الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المأزق في مجادلة الإسلام (2): العقل والإيمان

أشمون رعد

2014 / 12 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


إنّ من مآزق الملحد في جداله مع المسلم أنّ المسلم لا يؤمن بالعقل، بل يراه قاصراً أمام النّص الديني.

إنّني، وبعد جدالات طويلة مع المسلمين من أصدقائي المقرّبين، توصّلت إلى نتيجة واحدة، وهي أنّ لا أحدَ فينا قادرٌ على إقناع الآخر. وليس الفشلُ في إقناع الآخر نتيجةً للتكافؤ بالمعلومات أو بنسبة الذكاء بيننا- ولا أقول هنا أنني أكثر ذكاء أو معلومات منهم- ولكنّه بكلّ بساطة بسبب الاختلاف بين الأدوات التي استخدمها أنا ويستخدمها هو في جدالنا.

إنّني اتبع العقل في كلّ شيء؛ هو يعلو ولا يُعلى عليه، أمّا مجادلي فيغلّب إيمانه بنصوصه الشرعيّة على عقله. إنّني حين استخدم العقل لأقنعه إنّما استخدم أداة لا يؤمن بها هو، وهو بدوره حين يستخدم آياته كذلك يستخدم أدوات أكفر بها أنا. أقول له أنّ العلم ينفي كل الخرافات الماورائية، فلا ملائكة ولا جنّ ولا شياطين ولا أرواح، فيقول لي: ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربّي وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً... أخبره عن نظريّة التطوّر وعن الأدلة التي تثبتها، وعن كونها نظرية لا شكّ فيها، وأنّها تُعلّمُ في كل جامعات العالم، فيقول لي: وعلَّم آدم الأَسماءَ كلّها ثمّ عرضهم على الملائكةِ فقالَ أَنبئوني بأسماءِ هؤلاءِ إنْ كنتمْ صادقينَ!

في جدالاتي الأولى كنت اعتبر أنّ المسلم الذي يستخدم الآيات المقتبسة من كتابه ليقتنعني –وأنا لا أؤمن بكتابه – إنّما هو لا يمتلك أي ذكاء جدلي، كنت اعتبر أنّه من الغباء التّام أن تُستخدم هذه الآيات مع شخص يؤمن أنّها خرافات وأهواء بشريّة، كنت وما زلت اعتبر ذلك. ولكنّني مع تكرار الجدالات، اكتشفت أنّ المسلم يكفر بكل الأدلة العقليّة التي قد تُقال في الجدالات. إنّه لن يعترف بأي دليل عقلي يخالف أي خرافة من خرافاته الدينية حتّى ولو لم يكن فيه أي مجال للشك من باب المنطق والعلم. مع تكرار الجدالات عرفت أنّه من الغباء أيضاً استخدام العقل في الجدالات مع المسلم، لأن المسلم بكل بساطة لا يؤمن بالعقل. ولا ألومه على ذلك، لأنني أعرف كلّ المعرفة أنّ عقله قد غُيِّبَ منذ طفولته أو حتّى حضانته. وكم هم قليلين من استطاعوا أن يعودوا إلى رشدهم وإلى تحكيم عقلهم بعد سنوات طويلة من محاولة المجتمع حولهم على منعهم من التفكير وخاصّة بكل طرق الترهيب المتمرّس بها الدين الإسلامي.

إنّه من الغباء لكلينا – الملحد والمسلم – أنّ نجادل بعضنا البعض، فلا أنا سأقتنع لأنني أكفر بأدلته اللاعقلية، ولا هو سيقتنع لأنّه يكفر بأدلتي العقليّة. ويسأل سائلٌ: إذن لماذا ما زلت تكتبُ هذه المقالات؟ وما فائدتها إن كنتَ لن تقنعَ مسلماً بها؟ إنّني وبكل تواضع لا أكتب هذه المقالات للمسلمين المتشددين والمؤمنين أشدّ الإيمان بدينهم... إنّني أكتب هذه المقالات لمن هم يبحثون عن الحقيقة، لمن هم لم يحدّدوا بعد أي طريقِ سيتّبعون: طريق العقل أم طريق الإيمان.

إنّ من مآزق الملحد في جداله مع المسلم أنّ المسلم لا يؤمن بالعقل، بل يراه قاصراً أمام النّص الديني.












