الفيسبوك
التويتر
اليوتيوب
الانستغرام
لينكدإن
تيلكرام
بنترست
بودكاست
الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
النساء المقاتلات فى جبال كردستان
نوال السعداوي
(Nawal El Saadawi)
2014 / 12 / 10
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
تتعلم الشعوب من النضال والألم كما يتعلم الإنسان الفرد، الرجل أو المرأة، يؤدى النضال ضد القهر والظلم للمزيد من المعرفة والوعى الجماعى والفردى، اكتسب الشعب الكردى، نساء ورجالا، درجة عالية من الوعى، بسبب نضاله الطويل ضد الاستعمار الخارجى والاستبداد الداخلى.
سافرت الأيام الماضية الى كردستان، جاءتنى دعوة النادى الثقافى بمدينة السليمانية، والنساء المقاتلات فى جبل قنديل والجبال شمال العراق، قبل السفر بيوم واحد، قرأت "مانشيت" بصحف القاهرة يقول إن "داعش" هاجمت محافظة أربيل، ونصحنى الأهل والأصدقاء أن أبتعد عن الخطر، إلا أننى قررت السفر، فهى رحلتى الأولى الى كردستان، وهناك شىء يجذبنى لما يحدث للمرة الأولى فى حياتى، وإن كان هو الموت، وكم أشرفت على الموت لمجرد الكشف عن ذلك المجهول، تتغلب رغبتى فى المعرفة والاكتشاف على المخاطر والمخاوف، وكم سافرت الى جبهات القتال ضد الظلم والقهر فى الوطن وخارجه، وجدت نفسى فى خنادق الفدائيين المصريين بمنطقة قناة السويس ضد الاحتلال البريطانى والحكومات المتعاونة معه، وكهوف الفدائيين الفلسطينيين فى السلط والأغوار وشاطئ نهر الأردن، ضد الاحتلال الإسرائيلى الأمريكى الأوروبى، والنظم المتعاونة معه.
قرأت فى السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضى، عن النساء الكرديات المقاتلات الى جانب الرجال فى صفوف البيشمركة، ضد القهر المزدوج، الداخلى والخارجى، واستبعاد النساء والفقراء، قابلت بعضهن فى هذه الرحلة لكردستان، منهن الشاعرة الكاتبة "مهاباد قرة داغى"، أهدتنى مذكراتها عن تجربتها فى سجن صدام حسين عام 1980، كتبتها بقلم رصاص قصير على مناديل ورق كلينكس، تذكرت تجربتى فى سجن السادات عام 1981، حين كتبت مذكراتى على ورق تواليت بقلم حواجب قصير، هربته لى إحدى المسجونات المتهمات بالدعارة.
كتبت "مهاباد" مذكراتها باللغة الكردية. ترجمها للعربية "جلال زنكابادى" ونشر الكتاب عام 2010 تحت عنوان "سنة فى الجحيم"، عن طفلة فى الرابعة عشرة من عمرها، تعرضت لأبشع أنواع التعذيب البدنى والنفسى داخل السجن. واليوم تقاتل النساء الكرديات ضد جنود الدولة الإسلامية "داعش" بقوة وجسارة، انتشرت أخبار انتصاراتهن فى كوبانى خلال خريف عام 2014.
التقيت الكثيرات منهن خلال زيارتى لكردستان شمال العراق، بعضهن من مقاتلات البيشمركة
القديمات، وبعضهن فتيات شابات، طالبات وفلاحات وعاملات فى مختلف الوظائف والمجالات تلقين تدريبا ثقافيا فكريا قبل التدريب العسكرى، فالعقل هو الذى يحدد الهدف فى أى معركة تتلقى المقاتلات ما يعرف بالتدريب الثقافى الفكرى يشمل قراءة الكتب ومناقشتها، منها بعض. كتبى الأدبية والفكرية، الى جانب كتب أخرى للمفكرين والمفكرات من مختلف البلاد.
