الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في الشر -8 - كمصدر للمعنى ضد استحقاقات الوجود العبثي

نضال الربضي

2014 / 12 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني




يحتاج الجمع ُ المؤمن ُ بحضور العنصر ِ الإلهي و منظومته الدينية إلى استمداد ِ المعنى و استدرار استدامة ِ الحضور الإلهي من خلال النظر ِ إلى الشر ِّ العامل في العالم و تفسيرِه على أنَّه َ عنصر ٌ فاعل ٌ من عناصر التأثير في العالم و التي يسمح ُ الإله بحكمته غير المُدركة و إرادته غير ِ معروفة ِ السبب ِ الدافع ِ و المُحدِّد ِ، بوجودِه و اتِّخاذِ دوره ِ الجدليِّ .

لكننا و إذ ننظر ُ إلى هذا الشرِّ من خلال الإطار ِ الظرفيِّ لوجودِه ِ، و الذي هو إطار ُ النتيجة ِ الطبيعة ِ من السَّبَب ِ المُولِّد ِ لها، نجد ُ أن الشرَّ في حد ِّ ذاتِه ما هو إلَّا استبباع ٌ من الظَّرف ِ للمُتَوَلِّد ِ عنه من نتيجة، و أن ما نعتبرهُ شرَّا ً هو مجرَّدٌ ردِّ فعل أو نتيجة ُ فعل ٍ لا أكثر، لكنها أصبحت شرَّا ً لأن تأثيرها على الإنسان جاء َ متعارضا ً مع رغباتِه ِ أو استمراريته أو صحَّته أو بقائِه أو لذته أو خططه للمستقبل.

و بالتوازي مع نظرتنا العقلية ِ المنطقية ِ السابقة إلى الشر، لا نستطيع ُ من خلال معيشتنا في مجتمعاتنا الدينية إلا أن نلاحظ َ أن الجمع َ المؤمن ِ يُخالفنا هذه النظرة َ، و يُعطيها معنى ً آخر َ يخدِم ُ الأدلجة َ الدينية و يُثبِّتها في نفوس الجمع ِ و يجعل ُ منها ختم الصلاحية و شهادة َ المصداقية و توقيع َ الضمان ِ الغيبي ِّ ، فيُصبِح ُ هذا الشر ُّ إذا ً تبريرا ً للضرورة ِ لوجود ِ الفردوس القادم، و العذاب المُصاحب ِ الدائم، من خلال ِ استحداث ِ نظام ٍ يقول ُ بـ ِ و يُؤكد ُ على وجود ِ دار ٍ أُخرى يُجازى بها المُسئ و يُكافؤُ بها المحسن، تحقيقا ً لعدالة ٍ مفقودة ٍ، يعترف ُ بـِ و يُدرك ُ فقدانها اللاديني و الديني، في حين ِ أن الأوَّل َ يُلحِقها بالتاريخ و الظرف و السياق الإنساني و الاستتباع ِ المنطقي من قانون السبب ِ و النتيجة، بينما الآخر ُ يجدها في حكايات الإيمان، وتاريخ الحضرة الإلهية الموروث و شخوصِه غير المرئية و مُتطلبات الإيمان، و ممارساتِ العقيدة و مُسلَّمات ِ الدين.

و يتحتَّم ُ علينا من خلال ِ هاتين ِ النظرتين ِ المُفارقتين ِ لبعضهما أن نسأل و نتساءَل َ و نتعجَّب َ و نُدرِكَ حقيقة َ الاختلاف ِ، فنُعمِل َ العقل َ لكي نفهم َ ماهِية َ هذا الشرِّ من حيث ُ حقيقة ُ كونِه لا دينيا ً مُخرج َ السبب ِ و النتيجةِ الحتمية للحياة كما هي في نتائجِ تفاعلات ِ شبكة ِ العلاقات، ثم نسأل َ لم َ لا تستطيع َ المنظومة ُ الدينية أن تُقدِّم َ لنا ذات ِ التفسير ِ و مُماثِل ِ السبب؟

إن َّ الجواب َ على السؤال ِ السابق ِ هو استتباع ُ الالتزام ِ بالمنظومة.

