الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خولة الشخشير لن تستقيل؟

ناجح شاهين

2014 / 12 / 9
التربية والتعليم والبحث العلمي




وزيرة التعليم الدكتورة خولة الشخشير مدرسة جامعة هادئة ولطيفة ومتزنة تماماً، هكذا هي الصورة التي رسمتها لها عندما كانت زميلتي في بيرزيت وفي كلية العلوم التربوية التابعة لوكالة الغوث. ليست الدكتورة من النوع الذي يميل إلى الصراع والمناكفة، أو حتى إلى الحضور "الصاخب" في ميادين الحيز العام. لذلك أصبت ببعض الحيرة عندما سمعت عن تعيينها وزيرة. قلت لنفسي: "يبدو أنهم بسبب حكومة الوحدة يبحثون عن أشخاص لا يحملون معهم بصمات مزعجة لأحد الفريقين الكبيرين حماس أو فتح."
على الرغم من انطباعي عن عدم اهتمام الدكتورة الكبير بالشأن السياسي العام، إلا أنني تفاءلت بوجود مدرسة جامعية على رأس وزارة التعليم. قدرت أنها ستنهمك في شؤون التعليم على نحو يزيد على ما فعله من سبقها. وقد زاد من اهتمامي بالموضوع أنني كنت منهمكاً لحظة تعيينها في مشروع بحثي متكامل حول بنية التفكير في التعليم الفلسطيني، وفي هذا السياق كتبت ورقة نظرية تأسيسية، ثم ورقة ناقدة لمقرر التاريخ للصف العاشر، تلاها ورقة حول أسئلة الامتحانات في المدارس الفلسطينية. وقد قدرت أن وجود الوزيرة الأكاديمية سيسهل مهمة نقل الهموم التي نثيرها في المشروع إلى الحيز الرسمي والعام. كانت قراءتنا لمقرر التاريخ تحديداً تشير إلى حاجة ماسة وسريعة للتدخل باتجاه تعديل المقررات التي تخلو من أية محاولات للتدريب على عمل العقل والتفكير، كما أن المحتوى يفتقر إلى أية بوصلة تحررية أو ملتزمة بحس العدالة إن في المستوى المحلي أو الكوني. لسوء حظنا يبدو أن الوزيرة لم تجد الوقت للاهتمام بعملنا، وتم تحويله على الأغلب ليقبع في أدراج الإهمال أو النسيان.
انهمكت في مشاغلي بخيرها وشرها وغاب عن بالي وزارة التعليم وهمومها إلى أن وقعت الواقعة بين رئيس الوزراء الحمد لله والقيادي البارز عزام الأحمد بخصوص الطريقة التي عينت بها الوزيرة الشخشير. توقعت أن تستقيل الدكتورة فوراً. إذا كانت الدكتورة قد قبلت في سياق ما المنصب الذي عرض عليها، فإن انتقال القضية إلى الفضاء العام لا بد أن يستتبع في مثل هذه الأحوال حرجاً يدفع بالأشخاص النزيهين إلى الاستقالة. لكن الدكتورة لم تفعل. نقلت "العربي الجديد" أنها استقالت بنص يسمو على الخلافات وترفض صاحبته أن يكون اسمها محل تداول غير لائق يظهر في سياقه أنها عينت بدون كفاءة ولا مؤهلات. تلك الاستقالة لو صحت تصب في خانة احترام الإنسان والإنسان الأكاديمي لنفسه عندما يتعرض لموقف ملتبس يثير الشبهات.
وكالة وطن للأنباء نقلت عن الوزيرة أنها لم تستقل مثلما أشيع، إذ كيف يمكن لها أن تفعل ذلك دون سبب. وذلك القول غريب بالفعل إن صحت نسبته إلى الدكتورة الوزيرة، إذ ماذا يمكن أن يكون من سبب أكثر من تنصل رئيس الوزراء علناً من المسؤولية عن تعيينها، وإيحائه بأنها جاءت إلى الوزارة في سياق علاقة قرابة تربطها بالقيادي الأحمد؟!
الدكتورة لم تدل بدلوها فيما يخص النقاش الذي يخصها شخصياً، ويخص موقعها في الوزارة بين رئيس الوزراء والقيادي الفتحاوي البارز، لكن ذلك بدوره أمر محير بالفعل. نستطيع أن نجزم بأن هذا الذي حصل لا يمر بسهولة في أي بلاد أخرى، لكن يبدو أننا بلاد العجائب، ولو كنا في صدد مناقشة العجائب التي تزخر بها بلادنا لعددنا بدلاً من سبع أعاجيب سبعين أو سبعماية، لكننا نترك للقراء تذكر بعض من هذه العجائب بانتظار أن ينجلي غبار قصة تعيين الوزيرة ويتضح نهائياً السيناريو الذي رافق تعيينها مثلما السيناريو الذي أشعل على حين غرة قصة ذلك التعيين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ا?كلات فلسطينية شهية تحضير الشيف عمر ???? دايركت عالمعدة


.. هل تعرضت ماريانا للا?ذى من إحدى صديقاتها ????




.. صراع بيل غيتس وإيلون ماسك، أنت مع من؟ | #الصباح


.. وفد بقيادة رئيس الموساد ديفيد برينغ يتوجه إلى قطر لبدء جولة




.. طائرة الرئيس الصيني ترافقها طائرات مقاتلة بعد اختتام زيارة إ