الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة إلى الدكتور سيد القمني

هشام آدم

2014 / 12 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الدكتور الفاضل سيد القمني
تحيِّة طيِّبة وبعد


لا أُريد أن أُسهب في مديحكَ المُستحق، حتى لا تفقد الرسالة موضوعيتها، ولكنني أحد الكُثر المتابعين والمعجبين بكَ وبكتاباتكَ ومناظراتكَ، وأحسبكَ أحد القلائل مِن المُفكرين المُعاصرين الذين استطاعوا أن يُحركوا ساكنًا في رواكد الفكر الإسلامي الجامد والمُتحجِّر، ولكنني وبكل أسف سمعتُ لكَ كلامًا على قناة (القاهرة والناس) في برنامج (أسرار من تحت الكوبري)، الذي يُقدمه الإعلامي القدير طوني خليفة، مع كلٍ مِن الدكتور سالم عبدالجليل (وكيل وزارة الأوقاف المصرية الأسبق)، والمستشار عاصم عابدين (المحامي بالنقض). وسبب عتبي عليكَ (لن أُسمِّيه غضبًا أو استياءً) هي جملة قلتها، وأنقلها هنا نصًا:

"أنا أرى أن وجود الملحد لطيف. ليه؟ ياخي لما تشوف الملحدين ماشين في الشارع كده، وملحدين وكفار، حتحمد ربنا على نعمة الإيمان، حتحس بتميُّزك ياخي."(انتهى الاقتباس)

والحقيقة أنني اندهشتُ جدًا لهذا الكلام الذي أراه يضرب في مشروعكَ الفكري، ويهدم أساس الدولة المدنية "العلمانية" التي تدعو لها (وأنا أيضًا من دعاتها ومُؤيديها)؛ إذ لا يُمكننا التوفيق بين كلامكَ هذا وبين كلام آخر قلته في نفس البرنامج، عندما سألكَ مقدِّم البرنامج عن سبب اعتذاركَ لتلامذتكَ ومُحبيكَ عن الإجابة على سؤاله حول ديانتك، فأجبته بقولكَ نصًا: "نُصر على ألا يكون الدين هو فيصل ومساحة ومقياس وشكل الإنسان في مجتمعاتنا."(انتهى الاقتباس) فلماذا أستاذي الدكتور القمني جعلتَ (في جملتكَ الأولى) الدين والإيمان "مقياسًا" لتميِّزكَ أنتَ على الملحدين؟

أنا أعرف تمامًا أستاذي الفاضل؛ إنكَ ضد أن تكون العقائد الدينية سببًا في الخصومة بين أبناء الوطن الواحد، وهذا ما يفهمه كل من يُتابع كتاباتكَ وأحاديثكَ؛ ولكن جملتكَ هذه يُستشف منها أنه لا بأس لديكَ أن تكون الخصومة موجودة، ولكن غير مُعلنة، طالما كان المؤمن سوف يشعر (داخله) بالتميُّز عن أخيه المُلحد؛ وهذه عنصرية دينية أرى بأنها ستكون بمثابة القنبلة الموقوتة التي ستنفجر مع أول شرارة قد تُوقد، وهو نوع من النِفاق الاجتماعي والفكري الذي يُظهر فيه المؤمن للملحد التسامح والتساوي والاتفاق على الحدود الدنيا للإنسانية، ويُبطن له في الوقت ذاته اليقين بدنو قيمته عنده في مقابل استشعاره التميز عليه! وهو نفس النفاق الذي يُظهره بعض المسلمين للمسيحيين، وبعض المسيحيين للمسلمين تحت ستار التسامح الديني والشراكة في الوطن ووحدة المصير، في حين يلعن أحدهم الآخر في دُوُر العبادة، وفي الكتب، وعلى بعض القنوات التلفزيونية.

وأنا هنا اتساءل: "هل فعلًا الإيمان والعقيدة الدينية (المساحة الخاصة الحرة كما أسميتها في نفس البرنامج) قد يكون سببًا لتميُّزكَ عن الإنسان الملحد؟" هل هذه هي فعلًا قناعاتك أستاذي القمني؟ إن دافعي الحقيقي لكتابة هذه الرسالة المفتوحة لكَ هو شعوري الحقيقي بالإحباط مما سمعته في تلك الحلقة، فإيمانكَ الذي سوف يجعلكَ تشعر بالتميُّز عن الملحد، سوف يجعلكَ أيضًا تشعر بالتميُّز عن المسيحي الذي يُخالفكَ في الإيمان، وهو ذاته الذي سوف يجعلك تشعر بالتميُّز عمَّن يُخالفكَ في إيمانكَ الإسلامي بالكيفية التي تُؤمن بها(!) إنني على قناعة كاملة أستاذي الفاضل بأنه لا يوجد شخص متميُّز عن الآخر؛ فلا يوجد إنسان متميُّز عن إنسان آخر، فلا أنتَ –كمومن- متميِّز عني، ولا أنا –مُلحد- مُتميِّز عنك، ولكننا نتمايز عن بعضنا البعض في أفكارنا وفي اعتقاداتنا وفي مظهرنا. وأؤمن تمامًا أن كل ما قد يجلب لأحدنا شعورًا بالتميُّز عن الآخرين يجب العمل على قضائه؛ فلا تمييز أبدًا بين الناس.