فاللاديني منظومته الحياتية تخلو من الغيبيات ِ و فعلها، و ترتكزُ على التاريخ والحاضر ِ كأفعال ِ إنسانية ٍ بحتة ناتِجة ٍ عن برمجة ِ الجينات ِ البيولوجية ِ التي تُحدِّدُ حاجات ِ الكائن ِ الحيِّ و ما يستلزم ُ أن يفعله ُ ليلبيها، و بالتالي تتكوَّن ُ منظومة ُ القيم ِ لديه وفقها، مع مراعاة ِ اختلاف ِ المجتمعات ِ في إيجاد ِ و تحديد ِ آليات ِ الاستجابة ِ لهذه الحاجات ِ بحسب السياق التاريخي ِ و الثقافي ِّ و التطوري ّ، حتى إذا ما وجد َ هذا المجتمع ُ توازنَه ُ التوافقي صاع َ دستوره َ الحياتي و القانوني إنسانيا ً مُنسجما ً مع الطبيعة و قدِر َ و اقتدر َ أن يأتي بما يعكس ُ كينونة ً حقيقية ً لهذا الوجود و لذلك َ التوازن بتصالُح ٍ و تلبية ٍ لتلك الحاجات.

و لن يتحرَّج َ المجتمع اللاديني من الاعتراف ِ بعبثيِّة ِ الوجود ِ و غياب ِ الهدف ِ منه، ثمَّ النهوض ِ بنفسِه ِ لإيجاد ِ هدف ٍ جمعي ٍّ سيادي خارجي تدعمُهُ أهداف ٌ فردية ُ قد تكون ُ منسجمة ً معه أو مفارقة ً له من حيث ُ كونُها على المستوى الشخصي الأدنى من الجمعي، لكن ِ التي ِ تصبُّ في قالبهِ و إطاره الجامع ِ المُعترِف بصلاحية ِ و أحقِّية وجودها، طالما أنها تتضافَر ُ في النهاية لتشكيل ِ حُريِّات ٍ و حقوق ٍ غير ِ خافية ٍ و ظاهِرة ٍ بقوَّة ِ و استحقاقات ِ البيولوجيا العضوية، و التي لا بُد َّ لانها حقيقية ٌ من أن تُشكِّل َ وعيا ً مُتفوِّقا ً قادرا ً على بناء ِ وعي ٍ جمعي ٍّ مُتفوِّق ٍ على البوهيمية ِ الجينية.

و معنى الفكرة ِ الأخيرة ِ مما أوردتُه ُ أن َّ المُخرجات ٍ الفرعية ِ للنظام اللاديني الليبرالي العلماني الحر، و إن كانت تصدم ُ بعض مُكونات المجتمع من حيث خروج ِ الحرِّية ِ عن المألوف ِ و المقبول ِ للجمع إلأ أنها ضرورية لحفظ ِ توازُن المجتمع و سلامة ِ كيانهِ، فتأتي الحريات و الشر الناتج عنها، و الخير المرافق لها كعوامل ِ اتزان له، مع الاعتراف ِ بالحاجة ِ لضبطها و تنظيمها، و ترك المساحة الفردية لممارساتها.

أمَّا في المجتمع الديني المضبوط ِ بقوّة ِ الأيمان المُتأطِّر ِ في ثبات ِ الممارسة و رفض تنوعها و جمود ِ العقيدة و نُكران ِ حاجتها للمراجعة، فإن َّ الحُريات الضابطة للمجتمع و المُبرزة لأخص ِّ ما في الطبيعة البشرية تغيب ُ عن الحضورِ لصالِح ِ رؤية لا طيفية تتخدُ من اللون ِ الواحد الشامل معيارا ً بسيطا ً غير مُعقَّد ٍ للُحكم ِ على السياق التاريخي و ظرف ِ الحاجة و ثقافة ِ هذا المجتمع و طموحَه ُ و مُحدِّدات ِ تفاعلاته مع أفراده و المجتمعات الأخرى.

و سوق يترتّب ُ على هذه الرؤية مخالفة ٌ طبيعية لشروط ِ الوعي و الإدراك التي تطلبها الطبيعة البشرية من جهة ِ استيعاب الأحداث كما تمليها الحواس و يفرض ُ تفسيرها العقل و المنطق، فتنشأ لدينا بقوة ِ الأيمان تفسيرات ٌ غيبية ٌ مفارقة ٌ للواقع و مُتحدِّية ٌ له و مُتعارضة ٌ مع قانون ِ السبب و النتيجة، و لذلك إذا ما استقرَّت للأنفس ِ القصصُ و الأيدولوجيات ُ المفارقة كأسباب ٍ و تفسيرات برزت ِ النتائج ُ كإشكاليات ٍ لا بُد َّ و أن تتسبَّب بتعقيدات ٍ إضافية ٍ و تسير بذاك َ المُجتمع ِ الديني نحو صدام ٍ جديد ٍ مع الواقع و صراع ٍ ناتِج ٍ عن الفشل ِ في تلبية ِ الحاجات سيقود ُ في النهاية إلى مزيد ٍ من الاضطراب الداخلي للفرد، و الانحدار ِ الجمعي ِّ للمجتمع.

