الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما يتحكم اصحاب العمائم بعقول الناس

طه معروف

2005 / 9 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


مشهد الدم العراقي الذي ابيح احيائا لذكرى احد الرموزالخرافية الدينية ربما تجاوز الالف قتيل جراءالتدافع على جسر الأئمة في بغداد، إثر شائعات بوجود انتحاري بين الحشد الشيعي الضخم.
منذ تسلط الاسلاميين على رقاب الجماهير في العراق سخر هؤلاء جميع مناسباتهم الدينية المتخلفة الى مناسبات وميدان لإظهار القوى و تحويلها الى مناورات سياسية بهدف اشعال نار الحروب الطائفية وجعلوا ممن صدق إفكارهم الرجعية وقودا لهذه المناسبات الدموية .
ليست هذه المرة الاولى التي تتحول هذه المناسبات الدينية الى مجازر دموية بشعة تحصد ارواح المئات ، بل انها حدثت في الماضي القريب واودت بحياة المئات. ان اصرار الاسلاميين وخصوصا رجال الدين اصحاب العمائم لإقامة مثل هذه المناسبات في ظروف كالتي تمر بالعراق تسوده الفوضى وغياب الامن ، هي ضرورة ملحة لتثبيت حكمهم عبر الاساطير والمناسبات والمفاهيم الدينية الساذجة وتجعل منها رموزا "مقدسة" كوسيلة لإنتزاع إرادة الجماهير وحصرها في اطار التصورات والمفاهيم الدينية البالية حتى لاتفكر الجماهير بما يجري حولها من الامور الحياتية والسياسية والاجتماعية وكأن اساطيرهم البالية هي التي تقرر لهم طريقة حياتها الراهنة ومصيرها .
ومن جانب اخر فإن تصميم الملالي لجر الجماهير الى المناسبات الدينية في الاوضاع الراهنة الصعبة، يعود الى تعطشهم لجمع الاموال و الركض وراءالمكتسبات المادية، ولبلوغ هذا الهدف اللاشرعي لا يترددون عن المخاطرة بحياة الجماهير حتى وصل الامر الى بروز خلافات جدية ونشوء صراع دموي من اجل السيطرة على "واردات وارباح " هذه التجارة غير الشريفة و اللانسانية ،ووقعت اكثر من مرة اشباكات بينهم لإقتسام الغنيمة او لسيطرة احدهم على هذا الكنز المسلوب وان معركة المرجعيات الشيعية هي في الحقيقة معركة من اجل هذا الكنز المالي الذي يتم سلبه من اناس محتاجين لرغيف الخبز لعائلاتهم ، الا انهم يتنازلون عنها بطيبة خاطر ثمنا لغيبوبتهم الدينية .
تجري هذه المناسبات في ظرف معيشية مأساوية تستوجب توجيه هذه التجمعات صوب قوى الاحتلال وحكومتها الدمية الاسلامية-القومية للمطالبة بتحسين الاحوال المعيشية و توفير الخدمات الضرورية وانهاء الاحتلال وتوفير الامن وفضح الدستور القروسطي الذي جعل من القرآن ومبادئه الجامدة بنوده الاساسية لرسم مستقبل العراق ، الا انها صارت وسيلة بأيدي الاسلاميين للقفز على المطالب الحقيقية للجماهير ولزرع الاوهام واالخرافات الاسلامية في ادمغة الجماهير حتى لا يسنى لها المجال للتطلع نحو حياة افضل خالية من التفاهات الدينية.
ان الضحايا الذين لقوا مصرعهم دهسا تحت الاقدام من شدة التدافع او قتلى اطلاقات قذائف الهاون او بسبب تعرض بعضهم للتسمم والعشرات الذين قضوا غرقا في مياه دجلة ،هم ضحايا ارهاب الاسلام السياسي ولا يختلفون عن من ماتوا بالقنابل والعبوات الناسفة او السيارات المخففة او العمليات الاسلامية الانتحارية، فكل اساليب القتل المذكورة هي من بركات الاسلام السياسي ، السني او الشيعي والنتيجة هي واحدة لا غير: التضحية بارواح الابرياء من جماهير العراق.
ان الاستخفاف بالانسان وبالقيم الانسانية هي سمة مميزة للاسلام والحركات الاسلامية الذي يتخطى من حيث طبيعته الاجرامية اية آيديولوجيات وسياسات اخرى كالفاشية او النازية، وان تحويل اجساد الانسان وسائل وادوات للقتال وارسالهم الى محرقة الموت الجماعي في مناسباتهم الدينية المعادية للتمدن الانساني والقيم الانسانية ،هو دليل على مدى انفصالهم وتناقضهم مع المتطلبات والرغبات الانسانية للعيش برفاهية وسلام ،كما ان هذه الممارسات تطرح في الواقع ضرورة ابعاد هؤلاء المعممين ومناسباتهم عن حياة الجماهير ويجب ان ينظر الى نشاطهم كنازيين و يحظر نشاطهم الثقافي الديني و السياسي كما تم حظر نشاط النازيين الجدد في المانيا ،بدل ان يساهموا في رسم مستقبل المجتمع عبر" الدستور" المزعوم في العراق, يجب ان تحرم مشاركتهم في اية عملية سياسية مشحونة بالدين، لكونهم يدمرون المجتمع سياسيا وثقافيا واجتماعيا عبر رسالتهم المعادية لتطور المجتمع البشري . ان النضال لإسقاط الدستور الامريكي الاسلامي-القومي وظيفة كل المدنيين والعلمانيين الاحرار بالذات لانه يعمل على ترسيخ هذه المناسبات والشعائر الاسلامية البالية بل انه ينحصر من الفه الى يائه ضمن المفاهيم والاحكام والشعائر الاسلامية بصراحة لا غبار عليها عندما يعلن بأن الاسلام هو المصدر الرئيسي للتشريع ولا يسمح باية قوانين تناقض ثوابته المائعة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 232-Al-Baqarah


.. 233-Al-Baqarah




.. 235-Al-Baqarah


.. 236-Al-Baqarah




.. 237-Al-Baqarah