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
عبد الله خلف ( 2014 / 12 / 13 - 01:25 )
• إنكار وجود الله يقود الى إنكار وجود العقل :
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?30627-إنكار-وجود-الله-يقود-الى-إنكار-وجود-العقل


2 - الحمد
بلبل عبد النهد ( 2014 / 12 / 13 - 08:25 )
الحمد للعقل الذي لا الاه سواه واشهد ان محمد مجرد بشر اسس دين على هواه اما بعد
انا من خلفية اسلاية ومن عائلة محافظةارغمت في سن مبكر على حفظ الكتاب المسمى القران ولما كبرت بدات احلل ما قراته دون ايعاز من احد بل فقط استخدمت عقلي فوجدت ان هذا الكتاب وما فيه من كلام لا يمكن ان يصدر عن انسان عاقل فبالاحرى ان يصدر عن الاه بل اكثر من ذلك فاذا كان هناك حق الاه فهذا الكلام المنسوب اليه يسيئ له ويحط من قدره فهو مجرد كتاب ركيك مليئ بالاخطاء العلمية التاريخية النحوية البلاغية متفكك بسيط لاقيمة له منقول من كتب قديمة مليئ بالخرافة والدجل نمل يتكلم وانسان يعيش في بطن حوت ودابة تسير اكثر من سرعة الضوء وهدهد يعلم مالا يعلم البشر وما الى ذلك القران يصلح فقط لمن بهم خرف


3 - اضف يا سيد بلبل عبد النهد
ماجد ( 2014 / 12 / 13 - 09:03 )
و أنا من خلفية إسلامية مثلك و حدث لي تماما ما حدث لك فقد توقفت أمام (تعمي القلوب التي في الصدور) و (لقد لمسنا السماء الدنيا فوجدناها قد ملئت حرسا شديدا و شهبا) أي شياطين تتلصص على السماء و يتم قذفها بالشهب و هي النجوم التي تزين السماء الدنيا (النجوم التي تزيد عن حجم الأرض كلها !) و سماء تفتح أبوابها و عرش تحمله الملائكة الثمانية حتى لا يسقط بفعل الجاذبية و نبي يقطع الأيادي و الأرجل و يفقأ العيون و يترك الضحايا يتعذبون في الشمس حتى يموتوا و هو نبي الرحمة و يقتل أكثر من 700 شخص مستسلمين و فيهم صبيان لا ذنب لهم سوى أنهم نبت لهم شعر العانة مبكرا ، و نساء و أطفال لا ذنب لهم يسترقون و تنكح النساء و يباع الباقي في أسواق النخاسة و تبؤات عجيبة مثل مقاتلة اليهود في آخر الزمان بالسيف و صياح الحجر و البشر أن يامسلم ورائي يهودي فاقتله إلا شجر الغرقد فهو شجر اليهود ... و قصص منقولة من ابو كريفا لا مصدر لها مثل قصة رمي إبراهيم في النار و قصة امرأة العزيز و النسوة اللائي قطعن إيديهن و الدراهم غير الموجودة في زمن يوسف و عشرات القصص التي لا يتسع لها المجال ناهيك عن القطع و الجلد و الرجم و كل الفظاعات


4 - لا
ماجدة منصور ( 2014 / 12 / 13 - 09:38 )
صممت على أن لا أجادل أحدا بشأن دينه...مسيحيا كان أم مسلما!!0
لأنني احترم عقلي كثيرا.0
احترامي



5 - الأخ بلبل عبد النهد
أشمون رعد ( 2014 / 12 / 13 - 16:53 )
أحيي فيك عقلك الثوري الذي استطاع أن يثور على الرغم مما تلقنته في طفولتك... إنّ ترك الدين في السنوات القليلة الماضية كان أصعب مما هو عليه الآن وذلك لأن مصادر نقد الدين لم تكن متوفّرة كما هي الآن... أحياناً أشعر أنّ أجيال اليوم محظوظون بسبب ما توفّره لهم الإنترنت.

دام لكَ عقلك نيّراً


6 - الأخ ماجد
أشمون رعد ( 2014 / 12 / 13 - 16:57 )
إنّ أي إنسان يستطيع أن يرفض الدين الذي زرع في عقله منذ طفولته هو إنسان يستحق كل الاحترام والتقدير، خاصّة إذا كان قد رفضه بسبب ما فيه من أمور وأحداث غير إنسانيّة.

شكراً لك على تعليقك! لكّ منّي كل التقدير يا محترم!


7 - الأخت ماجدة منصور
أشمون رعد ( 2014 / 12 / 13 - 16:59 )
لقد سبقتني بأشواط كثيرة إذن... إنّني على الرغم من تصميمي على عدم المجادلة ما زلت أجد نفسي في وسطها أحياناً!

دام لك عقلك نيّراً
احترامي

اخر الافلام

.. كاهن الأبرشية الكاثوليكية الوحيد في قطاع غزة يدعو إلى وقف إط


.. الجماعة الإسلامية في لبنان: استشهاد اثنين من قادة الجناح الع




.. شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية


.. منظمات إسلامية ترفض -ازدواجية الشرطة الأسترالية-




.. صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها