الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جِهارًا يكذبون على الله وعلى رسوله

رائد شيخ فرمان

2014 / 11 / 30
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


جِهارًا يكذبون على الله وعلى رسوله ..

علي بابير الكاتب والمفكر الاسلامي الكردي وأمير الجماعة الاسلامية الكردستانية أعلن وغيره من الإسلاميين المتشددين أمثال عبد اللطيف السلفي ومن منابر إعلامية متعددة أن الأيزيدي الذي يُقتل دفاعًا عن ماله ، وأهله ، ودينه ، ودمه في رد غزو وإرهاب داعش "ليس شهيدًا".. !

نحن لسنا هنا بصدد استجداء مصداقية نيل الشهادة من أولائك الذين أوكلوا أنفسهم عن الله عزَّ وجل طبعًا إنما لنبيِّن الحق ونردّ الظلم عنا ، لأن الله وهبنا الحياة لنعيشها لا لنموت أو نُقتل على يد المجرمين بلا سبب ، ولأن الشهادة لم تكن بالنسبة لنا حلمًا نستميت لأجله وسبيلاً لنكاح حور العين في الجنة المزعومة ، ولأن الانسان في نضرنا أهم من الدين بدليل أن الله أرسل الدين رحمةً به وليس انتقامًا منه ؛ ولذلك ارتأينا تبيان ما جاء في القرآن الكريم والحديث الشريف بخصوص الشهادة التي حرّفها وزوّرها كل من أنكر الشهادة على الذين قُتِلوا في حربهم المقدسة ضد دولة الخرافة والأجرام داعش .

وبما أن القُرآن والسُنَّة هما المصدران الأساسيان للدين الاسلامي لذا توجب على المسلمين العمل بهما وعدم مخالفتهما أو تحريف ما جاء فيهما وهذا متفق عليه بين المسلمين ، فلا يجوز لأحد أن يحرف السُنَّة ويقودها إلى هواه كما لا يجوز لأحد أن يقود القرآن إلى هواه، بل يجب أن يأخذ بما دل عليه القرآن ودلت عليه السُّنة في التوجيب والتحريم ، وبخلاف ذلك يُعدُّ المحرِّفون من الملحدين وأهل البدع ولهذا توجب على الذين لا يفهمون النصوص الرجوع إلى كتب اللغة أو الرجوع إلى التفاسير قبل ارتكاب المآثم بحق الجميع . ولأن القُرآن والسنة هما المصدران الأساسيان للدين الاسلامي كان لابد لنا أن نستمد منهما حجتنا في التوضيح ليعلم المسلمون أننا على علم ودراية بما جاء فيهما وأننا نحترم ذلك . وفي حال أننا أثبتنا على بعض الكارهين للإنسان والإنسانية تزويرهم العمد لكلام الله ورسوله ، نكون قد أثبتنا كذبهم الذي يستجوب قصاصهم عليه مثلما جاء في الحديث الشريف الذي سنشهد به تباعًا .

أما بخصوص الشهادة في الاسلام فقد جاء عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ أنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : ( مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ أَهْلِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دِينِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دَمِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ ) رواه الترمذي ( 1421 ) والنسائي ( 4095 ) وأبو داود ( 4772 ) وصححه الألباني في " إرواء الغليل " ( 708 ) .

ومعنى الحديث مثلما جاء في تحفة الأحوذي شرح جامع الترمذي: (من قتل دون ماله ) أي عند دفعه من يريد أخذ ماله ظلما ( ومن قتل دون دمه ) أي في الدفع عن نفسه ( ومن قتل دون دينه ) أي في نصرة دين الله والذب عنه ( ومن قتل دون أهله ) أي في الدفع عن بضع حليلته أو قريبته ( فهو شهيد ) ...

وجاء في شرح مسلم للإمام النووي: باب دليل على أنَّ مَن قصد أخذ مال غيره بغير حق كان القاصد مهدر الدم حقه ، وإن قُتِلَ كان في النار، وأنَّ مَن قُتِلَ دون ماله فهو شهيد؛ فيه: أنَّ رجلاً جاء إلى رسول الله فقال: يا رسول الله أرأيت إن جاء رجل يريد أخذ مالي؟ قال: فلا تعطه مالك. قال: أرأيت إن قاتلني؟ قال: قاتله. قال: أرأيت إن قتلني؟ قال: فأنت شهيد. قال: أرأيت إن قتلته؟ قال: هو في النار.

