الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإسلام بين خياري التحريف أو الإنقراض .

صالح حمّاية

2014 / 12 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هل هي مفارقة أن يهاجم الشيخ "ياسر برهامي" شيخ مشايخ الدعوة السلفية "البابا فرانسيس" بتهمة هدم المسيحية برغم أن برهامي نفسه يقول أنها ديانة باطلة و محرفة ؟ شخصيا لا أعتقد ، فبرهامي هنا لا يحاول سوى حماية اعتقاده الأصولي الذي جُند للدافع عنه ، ففرانسيس وبتوجهه نحو تقبل التطور و التصالح مع العلم إنما هو يخون المبادئ التي اعتاد برهامي على التعامل معها ، لهذا فبرهامي ولحماية دينه الذي يدين به ، فهو يهاجم تحريف المسيحية التي يقوده فرانسيس حتى لو كانت المسيحية بنظره محرفة من الأساس .

إن المشكلة التي يواجهها ياسر برهامي حاليا مع ما يقوم به فرانسيس هو في أن فرانسيس يتخلى عن الثوابت التي ألفها برهامي في الدين المسيحي ، فبرهامي ( و الإسلام عموما ) نعم يرى المسيحية محرفة و يهاجمها ، لكن في النهاية يبقى أن الإسلام يستفيد من المعتقد المسيحي بشكله السابق (نقصد هنا تحالف المسيحية والإسلام ضد العالم المعاصر ) لهذا فالبابا فرانسيس و بمسعاه نحو تطوير الديانة المسيحية وجعلها ديانة تتقبل العالم المعاصر ، فهو بنظر برهامي وكأنما يخون الميثاق الغير مكتوب بين المسيحية و الإسلام ، فالإسلام إذا فقد دعم المسيحية فهو سيكون معزولا ووحيدا في حربه على الحداثة والتقدم ، لهذا فبرهامي وحين نراه يهاجم فرانسيس دفاعا عن المسيحية ، فهذا لا يعني أن برهامي يخاف على المسيحية من التحريف ، أو أنه يهتم لمعتقد المسيحيين ، بل الأمر أنه سعي لنصرة الإسلام ، فلكي يستطيع الإسلام الصمود في العالم المعاصر فعلى المسيحية أن تبقى متحجرة ، و من هنا نحن نرى برهامي يحاول استحضار الحمية الدينية لتأليب المسيحيين الكاثوليك على البابا فرانسيس ، حيث هو يضن أن المسيحيين قد تأخذهم الحمية على دينهم من التحريف وعليه سيثورون على خيارات البابا ، لكن ما يغفله الشيخ برهامي هنا ( و هو ما يغفله عموم المسلمين في الواقع ) هو أن فرانسيس حين يفعل ما يفعل فهو لا يقوم بهذا إلا من أجل المسيحية ، لهذا فليس من المتوقع أن نرى ثورة من المسيحيين الكاثوليك على باباهم ، لأنه كبابا لا يسعى سوى لخدمتهم .

إن المسلمين عموما وفي قضية الدين ، هم يرون أن اللاتحريف في الدين ميزة ، فمن أبرز ما يدين به المسلمون الأديان الأخرى هو القول أنها محرفة ، لكن الحقيقة أن المسلمين ولو انتبهوا لوجدوا أن التحريف في الدين ليس نقيصة ، بل هو ميزة ، فاليوم وفي ظل عالم متغير في الأفكار و الأطروحات فعلى جميع الأشياء (ومنها الدين ) أن تتغير لتواكب هذا التطور ، لهذا فالمسيحية وحين يعمل البابا فرانسيس على تحريفها ، فهو لا يسعى سوى لحمايتها ، فلكي تستمر المسيحية فهي عليها أن تحرف ، في المقابل فالإسلام الذي بقي متحجر فهاهو يجني ويلات تحجره ، ولا غرابة اليوم أن نجد الإسلام في هذه الوضعية الحرجة من تهم بالتخلف و الإرهاب والهمجية ، فكل هذا نتيجة لتحجر الإسلام في أنماط فكرية من العصور المتخلفة ، في المقابل فالمسيحية التي حرفت لتواكب التطور ، فهاهي اليوم أقل تعرضا للإنتقاد ، و أكثر إنسجاما مع العالم المعاصر .

