الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سيد القمنى إرهابى؟

ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)

2014 / 12 / 7
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


فى البداية أسجل رفضى لكل نظرية أو قضية أو ظاهرة تقول بأن كل مسلم إرهابى، وأرفض أيضاً وصف الإرهابى بأنه مسلم متطرف وأرفض وصف القاتل بأنه إرهابى، وبكل بساطة نحن أمام قضية أشرت إليها فى مقالى السابق وأجد دائماً التجاهل العمدى والتقليل من شأنها من جانب النخبة الإسلامية والثقافية، عندما تطير لنا الأخبار وتخبرنا بهجوم إرهابى إنتحارى يسفر عن مقتل 27 جندياً مصرياً، فإذا كان الهجوم الإنتحارى صادر عن جماعة أو تنظيم جهادى إذن نحن أمام تعاليم إسلام وليس أمام مسلمين، فالجهادى المسلم بطبيعته وتنفيذه لوصية القرآن لا بد أن يكون إرهابى ويفعل كل الوسائل لإرهاب عدو الله وعدوهم، وهنا لا أستطيع أن أصفه بالإرهابى لأن الإرهاب هو جزء من طبيعة العمل الحربى وصفة أساسية للمقاتل الإسلامى، لكن القضية هنا والسؤال الكبير: قتل 27 جندياً من الجيش هو مجرد تطرف وأنتهى الأمر أم أنهم ليسوا إرهابيين لكنهم قتلة حقيقيين؟

الإصرار على ترديد أن التطرف والأفكار التكفيرية تدفع الشباب إلى تلك الجماعات الإرهابية، معناه التملص من المسئولية الحقيقية بأعتبار أن هناك مجرمين وقتلة أرتكبوا جرائم يعاقب عليها القانون، وما زالوا أحرار لأن العدالة تنظر إليهم بأعتبارهم مجرد شباب يغلون فى فكرهم الدينى وتطرف وذهب بعيداً عن صحيح دينه، وهذا يجعلنا نسأل: هل تجار المخدرات والمجرمين والبلطجية والقتلة هم أيضاً إرهابيين؟ نفس الصفات تنطبق عليهم بتطرفهم فى أفكارهم بتجارة المخدرات وأستهتارهم بحياة البشر والقتل لتطبيق قوانينهم الإجرامية وهذا ليس إرهاباً.

إطلاق صفة الإرهاب على تلك الجماعات الجهادية الإنتحارية القاتلة هو تخدير عام للعدالة والمنطق البشرى، وإستدراج الشعوب إلى إلصاق تلك الجرائم البشعة إلى كلمة فارغة المعنى والمحتوى أسمها إرهاب وتطرف ليهرب القاتل بجريمته ويستمر فى أعمال القتل والذبح، ونظرية الإرهاب هى نظرية غربية ظهرت إلى السطح بعد أحداث الحادى عشر من سبتمبر لتبدأ الحرب على الإرهاب.
نأتى إلى سؤال المقال: هل سيد القمنى المفكر الكبير إرهابى؟

وكما قلت فى البداية فأنا لا أتفق مع الباحثين والدارسين الغربيين وأرفض عبارة كل متطرف مسلم إرهابى، لكن حسب نظريتهم فسيد القمنى إرهابى، وحسب نظرية جبهة علماء الأزهر وغيرهم من شيوخ الإسلام الذين كفروا سيد القمنى عندما منحته الدولة جائزتها التقديرية فى العلوم الإجتماعية وطالبوا بسحبها منه، وعلى رأس قائمة محاكم التفتيش التى قامت بتكفيره: جبهة علماء الأزهر والجماعات الإسلامية والسلفية والإخوان المسلمين وغيرهم من التيارات الإسلامية كذلك هيئة مفوضى مجلس الدولة، إذن تلك الجبهات والجماعات والهيئات هى جماعات إرهابية قامت بتكفير المفكر والباحث والمبدع وإبداعه، ناهيك عن المباركة الجماعية لغالبية المسلمين من تقرأ أو لا تقرأ بتكفير المفكر سيد القمنى أى أن غالبية المسلمين إرهابيين أيضاً، وبما أنه أتضح أيضاً لبعض شيوخ الأزهر الوسطيين أن المفكر الكبير قد تطرف فى أبحاثه وأفكاره والتى أساء فيها إلى الإسلام، فإنه بلا شك مسلم إرهابى!!!!!

