الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محاضرات مدرسة الإسكندرية (1)

محمد عادل زكي

2014 / 12 / 8
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


محاضرات مدرسة الإسكندرية للاقتصاد السياسي
---------------------
وفقاً لتصور سميث لانحلال ثمن السلعة الطبيعي، أو قيمة مبادلتها، إلى دخول الطبقات المختلفة، أَيْ إلى: أجر وربح وريع، يسير التحليل على النحو الأتي: يشتري الرأسمالي مواد العمل، وأدوات العمل، والعمل (نلاحظ أن آدم سميث والكلاسيك بوجه عام لا يفرقون بين العمل وقوة العمل، وهو ما سوف ينتبه إليه ماركس، على الرغم من أنه وقع في نفس الخطأ في كتاباته المبكرة) ثم يقوم العمال بالإنتاج، وهم حينئذ يضيفون قيمة إلى المواد، كما يقول سميث. وحينما يخرج المنتَج يوجهه الرأسمالي إلى السوق. كقيمة مبادلة. تنحل هذه القيمة، بما تمثله من ثمن طبيعي للسلعة، إلى (أجر) للعمال، وإلى (ريع) للمُلاك العقاريين، وإلى (ربح) الَّذي يَستقل به الرأسمالي.
.
أيْ أن الدخول المختلفة مصدرها واحد، هو العمل. ونفس التصورسيعتنقه ديفيد ريكاردو، مع استبعاد الريع، ولكن كارل ماركس سيرفضه جزئياً حين يُعيد النظر في انقسام القيمة الَّتي يضيفها العمال إلى الناتج، إذ سيرى ماركس أن هذه القيمة لا تنحل إلا إلى (ربح) و(ريع) فقط. ولا يحصل العمال على أَيْ نصيب في القيمة الَّتي يضيفونها إلى الناتج.
.
فوفقاً لنصوص سميث؛ نجد أنه بعد أن حدد موقفه من مشكلة القيمة على هذا النحو، كان عليه أن يحدد لنفسه المنهج الَّذي سوف يسير بمقتضاه لمعرفة كيف تتكون، ابتداءً من القيمة، الأثمان، وكان لديه الوَعيْ بضرورة مناقشة ثلاث أفكار مركزية: أولاً: المعيار الحقيقي للقيمة التبادلية، وكيف يتقوم الثمن الحقيقي لجميع السلع؟ ثانياً: معرفة الأجزاء المختلفة الَّتي يتكون منها هذا الثمن الحقيقي. ثالثاً: معرفة الظروف المختلفة الَّتي ترفع بعض أو كل هذه الأجزاء المختلفة الَّتي يتألف منها الثمن الحقيقي، والَّتي تنخفض أحياناً إلى ما دون المعدل الطبيعي. وعليه، رأى سميث أن ثمن السلعة الطبيعي، أو قيمة مبادلتها، إنما يتكون مِن: الأجر، والربح، والريع. إذ كتب:"إنّ ثمن أية سلعة، في كُل مجتمع، يرجع في النهاية إلى هذا الجزء أو ذاك من هذه الأجزاء: الأجور، والربح، والريع العقاري، أو ينحل إلى هذه الأجزاء الثلاثة جميعاً". "إنّ الأجور والربح والريع العقاري هي المنابع الأصلية لكُل ايراد ولكُل قيمة مبادلة".
.
أَيْ أن الأجر والربح والريع، كدخول للطبقات المشاركة في الإنتاج السنوي للأمة، مصدرهم جميعاً العمل. ويرد آدم سميث، بهذه الصفة، جميع الأجزاء المكونة لثمن السلعة إلى العمل، كتب سميث:"في ثمن القمح مثلاً، قسم يؤدى ريع مَالك الأرض، وقسم أجور العمال أو صيانة الدواب العاملة في إنتاجه، والقسم الثالث ربح المزارع، وتبدو هذه الأقسام الثلاثة بمثابة المكونات المباشرة أو النهائية لكامل ثمن القمح". "إن القيمة الَّتي يضيفها العمال إلى المواد تنحل إلى قسمين، أحدهما يوفى أجور العمال، والآخر أرباح رب العمل على كامل رأسمال المواد والأجور الَّتي قدمها. وما كان لهذا الرأسمالي أن يهتم بتشغيلهم لو لم يكن يتوقع من بيع ثمرة أعمالهم شيئاً أكثر من مجرد تعويض الرأسمال الَّذي خاطر به، وما كان له أن يستخدم رأسمال كبيراً لا صغيراً، لو لم يكن لأرباحه أن تَتَقايس نسبياً مع سعة رأسماله".
.
ومع وَعيْ سميث بأن القيمة الَّتي يضيفها العمال إلى مواد العمل وأدوات العمل هي مصدر الزيادة في القيمة الَّتي تنحل، في تصوره، إلى أجر وربح وريع، فهو يضيف بصدد الرأسمال:"إن الرأسمال يلعب دورين: أولهما: دور الإيراد بالنسبة للعمال، وثانيهما: دور الرأسمال بالنسبة للرأسمالي، وبعبارة أخرى: إن ذلك الجزء مِن الرأسمال الَّذي دُفع للعمال، ويُمثل لهم كإيراد، صار بهذه المثابة بعد أن لعب في البداية دور الرأسمال"، "إن العمال في مجال الصناعة يأخذون أجورهم مِن سيدهم، الرأسمالى، وهم في ذلك لا يجعلونه في الحقيقة يُنفِق شيئاً؛ حيث أن هذه الأجور، عادة، ما تُدفع من الأرباح".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قمر الطائي من انطوائية وخجولة إلى واثقة بنفسها ??????


.. قصص مؤلمة في كل ركن.. شاهد ما رصدته CNN داخل مستشفى في قطر ي




.. بين طلبات -حماس- ورفض نتنياهو.. كيف يبدو مشهد مفاوضات وقف إط


.. ماذا يحدث على حدود مصر فى رفح..




.. اشتباكات في الفاشر تنذر بانطلاق المعركة الفاصلة بدارفور