الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القاتلُ مُجرما وليس مقدَسا

جهاد علاونه

2014 / 11 / 30
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أرفض بشدة أن نسمي القتلة بالشهداء فهؤلاء منحرفون ومرضى في عقولهم وقلوبهم ونفسيون وأصحاب جُنح وجرائم وآثام لا يغفرها الله, فكيف نطلق عليهم صفة (شهداء)؟ هؤلاء ليسوا شهداء بل مجرمون والله سيعاقبهم على أعمالهم الإجرامية ومن المستحيل أن الذي يقتل يهوديا يدخل الجنة ونطبل له ونزمر له ونسميه شهيدا, وكذلك اليهودي الذي يقتل المسلم يجب أن لا نطلق عليه لقب شهيد, وكذلك المسيحي وكل أصحاب الديانات لأن جريمة القتل وقطع الأعناق تقشعر لها الأبدان ويوصي القانون المدني بتوقيع أقصى أنواع العقوبات بحق القتلة, فكيف نحن نمجدهم ونخلدهم في التاريخ على أساس أنهم قتلوا وقُتلوا في سبيل القتل لنطلق عليهم لقب شهداء!, فالفئتين في النار سواء أكانوا يهودا ومسلمين أو مسيحيين ومسلمين, ويجب أن نركز جهودنا على أنشطة السلام العالمية وننفق الأموال على إغاثة الناس ومساعدتهم لمن كان منهم بحاجة للمساعدة, ولندخل هنا على موضوع المساعدة, باعتقادي أن المسيحي يدخل الجنة واليهودي يدخل الجنة إذا تقدما بمساعدة أحد المحتاجين مساعدة عينية أو نقدية أو مساعدة على شكل خدمات اجتماعية أو دعما لوستوجيا , ولا يمكن أن يدخل المسلم الجنة لأنه قتل يهوديا, فالقاتل في الدنيا مكانه السجن كعقوبة له على فعلته وليس الجنة التي يتوهمونها الناس, ومهما كان نوع الدين أو شكل المعتقد أو المعبود فلا يمكن أن يقبل الله بالقتلة وبالمجرمين الذين يتسببون بتيتيم الأطفال وترميل النساء, فلا يوجد على مر التاريخ عملا أبشع من القتل ولا يوجد على مر التاريخ جريمة أبشع من جرائم القتل, فكيف يتوهم هؤلاء المرضى النفسيين أنهم سيدخلون الجنة إذا ما قتلوا يهوديا أو أي إنسان بغض النظر عن دينه أو مذهبه أو جنسه أو عرقه!!!,هنالك سوء تفاهم بين المسلمين والإسلام من جهة وبين الإسلام نفسه وموضوع دخول الجنة لأسباب تتعلق بقتل الآخر وينسون أن مساعدة الآخر على الحياة هي التي ٍ تُدخل صاحبها إلى الجنة , بغض النظر عن نوع المساعدة أو شكلها أو تعدد مهامها, فالإنسان يتلقى المساعدة كونه بحاجة لها سواء أكان غنيا أم ثريا أم فقيرا, المهم أنه بحاجة لها, مثلا من الممكن أن نجد ثريا بحاجة إلى كلية أو قرنية عين وبالتالي تحق له ولا تحق إلى فقير كليته أو قرنيته سليمة.

