الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأسطورة ملا مصطفى البارزاني.. ضوء البيشمركه الأزلي..

سالم اسماعيل نوركه

2014 / 12 / 10
القضية الكردية


كَدّتُ أن أعجز مُنذُ بداية السير على السطور ، فقلمي حار بين العشق والخشية ، عشقي للخالد الراحل ملا مصطفى البارزاني 1903—1979 ( الجبل الذي لم ينحني لقسوة المحن ) الأسطورة والبيشمركه الذي لو بالغتُ وقلت سار بقدميه على كل شبر مِن أرض كوردستان لا يلومٓ-;-ني أحد ، أما صيته وخصاله ونهجه ومنهجه وسلوكه فقد تجاوز شرق وغرب وشمال وجنوب كوردستان شبهه البعض بجوزيف بروز تيتو 1892—1980 رئيس المقاومة اليوغسلافية ضد الاحتلال النازي وب ماو تسي تونغ 1893—1976 زعيم الثورة الصينية ومؤسس الصين الشعبية وب الجنرال فون نجوين جياب 1911—2013 عسكري وسياسي وضابط سابق في الجيش الشعبي الفيتنامي ويعد أهم شخصيات حرب فيتنام. إلا إنه هو ملا مصطفى البارزاني وهذا يكفيه ، أما الخشية فهي نابعة مِن تاريخ البارزاني فهو أكبر بكثير مِن القلم الذي أحمله وَمِن المفارقات إنه لم يكن يحب الألقاب إلا إن الألقاب إنهمرت عليه مِن كل حدب وصوب مثل المحارب الشجاع ، الشخصية الأسطورية ، والمناور الذكي ، والأب الروحي للكورد ، والخالد بسيرته ،الكوردي المقاتل وألقاب أخرى وعاش جل حياته يبحث عن حق الشعب الكوردي . ونحن إذ نكتب عنه ليس لأننا كورد فحسب بدليل نحن نكتب عن المهاتما غاندي وعن نيلسون مانديلا وغيرهم كثر مع إننا لا نرتبط بهم بشيء سوى إنهم تحولوا بسيرتهم ملكاً للبشرية فالبيشمركه لليوم يستمدون الضوء لطريقهم مِن البارزاني الخالد فهو ضوء ساطع في مسيرة الأمة وللأجيال القادمة شريطة التصاقهم بتاريخهم وبتراثهم وبأفكار عظمائهم وعطائهم والتعلم مِن سيرتهم والأن نتسائل ما كان يربط المفكرالهندي المهاتما غاندي بالإمام حسين ع غير العلاقة الإنسانية ليقول مخاطباً الشعب الهندي ( إذا أردنا أن ننتصر فعلينا أن نقتدي بالحسين وقال أيضاً تعلمت مِن الحسين كيف أكون مظلوماً فأنتصر وله كذلك لقد طالعت بدقة حياة الحسين شهيد ألأسلام الكبير ودققت النظر في صفحات الكربلاء فأتضح لي إن الهند إذا أرادت النصر فلابد لها مِن أقتفاء سيرة الحسين.) وما يربطنا بعظماء التاريخ مِن ضمن ما يربطنا سيرهم للأقتفاء بهم فلابد مِن دراستها ،أقرأ بعض ما يقوله مانديلا المناضل والسياسي وأول رئيس لجنوب أفريقيا بعد إنتهاء التمييز العنصري :( إننا نقتلُ أنفسنا عندما نُضٓ-;-يّقٓ-;- خياراتنا في الحياة. إن الإنسان الحر كلما صعد جبلا عظيماً وجد وراءه جبالاً أخرى يصعدها. التسامح الحق لا يستلزم نسيان الماضي بالكامل. العظمة في هذه الحياة ليست في التعثر، ولكن في القيام بعد كل مرة نتعثر فيها. الحرية لا يمكن أن نعطى على جرعات فالمرء أما أن يكون حراً أو لا يكون حراً.) فكل العظماء في التاريخ أرثهم ملك أولائك الذين يتصفحون تاريخهم فمن الأولى دراسة تاريخ عظمائنا ومنهم ملا مصطفى البارزاني الذي ما أن تلتصق به حتى تنار طريقنا وتتوسع خياراتنا ونحن نمضي نحو الغد . كان البارزاني الخالد يعمل ويتحرك في ظل ظروف قاهره وكل شيء كان يسير بالضد مِن تطلعاته ولكنه لم يستسلم ولم يَكِلْ رغم ظلمة الطريق لأن إيمانه بحقوق شعبه زرع في أعماقه ضوءاً أزلياً يسحق به الظلام المحيط به من كل حدب وصوب فالضوء المشع مِن أعماقه لا يجتمع مع الظلام المحيط به بل كان يسحقه ، فلا يجتمع المتناقضات أبدا ، مثل الليل والنهار والتشائم والتفائل والفرح والحزن ولا الصحة والمرض وكان في أحلك الظروف يرى في نهاية النفق الضوء وكان على يقين تام بأن الجيل الذي سيأتي لاحقاً حتماً سيقطف ثمار نضاله ونضال الرفاق الذين كانوا بمعيته . كان تأييد الشعب له سلاحه الأقوى وبهذا الصدد يقول:( لو نحظى بتأييد الشعب فلن يتمكن العدو أبداً مِن إلحاق الهزيمة بِنَا ، حتى لو كان متفوقاً علينا الف مرة بالعدد والسلاح.) . شارك في ثورة الشيخ محمود الحفيد 1882—1959 الذي انتفض ضد بريطانيا وكذلك في ثورات سعيد بيران ضد تركيا بعد الخلافة العثمانية وسيمكو شكاك ضد إيران وكان وزيراً للدفاع في جمهورية مهابات مع القاضي محمد وبمباركة بريطانية وأمريكية سمح للشاه محمد رضا البهلوي بأجتياح جمهورية مهابات ولتحجيم الدور السوفياتي( جمهوريةمهابات التأسيس 22–1–1946 أجتياحها17–12–1946) . وكان يعيش بتواضع وبأخلاق سامية حتى إن مٓ-;-ن أطلع على طبيعة حياته أنبهر به مِن الضيوف والصحفيين وقد نقل لي أحد البيشمركه نقلاً عن أبيه الذي كان مِن ثوار ثورة أيلول ( التي أمتدت مِن عام 1961–1975 والتي أسست مدرسة نضالية كبرى بين صفوف الشعب الكوردستاني) قصص عن الخالد ملا مصطفى البارزاني قال: مرة سأله أحد الصحفيين عن حلاقه ونوع سلاحه الشخصي؟! فأجابه : احضروا لي حلاقي الشخصي وهو عبارة عن صندوق فيه أدوات حلاقة بسيطة يُبين بأنه كان يحلق نفسه بنفسه وجلبوا سلاحه الشخصي عبارة عن سلاح أقل جودة مما يحمله رفاقه البيشمركه ويبدوا لي أن الراحل كان مكرهاً على القتال ويحب السلام ويضحي برفاهيته وسعادته مِن أجل شعبه ، ومرة جلبوا له غزال صغير فقال لهم ما هذا؟ فأمرهم بإعادته للمكان الذي جلبوه منه وقال لهم إن أُمٓ-;-هُ الآن تنتظره . وقال مرة كان ملا مصطفى الخالد يسير مع أخوه الكبير أحمد فوقف ملا مصطفى وهو ينظر إلى طير في السماء بتأمل فقال له ما الأمر ؟! فقال ملا مصطفى البارزاني إذا لم تُحٓ-;-لقْ الطائرات البريطانية والأمريكية في السماء هكذا ( اي مثل الطير ) لا نتحرر .. فالشعب الكوردي في ذلك الوقت لم يكن يحظى بأي دعم حقيقي يذكر ويحيط به الأعداء مِن كل صوب وبسلاح فتاك ويبدوا إن هذا الذي حصل في 2003 ، إن جوهر هذا المقال هو الأهتمام بتاريخ وسيرة أبطال الكورد مِن أجلنا بالدرجة الأساس ليعلم الجيل الجديد صلابة البيشمركه الأوائل الذين زرعوا الطريق لنا بدماءهم الزكية وليس مِن أجل أولائك الأبطال لأنهم رحلوا بالطريقة التي هم قرروها وبصموا في سجل التاريخ صفحات صمودهم وخلودهم وهم اليوم وفي مقدمتهم ملا مصطفى البارزاني الخالد ضوء للبيشمركه الأبطال وأخاروا بإرادتهم طريق التضحية وها هو الجنرال ملا مصطفى البارزاني يقول:( وأنا أضحي بحياتي مِن أجل شرفي لأنه لا حياة بلا شرف فالشرف باقي والحياة فانية وشرفي هو كرامة الشعب الكوردي .) وأخيراً أقول قول الشاعر أبو الطيب المتنبي : على قدر أهل العزم تأتي العزائم ... وتأتي على قدر الكرام المكارم وتعظم في عين الصغير صغارها... وتصغر في عين العظيم العظائم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في اليوم العالمي لمناهضة رهاب المثلية.. علم قوس قزح يرفرف فو


.. ليبيا.. المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان تصدر تقريرها حول أوضاع




.. طلاب جامعة السوربون يتظاهرون دعما لفلسطين في يوم النكبة


.. برنامج الأغذية العالمي: توسيع العملية العسكرية في رفح سيكون




.. الأونروا: الرصيف البحري المؤقت لا يمكن أن يكون بديلا للمعابر