الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول أعترفات برلمانات بعض دول الأتحاد الأوربي بالدولة الفلسطينية

سامان كريم

2014 / 12 / 7
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الى الأمام: بعض دول الاتحاد الأوربي اتجهت نحو الاعتراف بالدولة الفلسطينية حيث بدأتها السويد الدولة العضو في الاتحاد الأوربي وتلاها تصويت البرلمان الأسباني والبرلمان البريطاني. وكان آخرها تصويت البرلمان الفرنسي ومطالبته للحكومة الفرنسية بالاعتراف بالدولة الفلسطينية.. كما وان الأمم المتحدة قد صوتت مؤخرا على مشروع قرار قدمته مصر يطالب إسرائيل بالتخلي عن ترسانتها النووية وإخضاع منشآتها النووي للأشراف الدولي.. اتجاه الاعتراف يأتي من جانب حل القضية الفلسطينية عن طريق أقامة دولتين.. برأيكم هل يمكن حل القضية الفلسطينية عن طريق الاعتراف بالدولة الفلسطينية؟؟

سامان كريم: القضية الفلسطينية او الصراع الفلسطيني الاسرائيلي اعمق واوسع واكبر بكثير من تلك الاعترافات المعنوية وبرايي الهزيلة. ان هذه الاعترافات من قبل برلمانات تلك الدول في المنظمومة الغربية, نفاق وتضليل سياسي للرأي العام الاوربي وتحميق الراي العام في الشرق الاوسط. ان الممارسات والسياسات الشوفينية القومية والدينية التي تقدمت وستقدم عليها الحكومة اليمينة في اسرائيل، من سياسة التطهير العرقي وتوسيع رقعة الاستيطان وتهويد المناطق التي يسكن فيها الناطقين باللغة العربية, والقتل والتنكيل والاغتيالات والصواريخ والحروب والحصار الاقتصادي المستمر... كل هذه الاعمال والسياسات لا تشفي غليل الحكومة الاسرائيلية ومستمرة في سياساتها العدوانية والشوفينية القومية والدينية ضد الفلسطينين, بمساعدة ودعم الغرب وخصوصا اأمريكا وبريطانيا وفرنسا... كل هذه المساندة والدعم السياسي والمعنوي والاقتصادي من قبل تلك الدول وعدم حل هذه القضية نتيجة لصفقات سياسة واقتصادية من جانب، وعدم اقرارهم بحل الدولتين من الناحية الفعلية في هذه المرحلة لانه يتناقض او لا يتوافق مع مصالحهم الاستراتيجية... هذه هي سياسة امريكا وتلك الدول بصورة واقعية.. اما البرلمانات وقراراتها فانها اسطوانات فارغة وجعجعة بلا طحن... وخصوصا ان دور البرلمانات في مرحلتنا وعلى الصعيد العالمي هو مباركة سياسات حكوماتها.

قضية الاعتراف بالدولة الفلسطينية والاقرار بحل الدولتين هي من قضايا الاستراتيجية في العالم. براي هي قضية الفوز بالعالم. المشكلة ان امريكا وهي صاحبة لهذا المشروع" النظام العالمي الجديد" او العالم الامريكي, فشلت وسقطت في اتون مستنقعات أفغانستان وكذلك المستنقعات العراقية والسورية والليبية والمصرية او مستنقع الثورات العربية او ما يسمى "بالربيع العربي". امريكا تهدف الى سيادتها عالميا او في منطقة الشرق الاوسط بلا منافس ومنازع، حينذاك ستبدا بحل هذه القضية وفق منظورها الاستراتيجي ومصالحها القومية العليا كما يتحدثون عنها دائما... ولكن هذه السياسة فشلت ولكن امريكا لانها قوة عظمى عسكريا والى حدما اقتصاديا تعاند ذاتها, هذا من جانب ومن جانب اخر وبعد فشل الاستراتيجية الامريكية ووقف المفاوضات بقيادتها ولجوء حكومة ابو مازن الى عدد من المنظمات الدولية وتلويحها بقطع التعاون الامني... جاءت او برزت هذه الاعترافات الاخيرة من برلمانات هذه الدول... لوقف الحركة القومية العربية او لوقف حركة حكومة ابو مازن واعطاء امل غير واقعي للفلسطينين بحل قضيتهم عن طريق هذه الاعترافات التضليلية.