ومساء هذا اليوم دار نقاش بيني وبين أحد الأقارب شيوخ الدين الإسلامي الذين لديهم الشجاعة الكافية للقتل لكي يدخلوا الجنة بجوار الحبيب محمد(ص) , طبعا أنا لا أمانع من أن يدخل الناس الجنة, أولا لأنها ليست لي وثانيا لأنني لست موكلا عليها ولا أملك صلاحية من الذي سيدخلها ومن الذي سيخرج منها ومن هو الذي حُرمت عليه جنة عرضها السماوات والأرض بسعة من الممكن أن تكون أكبر وأوسع من المجرات السماوية الثلاث, على كل حال سألت الشيخ: يا شيخ هل الذي يقتل يدخل الجنة؟ يعني إذا أنت قتلت كافرا هل ستدخل الجنة؟ قال: بالتأكيد نعم, صحابة الرسول(ص) كلهم دخلوا الجنة لأنهم قتلوا الكفار والملاحدة والمشركين, فقلت له: على رسلك يا شيخ, أعتقد بأن القاتل يدخل السجن, يعني لو قمت أنت بقتل أي أحد لأنه ليس مسلما فأعتقد بأنك ستدخل السجن, القتلة مكانهم المناسب هو في السجون أو في المصحات العقلية, فالقاتل يتسبب بالأذى ليس للمقتول وحسب وإنما على الأغلب يتسبب بالأذى لأم المقتول وأبيه وأولاده وزوجته إن كان معيلا ويعيل عائلة بأكملها, أعتقد جازما بأن أي قاتل من المستحيل أن يدخله الله الجنة, واسمح لي يا فضيلة الشيخ وإن كان فهمي على قدي و(عقلاتي شويه),نعم, اسمح لي بالقول بأن جنتكم تمتلئ بالقتلة وبالزعران , جنتكم تمتلئ بالمجرمين وبسفاكي وسفاحي الدماء, فهل من المعقول يا فضيلة الشيخ أن يدخل الله المجرمين والقتلة إلى جنته؟ فإذا كنا نحن نعاقب القتلة والمجرمين وندخلهم السجون أو المصحات العقلية فكيف مثلا الله وهو رب الكون العظيم يُدخل هؤلاء القتلة الجنة!!, أعتقد بأن هنالك لبسا في الموضوع.

ثم لماذا ترتكبون جريمة القتل بحق من تسمونهم أو تصفونهم بالكفرة لكي تعبروا عن طريقهم إلى الجنة؟ أفلا توجد لديكم طريق أخرى؟ ألم تستكشفوا طريقا أخرى تصلون من خلالها إلى الجنة عدى القتل والذبح والسلخ والسحل بالشوارع؟, أعتقد بأن هنالك وسائل أخرى تستطيعوا فيها أن تعبروا إلى الجنة بدون أن ترتكبوا جريمة القتل, وأعتقد بأن بكم غِلظة حث عليها القرآن وحثت عليها سُنة الرسول محمد(ص)(ولتكن فيكم غلظة) وليشعروا أن بكم غلظة,وهذا معناه ليس لطيفا ولا يحثُ على اللطف.

المجرم عندنا مصيره إلى السجن والمجرم والقاتل مصيره عند الله إلى النار, ولن يدخل ملكوت الله من كان مجرما أو قاتلا أو سفاحا وسفاكا للدماء, وتستطيعوا إقناع الآخر بدينكم عن طريق وسائل الحوار المتعددة عبر عقد الندوات والمحاضرات العلمية ودعم الكُتّاب والمثقفين وتشكيل الجمعيات الخيرية التي تهدف إلى مساعدة الفقراء والمحتاجين وفتح المستشفيات لعلاج الفقراء وغير الفقراء وتقديم العون والمساعدة لكل من يحتاجها, فأنتم على ما أظن لديكم خلط بالمفاهيم عن المساعدة تختلف عن مفهوم المسيحيين لها, فالمسيحيون ومؤسسات المجتمع المدنية المسيحية من هيئات ومنظمات وجمعيات بكل أطيافها وتياراتها الفكرية تساعد كل من يحتاج للمساعدة بغض النظر عن دينه وبلده وموطنه أو جنسه أو لونه أو عرقه, أما أنتم فتنظرون إلى المساعدة على أساس الاستحقاق, أي أنكم تقدمونها إلى كل من يستحقها وهذا هو فهمكم الخاطئ للمساعدة, فالمساعدة ليست لمن يستحقها بل لمن يحتاجها سواء أكان غنيا أم فقيرا, مسلما أم مسيحيا, هنديا أم صينيا, فعن طريق كل هذه الطرق تستطيعون الدخول إلى الجنة من غير أن تقتلوا أحدا.

وهؤلاء الذين يساعدون الناس سيدخلون الجنة أما الذين يقتلون الناس فلا أعتقد بأنهم سيدخلون الجنة ولا أحد يملك صلاحية الحكم والمعرفة ليحدد من سيدخل الجنة ومن سيدخل النار, وربما وفي أحيان كثيرة يكون رصيد المقتول من الأعمال الإنسانية المسجلة بحسابه عند الله أكثر وأفضل من أعمال القاتل, وكم كان المقتول أفضلُ من القاتل!, ثم ما نوع هذه الجنة التي تكتظ بالقتلة وبالمجرمين من أرباب السوابق؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
عبد الله خلف ( 2014 / 11 / 30 - 15:18 )
ثبوت الإرهاب المسيحي بالأدلة القاطعة :
قوانين (العهد القديم) سارية إلى الأبد في المسيحية , تابع :
ورطة المسيحيه! :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=434479
لذلك , قوانين (السبي + الرق + ... الخ) مؤبده في المسيحية , مثال :
- إرهاب نظري :
لا يجوز للمسيحيين تهنئة المسلمين في أعيادهم (مراجع مسيحية مصورة) :
https://www.youtube.com/watch?v=3HTK3r4SYHs
- إرهاب عملي :
المسيحيين المتطرفين يقومون بطبخ و شواء (المسلم) بعد قتله ثم أكله؟... و الكارثة أن هذا يحصل في الوقت الحالي!... تابع :
https://www.youtube.com/watch?v=lBscN0R8L8k


2 - الحمد لله رب المغفلين
بارباروسا آكيم ( 2014 / 11 / 30 - 15:56 )
يحكى أن أحد المقملين المتدينيين بعدما فجر نفسه على الأرض..أرسل على الفور بمكوك فضائي الى السماء فوقف وحينما لم يرى أحد قال : امال فين الحوريات ..طب ياعم بلاش حوريات فين الولدان المخلدون..طب بلاش ..بدي اي شي : بسينة ، .. فار، ..عصفور..اي شي .. اي شي...أخ ضحكوووو علي ولاد الــــ..... ، ثم تـــــــوت توت توت ..انقطع الأرسال


3 - كلام الشيخ !..
اّرام ( 2014 / 11 / 30 - 15:57 )
أخي جهاد علاونة الكاتب العزيز ..في هذا الزمان و المكان فأن كلام الشيخ هو الاعلى صحيح هؤلاء المسلمين ارتكبو جرائم قتل والكثير منها ضد المدنيين وهم حسب القواني الجنائية المدنية والمعمول بها يدخلون السجن ليقضوا العقوبة المقررة واكثره من النوع الثقيل وتسمى أماكن هؤلاء قاعة او عنبر الاحكام الثقيلة وحتى حراس السجن وماموريهم يتجنبونهم ويحاولون عدم اثارتهم لان فيهم ( غلظة ) دائمية ومزمنة ولكي لا اطيل عليك فهؤلاء سيستقبلون في الجنة بدون نظام ( الكيو ) او الاسماء حسب الحروف الابجدية بل لهم منافع خاصة وامتيازات لانهم قتلة الكفار ووجوهم دائمي العبوس فكيف يتعايش المسلم البسيط والهادىْ والذي اوصلته بساطته او غباوته من حيث لا يدري الى الجنة ولكن وسط هؤلاء المجرمين من محترفي القتل واخذ الخوات تحت مسميات متعددة ... وفي العراق عام 1958 عندما حدث انقلاب 14 تموز قتل افراد الاسرة الملكية رجالا ونساء وبينهم ا/مرأء عجوز وطفل وكذلك جرى ادخال اقطاب النظام الى السجون وفي المقابل جرى اطلاق سراح جميع الشيوعيين والماركسيين وكذلك القوميون الناصريون ثم دارت الدائرة من جديد وبنوع اخر ..تحياتي .


4 - القاتل والمقتول في الجنة
مروان سعيد ( 2014 / 11 / 30 - 19:31 )
تحية للاستاذ جهاد علاونة وتحيتي للجميع
رائع موضوعك وواقعي القاتل مجرما وليس مقدسا ويجب ان ان نعرف حقيقة
الاسلام فهو قائم على عامدوين يدخلو الجنة القتل والنكاح وان جنتهم جنة ابليس يعني بالارض اذا قتل احدهم الاخر يدخل السجن ويعدم واذا مات يذهب لجنة ابليس بها جميع الشرور والشريرين هذا شيئ طبيعي وواقعي ولكن عقولهم مثل الحجر الاسود الذي يعبدوه لايميزون بين الجنة وملكوت الله
ومن وصف جنتهم تعرف ما مخبئ بعقولهم اذا كان لهم عقل
جنة طولها السموات والارض مليئة اكل وشرب وخمور يعب منها القاتل الى ان ينتشي ويعطيه الاهه قوة 40 حصان بالنكاح ويدفعه على حور العين والغلمان المخلدون فهو يفض بكارة الحور والاهه يرقعهم ليرجعوا ابكارا
ارئيت اجمل من هذا الاه وما اكبر محبته للقتلة والجزارين
وبكل هذا هل هناك للحب مطرح هل المسلم يعرف قيمة الحب مع زوجته واولاده ومحيطه وحتى مع حور العين انه لايعرف الا القتل والنكاح بدون اي شفقة
ومودتي للجميع


