الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التسرب العلماني التركي بمشاريع opera soap في الفكر العربي!

عزة رجب
شاعرة وقاصّة ورائية

(Azza Ragab Samhod)

2014 / 12 / 9
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تقديم :
العلمانية في تركيا بدأت في عام 1928 مع تعديل الدستور التركي لعام 1924 الذي أزال السطر القائل "دين الدولة هو الإسلام". و جاءت إصلاحات أتاتورك مجموعة من المتطلبات الإدارية والسياسية لخلق {التحديث والديمقراطية }ودولة علمانية تتماشى مع {الايديولوجية الكمالية}

العلمانية كوصفٍ:
ورد صراحة في المادة الثانية من الدستور التركي في 5 فبراير، 1937. الدستور الحالي التركية لا تعترف في الدين الرسمي

وهذا يشمل الإسلام، والذي لا يقل عن أبعاده أكثر من 99 ٪-;- من مواطنيها الاشتراك فيها

في تركيا "العلمانية" لا تدعو إلى الفصل الصارم الفصل بين الدين والدولة، ولكن يصف موقف الدولة باعتبارها واحدة من "الحياد النشط".

مابين الدين والدولة :
تكاد العلمانية التركية تتعدى حدود الامتزاج العالي بالديمقراطية الحرة
التي تجعل من كل شئ مباح ومتاح بالعلاقات بين الأفراد
وبين بينيات الأفراد بالمجتمع ....

مابيننا نحن وبينهم :
يتم تسويق العلمانية التركية نحو العامل الديني الاسلامي {للأسف} بالدراما التركية على أول وجه ...وبوجه آخر للدولة العربية بالتدخل التركي السياسي بمقدرات الربيع العربي ، وبموجب أوراق سياسية تلعبها الحكومة التركية للبقاء على أقل تقدير على متابعة قريبة وتأثيرية خاصة بالقرب من سوريا والعراق

الأخطر على وجه الاطلاق :
العلمانية المتسللة لبيوتنا العربية ...علمانية الدراما التي تعالج مشاكل المجتمع التركي وتدسها للتجمع المجتمعي العربي ..بطريقة التحوير للحدث الاجتماعي ..وبمعنى آخر يتم بموجب هذه العلمانية خلق مواقف درامية عربية حقيقية وسردية داخل الدراما العربية بحيث تصبح قابلة لاستقبال مزيج من الفكر العلماني المنحل والمنفتح على أخلاقيات العهر الثقافي والاخلاقي .

كيف !!!
مشاريع opera soap
هى في الحقيقة مشاريع مُنجزة من أجل ربات البيوت التركيات ، بحيث تركز هذه المشاريع على صنع الدعاية لها ، من خلال مصانع الصابون التركية التي تدعم هذه الفئة من المسلسلات ، فتعالج قضايا البيت التركي
من منظورها التركي ، وتسهم في طرح إحداثيات الاجتماعية للمجتمع التركي ، وتقلل من قضايا الاغتصاب
بحيث تصنع لها الحلول داخل الدراما المطروحة ، ويتم تمرير الدعاية لهذه المصانع ، فيُضرب أكثر من عصفور بحجر واحد ، بحيث يتم توطيد العلاقة بالبيت ويتم الإقبال على تشجيع الاقتصاد التركي من خلال شراء الصابون المحلي التركي .

هذه الترسبات التركية والعوالق في المجتمع التركي ، هى قضايا العلمانية بالدرجة الأولى ، وهى لاتفتأ تتفاقم وتكبر ويتقبلها المجتمع التكري بموجب المواد الدستورية التي تشجع البعد الديني عن السياسة

نحن كعرب بالكاد تكونت معاقل العلمانية داخل مجتمعاتنا والتي ظهرت أول ما ظهرت في جماعات عبدة الشيطان ،ونشوء جماعات التكفير والهجرة ، وشلليات الدعر الثقافي التي تبيح ثقافة الاستباحة الفكرية والثقافية وتحلل قوانين الهمس واللمس ضمن ثقافة حرية التعبير ..وحتى و إن كانت كذلك لكنها لازالت بعض الشئ تحت مشرط التخوف من انتشارها ، فلازالت الشريعة الإسلامية تقوم لها قائمة بكثير من الدول من حيث مصادر التشريع القانونية .