أدهشتنى حفاوة الشعب الكردى نساء ورجالا وتقديرهم لأعمالى، قرأوا كتبى باللغة العربية أو ترجماتها الكردية، الشعب الكردى يقرأ بمثل ما يناضل، شعب تقدم فكريا وثقافيا عن كثير من الشعوب، صقله النضال ضد الظلم ودفعه الألم الى كسر جدران سجن المحرمات والموروثات الدينية والسياسية والاجتماعية. شعب يعيش الثورة كل يوم فى المدن والجبال، أريقت دماؤه فى عهود الاستبداد والاستعمار، دفع ثمن ثوراته بالدم ومازال يدفع حتى اليوم.
هيلالة رافع، وأمل جلال محمد، وغيرهن ممن ناضلن لتحرير أنفسهن ووطنهن، ودفعن ثمن الحرية باهظا، منها السجن والنفى والغربة والطلاق من الزوج وتشتت الأسرة والأبناء والبنات فى أنحاء العالم.
وشهدت مظاهرة النساء بالسيلمانية يوم 25 نوفمبر 2014، وهو اليوم العالمى ضد العنف الموجه ضد النساء، حملت الفتيات صور المقاتلات البطلات فى الجبال، وصور الفدائيات المقتولات بأسلحة داعش، والمغتصبات اللائى تحولن الى سلعة تباع وتشترى كالرقيق تحت اسم "جهادى نكاح، لاقه كردنى زنان " بالغة الكردية، رفعت "مجموعة النساء فى جنوب كردستان" شعار: لا لمعاملة المرأة كسلعة، نحن نحارب فى كوبانى فى غرب كردستان، وعلى طول 1500 كيلو متر فى جنوب كردستان ضد القوى الظلامية.
نحن النساء نعيش تحت حكم دولة الخلافة، نباع فى سوق السبايا وتحدد أسعارنا حسب ديانتنا وأعمارنا، وتغتصب الأيزيدات والمسيحيات يوميا على أيدى أمراء دولة الخلافة، نحن نطالب بتنفيذ قرارات الأمم المتحدة الخاصة بجرائم الحرب والاغتصاب (1820، 1886، 1888، 1960) وإيقاف الجرائم تحت اسم الهوية الدينية والقومية والجنسية، دعتنى السيدة "هيرو" للغداء فى بيتها، كانت من المناضلات من أجل الحرية والعدالة لنفسها ووطنها، رفضت أن تحمل اسم زوجها "جلال طالبانى" وكان رئيسا للدولة، وظلت تحمل اسم أبيها "إبراهيم أحمد"، وأمها الكاتبة "كلاويز صالح فتاح" أهدتنى مؤلفاتها المترجمة للعربية ومنها سيرتها الذاتية.
|
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - مفكرتنا الكبيرة
آكو كركوكي
(
2014 / 12 / 10 - 08:11
)
أهلاً بك في كوردستان يامفكرتنا الكبيرة ...
ليتكِ كنت تتحيين الفرصة وتقابلين المقاتلات الكورديات من قوات حماية الشعب اللواتي تقاتلن في كوباني وغير كوباني فهن اليوم يمثلن عنوان النضال ... فتلك المقاتلات مختلفات عمن جلسنَّ على كراسي السلطة والحكم !
2 - تقرير خبري
علي البابلي
(
2014 / 12 / 10 - 09:47
)
استاذتنا ...قدوتنا في التحرر والحرية
كنت اتوقع ان تكتبي أكثر بكثير من هذا التقرير عن الزيارة
الرحلة الطويلة بالطائرة الا تستحق كتابة الرأي والتحليل بشكل معمق اكثر
مع فائق الاحترام
3 - قلتم لا توزي رحلتكم الرجاء إضافة ثانية
حميد صيادي / كركوكي
(
2014 / 12 / 10 - 17:40
)
أختي نوال أنا من المعجبين بكم وعلقت على مقالاتكم كثيرا ، ، كم فرحت بسماعي سفركم إلى السليمانية حيث قسم من عائلتي المهجرة من كركوك إبان عهد صدام يعيشون هنالك. ويا ليت قمتم بزيارة كوباني حيث ملحمة تمزيق النقاب عن وجه النساء في العالم الإسلامي قد بدأت فيها!