5 - انظروا الارهاب المسيحي ياخلف
مروان سعيد ( 2014 / 11 / 30 - 20:19 )
تحيى مجددا للجميع
نحن نقتل ونباد من الشرق وتباع نسائنا بسوق النخاسة للمسلمين وايضا يشرد اخوتنا بالوطن مسلمين سنة وشيعة وعلويين وايزيديين واكراد والى الان نصبر عليك ونوعيكم ونتقيد بتعاليم الرب يسوع المسيح الذي قال بمتى 5
«طوبى للمساكين بالروح لان لهم ملكوت السماوات. 4 طوبى للحزانى لانهم يتعزون. 5 طوبى للودعاء لانهم يرثون الارض. 6 طوبى للجياع والعطاش الى البر لانهم يشبعون. 7 طوبى للرحماء لانهم يرحمون. 8 طوبى للانقياء القلب لانهم يعاينون الله. 9 طوبى لصانعي السلام لانهم ابناء الله يدعون. 10 طوبى للمطرودين من اجل البر لان لهم ملكوت السماوات. 11 طوبى لكم اذا عيروكم وطردوكم وقالوا عليكم كل كلمة شريرة من اجلي كاذبين. 12 افرحوا وتهللوا لان اجركم عظيم في السماوات فانهم هكذا طردوا الانبياء الذين قبلكم.
هذا هو الارهاب المسيحي ولكن سياتي يوم ينتهي صبرنا
ندعوكم للمساوة والعدالة والسلام والحرية ا لنحيا نحن واولادنا بامان ومحبة نسموا ونجدد ما خربتموه وننسى الماضي من ارهاب جميع الاطراف
فكر بالامر والا ستنهون بعضكم البعض بهمجيتكم وباقوال قرانكم وتكفيركم للاخر
ومودتي للجميع


6 - عربي
انفال ( 2015 / 2 / 5 - 10:49 )
ارجو من السيد جهاد الا يبني رأيه على رأي فقيه واحد قد لا يصل تفقهه درجة عالم دين و هذا هو للاسف الشديد اساس الاشكال عند المسلمين ان كل من هب و دب و بمجرد حفظه بعض الآيات يصدر فتاوي قد تصل خطورتها حد اشعال الفتن فانا لا اوافق هذا الشيخ على الاطلاق و رأيه مردود عليه لان الله تعالى يقول في آيته الكريمة ( لا إكراه في الدين) ويعرف شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-الجهاد : “هُوَ بَذْلُ الْوُسْعِ وَهُوَ الْقُدْرَةُ فِي حُصُولِ مَحْبُوبِ الْحَقِّ)و
يقول ايضا: “وَالتَّحْقِيقُ أَنَّ جِنْسَ الْجِهَادِ فَرْضُ عَيْنٍ إِمَّا بِالْقَلْبِ، وَإِمَّا بِاللِّسَانِ، وَإِمَّا بِالْمَالِ، وَإِمَّا بِالْيَدِ، فَعَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ أَنْ يُجَاهِدَ بِنَوْعٍ مِنْ هَذِهِ الْأَنْوَاعِ فعلى كل مسلم أن يجاهد بنوع من هذه الأنواع، بالقلب، باللسان، بالمال، باليد، ونقول في عصرنا الحاضر: وبالقلم أيضا فهناك حقيقة لا يمكن انكارها ان الاسلام ينتشر عبر العالم دونما حاجة إلى الترويع و في اعتقادي ترويع الناس يبعد الناس و لا يستقطبهم و ليس هذا ما امرنا به رب العالمين ، ان من يقتل بسوريا و العراق هم اناس ثاروا لاجل السلطة و فقط

اخر الافلام

.. رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق إيهود أولمرت: نتنياهو لا يري


.. 166-An-Nisa




.. موكب الطرق الصوفية يصل مسجد الحسين احتفالا برا?س السنة الهجر


.. 165-An-Nisa




.. مشاهد توثّق مراسم تغيير كسوة الكعبة المشرفة في المسجد الحرام