الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل فعلاً خلق اللهُ الإنسانَ، أم أن الإنسانَ هو من خلق الله؟

أشمون رعد

2014 / 12 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هل فعلاً خلق اللهُ الإنسانَ، أم أن الإنسانَ هو من خلق الله؟
من ينظر ويبحث حول أسباب الخلق في العقيدة الإسلامية يجد نفسه أمام تفسيرين، أحدهما أنّ الله خلق الإنسان كي يبني الأرض ويعمرها وذلك كما ذكر في سورة البقرة، (إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً ). والتفسير الآخر من سورة الذاريات، وهو أن الله خلق الإنسان كي يقدّم له العبادة (وَمَا خَلَقْت الْجِنّ وَالْإِنْس إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ).
إنّ المفكّر الموضوعي يعي سخافة هذين التفسيرين. فهل فعلاً أن الله اهتم بهذا الكوكب الواحد بين مليارات الكواكب؟ وهل فعلاً أن إعمار هذا الكوكب بتلك الأهمية بالنسبة لإله غير محدود؟ هل يحتاج الله للإنسان كي يعمر له كوكباً صغيراً كالأرض وهو الذي يدّعي خلق الكون بأكمله بعدة أيام؟
هذه الأسئلة تطرح نفسها أمام التفسير الآخر... فهل الله بحاجة لعبادة الإنس والجن؟ ألا تنتقص العبادة من كماله؟ هل هو ملك ظالم يعاني من عقدة نقص فيطلب عبادة الناس بل يأمر بها وإلا سيعاقب الإنسان بشتّى أنواع التهديد والوعيد!؟
هل فعلاً أن الله خلق الإنسان؟ أم هو الإنسان من خلق الله؟
لماذا خلق الإنسان الله؟ إن الإجابة على هذا السؤال تتطلّب نظرة إلى حالات الإنسان النفسيّة. إن أكثّر ما يكرهه الإنسان، وأكثر ما يخافه، هو الفناء... وأقصد بالفناء الموت الأبدي الذي لا حياة بعده. الفناء هو أن لا يعي الإنسان وجوده... هو الاضمحلال في العدم... ولذلك فهل من الممكن أنّ الإنسان قد خلق الله لكي يضمن لنفسه حياة أبدية في كنفه؟ هل من الممكن أنّه قد خلق الله كوسيلة لإراحة النفس، فلا يعيش حياته خائفاً من الفناء، بل يعيشها طالباً الموت ليذهب إلى الجنة الموعودة؟
هل فعلاً أن الله خلق الإنسان؟ أم هو الإنسان من خلق الله؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
عبد الله خلف ( 2014 / 12 / 2 - 16:08 )
حسب (مدرسة كوبنهاجن -أكبر مدرسة فيزيائية في العالم-) , فإن العالم لا يتحول إلى حقيقة موجودة إلا إذا حضر في أذهاننا و وعينا، و يتخلى عن وجوده إذا غِبنا عنه، و بالتالي فلابد أن يكون هناك (كائن أزلي) أحضر الكون بهذه الصورة إلى أذهاننا، و جعل الكون شيء ظاهري لا قيمة حقيقية له في ذاته، و إنما هو مُسخر كُلياً لوجودنا و وعينا بوجوده، و نصير نحن مركز هذا الوجود فعلياً، و مركز تسخيره و قيمته، و لا تصبح له قيمة في ذاته أو معنى في ذاته، و بذلك تنهار الفلسفة المادية، و تتداعى كل تنظيراتها الفلسفية .
تابع :
الكون مخلوق لنا نحن فقط علميًا! :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=438686

اخر الافلام

.. يهود متطرفون يتجولون حول بقايا صاروخ إيراني في مدينة عراد با


.. كاهن الأبرشية الكاثوليكية الوحيد في قطاع غزة يدعو إلى وقف إط




.. الجماعة الإسلامية في لبنان: استشهاد اثنين من قادة الجناح الع


.. شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية




.. منظمات إسلامية ترفض -ازدواجية الشرطة الأسترالية-