وأقزمت الحركة الإسلامية الأوردوغانية الشوفنية المنافقة. و أسطورة أكبر جيش للناتو تحولت إلى نمر من ورق ، ولكم قبلاتي الصميمية.
وآني كلّش ممنون
4 - تحية الى المرأة الحديدية !
اّيار
(
2014 / 12 / 10 - 20:19
)
والدكتور نوال السعداوي هي ناعمة في الحديث والمطارحات الفكرية وهي حديدية في المواقف المبدئية وزيارتك كانت ميمونة ولا غروّ فالسليمانية هي العاصمة الثقافية لكردستان العراق ..تقبلي ازكى التحيات ودمت بكل خير .. ونقول لك ..مصر..عادت شمسك الذهب -- تحمل الارض وتغترب ...
5 - ا لنساء
ناس حدهوم أحمد
(
2014 / 12 / 11 - 16:27
)
أهلا بالدكتورة نوال
قراؤك إشتاقوا إليك فنحن عندما نقرأك نشعر كأننا بجانبك
وعلمنا باستضافتك من طرف المناضلات الكورديات
وكنا أيضا نعرف أنك لن تتأخرين عن تلبية هذه الدعوة رغم
المخاطر التي تسود تلك المناطق
إبداعك دائما كان ولا زال يعبر عن شجاعتك واستعدادك للتضحية
شيء طبيعي ولن تتأخرين كما قلت أنت حتى ولو كان الموت هناك في انتظارك
يالك من رائعة في هذا العالم الذي إزدحم بالإنتهازيين والباحثين عن الربح السهل
مرحبا بك وقد عدت لقرائك بسلام فقد راودتنا بعض المخاوف
لكن المحاربة عادت إلى قواعدها سالمة
ولا بد أنك استمتعت برفقة مناضلات كرديات والحديث معهن
في موضوع مواجهة التتار الجدد العائدين من مغارة عصور
الظلام
ولا شك أن الشعب الكوردي برجاله ونسائه يستحق نيل استقلاليته
وحريته
لإقامة دولته الحرة المستقلة
والتحرر من الوصاية الجاثمة على صدره
نتمنى الحرية للشعب الكوردي لتحقيق كرامته
6 - هل تعلم الشيعه الدرس
محمد علي
(
2014 / 12 / 13 - 08:15
)
الأخت توال تحين طيبه
تقولين ان الحريه لاتزال الا بالآلام والنضال
الشيعه ايضا اضطهدهم صدام وعلى مر 33 عام ولنهم هل تعلمو الدرس ايضا ولماذا في صراع بينهم لحد الان اي بين فصائل الشيعه والمرأه زاد اضطهادها على عكس المراه الكرديه واليوم يحاول اليعقوبيون والإسلاميون لتثبيت قانون الأحوال الشخصيه الجعفري أكرر السؤال هل استفاد الشيعه من الالم كما استفاد الأكراد ؟؟؟؟؟؟؟؟
مع تحياتي
7 - مدرسه للمناضلات
انتصار الانصاري
(
2014 / 12 / 18 - 15:00
)
عندما تكتبين عن قضيه في اي بقعة في العالم تكتبينها وكأنها قضيتك وكانك تكتبين من قلب الحدث تجعلين القارئ يعيش الاحداث بتفاصيلها وتشعرينه بانتمائك للقضيه التي تكتبين عنها وكانها تجري في عروقك فعلا احسست للحظه بأن القضيه الكرديه هي قضيتك ونضالك من اجل حرية المراه هو المدرسه التي تخرجن منها المناضلات الكرديات بل المناضلات في معضم انحاء العالم مااروعك دكتوره نوال لك مني الف تحيه
.. قلوب عامرة - د. نادية عمارة توضح حكم-ادخار المرأة من مال زوج
.. تا?ثير نقص الغذاء والظروف البيي?ية على النساء في الحروب
.. صاحبة مشروع الحبوب والأعشاب الجافة أسماء عبد السلام
.. ليبيا معرض زراعي اقتصادي يوفر فرص عمل للمرأة الجنوبية
.. صاحبة مشروع صناعة السعفيات فوقه صالح