لا شيء على الإطلاق أستاذي الفاضل قد يكون سببًا في التمييز بين الإنسان وأخيه الإنسان؛ لا ديانته، ولا معتقداته، ولا لونه، ولا جنسه، ولا جنسيته، ولا عِرقه؛ فالأبيض ليس مُتميِّزًا عن الأسود، ولا الأسود مُتميِّزٌ عن الأبيض، ولكنهما متمايزان عن بعضهما البعض، ولا المؤمن مُتميِّز عن أخيه الملحد، ولا الملحد مُتميِّز عن أخيه المؤمن، ولكنهما متمايزان عن بعضهما البعض، وكنتُ أعتقد أنك تؤمن بمبدأ عدم التمييز ضد الآخر المُخالف مع الإقرار بالتمايز عنه، ولكن ....

مودتي وتقدير واحترامي الكبير لكَ

هشام آدم
ملحد سوداني مقيم في بلجيكا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - استاذ هشام
ياقوت الصحراء ( 2014 / 12 / 8 - 20:38 )
اعتقد ان الدكتور سيد خاطب بعموم الناس التي ترغب بقتل الملحد و ليس الشعور بالتميز فقط و ليس نفسه،اسلوب الدكتور القمني لا يهاجم الدين مباشرة بل يفككه من الداخل و بالتأني و ذلك منتهى العبقرية و انا اتعلم منه الصراحة


2 - ياقوت الصحراء
هشام آدم ( 2014 / 12 / 8 - 20:50 )
كلام الدكتور سيد القمني واضح جدًا في سياقه، وأنا أتساءل عمَّا قاله نصًا، وليست مسؤوليتي التحري عن نواياه وما في ضميره .. كلامه المنقول نصًا هنا يقول إن المؤمن عندما يرى الملحد سيعرف مدى النعمة التي هو فيها (أي نعمة الإيمان) وسوف يشعر بالتميز

لا نريد أن تكون محبتنا وتقديرنا للأشخاص (أيًا كانوا) سببًا في تقديسهم أو التبرير لهم، وأنا شخصيًا أحد المعجبين جدًا بالدكتور سيد القمني، ولكنه في تقديري أخطأ في جملته هذه وهو خطأ ينسف مشروعه العلماني والذي يمثل أحد أعمدته في الوطن العربي، وأنا شخصيًا كأحد المؤيدين للمشروع العلماني أرى أن كلامًا كهذا عندما يأتي من شخص بحجم وقامة الدكتور القمني، لا يجب أن يمر مرور الكرام أبدًا


3 - تعليق
عبد الله خلف ( 2014 / 12 / 8 - 21:50 )
أهلاً بك أستاذ | هشام آدم , تحية .

- تابع :
كيف ينظر الغرب إلى الملحد؟ :
https://www.youtube.com/watch?v=kbTiGIMgozs

- يرى [جون لوك] مؤسس (الدولة المدنية) في رسالته في (التسامح) أن (الملحد) غير مقبول في المجتمع المدني، يقول : (لا يمكن التسامح على الإطلاق مع الذين ينكرون وجود الله , فالوعد و العهد و القسم من حيث هي روابط المجتمع البشري ليس لها قيمة بالنسبة الى الملحد، فإنكار الله حتى لو كان بالفكر فقط يفكك جميع الأشياء) .
المصدر : كتاب : (رسالة في التسامح ص57) لـ[جون لوك] .


4 - تحية عاطرة اخي هشام
Jugurtha bedjaoui ( 2014 / 12 / 8 - 22:44 )

ارى انك قسحت نوعا ما على المفكر القامة السيد القمني الدي يعيش في وسط اجتماعي انت تعرفه جيدا وكيف ستكون ردة الفعل عليه لو قال ماكان يجب ان يقال الا انني ارى في رده هاد معاني اخرى لو تمعنت قليلا في القصد ولا اظن وانت من انت قامة فكرية شبابية لا يستهان بها ابدا لآ اقول هاد من باب المجاملة ولكنني اقرأ لك وبتلهف ومند سنوات واول اسم حفظته في الحوار بعد اسم الاستاد كامل النجار هو اسمك فلهاد اتمنى ان تتمعن اكثر وستجد نفسك قد تسرعت في الحكم الا انني احترم رأيك وانت ادرى بما رأيت تحياتي