حاليا يمكن القول أن الإسلام أمام مفترق طرق جوهري في مسيرته ، فحاليا لم يعد بالإمكان محاربة حتمية التحريف في الدين على غرار ما جرى في العصر المعتزلي ، فالتيار اليوم الذي يمثله العالم المعاصر أكثر عنفا من أن يقاوم ، لهذا فإما يتقبل المسلمون اليوم خيار تحريف دينهم كما يفعل المسيحيون ويدخلوا لنادي الحضارة (وحين نقول تحريف فنحن نقصد تحريف عميق وجذري لإصلاح مشاكل الدين الإسلامي ، وليس كما يجري الآن من بعض الإصلاحات الشكلية التي يقوم بها بعض دعاة التنوير كعدنان إبراهيم وإسلام بحيري ) وإما هم سينقرضون كما إنقرضت الأديان البائدة التي لم تتطور .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اليك مني سلام
ياقوت الصحراء ( 2014 / 12 / 8 - 20:26 )
احسنت يا استاذي و ابن بلدي،الإسلام وبال كبير على الفكر و الحضارة،لا يمكن ان يتطور حاملوه ابدا فيه من البذاءات ما يكفي لتعطيل العقل و الحواس حتى ان المسلمين لا يحبون الجمال خوفا من العين و الحسد


2 - تعليق1
عبد الله خلف ( 2014 / 12 / 8 - 22:14 )
يقول صامويل هنتنجتون : [لا (آدم سميث) و لا (توماس جيفرسون) سيفيان بالاحتياجات النفسية و العاطفية و الأخلاقية لأصحاب الديانات الأرضية، و لا (المسيح) قد يفي بها و إن كانت فرصته أكبر، على المدي الطويل (محمد) سينتصر] .
أقول : ها هو أحد أبرز المفكرين ؛ يربط :
- النفس .
- العاطفة .
- الأخلاق .
بالإسلام , لذلك , أصبحت قوانين الإسلام مطلب مهم , تابع :
- 68 ألف شخص يعتنقون الإسلام يوميا :
http://www.youtube.com/watch?v=twJAdpvQCJ4
- الفاتيكان يطالب بتطبيق الشريعة الإسلامية :
http://www.youtube.com/watch?v=atAetnrCEYU
- التلفزيون الألمانى : الإسلام هو الحل :
http://www.youtube.com/watch?v=dgW6o9cOBvI
- تحليل أمريكي .. الإسلام سيحكم العالم قريبا :
http://www.youtube.com/watch?v=vg1lMMIdrYQ

يتبع


3 - تعليق2
عبد الله خلف ( 2014 / 12 / 8 - 22:15 )
- حاخام يهودي الاسلام سيحكم العالم قريبا :
http://www.youtube.com/watch?v=Xpvkz-nnEcA
- وزير إيطالي يعتنق الإسلام :
https://www.youtube.com/watch?v=5SNPILpV3DY
- انتشار الإسلام في ألمانيا :
https://www.youtube.com/watch?v=CuoMN1QrMN8
- قسيس ألماني ينتحر ويحرق نفسه بسبب إنتشار الإسلام في ألمانيا :
https://www.youtube.com/watch?v=Qo0nbVxeafM
- فيلم عن انتشار الإسلام في أوروبا أثار ضجة في الفاتيكان :
https://www.youtube.com/watch?v=9JqDLL-Lk0Q
- تقرير الـبي بي سي حول انتشار الاسلام في بريطانيا :
https://www.youtube.com/watch?v=CEKeFnCW8Bc
- مسلمون جدد يبشّرون بالاسلام في شوارع بريطانيا :
https://www.youtube.com/watch?v=p2qyGpxqvME


4 - واصل يارجل
Jugurtha bedjaoui ( 2014 / 12 / 8 - 22:20 )

لقد حللت وكفيت وعرفت جيدا من اين تأكل الكتف ولكنك تركت الكتف بسرعة ودهبت مباشرة الى المخ الجامد مند قرون ( بصحتك خويا صالح ) لقد لخصت المقارنة في اليد اليمنى لشيوخ الظلام و ضربتهم في صميم خبزتهم وكأني بك تسارع في اسقاط سرحهم الازلي ملعونة الانترنت هكد يقول الشيوخ انها المؤامرة الكبرى والفتنة القاصمة لملك طال زمانه لاكثر من 1400سنة واصل يارجل فالعمل شاق لكن النتاءج مضمونة ولو بعد حين تحياتي


5 - توضيح
شاكر شكور ( 2014 / 12 / 8 - 22:24 )
مع احترامي للأستاذ صالح حمّاية اقول بأن هناك فرق في استعمال كلمة تحريف وبين استعمال كلمة اعادة تفسير ، فالتحريف يشمل تغيير الكلام اي تزييف الأصل عن موضعه الأصلي ، اما الأجتهاد في التفسير لا يشمل تبديل الكلام عن موضعه ، قول البابا كان كما يلي : { بالفعل الله خلق البشر ، ولكنه تركهم يتطورون حسب نظرية التطور} ، كلام البابا هذا لا يتعارض مع المبادئ الدينية ، المسيحية لا يطورها اشخاص لأن مبادئها تتعايش في كل زمان وحتى تحت نظام علماني لا يتوقف نموها لأن المسيحية هي علاقة بين الأنسان وخالقه اما النظم الأرضية فمشاكلها تحل من قبل الأرضيين وهذا ليس تحريف للإيمان لأن المسيح قال ما تحلونه في الأرض يحل في السماء وبذلك فأن المسيحية لا تحتاج لمن ينتشلها من التخلف بل المشكلة ان هناك دائما الحاح على الكنيسة لمباركة أمور جديدة على المجتمع كقضية المثليين او ان يطلب منها ان تبارك مثلا نظريات لم يحسم صحتها من قبل الحفريات وبخلاف ذلك تتهم بانها لم تواكب العصر ، هذا وليس كل شيئ جديد يصلح ان ينسخ ما قبله ، تحياتي ومودتي للجميع


6 - بين تحريف الدين وتعديل الدستور
عماد ضو ( 2014 / 12 / 8 - 23:42 )
الدساتير عقود اجتماعية تحدد القوانين العليا لشكل الدول. ورغم انها كتبت بخطوط عريضة راعت استشراف المستقبل إلا أنها لم تسلم من يد الزمن فتطلبت التحديث مع الحفاظ على اسسها وضمان عدم تعارض التعديل مع الخطوط الأساسية التي قصدها المشرع الأول. فلا يمكن إلغاء حرية التعبير عن الرأي مثلا من الدستور بسبب مستجد أمني

تحوي الأديان طقوس وتشريعات تنقسم لقسمين الأول بين الفرد ونفسه مثل تفاصيل الصلاة والصوم
والثاني يضبط تعامله مع الأخرين

هناك علتين في الإسلام
الأولى انه مزج بين الروحي والدنيوي. بين الدين والدولة.ودخل بين البصلة وقشرتها. ولذلك يظن المسلم ان اسلامهمنظومة متكاملة مطلق لكل زمان ومكان رغم استحالة هذا الأمر فالصائمون دخلوا في حيص بيص في اسكندنافيا
والعلة الثانية ان المسلم يعتبر ان الدستور البشري الآني الظرفي الذي كتبه محمد وصحابته (القرآن) لسكان الصحراء. منزل من رب السماء ويصلح لكل الدول

لهذين السببين اصطدم المسلمون بجدار العصر لا هم قادرين على تعديل الدستور مع العصر والمكان ولا على إلغائه وكتابة دستور جديد.


7 - معضله الاسلام
احمد سعيد ( 2014 / 12 / 10 - 02:44 )

الانترنت والفضائيات وثوره المعلومات كشفت خرافات الاسلام وايات الشيطان الرجيم والتى نجحت فى الصمود بالارهاب والوعيد والسيف لفتره مايذيد على الف وربعمائه عام ,الان المعادله تغيرت واصبح الاسلام فى مأزق خطير بعد الكشف عن خزعبلاته وسذاجه ودمويه اياته الوحشيه,الان الشيوخ بدأوا فى الصراخ والعويل واللطم والبكاء ,انهم فى الطريق لفقدان البزنس الذى كان يدر عليهم ذهبا وقصورا واموالا طائله ,انهم ملوك النصب والكذب والاحتيال, الا عليكم اللعنه ايها الشيوخ الفجره الكذبه

اخر الافلام

.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله


.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط




.. 102-Al-Baqarah


.. 103-Al-Baqarah




.. 104-Al-Baqarah