الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عدالة ربانية

كمال بالمقدم

2014 / 12 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


[ حدثنا أحمد بن المقدام قال : حدثنا المعتمر بن سليمان قال : سمعت أبي يحدث عن قتادة عن أنس قال : ما تزال جهنم تقول : هل من مزيد؟ حتى يضع الله عليها قدمه فتقول : قد قد ، وما يزال في الجنة فضل حتى ينشئ الله خلقا فيسكنه فضول الجنة ]

متفق عليه

الفضل الوارد في الحديث هو المكان الشاغر الذي لم يستوفه المسلمون في الجنة .. لذلكـ يقوم الله بخلق أقوام ثم يدخلهم ليملئوا هذا الفـــراغ .. طبعا إن كنت مسلم فأنت يجب أن تؤمن بهذا الأمـــر أولا لأنه حديث صحيح لا اختلاف عليــه ... ثانيا لأن الأمر قد أقره السلف و الخلف جميعهم حتى أنه مذكور في العقيدة الواسطية لابن تيمية ...

بلا أدنى شك يتضح هنا إنعدام تام للـــعدل بـــين شخص خلق في الدنيا و تعب و تعرض للفتن من أجل أن يدخل الجنـــة و بين شخص أخذها [ باردة مبردة جاهزة ] ... فلماذا لم يخلقنا الله مثلهم في الجنة و بدلا من ذلكـ جعلنا نتعرض لهذا الاختــبار ... و لماذا يدخل هؤلاء الجنة بدون اختبار , بينما يحـــــترق الملايين في جهنم لأنهم فشلوا في الاختبار؟


لـــو كنت أنت استاذا .! هــــل يمكن أن نعتبركـ عادل اذا جعلت أحد الطلاب يسقط رغم أنه كان يدرس طــــول السنة و يتعرض للاختبارات باستــــمرار بينما في نفس الوقـــت تأخذ شخص من خارج المدرسة و لم يحضر الدروس يوما لتعلق على صدره شهادة النجاح و التفوق ؟

ليت الأمر توقف هنا ..

بل يوجد في البخاري أيضا رواية تقول أنه بقي هناكـ مكان شاغر في جهنم .. فقام الله بخلق أقوام و أدخلهم جهنم حتى يملئوا هذا المكـــان ...

الرواية كما وردت في البخاري :

[عن أبي هريرة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: اختصمت الجنة والنار إلى ربهما، فقالت الجنّة: يا ربّ ما لها لا يدخلها إلا ضعفاء الناس وسقطهم؟، وقالت النار: أوثرت بالمتكبرين، فقال الله (تعالى) للجنّة: أنت رحمتي، وقال للنار: أنت عذابي أصيب بك من أشاء، ولكلّ واحدة منكما ملؤها، قال: فأمّا الجنّة فإنّ الله لا يظلم من خلقه أحداً، وإنّه ينشئ للنار من يشاء فيلقون فيها فتقول: هل من مزيد ثلاثاً، حتى يضع فيها قدمه فتمتلئ ويردّ بعضها إلى بعض وتقول: قط قط قط .]

طبعا رغم ثبوت هذا الحديث و سلامة سنده لكنه أوقع المتقدمين و المتأخرين في حرج كبير ابتداءً بابن تيمية و انتهاءً بابن عثيمين ... كلهم ردوا الحديث رغم ثبوته .... و لنرى على سبيل المثال تبرير ابن عثيمين على عدم قبول هذا الحديث :


اقتباس

[فهذا الحديث و إن كان متصل السند فهو شاذ، لأنه مخالف لما عُلم بالضرورة من الدين، و هو أن الله تعالى لا يظلم أحدًا. و هذه الرواية - في الحقيقة - قد انقلبت على الراوي و الصواب "أنه يبقى في الجنة فضلٌ عمن دخلها من أهل الدنيا، فيُنشئ الله أقوامًا فيدخلهم الجنة".
و هذا فضل ليس فيه ظلم، أما الأول ففيه ظلم.]


تبرير هزيل جدا ... فابن عثيمين هنا يرى أن خلق شخص و دخوله الجنة بدون تعرض للاختبار ليس فيه ظلم للبقية .. لكن خلق شخص و إدخاله النار بدون اختبار يعتبر ظلم ... و هذا المنطق هو ما عمل به ابن تيمية و السلف ... أن الحالة الأولى ليست ظالمة بينما الحالة الثانية ظالمة .!

و الحقيقة أن الحالة الأولى ظالمة أيضا كما أوضحت في الأعلى ... فحتى لو قمنا برد حديث جهنم الذي أصابهم بالحرج و جعلهم يرفضون حديث صحيح في البخاري : فإنه لا يوجد عدل في ادخال شخص الجنة بدون اختبار بينما البقية تعرضوا للاختبار و بعضهم دخل النار بسبب هذا الاختبار .! و هذا ما يقرون جميعا به و هو من صميم عقيدتهم ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم


.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله




.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah