الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدياثة كشرط من شروط الحضارة .

صالح حمّاية

2014 / 12 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



من عادة فقهاء الإسلام و لضرب دعوات التنوير والحداثة في البلاد الإسلامية ، أن يقولوا أن هذه الأمور (كالمساواة والحرية و الحقوق الخ ) هي دعوة للدياثة ، حيث يزعمون أن المجتمع و إذا انصاع لتلك الدعوات فإنه سيصبح مجتمع متفسخ ومنحل ؛ و من الأشياء المؤسفة التي نراها للأسف هي أن نجد بعضا ممن يدعون التنوير ينزلقون معهم في هذا الكلام ، حيث يحاولون النفي و القول أن هذه الدعوات ليس دعوات للدياثة و الإنحلال و هو طبعا الكلام الباطل ، فالحقيقة أن الدعوة للحداثة والتنوير و التحضر إن لم تكن دعوة للدياثة فهي ليست دعوات صادقة أصلا ، فكل إنسان متنور ومتحضر وإذا نظرنا للأمر بموضوعية فهو ليس سوى إنسان ديوث في واقعه ، فهل مثلا من يؤمن بالمساواة هو إنسان غير ديوث ، وهل من يؤمن باللبرالية هو إنسان غير ديوث ؟ طبعا لا ، لهذا فليس على التنويري أن ينفي عن نفسه الدياثة إذا وصف بها ، فالدياثة كخلق هي من صلب الحضارة بالمفهوم الحديث ، وهي من الأمور التي على الإنسان التحلي بها ، أما عن كونها مدانة في عرف الفقهاء فهذا ليس مشكل الديوث بل هو مشكل الفقهاء ، لأن الفقهاء هم من في خانة المدانة بحربهم على المساواة وعلى الحرية و على الرقي ، وإن كان هناك هنا من خجل فهو يجب أن يكون خجل الفقهاء من أنفسهم بهذه المواقف ، لا خجل دعاة التنوير .

إن الفقهاء المسلمين اليوم وبمحاولاتهم لإدانة الدياثة ، وبتكرارهم لذلك الحديث الذي يؤسسون به آراهم ( لا يشم ريح الجنة ديوث ) هم في الواقع لا يؤكدون سوى كونهم همجيين ، فهذا الحديث ولو قرأناه بالطريقة الصحيحة فهو يقول ( لا يدخل الجنة متحضر ) فالدياثة كما قلنا هي التحضر في المقابل اللادياثة هي الهمجية وهي التخلف ، و الدليل على هذا موجود ، فلو عدنا مثلا للمجتمعات التي حاولت التمسك بالأخلاق الإسلامية هربا من الدياثة المزعومة لأمكننا ملاحظة هذا باديا ، فهذه المجتمعات جميعها كما هو المجتمع الذي أسسته طالبان أو المجتمع السعودي أو السوداني إلخ هي جميعا مجتمعات متخلفة ، في المقابل و لو ذهبنا للمجتمعات المتهمة بالديوثة لأنها تقر بالمساواة وتعطي المرأة حقوقها ، لرأينا كيف أنها جميعا مجتمعات متحضرة وواقعها مزدهر ، ومنه فلا غضاضة حاليا أن نقول أن الديوثة هي سمة التحضر ، و أن على المجتمع والفرد التحلي بها ، فالفرد المتحضر هو الفرد الديوث ، والمجتمع المتحضر هو المجتمع الذي تسود فيه الديوثة ، وطبعا لمن سيحاول المعاندة و الإنكار فالرد أن هذا غير ممكن ، فمن سيحاول إنكار أن التحضر هو الدياثة فهو لن يجني سوى شر هذا الموقف ، ولنا في المسلمين خير شاهد ، فما الذي يجعل المسلمين اليوم مستعصين على الحضارة ؟ طبعا الجواب ببساطة أن هذا نتيجة لعدائهم للدياثة ، فالتحضر من شروطه الدياثة ، لكن نحن نعلم أن هناك ممانعة شرسة للدياثة في البلاد الإسلامية ، وعليه فالنتيجة الحتمية كانت أن هذه المجتمعات هي اليوم مجتمعات متخلفة ، فهذه المجتمعات بحربها على الدياثة قد أودت بنفسها للهاوية ، و اليوم ولو انتبهنا فكل المجتمعات الإسلامية التي تحاول التطور هي مجتمعات تواجه سؤال الدياثه ، فهل نتقبل الدياثة ونصبح متحضرين أم لا نتقبلها ونبقى متخلفين ؟ ولو ركزنا جيدا في هذا الأمر لوجدنا أن جميع المجتمعات التي تقبلت الدياثة إلى حد ما (المجتمع التركي التونسي مثلا ) هي مجتمعات استطاعت أن تتقدم ، لكن المجتمعات التي مانعت الدياثة (المجتمع الصومالي و السوداني الخ ) فهي مجتمعات ضلت متخلفة ، وهو ما يعني أن المسلمين اليوم وفي سؤال الحضارة هم مجبرون على الخيار التالي ، إما التخلي على القيم الإسلامية من قبيل الشرف والغيرة والحمية الخ ، ودخول نادي الحضارة ، وإما التمسك بها والبقاء في نادي الأمم الهمجية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الأستاذ صالح حماية
نضال الربضي ( 2014 / 12 / 3 - 06:52 )
نهارا ً طيبا ً أستاذ صالح،

أخي الكريم الدياثة صفة سلبية تدل على انحطاط الهمة و اجتماع أنواع من القذارة الأخلاقية في ذكر ما، و ليست هذه الصفة ملازمة للإنسان المتحضر، فالحضارة و العلمانية و الليبرالية كما نفهمهم يطلبون منا علواً و ارتقاء ً في الفكر و الإحساس و الإرادة و الإنجاز.

أرى أنك أردت أن تقول أن الإنسان المتحضر لا يفسر سلوكه في ضوء الجنس و لذلك فإن قيمة الشرف لديه مرتبطه بسلوكه اليومي بشكل شمولي لا بسلوك قريباته لجنسي بشكل حصري، و أنه في حياته اليومية قد ارتفع عن سذاجة و سطحية قيم البداوة قبل آلاف السنين التي كانت انعكاسات بوهيمية بدأت تتحضر،،،

،،، لكن ما كان عليك أبدا ً أن تقبل أن تستخدم صفة الدياثة و تقبلها و تقرها و تعتمدها كمعيار للقياس فإنك بهذا قد انتكست لتجعل من مكيال ٍ مكسور تالف وعاء ً لحمل ِ بضاعة ٍ ثمينة ليس المكيال أهلا ً لها.

الحضارة تقوم على أسس فهم الطبيعة البشرية و الحاجات الإنسانية و علاقاتها مع الطبيعة و قوانينها فيتم تنظيم المجتمعات بناء ً على هذا.

أثمن مجهودك و أشكرك لسعة صدرك.

دمت بود.


2 - تعليق الى صالح حماية
ايدن حسين ( 2014 / 12 / 3 - 14:33 )

تحية طيبة

الناس ثلاثة انواع .. لا يقرا و لا يكتب .. يقرا و لا يكتب .. و يقرا و يكتب

انت ابدعت نوعا رابعا .. فانت .. تكتب و لا تقرا

ما علاقة الدياثة بالحضارة يا محترم

الديوث هو الذي لا يغضب اذا فعل محارمه الزنا

انت يا صالح .. هل تقبل بذلك لزوجتك او ابنتك او اختك .. او حتى لابنك

و سلامي


3 - صالح حمايه
عبد الحكيم عثمان ( 2014 / 12 / 3 - 16:35 )
صالح حمّاية ,هل نفهم مما تكتب,اننا لن نصل للحضارة الا بالعهارة؟
السلام عليكم ورحمة الله:
الكاتب صالح حمّاية في مقاله ,الدياثة كشرط من شروط الحضارة .http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=444230
بقول لنا بامسلمين وياعرب لن تصلوا للحضارة ولن ترتقوا اليها,الا بعد أن تسمحوا لنسائكم, بالحرية الجنسية, كما في دول الغرب,ولاتعترضوا على نسائكم ان تعريين, او ان مارسن الجنس امام اعينكم وبكل رضا ولاتظهروا لهن انزعاجكم او سخَطِكم, بل عليكم بعدما يفعلن ذالك ان تأخذوهن بالاحضان, وان تمسكواروسهن اثناء ذالك اروع فانكم ستساهمون في صنع حضارة بلادكم ورقيها وبدون ذالك سيبقى التخلف يلفكم
شوعليها الحضارة بالعهاره وشو عليها الحضارة بالتعري وبالاباحية الجنسية,


4 - صالح حمايه3
عبد الحكيم عثمان ( 2014 / 12 / 3 - 16:37 )
, فما الذي تهدف اليه من هكذا مقال؟ هل انت فعلا من انصار حصول المرأة العربية والمسلمة على حقوقها وعلى المساواة,حق العمل وحق التعليم, ام انك متلحف بغطاء الحداثة والتحضر, لتثير غيرة الرجل العربي والمسلم, باتهامة بالديوث, لانه سمح لاابنته او زوجته او اخته للعمل والدراسة, حتى يسارع لمنعها من كل تلك الامتيازات. ثأرا لرجولته
وادناه رابط لمقال بينت فيه التعريف المعتمد علميا للحضارة حتى يطلع القارئ انني لم اجد من بينها ان للعهارة والدعارة والاباحية الجنسية اي دور في قيام اي حضارة كما يعتقد وبروج الكاتب صالح,
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=367701
ولكم التحية


5 - تعليق
عبد الله خلف ( 2014 / 12 / 3 - 22:04 )
مناظرة العلمانية و الإسلام - د. هيثم طلعت و مصري ملحد :
https://www.youtube.com/watch?v=RJijFFi01aA


6 - أستاذي
الزنديقة ياقوت ( 2014 / 12 / 4 - 17:05 )
من خلال دراستي و ابحاثي وجدت ان المرأة بفطرتها تدمن على رجل واحد اي انها لا تخون زوجها و لو اجبرت ان تنام وسط ثكنة عسكرية مليئة بالرجال لذالك لا داعي ان يخاف الرجل من خيانة المرأة و النساء اللواتي نجدهن يخن هن نساء مريضات و العفة ليست مرتبطة ابدا لا بدين و لاملة بل هي قناعة شخصية تزرع في البنت عن طريق التربية و ها أنا مثال زنديقة ابنة زنديق اعيش في صحراء وطني الحبيب وحيدة بعيدة عن اهلي و ابي الزنديق و احافظ على عفتي و شرفي الى حين لقائي بزنديق محترم مثلي