لا تستطيع ُ المجتمعات ُ الدينية ُ رؤية الشر ِّ على حقيقتِه و لا بدَّ لها من أن تُعطيه معنى ً خيرا ً بأن يكون َ خادما ً للهدف النهائي و الغاية ِ المرجوة و هي تحقيقُ العدالة ِ الإلهية الشاملة، فيصبح الشرُّ عندها مقبولا ً و إن كان مكروها ً ، و ذا حيز ٍ حَقيٍّ أي ذي حق ٍّ في الوجود و إن كان مصدر َ تعاسة، و بالتالي تمتنع ُ عن إدانته، أو تدينه داخل إطار ٍ هو في الحقيقة ٍ تمجيد ٌ خفي ٌّ مُحتف ٍ راغب ٌ في استدامتِه ما دام الخادم َ المطيع للألوهة ِ و نظامها الديني و حتميتِها القائلة ِ بزوالِه بشرط ِ قبوله أولا ً.

و أعتقد ُ أن الفلسفة َ الدينية َ و هي رافضة ٌ جملة ً و تفصيلا ً لعبثية ِ الوجود، سوف تستمر ُ في إيجاد ِ أسباب ٍ و تبريرات ٍ لقبول ِ هذا الشر، بل إنها سوف تحتضنه و تُلبسه لبوسات ٍ مُختلفة ٍ بزخارِف َ و تجملات ٍ تطورية ٍ لا تنضب ُ و لا تقر ُّ و لا تهدأ حتى لو كانت -و هي كذلك- مُستعيرة ً من المنظومة ِ الدينية ِ النظرة َ التجريدية َ و المنهج العلمي الذي تعتمده بقشورهِ دون جوهرة، لكي تبقى.

قديما ً قالوا أن الشر لا يوجد بدون الخير، و أن العدل نعرفه بوجود الظلم، لكن أسر َ هذه المفاهيم لقول ِ الباطل ِ محمولا ً على و مُنطلقا ً من قواعد الحق و الصحيح، هو مزية ٌ للمنظومة ِ الدينية ِ تُتقنها بفعل ِ السنين و قوة ِ البنية التحتي، و عدد الأتباع الموروثين. و عليه فإننا نستطيع ُ القول َ بكل ثقة أنه لا استمرار للدين في وجه العلم إلا حينما يرتدي هذا الدين ُ لباس ذلك العلم، فيكون ُ المظهرُ للأعمش ِ واحدا ً و الجوهرُ في كلِّ الحالات ِ مُختلفا ً مُفارقا ً غير مُتصالح!.

من كان له عقل ٌ للفهم، فليفهم!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - يا مرحبا
قاسم حسن محاجنة ( 2014 / 12 / 5 - 05:30 )
تحياتي لك ولعودتك
تقول ما يلي و أن ما نعتبرهُ شرَّا ً هو مجرَّدٌ ردِّ فعل أو نتيجة ُ فعل :
لكن يا عزيزي الشر كفعل انساني فردي أو جماعي له قصد (نية ) وهدف ، فهو في محصلته النهائية فعل مبرمج ومقصود . يبتغي الفاعل منه الحصول على مكاسب ما .
ولو كان رد فعل فهو يهدف الى -الانتقام - من الشر الأول !!الذي لحق بالفرد الشرير .
اما كيف تصبح فردا شريرا أو مجتمعا شريرا فذاك بحث أخر .
ولا يبتعد الشر عن الانسان وتكوينه عبر العصور
لك مودتي وتبسم قليلا


2 - الأستاذ/نضال الربضي
شوكت جميل ( 2014 / 12 / 5 - 16:06 )
تحية طيبة أخي الكريم
مقالٌ دسم به محاور شتى للنقاش،لو بسطت واحدة فواحدة لما كفاها كتاب صغير بين دفتيه،فما بالك بمقال قصير!..
لفت انتباهي قولك:(..لكنها أصبحت شرَّا ً لأن تأثيرها على الإنسان جاء َ متعارضا ً مع رغباتِه ِ أو استمراريته أو صحَّته أو بقائِه أو لذته أو خططه للمستقبل).
و الحق فإن الفكرة السابقة هي الفكرة البدهية للادينيين_حتى الأولين منهم_فإنما كانوا يرون الشر أو الخير قياساً بما يهدد أو يعضد وجودهم المادي_و المادي فقط_و منهم من يرى الخير في رد الشر باشر منه ،إذ خلى ذهنهم من دار الثواب و دار العقاب...
فلا يصبرون على ظلمٍ أو ظالم طمعا في ثواب أخروي،أو خوفا من عقابٍ مثله..فلنستمع -للفند الزماني-_القرن الخامس للمسيح_و هو يري الخير في الإحسان:

صفحنا عن بني ذهلٍ...و قلنا القوم إخوانُ..
فإذا جاروا عليه قال:
و بعض الحلم عند الجهل..للذلة إذعانُ
و في _الشر _نجاةُ حينَ..لا ينجيك إحسانُ
و يقول أخر:
ترفعت عن شتم العشيرة انني ..رايت ابي قد كف عن شتمهم قبلي
حليمٌ إذا ما الحلم كان جلالةً..و اجهل أحياناً غذا التمسوا جهلي

يبدو لي أن هؤلاء الجاهليين قد فهموا نسبية الخير و الشر!
ارق تحياتي


3 - الاستاذ Bahir Ibrahim
نضال الربضي ( 2014 / 12 / 5 - 17:53 )
أهلا ً بك أستاذ باهر،

ينطلق الإنسان في تصرفاته من حاجته، فكل ما يصنعه هو تلبية لحاجة، لاجتناب الألم و لاستدامة اللذة، و هنا اللذة لا يقصد بها فقط الكماليات لكن أيضا الحاجات الأساسية من مأكل و مشرب و مسكن.

لذلك فالشر هو وسيلة تحقيق حاجة، و نسميه شرا ً لأنه يضر بمصالح المجتمع ككل و الأفراد الآخرين، فالقتل و السرقة مثلا ً تهدم أساسات المجتمع و تأتي التشريعات و القوانين و المؤسسات بهدف إعطاء بدائل تحقيق الحاجات بدل الشر، فمثلا ً العمل مكان السرقة، الضمان الاجتماعي مكان التسول، التأمين الصحي لكي تأمن الناس على صحتها فلا تؤذي بعضها و هكذا.

الخير و الشر أصيلان في الإنسان، و ليس أحدهما دخيلا ً و هما ترجمة و انعكاس لغريزة البقاء و إملاء الجينات.

البشر بفعل سموها الإدراكي العقلي أبصرت الخير و الشر كقيم أخلاقية و حكمت باتباع بعضها و نكران الأخرى و تنوعت المجتمعات في تعريف الخير و الشر و درجاتهما فلذلك اختلفت الثقافات و الحضارات.

المدخل لفهم الإنسان هي علوم البيولوجيا و الأنثروبولوجيا و الاجتماع.

شكرا ً لسؤالك.


4 - أهلا ً بالعزيز قاسم!
نضال الربضي ( 2014 / 12 / 5 - 17:59 )
أهلا ً أخي العزيز قاسم،

أؤيدك في ما ذهبت إليه، فالشر و الخير أصيلان في الإنسان تحقيقا ً لحاجات بشرية و سعيا ً لدفع الألم و استبقاء اللذة.

لا يوجد مجتمع شرير لأن هذا الشر سيكون معناه بالضرورة الغاء العقد الاجتماعي بين أفراد هذا المجتمع و بالتالي انهدام بنيته و رابطه الإنساني ثم الاقتصادي و من بعدها الخراب التام.

الشر و الخير هما ترجمة الجينات، و الوعي البشري كذلك، و هنا الصفة العظيمة التي يتميز بها الجنس البشري، و هي قدرته على فهم نفسه، و إيجاد وسائل حضارية لإشباع حاجاته بدل الشر البوهيمي (و إن لن يكون ممكنا اجتثاثه كاملاً).

و هو ما أشرت إليه في نهاية مقالي.

بطبيعتي أنا متفائل لكن ربما لأن مقالاتي وصفية تشخيصية فقد توحي بالتشاؤم. يجب فهمها في ضوء المنهج التشخيصي الوصفي كما أسلفت.

دمت بود.


5 - الأستاذ الشاعر شوكت جميل
نضال الربضي ( 2014 / 12 / 5 - 18:10 )
أستاذنا الشاعر الكبير مرهف الإحساس شوكت جميل، أسعدني حضوركم العذب و تحيتكم التي لا يلتزمها إلا شاعر!

