الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا ارأت الحركة الكردية

ربحان رمضان

2005 / 9 / 1
القضية الكردية


صدر عن اللجنة المركزية في الخارج لحزب آزادي الكردي في سوريا تصريحا ً رفضت فيه الدعوة الموجهة إليها من المجلس الوطني السوري لحضور مؤتمره المزمع عقده في باريس بتاريخ 28/9/2005 لأسباب عدة أهمها أن اللجنة الداعية لعقد المجلس وفي دعوتها الموجهة إلى القوى والشخصيات المدعوة لم تتبنى القضية الكردية في سوريا كونها قضية شعب لا قضية أقليات قومية ، فالكرد في سوريا يعيشون على أرضهم التاريخية والتي ألحق قسم منها بالكيان السوري الذي أنشئ في معاهدات جرت بين فرنسا وتركيا دون الرجوع إلى السكان الذين يعيشون في تلك المناطق سواء كانوا عربا ً أم أكراد ، وللعلم وكما ورد في كتاب عرب وأكراد للكاتبة المصرية درية عوني لم تكن منطقة الجزيرة واردة في رسائل حسين – مكماهون أبدا ً .
ولأن الأكراد لم يأتوا من خارج البلاد ، ولأنهم يعيشون على أرضهم التاريخية التي حاول النظام ومنذ عام 1966 اقتلاعهم منها عبر مرسوم الاحصاء الاستثنائي وتداعياته في مرسوم الحزام العربي السئي الصيت فإن تعريفهم هو أنهم شعب وليسوا أقلية قومية . وللأسف هناك فصيلين كرديين كانا من اللجنة الداعية للمؤتمر المذكور هما التيار الكردي المستقل ، والحزب الديمقراطي الكردستاني (السيد توفيق حمدوش) وقد ساهما في صياغة الدعوة .
والسبب الثاني والمهم هو عدم وجود امتداد جماهيري أو شعبي للأحزاب المذكورة في اللجنة الداعية للمؤتمر داخل الوطن ، ومشاركة الحركة الكردية إنما يدعم مواقفهم التي نختلف في بعضها دون أي فائدة تذكر لمستقبل وضع حل عادل وشامل وناجز للقضية الكردية في سوريا .
وكما هو ملاحظ فإنه بين الحين والآخر وحسب مد وجزر الفعاليات الكردية تتخذ بعض القوى السياسية في سوريا مواقفا ً ايجابية أو سلبية من القضية الكردية.
فعلى امتداد أربعين عاما من عمر الحزب الشيوعي السوري لم يسبق وأن اتخذ موقفا واضحا من قضية الشعب الكردي ، لكن في عام 1980 ، ونتيجة لتصاعد الفعاليات الجماهيرية والشعبية من قبل الحركة الوطنية الكردية سيما حزب الاتحاد الشعبي الكردي وجماهيره ألقى المرحوم عبد الوهاب ظاظا عضو اللجنة المنطقية للحزب الشيوعي (منظمات القاعدة) في حفل نوروز الذي أحيته اللجنة المنطقية لحزب الاتحاد الشعبي الكردي في سوريا كلمة أشاد فيها بنوروز وبالشعب الكردي ، وبحزب الاتحاد الشعبي . ..
ثم ومرة أخرى غابت المواقف المؤيدة للقضية الكردية حتى اندلعت انتفاضة آذار عام 2004 والتي كسرت حاجز الخوف من بعبع السلطة وأجهزة قمعها وردات فعلها تجاه (كل من لايصفق ولو بالكذب) ليس بين أبناء الشعب الكردي وحسب بل بين كل السوريين وعلى اختلاف اطيافهم وأفكارهم حيث عادت بعض القوى لتتبناها من جديد ولكن على أنها قضية أقلية ، أو مواطنين يطالبوا النظام (فقط) بالعودة لمواطنيتهم ..!!
البعض من تلك القوى يصرح علانية عن محاولة تحويل الأكراد إلى أدوات في أحسن الأحوال للوصول إلى مبتغاهم الأساسي ، ولما تنجلي الأمور يخرج الأكراد وعلى رأي الرئيس الليبي معمر القذافي من المولد بلا حمص .
ولأنه لاتوجد ضمانات ، ولفقدان الثقة في الوعود المعسولة التي أطلقت وبدون حساب من جانب الكثير من القوى والشخصيات السياسية وحتى الأدبية مع وقف التنفيذ أو الاعتذار عما صرحوا به فيما بعد ( اعتذار سفير سوريا في دولة عمان السيد رياض نعسان آغا عن كونه اعترف بكردية الشهيد يوسف العظمة واعتذار الشاعر الفلسطيني عن كتابته قصيدة كردستان ..وتراجع حزب العمل الشيوعي عن تقرير المصير للشعب الكردي .. إلخ) توجب على الحركة الكردية أن تعدّ للعشرة حتى تشارك أي طرف سياسي سواء أكان في جبهة النظام أم في جبهة المعارضة في أي فعالية سياسية أو نشاط سياسي ، وتجربة كردستان العراق تجربة غنية في هذا الصدد من العلاقات الكردية العربية وفي مدى محاولة القوى العربية التي كانت في صف معارضة النظام المقبور للاستفادة بقدر الامكان من فعاليات الحركة الوطنية الكردية هناك ..
فقد لجأت غالبية قيادات وكوادر أحزاب المعارضة العراقية خلال فترة سيادة حكم الديكتاتورية إلى أحد الحزبين الكرديين (البارتي أو الاتحاد الوطني) ولما سقط الديكتاتور انقلبت معظم تلك القوى على الأكراد وأصبحوا ألدّ أعدائهم يكيدوا ويحبكوا المؤامرات ويتصلوا بدول الجوار فقط كي لاتقام دولة العراق الديمقراطية التعددية الفيدرالية التي سينعم فيها كافة العراقيين بالأمن والسلام .
وانتشرت قوى ارهابية باسم الاسلام تارة وباسم القومية العربية تارة أخرى لا لكي يتحرر العراق وإنما لتكريس الوجود الأمريكي فيه ، فالأمريكان لم يتواجدوا في العراق وحده وإنما في كل المناطق الغنية بالبترول وللعلم فإن أكبر القواعد الأمريكية تحتضنها دول الخليج وعلى رأسها قطر والبحرين ، ويرفرف العلم الاسرائيلي في عمان والقاهرة وفي أبعد دولة عربية أو اسلامية عن المركز (فلسطين) هي (موريتانيا ) ، لماذا لايتوجهوا إلى تلك الأنظمة أو لايعدو مااستطاعوا من قوة ضد المحتل الاسرائيلي ؟ سؤال تعرف جوابه غالبية الناس وخاصة الموالين لتلك الجماعات التي تحفظ وتكرر القول المأثور أن : (الساكت عن الحق شيطان أخرس ) فهم لا ينشروا الرعب والارهاب فحسب وإنما يتآمرون على العراق وأهله ليقتلوا أطفال ونساء والكثير من العراقيين بحجة تحرير العراق !!
و يكذبوا على الاعلام المسموع والمقروء والمرئي وبمساعدة رؤوس أموال وأدوات اعلامية ضخمة على انهم يقاتلون في سبيل عروبة العراق وفي سبيل ضمان حصص في الجنة لكل ارهابي يقف معهم ويساعدهم في جرائمهم الوحشية ، في نفس الوقت الذي تركوا فيه اسرائيل تقرر مصير فلسطين والفسطينيين وتعيث فسادا ً في قدسهم الشريف ، أكرر أن هذه الأمثلة تدفع الحركة الوطنية الكردية أن تعد للعشرة قبل أن تخطو أية خطوة تود تخطيها مع الآخرين حيث لا توجد ضمانات وكلام أولئك هراء وليس عليه أي اثبات .
فلننظر إلى من حضروا مؤتمرات لندن ، وباريس التي دعت إليها جماعة الاخوان المسلمين ، وشارك فيها قوميون عرب ، وشيوعيون ، دعاة حقوق إنسان ، وغيرهم .. فقد تنادوا ووعدوا الأكراد وعودا ً معسولة خارج جلسات المؤتمر ، لكنهم استطاعوا وبخبث أن يتملصوا كليا ً عندما توجب على الحضور التوقيع على محاضر الجلسات .. ولم يذكروا مطالب الحركة الكردية الأساسية ولا بأية صيغة ، واستطاعوا اللعب على وتر الاخوة الدينية .. والنضال الوطني المشترك ..
هذا يدفع الحركةالكردية إلى الاعتماد على مقدرات جماهيرشعبها التي لاتنضب ، وعلى نضالها الدؤوب والمستمر وعبر الوسائل السلمية من أجل تحقيق شعاراتها الأساسية التي تتلخص بإلغاء المشاريع الاستثنائية المطبقة على الشعب الكردي ، والاعتراف بوجوده دستوريا ً كقومية ثانية في البلاد .
إضافة إلى مطالبه في إلغاء حالة الطوارئ ، وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين أو إحالتهم إلى المحاكم العلنية العادلة ، وإطلاق الحريات الديمقراطية ، ومحاربة الفساد والرشوة ، ودمقرطة القوانين للإنتقال إلى سوريا ديمقراطية عصرية تواكب العصر .
أقول لهؤلاء ولغيرهم أن المحك هو العمل على الأرض ، في الوطن ، والحركة الكردية باشرت في مدن وقصبات ديريك والقامشلي وكوبانية وعفرين ودمشق ..
فإذا أرادت القوى الوطنية الأخرى بأسماءها وشرائحها المختلفة أن تباشر وضمن برنامج وطني ديمقراطي فلتتفضل لنعمل جميعا ً من أجل سوريا الوطن ، من أجل (سوريا لكل السوريين) ، من أجل سوريا ديمقراطية خالية من السجون والمعتقلات ، ، ليس فيها قوانين ولا مراسيم استثنائية ، سوريا المساواة والعدالة ، سوريا التي تضمن حق تقرير المصير للشعب الكردي ، وتضمن الحقوق الثقافية للأقليات القومية (كالآشوريين والشركس والأرمن والتركمان) لتتعزز قوتها وتحترم من قبل مواطنيها والعالم أجمع .


* عضو اللجنة المركزية لحزب آزادي الكردي في سوريا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجامعة العربية تدرس خطوات عزل مشاركة إسرائيل فى الأمم المتح


.. الجامعة العربية تدرس خطوات عزل مشاركة إسرائيل في الأمم المتح




.. لحظة اعتقال القوات الإسرائيلية شاباً فلسطينياً من محله التجا


.. مع نشره أجندة معادية لأوروبا والمهاجرين في بريطانيا.. من هو




.. فرنسا.. صعود أقصى اليمين بالجولة الأولى من الانتخابات يثير ق