وقد أتيت بالحديث والتفسير لكيلا يدَّعي البعض أننا نفسر حسب أهوائنا فالكلام واضح وصريح وعام ، فلو أراد الرسول أن يخص به المسلم دون غيره لذكر مفردة "المسلم" في الحديث ليخصه به لكنه عمّمَ الحديث على الانسان كمفهوم عام وليس المسلم بمفهومه المحدد والخاص ، والرسول كان أعلم الناس باللغة العربية . وعليه فكل إنسان يموت دفاعًا عن ماله أو أهله أو دينه فهو شهيد بحسب الحديث الشريف سواء كان ايزيديًا أو مسيحيًا او صابئيًا فالحديث واضح ، فكيف يدعي الشيخ علي بابير وكثيرون مثله أن الشهادة والجنة حصر على المسلمين لا غير ؟

وأما بخصوص الكذب فالأفضل تعريفه أولاً قبل الدخول في مفهومه الديني فالكَذِب في اللغة هو الاخبار عن الشّيء بخلاف ما هو عليه في الواقع ، وعكسه الصِدق .
أما الكذب في الاسلام فيُعدُّ إثمًا وأكبره وأعظمه هو الكذب على الله وعلى رسوله ؛ قال الله تعالى: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً) [الأنعام:21].
ويكون الكذب على الله بتحليل حرام وتحريم حلال، وقد جاء في القرآن:
( وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ ۚ-;- أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ )
[ سورة الزمر ]

ومن ذلك التحليل والتحريم، بحسب الأهواء، لا بحسب الشرع المنزل من عند الله، ولا بحسب السُنَّة ولهذا عنَّف الله الكفار حين ادعوا أن ما شرعوه من عند أنفسهم هو الشرع الذي أوحى به الله:
(وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ) [النحل:116].

وقوله تعالى: (أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (الشورى:21)

كما حذَّر الرسول من الكذب عليه ، فقال: "مَنْ كَذَبَ عَليَّ مُتَعَمِّداً فَلْيَتَبَوأ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ" [صحيح الجامع الصغير:6519].

ورغم أن الرسول عدَّ الكذب على المسلمين من أكبر الكبائر فلازال هناك من يخطب في المسلمين كذبًا ويشهد زورًا وهو بذلك يشوِّه صورة الاسلام ويضيع حقوق الناس ليرميهم بما ليس لهم فيه لغايةٍ في نفسه أو رغبةٍ في الانتقام أو التشفِّ .

فهل يكون المؤمن كذَّابًا يا ترى أو هل يكون الكذَّابُ مؤمنًا ؟

لا يُتصور في المؤمن أن يكون كذَّابًا؛ إذ لا يجتمع إيمانٌ وكذب، ولهذا لما سئل النبي : "أيكون المؤمن كذَّابًا؟ قال: لا". مع أن النبي قد قرر أنه قد يكون بخيلاً أو جبانًا، لكن لا يكون كذَّابًا.
فإن الكذب في الحديث من علامات النفاق: "آيَةُ المُنافِقِ ثَلاثٌ: إذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أخْلَفَ، وَإِذَا ائْتُمِنَ خانَ".

وأخيرًا لابد لنا أن نستذكر حديثًا شريفًا الأصل فيه امتثال الشرع واتباع سنن الرسول و الإقتداء به وترك مخالفته وهو من الصحيح :
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ صَخْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ يَقُوْلُ: (مَا نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ فَاجْتَنِبُوهُ وَمَا أَمَرْتُكُمْ بِهِ فأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ؛ فَإِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِيْنَ مِنْ قَبْلِكُمْ كَثْرَةُ مَسَائِلِهِمْ وَاخْتِلافُهُمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ) [84]رواه البخاري ومسلم

فهل كان علي بابير وغيره من الذين حرَّفوا الحديث الشريف من الكذابين ؟
وهل يقبل العالم الاسلامي أن يكذب احدهم على الله وعلى رسوله ويشوِّه صورة الاسلام ؟
وهل يستمر المسلمون في ظل ما حذَّر منه الرسول من اختلاف بعضهم على نبيهم أم يكونوا مثلما جاء في الحديث الشريف من القوم الهالكين ؟
أوليس هؤلاء أشد ضررًا على الاسلام الصحيح من الرسام الدنماركي يا ترى ؟

وختامًا أترك الجواب للمسلمين الخيرين أنفسهم للرد على المسيئين الى الصورة الحقيقية التي عرفنا بها الاسلام ، وليرحم الله شهداء السكان الأصليين لبلاد ما بين النهرين من الأيزيديين والمسيحيين ويسكنهم جناته بعيدًا عن انهار الخمر وزحام الحوريات .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم


.. لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا




.. كل سنة وأقباط مصر بخير.. انتشار سعف النخيل في الإسكندرية است


.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب




.. الفوضى التي نراها فعلا هي موجودة لأن حمل الفتوى أو حمل الإفت