الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماهية المجرم و الجريمة

عبد الله عموش

2014 / 12 / 7
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


ماهية المجرم و الجريمة من خلال توطئة لمؤلف " التاريخ الإجرامي للجنس البشري (1) : سيكولوجية العنف البشري " ل : كولن ولسون . ترجمة د : رفعت السيد علي .

" إن أسوأ الجرائم لا يرتكبها الحمقى و الأغبياء ، بل يرتكبها المتحضرون الأذكياء باتخاذهم قرارات يوفرون لها المبررات و الدوافع الكافية " مقتطف من ً 9 من مقدمة الكتاب .
الواقع الإجرامي هو عقدة طفولية تتغيى اختصار المسافات و الوقت و ادخار الطاقة الذاتية ، و كل جريمة تكون خلفيتها التدمير و الإغتصاب و انتزاع و الإستيلاء على شيء دون وجه حق ؛ باستعمال القوة و القهر و الخدعة و المكيدة و الإختلاء و الغدر و الإغارة و العنف ، إنها نزوع إلى إلى الحصول على شيء أو تحقيق تغيير في الواقع المادي ذي الإتصال بالأشخاص و بدون مقابل. مثال ذلك اللص الذي يتحصل على ما يريد دون عمل أو كد و مغتصب النساء دون سبق غواية ترضيها في الوطء ، أو قتل أبرياء للتنقيب على الكنوز باستعمال دمائهم ( خرافة شائعة في شمال إفريقيا ) ، و بحسب فرويد " يمكن للطفل أن يدمر العالم إذا ما توفرت لديه القوة اللازمة لذلك " ما معناه عند فرويد " أن الطفل ذاتي تماما " يجهل كل وجهة خارج استراتيجيياته الوجدانية . من هنا فالمجرم شخص يافع فضل في سلوك حياته سلوك الطفل / الأطفال ، و المجرم تعس طوال حياته لأنه ذاتي و ليس بموضوعي ، و الطاغية هو من يغرق في ذاتيته دون اعتبار للغير ، و هو الأظلم الأقهر الأفسد.
الجريمة خالدة بتجددها مع تجدد الأجيــــــال (......) ، و البشر ليسوا غير أطفال ، قلة منهم تنجز و هي الفئة الناضجة ؛ ليس لتخليد الذات ، كما تفعل القدرة على الخلق و الإبداع ، ف فالد المحوزق و جاك السفاح و آل كابوني لم يخلفا شيئا يخلدهم بل ماتت أعمالهم بموتهم عكس موليير و شكسبير و زرياب و توما الأكويني و أرسطو ووو فالمجرم يلوم الطبيعة في صفته تلك لعدم قدرتـــه على الضبـــط الذاتــــي . هكذا فالحضارة أساسها الخلق و الإبداع و هي شبيهة بكرة ثلج تدحرجت من عل و تراءى حجمها للعيان و قد ازداد ضخامة فيما الجريمة تبقى جامدة في حجمها .
إن علم الإجتماع الحيوي sociobiologie يحث على مرجعية العدوانية الحيوانية إلى الإحساس الدفين بالإنتماء لمكان ما و الإعتقاد بامتلاكــــــــه كذلك كان أصل الحروب البشرية عبر التاريخ . و الشيء نفسه يقال عن السلوك الدموي للطغاة القتلة بإقرانهم بما هو في عالم الحيوان . كذلك يصدق الشيء نفسه عند فصائل الذكور المسيطرة حين تقتل صغار أعدائها ؛ و هو السبب نفسه وراء تخلي الدجاجة عن صغارها لتنقر صغار ذوات الريش من غير جنس الدجاج حتى الموت ....و من عالم الحيوان نتعلم بأن الجريمة جزء من ميراثنا الحيواني لنقر بأن تاريخ البشر تمكن قراءته من زاوية علم الإجتماع الحيوي .
فهل يقود الإنسان نفسه إلى دماره القادم من داخله ؟ !!!!!
إنه احتمال أقوى من احتمال انتشار الفهم بأن للبشر القدرة على التطور بالذكاء .0
ومن الثابت أن تاريخ البشر ـو من منظورر ما ـ هو محوريا تاريخ إجرام على الرغم من جوانب ابداعيته الجنس البشري التي تضيئه و تخلقه ليتلألأ فعل البشر بدلا من تسويده . ألا يمكن فناء و دمار العالم بحادثة نووية ـ ؟ ذريعة تخريب العراق ـ إن أي فهم لطبيعة الإجرام تشترط من حيث المنطلق و الهدف فهم ترجيح كفة الإبداع و الذكاء .

إنها خلاصة مقدمة لكتاب يروم فهم قصة الجنس البشري بين الجريمة و الإبداع . و استثمار متوقع النتائج لاستشراف مستقبل مراحل تطور الجنس اتلبشري القادمة . إن فعلت هذا فبإيمان قوي بأنني : أولا من الجنس البشري معني بالقصة و ثانيا للأخذ بيد بني جلدتي انطلاقا من اعتقادي الراسخ دائما بأن المقدمات التي تدعوني إلى قراءة بقية صفحات الكتاب مقدمات لاغية . ففي أي صنف تصنف نفسك ؟ جوابك دعه في صدرك .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما أهمية معبر رفح لسكان قطاع غزة؟ I الأخبار


.. الالاف من الفلسطينيين يفرون من رفح مع تقدم الجيش الإسرائيلي




.. الشعلة الأولمبية تصل إلى مرسيليا • فرانس 24 / FRANCE 24


.. لماذا علقت واشنطن شحنة ذخائر إلى إسرائيل؟ • فرانس 24




.. الحوثيون يتوعدون بالهجوم على بقية المحافظات الخاضعة لسيطرة ا