5 - نفس المقدمة.
جورج ابراهيم ( 2014 / 12 / 8 - 22:47 )
استاذ هشام.
منذ ان علمت ان هناك كاتب سوداني بهذا الاسم وانا اتابع كتاباتك كلها تقريبا مع بعض الاستثناءات حين لا يكون نهاري 25 ساعة على الاقل.ورأيي بك هو رأيك بالقمني. احترامي لفكرك يمنعني من مديحك.
القمني هو هذا الذي ذكر واقتبسته انت منذ بداياته وخصوصا كتاباته المسطرة
. هو مسلم مؤمن بكل ما يطالب به من قرآنه وفي اعتقادي هو نسخة معدلة عن عمرو
خالد ولكنه يختلف عنه من حيث انه يطرح الدين من الاسفل ليصل الى وجدي غنيم في حين ان الاول يمهد الجيل للهبوط في احضان غنيم هذا.
هو عنصري كمسلم مع اللا مسلم وتاجر دين متميز لا متمايز مع اخيه في العقيدة.يكفي انه يؤمن بأن هناك اله سيصفق طربا ونشوة لامرأة تضع حجابا لتغطي شعرها ويعدها بمكافأة لا تحلم بها من تسير سافرة?مؤمن بهكذا اله لابد ممتن وفخور بايمانه.
اعود لاشكرك على كل كتاباتك وخصوصا تلك التي عريت فيها المؤمنين المسيحيين الذين طالما صفقوا لك حين كنت تهاجم الاسلام وامتعضوا حين فعلت مع المسيحية.
الايمان حقيقة نعمة. فقط حين يكون بالانسان كقيمة وليس باديان عنصرية واله فاشستي حقود.
مودتي.


6 - كلام مُبهم وهلامي للسيد القمني
الحكيم البابلي ( 2014 / 12 / 8 - 23:07 )
عزيزي الأخ هشام آدم .. تحية
أنا أيضاً لا أريد كتابة ديباجة عن رأينا وإعجابنا بكل ما يخص الرائع سيد القمني، يكفي أن أقول بأنه شارك في عملية تثقيفنا وصقلنا وتوجيهنا إلى الدرب الصحيح، لهذا يبقى مُطالَباً دائماً بوضوح الموقف

ومثلكَ أيضاً تعجبتُ من كلامه هذا، فحتى لو إفترضنا أن السيد القمني يقول ما يقول أحياناً من الذي يوحي بأنه من قطيع المؤمنين، فهو معذورٌ في مجتمع تكفيري عربي مسلم، وهو والحالة هذه يتكلم من داخل المسلخة !، ولكن .. من الممكن جداً للسيد القمني أن يحفظ لسانه من التعرض للملحد ولا يشطح بما يُفيد تعريف الآخرين عن كونه مؤمن، والحق هو ليس كذلك، وكل من يقرأ كتبه يعرف هذه الحقيقة، فلماذا الإزدواجية في حين هو ليس مُجبراً وبصورة مباشرة على تقمصها !!؟
أيضاً أعتقد وكما ذكرتم بأن الرجل له مكانته بين المثقفين العرب وممكن جداً التأثر بأفكاره سلباً أو إيجاباً من قبل الكثيرين
تحيات أخوية وشكراً على كل الجهود التي تُقدمها لنا من خِلال كتاباتك القيمة
الحكيم البابلي - طلعت ميشو


7 - أعتقد
عدلي جندي ( 2014 / 12 / 9 - 07:55 )
ولو كما يقولون علي ألا يكون الظن إثم...!!؟
الدكتور القمني. يريد إقناع البسطاء أن في وجود الملحدين بجانبهم لن يؤثر علي إيمانهم أي محاولة نزع رهبة المؤمن من إنتشار وقبول الإلحاد وإستغلال القادة الدينين لتجييش وتجحيش المؤمنين كعادتهم في مهاجمة الملحدين خوفا علي مكاسبهم
ربما أخطأ التعبير أو لا يري ما تراه أخي كونك إنسان تقبل الجميع كفلسفة إنسانية علي شرط ألا يتعامل معك مؤمن يشعر بالتميز وكأنه إله ونحن نكرات
بالتأكيد قامة المفكر تجعله يضع ألف حساب لكل جملة أو مغزي يُصرح بها. ولكنه أولا وأخيرا صاحب مدرسة فريدة النوع وسطية ما بين (الإلحاد والإسلام ) تلحيد الإسلام
تحية وإحترام


