الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نعمة الرب

جهاد علاونه

2014 / 12 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


"يوحنا: 1: 17: لأن الناموس بموسى أعطي,أما النعمة والحق فبيسوع المسيح صارا"

"نعمة سريعة الزوال نطلبها من أناس زائلين أكثر مما نطلب نعمة الرب. شكسبير,مسرحية:ريتشارد الثالث."
وقالت لي جدتي يوما"عِش غني النفس واقنع من قليل,مُتْ ولا تُطلب معاشك من لئيم"

افتح باب بيتك لله وستدخل منه النعمة, افتح باب قلبك لله فستدخل منه المحبة إليك, لأن المحبة نعمة والغفران نعمة, صلِ على مائدة الطعام لكي تبقى النعمة دائمة وإلى أبد الآبدين, أطلب من الله أن لا يزيل نعمته وأن لا يحرمك منها , صحيح أن رائحة جهنم مقرفة ورائحة المزابل المنبعث منها غاز الميثان مقرفة أيضا ولكن لا توجد رائحة أسوأ من رائحة نعمة الله حين تفسد,يقول الكاتب استيفن براون: يستطيع الطبيب البيطري أن يعرف الكثير عن صاحب الكلب وإن كان لم يره طوال حياته على الإطلاق,وذلك من خلال معاينته للكلب, وكذلك هنالك ظاهرة في الطب الجنائي تقول: بإمكان المحقق أن يتعرف على شخصية القاتل من خلال الطريقة التي استعملها القاتل بحق ضحيته, فماذا نعرف نحن عن الله من خلال عباده الذين يرحمهم بنعمته؟ إننا بحق لا نستطيع أن نرى الله ولكننا نستطيع أن نرى أعماله وأفعاله في حياتنا اليومية وبقدرته على خلق هذا الكون من حولنا, نستطيع أن نشتم رائحة الله من خلال نعمته علينا, نِعمُ الله كثيرة ,وليس لها حدود, وأنا شخصيا أشكر الرب على نعمته وعلى كل نِعمه عليّ في زمنٍ انعدمت فيه النعمة من المعابد الدينية, فحتى أغلبية المعابد ما عدنا نرى فيها نِعمة الرب لأن المصلحة والمنفعة والتفكك الأسري والشر قد سيطر على العالم, وقاعدة لكل شيء ثمن وهذا أدى بالناس إلى التراجع عن فعل الأعمال الطيبة, نحن في زمنٍ فقدنا فيه النعمة على أصولها, نستطيع أن نرى نعمة الله وأثرها على هذه الوجوه الجميلة وفي العيون الجميلة, نِعمُ علينا منها آثارا كثيرة, ومنها ما يسحرنا جدا ومنها ما يجعلنا نقفُ بصمت فاتحين أفواهنا ونحن مبهورين بتلك النِعم,, نعم الله في الأرض وفي الجداول التي تنساب من حولنا, أنظر عزيزي القارئ: النِعمةُ تحيط بنا من كل جانبٍ وجانب , إنها في لقمة خبزنا وفي إرواء عطشنا وإشباع جوعنا وفي الابتسامة الشفافة على وجوهنا, حين يرسم أحدهم على وجهي ابتسامة فهذه نِعمة لا تقدر بثمن, فمن هو الذي يُعطي النعمة؟ ومن هو الذي ينشر النِعمة؟, ومن هو الذي يطيح بالنعمة أرضا, هنالك من يرفس نعمة الله برجليه, وأنا طوال عمري وأنا أحذر جدا من مقولة جدتي حين كانت تقول لي عندما لا يعجبني شيئ: (لا ترفس يا جده نعمة الله برجليك), هذا تحذير كان ينطلق من فم جدتي, جدتي في ذلك الوقت كان عمرها أكثر من ثمانين عاما, كانت قد خبرت الحياة بحلوها ومرها, وكان وقتها عمري عشر سنوات لم أتجاوزهن مطلقا, كنت لا أعرف ما هي النعمة بالضبط إلا أنني كنت أعرف معنى واحدا سطحيا للنعمة وهي(الخبز) أو (حبة زيتون) أو(زر بندوره) أو (زر بطاطه) كانت تقول لي حين لا يعجبني ما تطبخه أمي واطلب غيره: كانت تقول: (لا يا جده لا ترفسش نِعمة الله برجليك) هذي عواقبها وخيمة, وحين كبرت وخبرت الحياة وازداد تأملي فيها من كل الجوانب صرت أعرف فعلا نعمة الله, ومن هو الذي يستحق أن يرى نِعمة الله, ومن هو الذي يستحق أن يعطيه الله من نعمته ويزيده من نعيمه, نِعمة الله لا تقدر بثمن, ولا تُكال ولا بأي مقياس, نِعمة الله حاضرة فينا ليلا ونهارا, وتمشي في عروقنا تماما كما تمشي فيها الدماء, نعمة الله أحيانا تسقطُ علينا من السماء وأحيانا تخرج لنا من الأرض وأحيانا تأتينا من الدول المجاورة, نِعمة الله التي أنعمها على كثيرٍ من الخلق دون أي تمييز بين مسلمٍ ويهودي ومسيحي وبوذي وملحد وعلماني وشيوعي, الله يهب نعمته لكل الناس, لذلك نحن نرى الله ونحس به ونشعر بوجوده من خلال عنايته بنا, فكيف مثلا كان الطبيب البيطري كلما كشف على كلب أو قط أو أي حيوان آخر يتعرف فورا من خلال الحيوان وصحته على صاحب الكلب دون أن يراه؟ كيف فعلا كان يعرف أصحاب تلك الحيوانات ويتعرف على شخصيتهم علما أنه لم يكن ليرى على أرض الواقع أياً منهم!!.

