الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بصرتنا كانت أجمل

مصطفى غازي فيصل
(Mustafa Ghazi Faisal)

2014 / 12 / 2
المجتمع المدني


في دول العالم المتحضرة يوجد هناك اهتمام واسع بالواقع السياحي لتلك البلاد كون السياحة تعتبر في بعض البلدان من أهم مصادر الدخل القومي لها أو من المدخولات الساندة لما في تلك البلاد من ثروات كالنفط والزراعة والموانئ وغيرها من الأمور التي تدر أموالاً للمدخول القومي فيها. فالبلدان المنتعشة اقتصادياً هي تلك التي تستغل كل ما فيها من طاقات وثروات لزيادة مواردها ,يقول أحد الأصدقاء العائد قريباً من تركيا وجدت هناك قلعة هي ليست من القدم بحيث تجذب الكثير من السواح ولكن العقل الفذ عندهم في تركيا جعل منها نقطة جذب للسواح بوضع مصعد فيها ــ ولايخفى عن أحد أن لا وجود للمصاعد في زمن القلاع ــ يأخذ السائح إلى أعلى القلعة مما يجعله يرى المدينة كلها من هناك وهذا بمقابل مادي يصل إلى (13) ثلاثة عشر دولاراً تقريباً ,والعجيب في الأمر هو تزاحم السواح وقوفا بالترتيب لرؤية المدينة من الأعلى لجمال منظرها وعمرانها ,وهذا إن دل على شيء فهو يدل على وجود أناس ذوي اختصاص فهم خلاقون ومبدعون في جميع المجالات السياحية في تركيا وغيرها من الدول. وأنا هنا أريد أن أتكلم عن مدينتي البصرة التي هي جزء مهم من العراق لما لها من موقع جغرافي يؤهلها أن تكون من أرقى وأفضل مناطق السياحة في العراق لكونها كانت تمتلك غابات من بساتين النخيل ,أقول كانت لقلة وجود بساتين النخيل الآن بسبب تمدد المدينة على حساب الريف وتجريف الكثير من تلك الغابات التي كانت بحد ذاتها تدر دخلاً سنويا عالياً من واردات إنتاج ثمار التمر الذي كان يُصدّر في الماضي القريب إلى جميع بلدان العالم ,فضلاً عن موقعها الجغرافي كونها المنفذ البحري الوحيد للعراق على الخليج العربي. وهناك منطقة الساحل في قضاء أبي الخصيب فهي منطقة جميلة, وصحيح أنه قبل فترة وجيزة تم تشييد مدينة للألعاب فيها لكنها لا ترتقي للطموح المنشود أسوة بدول المنطقة والتي استثمرت مثل هكذا أماكن ستراتيجية لإنشاء منتجعات سياحية بمواصفات عالمية كإن تكون مدينة ألعاب مائية أو شاطئ للسباحة(بلاج) خصوصا لندرة الأسماك الفتاكة ـ القرش ـ في مياهنا الإقليمية. وفي زمن مضى لأكثر من نصف قرن خلت ,عند تقليبنا لصور البصرة التي هي موجودة أغلبها في مواقع الأنترنيت تجدها كانت جميلة ,أبي الخصيب وغابات النخيل ,الزبير وأشجار الأثل ,المعقل ومينائه ومطاره السابق ومحطة القطار التي شهدت الكثير من زفات الأعراس. جميلةٌ هي البصرة في تخطيطها العمراني بشناشيلها و ساحاتها وشوارعها وأكثر ما كان يميزها هو كورنيش شط العرب و الذي يتفرع منه نهر العشار فيشطر مركز المدينة إلى نصفين ويمتد من منطقة الداكير مروراً بمركز منطقة العشار ــ حيث كانت تقبع على ضفته ساعة سورين الشهيرة والتي أزيلت ومحيت أثارها كلياً ــ ومن ثم يمتد إلى منطقة نظران في البصرة القديمة مروراً بمحلة السيمر التي كان فيها كازينو الطالب الشهير والتي تعد ملتقى ثقافي وأدبي, ومنطلقا للحراك السياسي في تلك الفترة وكانت الأبلام العشارية من أحلى وسائل النقل في تلك الفترة إضافة لعربة( الربل) أي العربة التي يسحبها الخيل ,أما اليوم فنهر العشار يكاد يكون مجرى ومبزلا للمياه الثقيلة والآسنة ومكبا للأزبال في بعض جوانبه ,وتفوح منه الروائح الكريهة في أيام الصيف الكثيرة الرطوبة ,وقبل أيام قرأت خبراً عن لجنة التطوير والاعمار في مجلس محافظة البصرة مفاده أن هناك عدة مشاريع سياحية ستشهدها المحافظة قريباً ,ونحن كلنا أمل أن يتحقق ذلك وتعود البصرة إلى سابق عهدها نقطة جذب للسائح العربي والأجنبي قبل أبناء المحافظات الاخرى ,حيث كان العرسان الجدد من المحافظات القريبة يقضون شهر العسل في البصرة لجمالها وكثرة المناطق السياحية فيها قياساً لمحافظاتهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تفرج عن عدد من الأسرى الفلسطينيين عند حاجز عوفر


.. الأونروا تحذر... المساعدات زادت ولكنها غير كافية| #غرفة_الأخ




.. الأمم المتحدة.. تدخل الشرطة في الجامعات الأميركية غير مناسب|


.. تهديد جاد.. مخاوف إسرائيلية من إصدار المحكمة الجنائية الدولي




.. سورية تكرس عملها لحماية النازحين واللاجئين من اعتداءات محتمل