الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خصائص الكتابة المعاصرة

ابراهيم فيلالي

2014 / 11 / 30
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


ليس للكتابة تعريف محدد و نهائي ، إنها كالفلسفة، في البحث الدائم عن ماهيتها. و في كل مرة تولد من جديد. إنها كما قال الفيلسوف ديموقريطس " لا يمكن أن نستحم في النهر و لو مرة واحدة لأنها مياه أخرى تغمره باستمرار ". و نقول " لا يمكن أن نكتب مرتين لأننا نتطور باستمرار". لذا فخصائص الكتابة المعاصرة التركيز و التكثيف. كما يقع في الحلم تماما. فالحلم يكثف أحداثا و يركزها. و ينتقل بك من صورة ذهنية إلى أخرى و تجد نفسك أحيانا في أماكن لن يسبق لك أن تعرفت عليها و في حديث مع أشخاص لا تعرفهم أصلا. ويبدو لك أن الحلم حمق و عبارة عن أشياء لا رابط بينها. و لكن في الحقيقة ، ميكانزمات الاشتغال تخصه هو بالذات . و عليك أن تفك رموزه لتصل إلى ما يريد أن يقول.
هكذا الكتابة هنا و الآن، تركيز و تكثيف و تلميح و مجاز و إبداع لأساليب جديدة باستمرار. ليست هناك معايير من المفروض الانضباط لها لكي تكتب. و النقد هو تصويب مستحيل للكتابة . هو شرطي الفهم و التفسير. لذا اخترنا هذه المرة أن نتساءل مثلا
لماذا لم ننتج النظرية العلمية عبر تاريخنا ؟ "
لأننا لم نتفلسف
لماذا نستهلك نظريات الآخرين و نصدق ما يكتبون علينا و نتبنى النظريات التي أسست حولنا و نروج لصورة، مفبركة أو مشيدة في أحسن الأحوال، نرى فيها أنفسنا كما رأونا و نعيد إنتاج تصورهم حولنا، من خلال التفكير بأدوات منهجية و نظرية نحن من كان و لا يزال موضوعها ؟
هل تعرفني ؟
و لماذا تنظر إلي هكذا و تراقبني و تلاحظني و تحولني إلى أرقام، في مذكراتك و ذكرياتك وتقاريرك، في كل شيء، في بنوكك و إداراتك، في كتب التاريخ و آثار الحضارات العتيقة، التي "تنعم" عليها باعتبارك لها تراثا إنسانيا عالميا و ملكا للجميع ؟
و هل نحن ملكا لأحد؟
و لماذا حضارتك لا تقبل إلا بمالك و مملوك ؟ بمركز ومحيط؟ بحرب في حرب على حرب؟ لماذا الحرب قاعدة في حضارتك؟ لماذا لا يشكل السلم و السلام سوى لحظات عابرة، استثناء في حضارتك؟
مؤشرات و أرقام و جداول و خانات، لماذا لغتك لا تشبه لغة الآخرين ؟ من أنت؟؟؟؟ "
فلنترك للقارئ مهمة التفكير في هذه الأشياء و غيرها. و المهمة الأصعب هي أن ينبهنا و يوقظنا من سبات أو من وهم ركبنا عليه و اعتقدنا أننا على الطريق نسير. عليه أيضا أن يعلمنا تدمير الحواجز و ليس القفز عليها، لأن إن قفزنا عليها ستبقى دائما هي الحواجز.
على هذا الأساس فمن بين مهمات الكتابة أن تكون كالفيضانات و العواصف و الأمواج. يعني، أن تكون لها قوة خارقة في التدمير.
و لكن من سيبني ما دمرته بعد ذلك؟
ستبنيه كتابة أخرى.
أو لم نقل إن الكتابة القارة و الساكنة لا وجود لها، و إن الحركة هي ما يحدد هويتها؟؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صحن طائر أو بالون عادي.. ما هي حقيقة الجسم الغريب فوق نيويور


.. دولة الإمارات تنقل الدفعة الـ 17 من مصابي الحرب في غزة للعلا




.. مستشار الأمن القومي: هناك جهود قطرية مصرية جارية لمحاولة الت


.. كيف استطاع طبيب مغربي الدخول إلى غزة؟ وهل وجد أسلحة في المست




.. جامعة كولومبيا الأمريكية تؤجل فض الاعتصام الطلابي المؤيد لفل