والمعروف أنَّ المسلسلات الدرامية المكسيكية تسللت بدون تسويق مقصود لدول العالم ن وكان هذا بقرابة الثمانينات وهى ليست ذات أهمية بالنسبة للحالة العربية ولكننا نركز هنا في مآلات النقل التركي للربيع العربي ، والذي تزايد بدون حدية منه ومن تشاسعه ، فقد لاحظنا هذه الهجمة الرومانسية قرابة بدء الربيع العربي ، ورصدها كثير من المثقفين على أنها هجمة لعلمنة الربيع ووصمه بوصمة تركية !!

المدخل ذكي جدا ..بالانتشار الدرامي للحدث التركي من قضايا الحب والفساد الاخلاقي وزرع ثغرة مناقشة مسائل التحريم والمنع والموجبات القطعية بالقرآن الكريم ..مثال لذلك {قضايا المحارم من الرجال والنساء }

وهنا نركز على هذه المسألة كونها فعلا استطاعتْ المساس بالمقدرات العربية البيتية الأسرية داخل البيت العربي ...فالعلمانية التركية تمخض مخاضها بتشريع خيانة الزوج ..و الخوض في مخاض الحرام ..والزنا ...وتشجع قبولات الهرب من مشروعية العقد الاجتماعي ..والقانون المدني ...تسمح للأفراد بأن يعيشوا على طريقة حيونة الشهوة بدون احترام لقيد الدين الاسرة والعائلة والمجتمع وتعددية المحارم .
صار بالامكان أن يصبح عامل خيانة الزوج أو الأب أو الاخ متاحاً للزوجة والأخت والبنت ومباحا جراء مشاهدة التأثير الدرامي التركي ...مما يعطي آمالاً بإيجاد حلول بآخر مطاف دراما العلمانية هذه.

وهنا تقع الطامة الكبرى على المجتمع العربي ,لأنها بكونها تخرج لنا بحلول فمعناها أنها هنا تجد مسوَّغاً لها وطريقة للبحث في فجوات قانونية عربية {تتعلمن } على يدها .
وشخصياً رصدتُ أكثر من محاولات بينية عربية في الاستناد على اختلاف المذاهب في الدول العربية بحيث يتملص المواطن العربي من القضايا الأخلاقية بموجب الثغرات التي توفرها هذه المذاهب ، وهذا بعضٌ مما دسته العلمانية في شرابها المُصدَّر لنا .

ماذا فعلنا بأنفسنا ؟؟؟
استقبلنا هذه العلمانية برحابة صدر ..خاصة مع موجة الربيع العربي حيث تم تصدير أكبر كم علماني تركي لقنوات الغفلة ،لتبديد الفكر العربي و {رومنسته }
وفق معايير تخوض مخاض البحث في جعبة الأحلام والشهوات والانحلال الاخلاقي بدلاً من الانفتاح الديمقراطي والاتجاه لآمال و أهداف الربيع

...ولم نسمع بقناة عربية شجبت السحب على هذه الدراما ونبذ قيمها أو الافنتاح على خطرها في علمنة الربيع ..بل أن الكثير من الكتاب العرب والمخرجين قاموا بالاتجاه إلى هذه القيم وتعزيزها بكتابة دراما عربية على طريقتنا مضروبة في رقص شرقي للآسف!!!


وبل !!!
إنها علمنة تتنافس مع العلمانية اليهودية الأروربية حتى تأخذ مكانها بالعقل العربي الذي اختار لمواليده أسماء مهند وسمر ولميس ...
وترك محمد وحسن وعبد الرحمن وعبدالله .....
فنح بين رحى الاثنين الآن !!!!

