الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دواعش، -بذيل قصير-

ارنست وليم شاكر

2014 / 12 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



صرخ في أذني، صديقي المُغيبِ ، على غفلة مني ، حتى كدت أرتطم بسقف الغرفة ... على الرغم من اجتماعنا في حديقة المنزل ، صارخا بملء الفم والحنجرة والقولون : نحن مسيحيون ولسنا كفار !! .. فهل يملك السلفي ، المتطرف الفظ .. توكيلا من السماء ؟!! .. فيحكم على هذا بالكفر ، وهذا بالإيمان ؟!! .. أم هم جعلوا من أنفسهم ناطقين بلسان السماء !!؟ .... فليتركوا الدين للديان ، وليدعوا الله يقيم العدل ، ويرفع الميزان .. وقت الحساب ... .. لله وحده الحُكم وهو الحَكم .. يوم يلقى الإنسان ربه.. فيفصل ، سبحانه، بين هذا وذاك ........
ثم يستطرد صاحبنا الغريب الأطوار ، بمزيد من الرزاز و"التفتفة" ، فيناشد الوطن : على الدولة أن تقف من هؤلاء موقف حاسم ... أنها دعوة للكره .. وإثارة للأحقاد ..وإباحة للسُباب .. وتخريجا لفتية يتربصون بالعباد .. ونحو مصير بأس يقذفون بنا ، ألا يشفقوا بالناس والبلاد ؟؟!! .....
الله الله الله !!! ... كلام طيب بديع ..... فهل يمكن لعاقل أن ينكر هذا المنطق الجميل !! وهذا الرد المفحم الأنيق .... ثم هو يلجأ للوطن ، فيما يشبه روعة المناضل - امتقع لون صديقي ، قاذف التفاف، من أجل الدولة المدنية دولة القانون... وأن كنت أشك كثيرا في فهمه للدولة العلمانية ... وأحسبه لا يدرك منها ، غير أنها دولة تستبعد الإسلاميين ، مصدر خوفه، بل رعبه، عن الحكم ... وكفى ......
يا ليته عرف، أو أمن بالفعل بالدولة العلمانية وفهم معناها .. قبل أن يردد فقط ، ودون فهم ، أنه مناصرها .... فبالعلمانية فقط يصير الوطن، وطن... وياسلاااااااام .. على كلمة وطن ، لو فهم الناس معناها !!.... الوطن ، المظلة التي تحتها يحتمي الجميع ... الوطن، الذي يساعد على صهر المجتمع ، رغم تنوعه.. بل وبالمحافظة على هذا التنوع كمصدر ثراء ، في روح واحدة قوامها العيش المشترك ، والخير العام ، وقطع دابر كل مَن يظن في نفسه أنه قادر على إحاث فُرقة، وكراهة، وعداء بين أبناء الأرض الواحدة .. في مجتمع متماسك متعايش في ذكاء... المجتمع الواحد في المصير، والمتنوع في لهجاته ودياناته وطوائفه وأفكاره .....
ولكنني ، لا أخفيكم القول ، عند سماع هذا الخطاب تنتابني في الحلق غُصة ، وطعم مر، لا أعرف مصدره، يسير مع لعابي .. بل ، عزرا، لأقولها بلا مواربة ... أنني أشعر "بالقرف" ...
هل لم يسمع صديقي القبطي وأمثاله، من العائشين بازدواجية المريض النفسي .. "دواعشهم" الذين يُقبلون يدهم، ويلامسون الأرض في حضرتهم . ؟؟ ... هل لم يسمعوا حقا أقوالهم وفتواهم ؟؟!! وهل بعد سماعهم انتفضوا انتفاضتهم المباركة هذه .. يستنكرون تجاوزات بعض أساقفتهم السقاة ؟؟ ولنضرب على ذلك مثالا .. وليكن مثالنا الرجل الثاني في كنيستهم في عصرنا الحديث الموجع .. والمرشح السابق للكرسي ألبطريركي .. سكرتير المجمع المقدس، صاحب اليد العليا لأكثر من ربع قرن .. يشلح من يشلح [يحرم ، ويطرد] ، ويحل ما يحل [ يقر، ويثبت] .. بلا ضابط ولا رابط ... عندما قال .. بأن اللعنات بيننا وبين الكاثوليك والبروتستانت .. كل الأزمان .. وأنا لهم بالمرصاد .... فهم ليسوا منا ، ولو أدعوا ذلك كذبا وافتراء !!! ولن أكف عن مهاجمتهم حتى يوقعوا على وثيقة يعترفون فيها أنهم خارج الإيمان القويم ، وليسوا مسيحيين ... عندها فقط أتركهم لحالهم ... وفي سؤال حول مصيرهم الأبدي ، نطق من فيض علمه الفياض، لا فض فوه المهراق، وقال : هم بلا نصيب في ملكوت الله [الجنة] .. كلهم بلا استثناء ... إلا بعض الأفراد ، فنحن لا نصادر إرادة السماء، ونقول ربما ... ربما شخص كاثوليكي ، مثلا، قبل موته ينطق بالاعتراف الحسن ويقول : ألا لعنة الله على العقائد الكاثوليكية !!! ، فإن قالها ... فربما [ ربما الثانية، وفي لغة المنطق "ربما " مضاعفة تعني المستحيل ] ينظر الله في شئنه ، ويقبل معموديته الكاثوليكية الخاطئة ، لأنها تمت على يد كاهن محروم [ ملعون] ، مشلوح .
.. فحسن الختام ، والقول التمام .. من أسقفنا الهمام هو ألآت : لن يدخل الجنة إلا الأرثوذكس ....... ....... ....... !!!!!!! بل ذهب "اسقفنا" للقول : أن زواج البروتستنت [الإنجيليين على لسانه ] زنا .... هذه الهمجية في التفكير، لم يتفتق لها ذهن إنس ولا جان .. من دواعش العصر الحديث والقديم على السواء .... فقد فاقهم في هذه فقط "طول الذيل، واللسان ".. هذا المنتسب للمسيح .. يا حمرة الخجل !!! ... فما رأيه، إذا، في زواج المسلمين إن كان زواج المسيحيين من غير طائفته زنا بواح ... وماذا عن الثمرة المحرمة لهذا الزواج الحرام ...... !!!!؟
.. وبعدها يتنطع بعض الأقباط بعد هذا ، ويقولون : ... ويل "لدواعش" الإسلام .. مسيحيتنا لا تعرف التعصب والغباء ....!!
ولكن رب قائلا يقول : ولكننا ، وحتى عندما نخرج هذا أو ذالك من العقيدة المسيحية .. لا نكفره ؟!! ... وأن كفرناه لا نتعقبه .. ولا ندعو لقتله ذبحا ورجما.... ؟؟ ... قلت : عزرا [ عزرا ثاني مرة .. لأني مؤدب ].... عزرا يا هذا، فجهلك بالتاريخ ، هو ، ما يجعلك تردد الكلام كالببغاء ... فالكنيسة بسلاح الدولة ، عندما كانت لها الكلمة العليا على الدولة ... حرقت كتب"الهراطقة" ومازالت تفتخر إلى اليوم بحرقها .. وصادرت البيوت والحقول .. ونفت ، وشردت وقتلت سحلا ، وحرقا، وسيفا، وشنقا ....
... ولكنك صدقت في هذه ، أنهم لا يفعلون ذلك اليوم ........ وهذا هو "قصر الذيل"
.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
عبد الله خلف ( 2014 / 12 / 11 - 15:02 )
لا يجوز للمسيحيين تهنئة المسلمين في أعيادهم (مراجع مسيحية مصورة) :
https://www.youtube.com/watch?v=3HTK3r4SYHs

اخر الافلام

.. إزاى تحمى ابنك من الأفكار المتطرفة ؟.. داعية إسلامى يكشف الت


.. موجز أخبار السابعة مساءً - قوات الاحتلال تقمع آلاف المصلين ف




.. 60-Al-Aanaam


.. هوية وطنية وفطرة سليمة.. معا لمواجهة الإلحاد والتطرف والعلاق




.. 59-Al-Aanaam