8 - عقيده اولاد العربان
على سالم ( 2014 / 12 / 9 - 16:20 )
بالتاكيد الدكتور السيد القمنى يجب ان يحتاط جيدا لكل كلمه يتفوه بها فقد هذا يعرضه لكثير من التهديدات من الغوغاء والسوقه والجهله المسلمين مسدودى الدماغ الاغبياء ,نحن نتعامل مع مجتمع متخلف جاهل ارهابى لايزال امامه طريق طويل جدا لكى ينضج واكيد لن ينضج الا بالتخلص نهائيا من دين الاسلام البدوى الارهابى الاجرامى لصاحبه محمد الدجال الكاذب القاتل المهووس جنسيا ,يجب ان لاتنسى ان صديقه الدكتور فرج فوده تم قتله بناء على فتوى ارهابيه من كبار الشيوخ الارهابيين الاغبياء والذين يستحقوا الاعدام ,اى ان مشروع القتل سهل للغايه لهؤلاء القتله الدمويين متحجرى العقول السفله,اللعنه دائما على الاغبياء


9 - Jugurtha bedjaoui
هشام آدم ( 2014 / 12 / 9 - 20:52 )
أنا لم أقس على الدكتور سيد القمني، وكيف للتلميذ أن يقسو على أستاذه؟ ولكنني لا أرى أن الدكتور سيد القمني كان مضطرًا إلى قول ما قاله


10 - جورج إبراهيم
هشام آدم ( 2014 / 12 / 9 - 20:56 )
لا أعتقد أن رأيي في الدكتور سيد القمني واحترامي له سوف يتغير بناءً على إسلامه من عدمه، فأنا أتعامل معه ومع أفكاره التي يبثها دون محاولات النبش في ضميره. ما يهمني هو أن يتكرَّم الدتور سيد القمني بتقديم توضيح لما قاله ولكل إنسان أن يؤمن بما شاء شريطة ألا يعتقد أنه باعتقاده هذا (أو لأي سبب آخر) متميز عن الآخرين المخالفين له


11 - الحكيم البابلي
هشام آدم ( 2014 / 12 / 9 - 22:46 )
تحياتي يا صديقي
أنا أتفهم موقف الدكتور سيد القمني حقيقة، وأقدر له شجاعته في مواجهة العقلية الدينية المتحجرة والتي لا تفهم غير سلاح التفكير لإنهاء النقاش .. ولكني لم أر أن الدكتور القمني كان مضطرًا لقول ما قاله على الإطلاق

ملاحظة: انتهيت للتو من مشاهدة الحلقة الثانية من البرنامج، وأنا أسمي ما حدث في الحلقة الثانية مهزلة بمعنى الكلمة، ووضعتُ نفسي في مكان الدكتور سيد القمني وأقول إن الحلقة كانت بالفعل محكمة من محاكم التفتيش برعاة مقدم البرنامج طوني خليفة نفسه .. والغريبة أن طوني خليفة كان في لقاء آخر مع الإعلامي نيشان قد رفض أن يسأله أحد عن إيمانه ولكنه كان يسأل ويصر على سؤال الدكتور القمني عن إيمانه، فيكرر له: هل تؤمن بالروح؟ هل تؤمن بالأنبياء؟ لقد كانت مهزلة حقيقية


12 - عدلي جندي
هشام آدم ( 2014 / 12 / 9 - 22:49 )
هنالك ألف طريقة وطريقة لتوصيل فكرة أنه لا ضرر ولا خوف على إيمان المؤمن بوجود الملحد، ولكن القول بأن وجود الملحد يجعل المؤمن يشعر بالتميز عليه، فأعتقد أنها سقطة كبيرة من أستاذي الدكتور القمني


13 - علي سالم
هشام آدم ( 2014 / 12 / 9 - 22:54 )
هنالك آية قرآنية تقول {ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم} وأعتقد أن المؤمنين لن يرضوا من الملحد بأقل من الاعتراف بوجود الله، وحتى إذا اعترف بوجود الله فسوف يظلون عليه قائمين حتى يعرفوا منه أي إله هذا الذي يعترف بوجوده .. وهذا ما أحسسته عندما شاهدت الجزء الثاني من الحوار .. ومازلت لا أرى أن الدكتور القمني لم يكن مضطرًا لقول ما قاله، وكان بإمكانه إيصال فكرته بعيدًا عن جملته التي تنسف مشروعه التنويري والإنساني

اخر الافلام

.. خدمة جناز السيد المسيح من القدس الى لبنان


.. اليهود في ألمانيا ناصروا غزة والإسلاميون أساؤوا لها | #حديث_




.. تستهدف زراعة مليون فدان قمح تعرف على مبادرة أزرع للهيئة ال


.. فوق السلطة 387 – نجوى كرم تدّعي أن المسيح زارها وصوفيون يتوس




.. الميدانية | المقاومة الإسلامية في البحرين تنضمّ إلى جبهات ال