الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحكمة من قصار السور

هاشم عبد الرحمن تكروري

2014 / 12 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


"الحكمة من قِصار السور"
إنَّ القارئ لسور القرآن الكريم يلحظ دون عناء أن سور القرآن تتفاوت من الطول إلى القصر؛ مع العلم أن عدد لا بأس به من قصار السور قد سبق بالنزول كثير من طوال السور؛ ومع علمنا أن كلمة سورة لها مجموعة من المعاني التي تعكس الغاية من تسميتها؛ فالسُّورة مشتقة من السُّور، ومعلوم أنّ السُّور في الزمن القديم كان يحيط بالمدينة، وهو يرتفع بغرض الحماية والحفظ؛ ومن بعض معاني كلمة السورة: الدرجة الرفيعة؛ والمنزلة العالية؛ ومعلوم أنّ بناء السُّور يتم مرحلة تلو الأُخرى حتى يكتمل البناء، ولا يستبعد أن تكون السُّورة هي كل مرحلة من هذه المراحل؛ كذلك فإن هذه الكلمة تحمل معنى السُّمو والرفعة؛ ومعنى الإحاطة ويتضمن الاشتمال؛ والتمييز وتحديد المعالم ؛ لأن السُّور يشتمل على المدينة ويحتويها وما فيها؛ ثم هو يحدد معالمها ويميزها عمّا سواها؛ كذلك فإنَّ السورة بالمصطلح هي: التي تحتوي مجموعة من الآيات ذات المعنى الكامل؛ والرسالة غير المنقوصة، ومن التفسيرات السابقة يتبين لنا أن السورة تحمل بين ثناياها معنىً كامل شامل ليس يعتريه النقص ولا تطغى علية الزيادة، فسورة البقرة كسورة الكوثر، كل منها تؤدي معنى وكل منها له رسالة؛ هذه كتلك وتلك كهذه؛ ولكن هل هناك حكمة معينة من قِصار سور القرآن الكريم؟
نرى هنا والله أعلم أن الله عزوجل لا يعمل عملاً؛ ولا يرتب ترتيباً إلاّ له فيه حكمة وهدفاً؛ فالله عزوجل يقول في محكم التنزيل"وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما لاعبين" (الآية 16،سورة الأنبياء) ، وهذا دليل أن الله عزوجل لا يخلق؛ ولا يُنزِّل شيء؛ ولا يقوم بأي عمل بدون سبب أو هدف أو حكمة يبتغيها، وبمراجعة بسيطة لمجمل القصار من السور نرى:أنها لا تحتوي حدود أو أحكام، ولكن بمعظمها تحاول إيصال رسالة قصيرة بليغة بعدد محدود من الآيات؛ فلو نظرنا على سبيل المثال لا الحصر إلى مجموعة من السور القصيرة لنستطلع ما تحاول إخبارنا به سنرى ذلك؛ ففي سورة العصر]وَالْعَصْرِ، إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ، إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ[ نرى أن الله يخبرنا بآيات بليغات عن أهمية الوقت وكيفية التعامل معه؛ بصورة تصلح لان تكون هذه السورة بمثابة دستور للوقت ؛ وفي موضع آخر نطالع سورة الإخلاص]قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ؛ اللَّهُ الصَّمَدُ ؛ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ؛ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ[ والتي يخبرنا الله عزوجل فيها بنسبه ببضع آيات وصف بهم ذاته؛ ولو اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا الوصف الموجز لن يأتوا بمثله؛ وفي سورة أخرى نرى رسالة أخرى وهي: ]وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ ؛ الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ ؛ وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ ؛ أَلا يَظُنُّ أُوْلَـئِكَ أَنَّهُمْ مَّبْعُوثُونَ ؛ لِيَوْمٍ عَظِيمٍ ؛ يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَـلَمِينَ[. يخبرنا الله عزوجل عن من يعبث في الميزان بزيادة أو نقص، وما سيؤول إليه وما عقابه؛ وهناك الكثير والكثير من السورة القصيرة ذات الرسالة السريعة البليغة المؤثرة في نفس سامعها، ونستطيع أن نرى من خلال هذه السور أن الله عزوجل له مُراد وحكمة في ذلك نستحضر بعضها بالتالي، أن الله يبلغّ الناس ببعض الأمور الغافلين عنها؛ والتي وجب التعامل معها بعناية مثل التوحيد والوقت والوزن والإيمان والكفر والجنة والنار بعيداً عن الإطالة التي قد تذهب بالفكرة المُرادة، كذلك فإن هذه السور مليئة بالترغيب والترهيب لإعادة الإنسان إلى مساره الصحيح، أيضاً نرى أن هذه السور سريعة الحفظ والفهم مما يؤدي إلى ترسيخ ما جاء بها من معان أراد الله للإنسان بها طريق النجاح والفلاح، والله أعلى وأعلم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عن أية حكمة تتحدث
سلام عادل ( 2014 / 12 / 12 - 00:57 )
سورة الكافرون والتكرار العبثي بها، وسورة الصافات وأخطارها اللغوية. والمعوذتين وهل هي من القران ام لا وغيرها من مهازل القران. ثم لماذا اختراع معانٍ لا أصل لها لكلمة سورة، فهذه ليست كلمة عربية نهائيا بل آرامية - عبرية واصلها سورة. بل ان اهم شئ ان قران المسلمين لم يأتِ باي شئ جديد وكل ما فيه مأخوذ من خرافات اليهود وهرطقة النصارى ومن الزرادشتية والمانوية والصابئة وخرافات البدو الاعراب، فيكفي تكرار ما اصبح مكشوفا ومملا وباطلا