من خلال مقال المفكر الكبير سيد القمنى : نظرية أن كل مسلم إرهابى، أحببت التعليق على هذه العبارة التى أصبح يستخدمها الجهلاء والأذكياء من الباحثين الغربيين ومراكز الدراسات الديموقراطية: كل مسلم إرهابى أو يعرفون الحقيقة وهى ليس كل مسلم إرهابى كما أكد على ذلك البابا فرانشيسكو الكاثوليكى، وفى مقالى هذا حاولت تطبيق نظرية كل مسلم إرهابى على المفكر الكبير سيد القمنى نفسه فى صيغة سؤال، وكما هو واضح فى الفقرة السابقة فالإجابة الواقعية تقول أن الإرهاب بمنطق الثقافة الإسلامية ينطبق على كل مسلم كصفة أساسية أمر الله أن يتصف بها المسلم، لكن فى الحقيقة الإرهاب ليس قضيتنا لكن النصوص القرآنية التى تستخدمها الجماعات الجهادية فى محاربة الأعداء من الكفار وغيرهم من المسلمين حسب شريعتهم، هى نصوص حقيقية لكن غالبية المثقفون والمسلمون يخافون التعرض أو الإقتراب من أى كلام يتعلق بالله الذين يعبدونه ورسوله، يخافون إرتكاب أى إساءة أو إزدراء يمس الله ورسوله الإسلامى وإلا أرتفعت الأصوات بالتكفير.

لا أعتقد أن هناك ذعراً كبيراً لدى الغالبية من المسلمين بتصاعد عدد المتطرفين( الجهاديين المقاتلين)، لأن الغالبية المسلمة جاهلة أو مثقفة تحلم بإقامة الخلافة وتطبيق الشريعة الإسلامية وهى القضية الكبرى التى نفخت فيها وجعلتها مخابرات أمريكا والغرب كأنها فريضة كبرى على كل مسلم، فتعاظمت تلك الفكرة عندما دعى غالبية الشيوخ والعلماء للجهاد والأستنفار ضد الكفار الشيوعيين، وهى الدعوة التى رحبت بها الأنظمة السياسية الحاكمة ودفعت بشبابها للجهاد فى أفغانستان، وأستغلت الجماعات الإسلامية النائمة الوضع السياسى الجديد لتأسيس ثقافتها الجديدة وسط المجتمعات المسلمة، وأنتشرت الجماعات الجهادية التكفيرية خلال السنوات الأخيرة، وداعش هى المولود حديثاً والأكبر على الساحة العربية والعالمية قام الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية المصرية بمهاجمتها قائلاً: إن ما يفعله "الدواعش" يندرج تحت الإجرام لأنه أخلّ بالإسلام وبقانون الإنسان، وإن هناك خلطًا فى تفسير آيات الجهاد فى القرآن، حيث إن داعش انتزعت خمسين آية من القرآن لتبرير أفعالها، وهو ما يغرى العديد من الشباب، كذلك استغلت الأحاديث استغلالًا سيئًا.".!!!

الكل يعرف أن ممارسات داعش تتطابق مع الآيات التى يستخدمها لتبرير أعماله بل وتستخدمها جميع الجماعات والتنظيمات الجهادية،
والخلاصة التى يحتاجها كل مسلم مسالم أو متطرف أو إرهابى أو مقاتل مجاهد هى: هل هذه الآيات الخمسين وغيرها من الأحاديث النبوية حقيقية ومن نصوص القرآن وصالحة لكل زمان ومكان؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

هذه هى القضية التى ينبغى على كل مسلم أن يبحثها ويدرسها ويفكر فيها وأن تقام الندوات الثقافية والدينية، فى حوارات متمدنة تهدف إلى حلول جذرية لقضية صقلها العلماء والفقهاء المسلمين بالقدسية حتى لا يتجرأ مسلم على المساس والتفكير بها، فهل ننتظر رحابة الصدور وحوار الأخوة فى حيادية تبغى الحق والحقيقة وإنقاذ الشعوب من الحروب اليومية التى تزيدها فقراً على فقرها؟؟

هل سيصل الجميع فى النهاية إلى حقيقة مؤداها: أن زمن التخلف والجاهلية أنتشرت فيه ألفاظ الكفار والمكفرين لهم وقد أنتهى ذلك الزمان، واليوم الجميع ينادى بالحرية وحقوق الإنسان التى منها حقه فى إختيار دينه، لا يوجد زمن ثابت فالزمن يتغير والإنسان يتغير والعالم كله من حولنا يتغير إلى الأفضل، فهل سنقبل بثقافة الجاهلية ونرفض ثقافة العلم والتقدم ثقافة الإنسانية؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عادات وشعوب | مجرية في عقدها التاسع تحفاظ على تقليد قرع أجرا


.. القبض على شاب حاول إطلاق النار على قس أثناء بث مباشر بالكنيس




.. عمليات نوعية للمقاومة الإسلامية في لبنان ضد مواقع الاحتلال ر


.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الكنائس القبطية بمحافظة الغربية الاحت




.. العائلات المسيحية الأرثوذكسية في غزة تحيي عيد الفصح وسط أجوا