الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا نكره ماركس

عمار مجيد كاظم

2014 / 12 / 10
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


د.عمار مجيد كاظم
لماذا نكره ماركس
أوكد لكم من خلال اطلاعي بل ولعي بالفلسفة وسيرة حياة رجالها، أوكد لكم بأن معظم الفلاسفة الأوربيين الكبار لعصر النهضة وحتى الوقت الراهن أي ابتداءا من ديكارت وكانت حتى سارتر، سواء كانوا ماديين أم مثاليين في طروحاتهم انتهوا إلى التوحيد الخالص، حيث بدأوا بالشك كمنهج بالله وبالعقل إن كانوا ماديين، أو الشك بالعالم الخارجي وتقديس العقل والحواس والروح والله إن كانوا مثاليين إلا بعض المثاليين من الوجوديين الذاتيين اللذين شكوا بوجود الله ثم إنكاره وتقديس العقل والذات، ثم انتهوا إلى عبادة الوجود الذاتي للإنسان واعتباره هو الخالق، لتميز الإنسان عن باقي الموجودات بالحرية والإرادة العقلية، كسارتر. ثم انتهوا في معظمهم في النهاية إلى ضرورة وجود الله الواحد كواجب للوجود. بل توصلت إلى أنهم لم يشكوا بالله الواحد بل شكوا بوجود الله المتجسد في السيد المسيح أو بالأحرى بالثالوث المسيحي، الذي ابتدعه الفيلسوف الاسكندري أفلوطين، حيث لم ينسجم مع فطرتهم السليمة وعقليتهم المنطقية، فلم يقتنعوا بأن الثلاثة يمكن أن تساوي الواحد، فهناك ثلاثة أقانيم (الآب والابن والروح القدس)، حيث أن الأقنوم (هو مصطلح كنسي يعبر عن الجوهر القائم بذاته) ما هي الا أقنوم واحد، على اعتبار بأن أقنوم الآب هو عقل الله، وأقنوم الابن هو جسد الله وأقنوم الروح القدس هو روح الله، على اعتبار إن الله خلق آدم على مثاله وصورته كما جاء في التوراة، الذي (أي آدم) يملك عقلا وجسدا وروحا، وهو واحد أيضا، وبالتالي شبهوا الخالق بالمخلوق، متناسين قول أفلاطون وأرسطو بأن الله بسيط وليس مركب، وهو ليس بجسم فلا ينطبق عليه حكم المكان أو الزمان وبالتالي فهو واجب الوجود وصفاته هي عين ذاته، وليس كالإنسان ممكن الوجود. ومثال على هؤلاء الفلاسفة ديكارت وكانت الذي بنى وجوده الممكن بوجود الله الواجب والمطلق حيث قال أنا أفكر إذن أنا موجود، فضلا عن هيجل الذي أراد اثبات الثالوث، وماركس الذي أراد نقض الثالوث والسخرية من المسيحية كدين بقلب المنطق المثالي لهيجل إلى منطق مادي. وكذلك سارتر في أواخر حياته في نهاية السبعينيات من القرن الماضي، حيث تبرأ من ألحاده وإنكاره لله وعودته إلى التوحيد اليهودي.
ومن خلال مقالاتي وأبحاثي السابقة إليكم التي حاولت فيها إثبات بان الفلسفة الماركسية هي فلسفة إنسانية بالرغم من نواقصها التطبيقية الكثيرة والتي انعكست على البلدان التي طبقتها، فهي في نظري من أقرب الفلسفات إلى الفلسفة الإسلامية كمنهج وروح، لأنها تحاول كمذهب (كالمذهب الاقتصادي الإسلامي) إعادة توزيع الدخل. بالرغم من كون المذهب الاقتصادي الإسلامي كتطبيق هو أقرب من علم الاقتصاد الرأسمالي.
أرجع وأقول لماذا نكره ماركس والحزب الشيوعي ولو على صعيد العراق، الذي يمكن أن يكون هو الحل لنهضة عراق اليوم الذي أضحى فيه الإسلام السياسي عامل فرقة وطائفية وتخلف.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ظاهرة مد نادرة على شكل حراشف سمكية على ضفاف نهر تشيانتانغ


.. هل تسعى حماس لاستنساخ تجربة جزب الله في لبنان داخل غزة لبناء




.. أمريكا.. الشرطة تعتقل طلابا في احتجاجات مؤيدة لفلسطين بجامعة


.. تجمع فرق البحث والإنقاذ للعثور على طائرة نائب رئيس مالاوي




.. استهدف الاحتلال الإسرائيلي منطقة الهرمل في لبنان