي والحتمية الوجودية للاحتياج والزمن، هذه اللحظات هي الحاسمة لكل حياته هي الألم المحقق خارج الاطر الرومانسية والخيالية الممتعة، كل ما هو ممتع وصاحب لذة ليس حقيقي التيقن والاستمرار، ويفقد بريقه مع الزمن، أو يكون للحظات.
دائما الانسان يتسم بالتناقض والحيرة والتعاكسات، وكل هذه الجوانب لا يمكنها أن تتولف مع كل ما هو خيالي ورومانسي، لذا طبيعة التناقض للانسان الدائمة هي التي تحدد تحققه الدائم للوجود والحياة.
كل ما سبق مقدمة سريعة، توضح طبيعة الانسان المتناقضة، وعلاقتها بالرومانسي الخيالي، وعلاقة الرومانسي الخيالي بالتقين الوجودي الدائم الحتمي، ومن هنا نربط بين المادية والحتمية الوجودية البيولوجية في مفهوم واحد يعبر عن ذات الانسان المستمرة في ابعادها المتغيرة والتي تحوي كل الابعاد الخيالية والاوهام واللذة، وايضا نربط بين الثقافي والخيالي والرومانسي.
نحن نحفر هنا في الانسان الاصيل الخالي من الثقافي المتوتر الدخيل عليه، الانسان البدائي صاحب السبق الاول للوجود الانساني، والذي مازال يعبر عن الانسان المعاصر ولكن في داخله العميق الغير المزيف، نبحث عن الانسان البيولوجي صاحب الاحساسات المادية الاساسية مثل القضاء علي الجوع بالشبع، تخفيف الألم النفسي بالبحث عن الملذات، الحاجة الجنسية، ومقاومة التعذيب والقهر الجسدي، كل ما هو مادي واساسي، وهذا المادي يضم بعض المعنوي ولكن بشكل اصيل يحوي بداخله في شكله الفرعي.
ونتطرق الي الثقافي الدخيل علي الانسان دائما، والذي يذهب سدي ويصبح وهماً، وهو الاجتماعي والاقتصادي والسياسي وكل العلوم الانسانية والمصطلحات واللغات، كل ما هو ثقافي يتطور بالتاريخ والعالم، فكرة الحب والصداقة، وفكرة شرعية السلطات، ثورات الشعوب، والتضامن المجتمعي.
قد نستثني من هذه الامور بعض التحالفات الاجتماعية ذات البؤرة الضيقة، ولكن بشكل فرعي يحمل في طياته القضاء في اي لحظة، ولكنه يستمر من أجل مصالح مستمرة للانسان، وهي علاقة الزواج، الاسرة والاقارب، العلاقات الاجتماعية الناردة المصحوبة بالألم وعدم القدرة علي الفقدان.
هذه الفكرة ليس معقدة وذات اشكاليات ضخمة، نحن نوضح أن الثقافي والخيالي ليس دائما ابدياً ويعتبر دخيل علي الانسان، وأن المادي البيولوجي للانسان هو الحقيقي الدائم، ولكن الانسان المعاصر يحتاج الي الثقافي والرومانسي، ولكن عليه أن يفرط فيه لأن ليس من طبيعته الأصيلة، فالثقافي الرومانسي هو متنوع وذات افرط في اللذة ويغري الانسان دائما وقد يؤدي الي القضاء عليه بكل سهولة، ولكن علي الانسان ان ينتبه في الاساس لاصالته الابدية المادية البدائية ويتمسك، وأن تكون عينه يقظة أمام الثقافي المغري دائما.
تناقضات الثقافي والمادي للانسان المعاصر هي التناقض الاخر لوعيه، وهي تتحالف لنفسه ضد الانسان وضد تناقضات الاساسية، ويصبح دائما هذا التناقض شئ خارجي ليس اصيل للذات، وهو الي يوصل الانسان حتماً إلي زيفه، ويرفضه ويلفظه بكل شجاعة عندما يشعر باغترابه.
هنا نوضح اغتراب الانسان من الثقافي الرومانسي وتناقضاته، وكيفية ادارة الانسان له، وسبر اغواره، فالانسان عاش كثير من تاريخه في قطعان بشرية لا تلتفت كثيرا للثقافي، وكان هذا خير تعبيراً عن طبيعته، وهو ما اشار اليه روسو في العودة الي الحالة الاولي للطبيعة، وقد اتهم أنه رومانسي لأن يدعو الي العودة الي الطبيعة، انا هنا لا اسعي لقراءة جديدة لروسو، او نقده أو تأييده، مجرد توضيح مادية الانساني وثقافي الانساني، وكيفية ادارة الثقافي قبل المادي...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قادة الجناح السياسي في حماس يميلون للتسويات لضمان بقائهم في 


.. دعوات أميركية للجوء إلى -الحرس الوطني- للتصدي للاحتجاجات الط




.. صحة غزة: استشهاد 51 فلسطينيا وإصابة 75 خلال 24 ساعة


.. مظاهرات في العاصمة اليمنية صنعاء تضامناً مع الفلسطينيين في غ




.. 5 شهداء بينهم طفلان بقصف إسرائيلي استهدف منزلا في الحي السعو