براي ان القضية الفلسيطينة دخلت الى سراب ونفق غير واضح الى نفق له طرق او تفرعات كثيرة وبعضها مسدود... دخلت لان امريكا في اوج او في اقصى قوتها على الصعيد العالمي لم تلجأ الى حل القضية وفق منظورها وخصوصا في فترة التسعينيات في القرن الماضي..... هي لم تلجا الى حل القضية في المرحلة التي كان بامكانها ان تحلها باسرع ما يمكن, اليوم وبعد ان هبط موقعها ومكانتها العالمية لم ولن تسنح الفرصة للاخرين ان يعلموا بشكل جدي لحل القضية.. وستكون عائقا امام الحلول والبدائل غير الامريكية... عليه انا قلت ان القضية الفلسطينية دخلت الى فترة التخدير او في "سراب". لكن ستلجأ امريكا وحلفائها في الغرب الى هذه اللعبة الحقيرة والسخيفة عبر النفاق والتضليل والتحميق التي سميت بالاعترافات البرلمانية. اذا فعلا يهدفون الى حل هذه القضية براي لا تحتاج الى كل هذه السخافات بل الى قرارات فورية من قل حكوماتهم ومجلس الامن الدولي... ولكن انهم كاذبون ومنافقون.

المحور الاخري والمهم براي ان موقع ومكانة اسرائيل هبطت وفق المنظور الاستراتيجي الغربي والامريكي... وهذا هو واقع اخر.. بمعنى ان اسرائيل لم تتموضع في تلك المكانة التي كانت تتمتع بها مثلا ابان الحرب الباردة او ابان المرحلة الماضية... اذا كان في مرحلة ما كانت اسرائيل تمثل موقع التوازن الاستراتيجي لامريكا والغرب اتجاه روسيا والبلدان الحليفة لها في المنطقة, فاليوم تغيرت التحالفات والاستراتيجيات وتغير توازن القوى ليست وفق المنظمومة الايدولوجية والسياسية والاقتصادية الماضية، بل وفق المرحلة التي يتخذ التنافس الاقتصادي شكله الكلاسيكي اكثر فاكثر من ناحية ادارة الصراع وطرفي الصراع.... عليه ان مصر تقدم بطلب تفتيش المنشأت النووية الاسرائيلية, وهناك طلب اقليمي وعالمي يتصاعد يوما بعد يوم بإخلاء منطقة الشرق الاوسط من الاسلحة الكيمياوية والنووية... وهكذا... فهذا يدل على هبوط المكانة والدور الاسرائيلي من جانب وهبوط موقع ومكانة امريكا من جانب اخر....

اخيرا براي وعلى مدى المنظور ليس هناك حل للقضية الفلسطينية وفق حلول وبدائل البرجوازية لحل القضية الفلسطينية, في هذه المرحلة. امريكا ليست بامكانها أن تحل القضية بمفردها, ولا تسمح للاخرين ان يشاركوا في الحل هذه هي المشكلة في هذه المرحلة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأردن في مواجهة الخطر الإيراني الذي يهدد سيادته عبر-الإخوان


.. مخططات إيرانية لتهريب السلاح إلى تنظيم الإخوان في الأردن| #ا




.. 138-Al-Baqarah


.. المقاومة الإسلامية في العراق تدخل مسيرات جديدة تمتاز بالتقني




.. صباح العربية | في مصر.. وزارة الأوقاف تقرر منع تصوير الجنائز