الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الله أكبر

طوني سماحة

2014 / 11 / 29
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


"الله أكبر". قد تكون العبارة الأكثر تردادا التي سمعتها في حياتي في مناسبات ليسب فقط مختلفة ، بل ومتناقضة أيضا. قد تكون العبارة الأجمل التي أتى بها القرآن، لكنها، وفي نظري، قد تكون العبارة الأسواء استخداما في التاريخ الاسلامي.

"الله أكبر"، عبارة جميلة تحجّم الانسان إزاء كائن أكبر منه، فتمنعه من الكبرياء والغرور. عبارة فلسفية تؤكد على تعالي الله عن صغائرنا وبالتالي تجعلنا نصبو كيما نسمو ونقترب من هذا الكائن الكبير. عبارة تضعنا جميعا في مصاف واحد إنسانيا إذ تذكّرنا أننا الأصغر في معادلة طرفاها الله والانسان. عبارة قد تدل على رحمة الله اللا متناهية، إذ من هو الكبير الأكبر غير الرحمن الرحيم الذي يرحمني عندما تزل بي القدم؟ لكن، وفي واقع الامر، هي العبارة الاكثر استفزازا لي عندما يتم تطبيقها من قبل الكثير من المسلمين وخاصة المتطرفين منهم.

"الله أكبر"، سمعتها عشرات الآلاف من المرات تصدح من مكبرات أصوات المساجد، شاشات التلفزة، أفلام السينما، وعلى شفاه رجل الشارع العادي. لكن وللأسف، بدل أن ترتبط هذه الكلمة بأعمال الرحمة والإنسانية، سمعتها تتردد في حالات الغضب و العنف والقتل ورفض الآخر.

"الله أكبر" يرددها المقاتل في الحروب، منذ بدأ تاريخ الاسلام وحتى يومنا الحاضر، فارتبط استعمالها بالسيف والجهاد. لماذا لا يكون الله أكبر في صناعة السلام بدل الحرب؟ لماذا لا يكون الله أكبر عندما أعفو عن عدوي؟ لماذا لا يكون الله أكبر عندما أطعم جائعا؟ لماذا لا يكون الله أكبر عندما أكسو عريانا؟ لماذا لا يكون الله أكبر عندما أرد نفسا خاطئة ل لله بدل أن أحكم عليها بالرجم؟

"الله أكبر" تتعالى في الشارع عندما تطأ أقدام الغوغائيين الأرض في ثورة غضب ضد الحكومات. فيزداد القتل واللكم ويختلط عندها اسم الله بشتائم العامة. يرددها الناس وهم يحرقون اطارات السيارات ويكسرون أقفال المتاجر، ويقمعون الناس ويعطلون السيارات. ألا يكون الله أكبر إن عبّر المواطن عن غضبه في مسيرة سلمية احترم فيها الحق العام وحافظ فيها على البيئة بدل أن يسممها ويسمم رئتيه بالإطارات المشتعلة؟

"الله أكبر" عندما يرسم رسام دانمركي كاريكاتورا، فتشتعل الارض والسماء نارا وهيجانا وسخطا وتحرق السفارات ويتم الاعتداء على المقدسات وقتل الناس وتكون النتيجة أنه بدل ان ينفي المسلم تهمة الارهاب عنه يثبتها أضعافا مضاعفة. ألا يكون الله أكبر إن عبّر المسلم عن استيائه بشكل راق يجعل من هاجمه يعيد الحساب فيما يقوله؟

"الله أكبر" عندما يحمل الغوغائيون حجارة لرجم رجل أو امرأة (وغالبا ما تكون امرأة لأن الرجل قلما يزني) وتنهال الحجارة على المسكين أو المسكينة، فتشج الرأس وتدمي الوجه وتلفظ الروح أنفاسها الاخيرة في مشهد مهين. ترى ألا يكون الله أكبر لو تم احتواء هؤلاء وارشادهم وتأهيلهم لتصحيح طريقهم في الحياة؟

"الله أكبر" عندما يهاجم المسلحون شعبا أعزل، فيذبح الرجال وتسبى النساء وتباع في سوق الرق أو تعطى هدية للخليفة والامير. نعم، الله أكبر. هو أكبر من ذبح الرجال وبيع النساء واغتصابهن.

"الله أكبر" عندما يجند الطفل السوري والعراقي على أيدي الدواعش وعندما يستوردون الطفل الشيشاني والباكستاني وغيرهم ليصنعوا منهم مسخا ويزرعون في رؤوسهم البريئة انه لا يتم ارضاء الله دون تكفير الآخر وقتله. ألا يكون الله اكبر لو اعطي هؤلاء الاطفال فرصة التعلم واثبات أنفسهم في مجتمعاتهم عمالا وتجارا واطباء ومزارعين بدل أن يكونوا ارهابيين؟

"الله أكبر"؟ نعم هو الأكبر. لكن علينا ان نعي انه الاكبر في المحبة والرحمة السلام وليس الاكبر في الذبح والاغتصاب والكراهية. نعم "الله أكبر".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
عبد الله خلف ( 2014 / 11 / 29 - 22:50 )
ثبوت الإرهاب المسيحي بالأدلة القاطعة :
قوانين (العهد القديم) سارية إلى الأبد في المسيحية , تابع :
ورطة المسيحيه! :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=434479
لذلك , قوانين (السبي + الرق + ... الخ) مؤبده في المسيحية , مثال :
- إرهاب نظري :
لا يجوز للمسيحيين تهنئة المسلمين في أعيادهم (مراجع مسيحية مصورة) :
https://www.youtube.com/watch?v=3HTK3r4SYHs
- إرهاب عملي :
المسيحيين المتطرفين يقومون بطبخ و شواء (المسلم) بعد قتله ثم أكله؟... و الكارثة أن هذا يحصل في الوقت الحالي!... تابع :
https://www.youtube.com/watch?v=lBscN0R8L8k

اخر الافلام

.. فيديو تعزيزات أمنية مكثفة في كاليدونيا الجديدة • MCD


.. المغرب: حملة -تزوجني بدون مهر-.. ما حقيقتها؟ • فرانس 24 / FR




.. كأس أمم أوروبا 2024: ديشان يعلن تشكيلة المنتخب الفرنسي.. ما


.. هل تكسر واشنطن هيمنة الصين بالطاقة النظيفة؟




.. سكان قطاع غزة يعانون انعدام الخيام والمواد الغذائية بعد نزوح