الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كلام عن الإيمان

التهامي صفاح

2014 / 12 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


من حقنا ،في إطار حرية المعتقد و الدين التي تنص عليها النصوص المقدسة والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان - لأنه بدون حرية لا أساس شرعي لأي عدالة - أن نرفض كلا أو بعضا ما جاء به بعض البشرمكتوبا وقالوا لنا هذا هو الدين .و إذا تبادر إلى أذهانهم أن يسألوننا من أين لكم هذا ؟ ، فعليهم أن يطرحوا نفس السؤال على أنفسهم قبل أن يوجهوه لنا.
وكمؤمنين بالعقل و الحرية وبوجود موجد للأكوان (الله) غير مجنس كسبب بعيد و أول للمادة والأحياء ، نعتقد أن جعل عقول للبشركإرادة إلهية عظيمة لا تتناقض مع السؤال و الجدل أو رفض ما يتناقض مع العقل البشري حول ما يدعيه البعض وينسبه لله غصبا لكي يؤسس لإستعباد الناس و يسطو على حقوقهم المشروعة بإسم الدين .و إدعاء مثل هذا هو أقوى دليل على بطلان أقوال أولئك المدعين .لأن حق الناس في الحرية والكرامة والسلام هو حق دولي عالمي.فلا تأتي أقلية بالتناقض و بالحيوانية والعدوانية التي كانت عند الجاهلين في القرون الغابرة تكرره كالببغاوات ثم تقول للناس أنها تمثل الله على الأرض. فدعواها باطلة وغير مشروعة و إجرامية .ومن حق الناس محاربتها بكل الوسائل المشروعة لأنها ضد الإرادة الإلهية خالقة الحياة وضداالبيئة ولإنسان .إنها ضد كل من ينتمي لدائرة الإنسانية العظيمة التي أعزها الله بالحرية و الكرامة. و تنظيم داعش في الظاهر من الأمور من هذا النوع .
في سوريا اليوم و بالقرب من لبنان تتناحر ثلاث تنظيمات تقول كلها أنها إسلامية سنية ( دون إضافة حزب الله الشيعي لوصفة التخلف هذه) هي فتح الإسلام و جبهة النصرة و تنظيم الدولة الإسلامية داعش.كل منها تتهم الآخرين بالردة والخروج عن الدين والعمالة لإسرائيل الخ ..و يقتلون بعضهم بعضا بدون رحمة أو شفقة .آخرون في دول آخرى لا يحملون اي سلاح ولكنهم حينما يسمعون عن تناحرهؤلاء يقولون أنهم كلهم خارجون عن الدين و خوارج الخ
ما هو في حكم الأكيد هوأن هؤلاء المتناحرين مختلفين سياسيا هنا في هذه الأرض وليس في السماء .و كلهم يفسرون نصوص الدين حسب هواهم لتخدم توجهاتهم السياسية و أوضاعهم .إذن هذه الإختلافات بشرية طبيعية وعادية جدا بحكم إختلافهم التربوي و الوراثي من الناحية البيولوجية وتفسيرات الدينية إذن بشرية .والنتيجة العديد من القتلى بينهم كل يوم .وإذا نظرنا لعددهم الإجمالي و عدد القتلى فيمكن الإستنتاج أنهم في تناقص .و إذا إستمر التطاحن والإقتتال ،فيمكن بسهولة توقع أنه سينتهون قريبا بقتل بعضهم بعضا إلى آخر رجل رغم أن الأرض تسعهم جميعا لو كانوا غير طماعين في سلطة أو مال أوجاه أو نساء.
السؤال هو هل الله خلق الحياة ثم قال للبعض كما يدعون " ضعوا حدا لها" ؟ قطعا لا .
لذلك لو فكروا قليلا ما أقحموا الله في صراعاتهم البشرية حول السلطة والنفوذ و السيطرة على الأرض أي السيادة الدنيوية و يتناقضوا بإدعائهم الدعوة لحياة آخرى مابعد الموت أبدية في الجنان .إنهم يتصارعون حول هذه الدنيا وليس حول الآخرة.وحتى لو أقحموه فهم أحرار طالما يفلتون من العقاب على الجرائم التي يرتكبونها اليوم .لأنه يخدمون أجندات دول لها المصلحة في إرهاب الناس بعيدة عن مكطان الإقتتال مثل قطر وغيرها .
إن الذين يدعون الإيمان و يسطون على حقوق الشعوب والآخرين في الحقيقة يتناقضون .والبعض ممن يتناقضون وهم يعرفون ذلك إنما يسلكون مثل النعام .
و من لا يرى هذا التناقض فمعناه أنه لا عقل له على الإطلاق و لا مجال لإفهامه بالحجة والدليل العقلي أي شيء .إنه كقطعة نقدية لم تعد صالحة إلا لهواة جمع النقود القديمة والمنقرضة ليبيعوها لمنظمي المتاحف .
فالإيمان بوجود الله أولا يستلزم إستحضار هذا الوجود في حياة المؤمن بحيث يجعل في عنقه خصوصا إذا أعلنه في منصب رسمي ، و في حدود إمكانياته تحمل مسؤولية ذلك الإيمان في الحياة و في مختلف وضعيات الإنسان مهما كانت مهامه ثم الإستعداد للجواب عن أي سؤال بخصوصه لا أن يستعاض عن ذلك بتهييئ آخرين للجواب مكانه.فالإيمان أمر شخصي و تحمل المسؤولية يعني أولا إحترام الناس وعدم الكذب عليهم سواء كان الشخص المؤمن عاديا أم له وظيفة عليا في الدولة.فلا يجوز بناء القصور من الرمال الوهمية للآخرين بالأكاذيب التي ستنكشف يوما ما بكل تأكيد ثم القول أن هذا سلوك المؤمنين .ثانيا إحترام الخالق نفسه .لأن عدم إحترام الخالق و كل الأقوال و الأفعال تتم أمامه يعني عدم الإيمان به .و هنا يسقط المدعي في التناقض ويُعلم من مواقفه أنه يكذب على الناس .
أما إذا تحققت هذه الشروط بالسلام و إحترام الناس في سلوك الشخص فحتى لو إدعى عدم الإيمان بأي خالق فسيكون سلوكه سلوك المؤمنين .وهذا هو المقصود من الرسالات .فمتى تحقق ، فهذا هوالمطلوب لأنه يؤسس لحياة السلام بين الناس و تنظيمها و يكون سببا لإستمرار الحياة .لأن خالق الأكوان لا يحتاج لأي شيء على الإطلاق كما نرى فما بالك الإعتراف بوجوده . لأن عدم الإعتراف بوجوده ليس دليلا على عدم وجوده ثم ليس شرطا للحياة إذ الخالق هو واهبها .فكيف يدعي البعض أن خالق الناس قد خلق أعداء له ؟
و لأن الناس أحرار كما قلنا في بداية هذا المقال و الحرية شرط للعدالة فإن الناس يمكنهم أن يرتكبوا كل الفظاعات و يدعون أنها ترتكب بإسم الإيمان والدين وبإسم الله وهو منها براء .وهي بشرية إبنة بشرية إبنة بشرية مثل ما أعطينا عليه المثال الواضح بين الفصائل المتحاربة في حدود سوريا ولبنان .لذلك فالدعوة هي لجعل الدين أمر شخصي و منع الكلام بإسمه كله تحت أي مبرر كان .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
عبد الله خلف ( 2014 / 12 / 4 - 21:07 )
أهلاً بك أستاذ | التهامي صفاح , تحيه .
سبق أن أرسلت لك رابط ؛ يبيّن خطأ معتقدك , الآن ؛ نعيد الرابط :
صفات الإله عند اللادينيين :
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?52353-صفات-الإله-عند-اللادينيين


2 - شو القصة يا شيخ عبد الله خلف
ماجدة منصور ( 2014 / 12 / 4 - 21:58 )
يا شيخ عبد الله
الأستاذ الكاتب ينزه الذات الإلهية عن ما يركبه المتوحشون-كداعش و أخواتها_من اجرام و توحش
فما الخطأ في معتقد الأستاذ الكاتب؟؟؟؟؟؟؟؟؟
نورنا الله ينور عليك


3 - أستاذة | ماجدة منصور
عبد الله خلف ( 2014 / 12 / 5 - 11:17 )
المشكلة في إله (الربوبية) , الرجاء متابعة الحوار في الرابط الذي أرفقناه , ففيه نقاش حول العقيدة الربوبية .

اخر الافلام

.. مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية من قوات الاحتلال


.. لايوجد دين بلا أساطير




.. تفاصيل أكثر حول أعمال العنف التي اتسمت بالطائفية في قرية الف


.. سوناك يطالب بحماية الطلاب اليهود من الاحتجاجات المؤيدة للفلس




.. مستوطنون يقتحمون بلدة كفل حارس شمال سلفيت بالضفة الغربية