تُمتعنا جدا ً خواطرك َ و أفكارك َ التي نقرأ في زاوية الفن و الأدب!

نسبية الخير و الشر تحتاجُ لتعرُّض ٍ و خبرة و اختبار، و قوم ٌ يفهمونها هم قوم ٌ لهم علاقات ٌ و صداقات ٌ و حل ٌّ و ترحال ٌ بين ظهراني غيرهم من أقوام، و كان هذا هو الذي جعل من أهل مكة التجار متسامحين جدا ً حتى أنهم وضعوا في كعبتهم كل آلهة العرب و قبلوا من الجميع كل شئ، فجاء مجتمع ما قبل الإسلام منفتحا ً حرَّا ً.

كل ما في هذا الكون خاضع ٌ للتفسير البشري و للحكم عليه من المنطق الإنساني دون أن يكون هذا الشئ مُستدعيا ً حكما ً بحد ذاته، و دون أن يكون هذا الحكم مُلزما ً للحقيقة ِ في شئ، و كما يقول ستيفن هوكنج في كتابه The Grand Design فإن كل منا يبني نموذجا ً يرى من خلاله العالم، فإذا ما انطلقنا من هذا الفهم استطعنا أن ندرك سر اختلاف الأفراد و المجتمعات في تعريف الخير و الشر و أطيافه.

أسعدني حضورك َ العذب و أهلا ً بك دائما ً.


6 - لا يوجد مجتمع شرير ؟؟
قاسم حسن محاجنة ( 2014 / 12 / 6 - 05:09 )
صباح الخير
وبتقدر تقول في داخلك يا فتاح يا عليم ..!! دلالة على الإستهجان
عزيزي حينما كتبتُ مجتمعا شريرا كان في ذهني على سبيل المثال (المجتمع النازي ) والمجتمع المعاصر الذي يتشكل من افراد داعش
فهناك مجتمعات داخل المجتمعات الانسانية والتي تختار الشر فلسفة وايديولوجيا ..ويكون شرها موجها ضد مجتمعات اخرى أو ضد أفراد المجتمع الكبير الذي تعيش فيه او ضد محيطها المعيشي
طبعا سيكون الشر في هذه الحالة صناعة بشرية لتحقيق اهداف اقتصادية وسياسية ، وليس حصرا البحث عن المتعة والابتعاد عن الالم ، رغم معرفتنا بان مجموعات بشرية تحصل على متعتها من الالم الواقع عليها او الذي توقعه على الاخر .
يعني ليس الشر خيارا او موروثا جينيا فرديا ، بل يمكن ان يكون ايديولوجيا لها اهداف سياسية واقتصادية
وشكرا لك


7 - المجتمع الشرير غير موجود
نضال الربضي ( 2014 / 12 / 6 - 09:53 )
صباح الورد و الياسمين أخي قاسم!

سأبدأ من حيث انتهيت َ، أنت تقول أن الشر له أهداف سياسية و اقتصادية، و هذا صحيح، لكم كيف تأتي للكائن الحي أن يستخدم الآليات الشريرة لولا أن باستطاعته أن يستخدمها مما يعني بالضرورة وجودها فيه وجودا ً أصيلا ً يعرفه و يلجأ إليه لتحقيق حاجاته، هذا ما أقوله و نحن أعتقد متفقان على هذا و لو كانت صياغة الأفكار مختلفة.

أما بالنسبة للمجتمع النازي فهو لم يكن شريرا ً لأن القيادة النازية خلقت من رغبة التفوق و الكمال و نقاء العرق حافزا ً للحروب و الاحتلالات و التصفيات البدنية التي كانت فئة قليلة من الشعب الألماني تقوم بها لا الشعب و لا المجتمع كله.

بينما اعتقد باقي الألمان في البداية أنهم يسدون للإنسانية خدمة كبيرة بما يفعل رايخهم، خصوصا ً أنهم كانوا بحاجة لكسر نتائج معاهدة فيرساي المذلة لهم. فإذا ً الآن نحن أمام مجتمع تقوده سلطة فيها شر عظيم لكنها لا تستطيع أن تجعل منه شريرا ً و الدليل أنظر لألمانيا اليوم و سترى فيها أمة حضارية كبيرة، و هذه الحضارة ليست وليدة صدفة لكن مستمرة و متأصلة في قيمها.

تحياتي الحارة.

اخر الافلام

.. 202-Al-Baqarah


.. 204-Al-Baqarah




.. 206--Al-Baqarah


.. 210-Al-Baqarah




.. 212-Al-Baqarah