إن العناية الإلهية بنا تدل على الذي يعتني بنا, فنحن مثلا نقول باستغراب: كيف نجا هذا الشخص من هذا الحادث المؤلم؟ كيف نجا من سيارته وقد انقلبت به عشرين قلبه على أقل تقدير؟ كيف نجا أيضا هذا الشخص من هذا المرض الخطير؟ كيف تعلم وكيف أكل وشرب هذا الرجل وهو لا يملك في جيبه أي مليم!!!, وأنا واحد من هؤلاء الناس حيث لي عدة سنوات لم أعمل ولا في أي وظيفة وأحيانا يستغرب الناس كيف بي آكل وأشرب أنا وأولادي!! لا بد أنها نعمة العناية الإلهية بي وبكم, لنكن مع الله دائما متوجهين إليه بعيوننا وبقلوبنا شاكرين له لنعمه الكثيرة علينا, فالصحة عناية, والمرض أيضا عناية إلهية, والله دائما يخطط لأمور لا نعرفها, لذلك نحن لا نعترض عليه مطلقا, نِعمه قد ملأت هذا الكون من حولنا, نعمه في أجسادنا ويده في بطوننا وعقولنا وعيوننا وآذاننا, يرعانا أينما ذهبنا يقف معنا في كل الأزمات, يصفح ويسامح ولا أحد يعرف له أي حدود, ليس لنعمه نهاية وليس لنعمه كفاية, الله وحده من يقف معنا, نعمته حاضرة بيننا دوما, وفي اللغة نطلق على الحيوانات كلمة(أنعام) تلك الحيوانات التي نستفيد من لحومها وألبانها وجلودها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
عبد الله خلف ( 2014 / 12 / 2 - 15:42 )
نقد ألوهية و ربوبية (يسوع) تابع :
- يسوع الناصري يؤكد بشريته و لا يؤكد ألوهيته :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=429552
- (يسوع) يعترف أنه ليس إله 19 مره :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=429761
- الرد على بعض النصوص التي يزعم المسيحيين أنها تؤله (يسوع) :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=430278


2 - عبد الله خلف 1
جهاد علاونه ( 2014 / 12 / 2 - 17:02 )
أنا مش فاهم شو دخل تعليقك بالموضوع؟بعدين كل مقالة أكتبها تأتيني بنفس الروابط ونفس التعليق!!!أنا ككاتب أحسد نفسي على التجديد اليومي في مواضيعي فأنا عندي كل يوم شيء جديد,أما أنت فمنذ عدة أشهر لم اقرى لك إلا هذه التلاعيق.


3 - سيد | جهاد
عبد الله خلف ( 2014 / 12 / 2 - 22:14 )
نحن نحاول أن نخبرك أن (ربك) ليس (إله) حقيقي , بل هو يخبرك انه إنسان .


4 - ما اجمل هذا الكلام يا بو علي
مروان سعيد ( 2014 / 12 / 2 - 23:14 )
تحية كبيرة للاخ جهاد علاونة وتحيتي للجميع
كلام رائع ومن يرفس النعمة لن يراها نعمته بكل شيئ وبكثرة اكثر ما نتصور
تصور ان الانسان لايقدر العيش دون هؤاء لدقائق قليلة خلق الهواء بكل مكان ولا يقدر احد استغلاله وبيعه
وقد سمعت بان العلماء الاميركان اكتشفوا غلاف رقيق له حماية خاصة غير طبقة الاوزون تحمينا من الالكترونات الكونية
نعم هناك قدرة الاهية تعتني بنا بكل لحظة ولكن قليلين الذين يكتشفون هذه النعمة وينسبوها الى الله
اكثر البشر نكروا هذه النعمة نعمة الخلاص بيسوع المسيح وحده الذي به كان كل شيئ لاانه كلمة الله وبه قال الله ليكن كل شيئ فكان وانظر حالتنا الجميع يقتل الجميع ينهب الجميع يخرب لايخافون الله ولايشفقون على الايتام والارامل
لذا سيكون كما قال المسيح عن اوراشليم لاانهم نكروه
«يا اورشليم يا اورشليم يا قاتلة الانبياء وراجمة المرسلين اليها كم مرة اردت ان اجمع اولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ولم تريدوا. 38 هوذا بيتكم يترك لكم خرابا! 39 لاني اقول لكم: انكم لا ترونني من الان حتى تقولوا: مبارك الاتي باسم الرب!».
ومودتي للجميع

اخر الافلام

.. رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق إيهود أولمرت: نتنياهو لا يري


.. 166-An-Nisa




.. موكب الطرق الصوفية يصل مسجد الحسين احتفالا برا?س السنة الهجر


.. 165-An-Nisa




.. مشاهد توثّق مراسم تغيير كسوة الكعبة المشرفة في المسجد الحرام