2 - شورة أصل كلمة سورة
سلام عادل ( 2014 / 12 / 12 - 02:41 )
الكلمة الأصلية بحرف الشين وهي مثل مئات الكلمات غير العربية المجودة منذ الازل في اللوح المحفوظ عند اله المسلمين. يبدو ان اله الاسلام اول لص لكلام غير العرب لينسبه للسان العربي المبين. هزلت


3 - لغة الدين غير قومية
عبد الله اغونان ( 2014 / 12 / 12 - 09:18 )

النزعة العرقية في البحث العلمي مصيبة المصائب
الكل يحاول أن ينسب الى عرقه كلمات ومفاهيم ومنجزات وهي مجرد مفاخر قبلية وعنصرية
في حين دين الله في أصله واحد فكرا ولغة
في القران المقدس
وعلم ادم الأسماء كلها
والايمان لايرتبط بلغة ولاعرق ولامنطقة
اذا كان القران قد اقتبس من لغات وأديان اعتبرها صلة وصل وتكملة فانه يعتبر قمة التطور في الاعتقاد والفكر واللغة وذلك سر تفوقه وحفاظه على اللغة التي نزل بها فهو من شرفها
وهي ميزة تحسب له
والقران لايفاضل بين العرقيات فالمؤمنون نسب متصل والكفر ملة واحدة وما من مسلم الا له وشيجة مع المؤمنين من غير قومه منذادم ونوح وموسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام
قال النبي محمد العربي عن سلمان الفارسي -- سلمان منا ال البيت وذم القران المقدس عمه أبا لهب

افرنقعووووووووووووووووووووا


4 - اعتذار /التعليق يخص مقال الدئب
عبد الله اغونان ( 2014 / 12 / 12 - 09:49 )

وبه وجب التنويه

فمعذرة


5 - سلام عادل
عبد الله خلف ( 2014 / 12 / 13 - 02:08 )
- القرآن متواتر و مكتوب منذ زمن النبي -صلى الله عليه و سلم- و قراءته متواتره و مسنودة 100 % .
- هل يوجد هذا التواتر في الكتب اللغوية و اللغات الأخرى؟... أو هل توجد مخطوطات قبل القرن السابع الميلادي ليحاججنا بها المخالف؟ .
- الحقيقة , هي : أن اللغة العربية (على وجه العموم) و القرآن (على وجه الخصوص) , أثرا على اللغات التي خضعت للإسلام , لذلك , لا ضير من تأثير اللغة العربية على بقيّة اللغات , و ليس العكس , كما يتصور البعض .

اخر الافلام

.. 202-Al-Baqarah


.. 204-Al-Baqarah




.. 206--Al-Baqarah


.. 210-Al-Baqarah




.. 212-Al-Baqarah