بيوتنا الآن :
تستيقظ صباح مساء على إعادة المسلسل التركي ،ويتابعه الزوج ويكلم عشيقته ،وتتابعة الزوجة فتخون زوجها ،وتتابعه البنت فتقيم علاقة محرمة مع حبيبها وتهرب معه ...

طلابنا :
يطبقون المعايير التركية بالمنهج والنهج الذي تسير عليه قنواتنا الرائعة !!!

نحن :
نسينا الربيع ،وركبنا موجة العلمنة التركية ، لقد تركنا ما بإيدينا و اتجهنا {لرومنسة }الفكر العربي


شخصياً :
أتمنى أن تنتبهوا لزوجاتكم وبناتكم و أسركم ،لتنتبهوا أن القرآن الكريم يجري تحريفه
الآن ليس نصا كما كنا نخاف ،بل تشريعاً وقانوناً ،
و بأسهل الطرق ،فلا تقتلوا القرآن فينا .

هل من حلول ؟

أطرح هذه الحلول :

1/ إنتاج بدائل درامية عربية صحيحة الأخلاق ،تعالج الواقع القومي العربي وتنظر في المنظور الاجتماعي والترسبات العالقة فيه كأساس لتنشئة ثقافة عربية جديدة .
مع عدم التلكؤ في إنجاز منجزات اقتصادية من شأنها دعم المشاريع العربية والدعوة إلى الترويج السلعي العربي مقابل التخلي عن الحاجة للاستهلاك والاستيراد .

2/ مناقشة الظواهر الناشئة عن ركوب موجة الربيع العربي {الركمجة } من قبل دول العلمانية بحيث تًعالج في قوالب سينمائية تقوم بتوعية الإنسان العربي وترشده إلى التفكير المنطقي الصحيح بناء على قاعدة
دينينة صحيحة .

3/ الاستعاضة عن هذه القوالب التي ليست هى بثوبنا ، ولامقاسنا ، ولاتشريعنا ، ونبذها ووضع الإعلام العربي تحت المجهر ، حتى يستجيب لأن يتماشى مع متطلبات الحالة العربية بنظافتها من قذارة العلمانية و إباحيتها العقلية والجسدية والفكرية .

4/ الحشد لإنشاء حركة نهضوية جديدة لابد لها أن تنبثق من كينونة الربيع العربي الذي حصل بمخاضٍ قاسٍ
ولازال يتخبط تحت رزح العلمانية والأطماع الأوروبية والأمريكية فيه ، فعلى الأقل لابد من الالتفات للفكر العربي الذي لازال في أيدينا أن نحشد له ، وننظفه من أية عوالق تعلق به

5/ الدعوة لمشاريع على غرار opera soap لدعم حالات القهر الإنساني والحرمان التي يتعرض لها الإنسان العربي ، خاصة بعد بدأنا نتصدر قوائم المجاعة في أوطاننا .

6/ الحشد لإنشاء قنوات عربية جديدة تدعم لمشروع النهضة الجديد وتبتعد عن أجندة الإعلام التابعة لدولها ، فتتكون بجهود عربية ، وتسوق لأجندة شعوبها ودينها .

د/ عزة رجب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شعوب مفعول بها
ياقوت الصحراء ( 2014 / 12 / 9 - 20:15 )
انها لا تسوق للعلمانية بل للانحلال الخلقي اكتر ما هو منحل


2 - تعليق
عبد الله خلف ( 2014 / 12 / 9 - 22:19 )
مناظرة العلمانية و الإسلام - د. هيثم طلعت و مصري ملحد :
https://www.youtube.com/watch?v=RJijFFi01aA

اخر الافلام

.. لمن سيصوت يهود أميركا في الانتخابات الرئاسية؟


.. لماذا| ما أثر قانون -مكافحة الانفصالية الإسلامية- على المسلم




.. -السيد رئيسي قال أنه في حال استمرار الإبادة في غزة فإن على ا


.. 251-Al-Baqarah




.. 252-Al-Baqarah