الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جنود مجهولون في المركز الثقافي والفني محمد شيخو

ماري اسكندر عيسى
(Mary Iskander Isaa)

2014 / 12 / 12
المجتمع المدني


بقدر ما يحزننا حال السوريين وما آل اليه وضعهم، بقدر ما يفرحنا ويشعرنا بالامل مشهد الشباب والشابات وهم يعملون كخليات النحل في أماكن اللجوء ، وجعل حلمهم ليس فقط العودة لوطنهم بل اثبات للعالم كله انهم مازالوا صامدين ومستمرين وبحجم التحدي..
هذا المشهد كان واضحا وجليا لشباب وشابات متطوعين في المركز الثقافي والفني محمد شيخو في مخيم دوميز –دهوك في اقليم كوردستان والذي سيتم افتتاحه رسميا قريباً. فهم لم يستسلموا في الغربة للماسي والحزن والبطالة بل اخذوا على عاتقهم تجنيد أنفسهم وطاقتهم في نشر العلم والثقافة ومحو الامية للراغبين، وتعليم الاطفال والشباب والشابات الموسيقا والرسم والكتابة والكمبيوتر واللغة الانكليزية والكوردية والتمريض والبرمجة العصبية من خلال دورات ينظمها اساتذة مختصون وطلاب جامعيون القسم الاكبر منهم لم يكمل دراسته بسبب الهجرة.
وقد فتح المركز الثقافي والفني محمد شيخو تحت رعاية مؤسسة البارزاني الخيرية أبوابه للمتطوعين ككادر وللراغبين بتحصيل المعرفة والعلم والفن للمراحل الاولى بامكانيات متواضعة منذ 3 شهور، وبادارة نشيطة من قبل الاستاذ هافانا محمد زكي الذي يقضي جل وقته مع السوريين ورعاية متطلباتهم وحاجاتهم، فالصالات المعدة للكمبيوتر والموسيقا صالات صغيرة ولا يتجاوز عددها الستة وبالكاد تتسع لاعداد قليلة من الطلاب، مما اضطرهم لجهد اكبر في تنظيم دورات مستمرة وبفترات متقاربة، ولم يقتصر الامر على دورات كمبيوتر وموسيقا بل قدم المركز محاضرات عن الصحة النفسية، ومخاطر الزواج المبكر، اضافة لدورات حلاقة لتعليم قص الشعر وهذا يجعل الراغب في تعلم مهنة الحلاقة لا يضل سبيلا الى ذلك ، وبالتالي سيصبح خلال فترة قصيرة قادرا على تحصيل رزقه وايجاد مهنة له والاكتفاء الذاتي من العوز. إضافة إلى مهمة أساسية تعهد بها المركز منذ البداية وهي توزيع قسائم الارزاق على السوريين الوافدين إلى المخيم. وقد وزع أيضاً بالفترة الاخيرة 5400 حقيبة مدرسية مع القرطاسية لكل مدارس دوميز البالغ عددها سبعة.
يقول الاستاذ هافانا محمد زكي مدير المركز في دوميز: نحاول قدر الامكان ان لا نكون مقصرين وان نلبي كل الاحتياجات حسب قدراتنا وامكانياتنا المتواضعة، وبوجود ثمان موظفين متطوعين. ولدينا مشاريع كثيرة نتمنى لو نستطيع تطبيقها جميعها، لكن ما يقف حجر عثرة أمامنا هو التمويل، فبعد دخول داعش الى الموصل بات عدد المهجرين في الاقليم حوالي مليونين وبالتالي صار الاولوية والاهمية لتأمين المأوى والسلل الغذائية والملابس الشتوية وغيرها.وأضاف الاستاذ هافانا أن هناك مشروع مهم للمركز بدأوا بتطبيقه وهو تخصيص رواتب شهرية للايتام تعينهم على الحياة وغلاء المعيشة.
لا شك ان ماشهده ويشهده الاقليم من نزوح مستمر من أهالي الموصل وسورية يضع الحكومة والجمعيات الخيرية ومؤسسات ومنظمات الاغاثة أمام تحد كبير، لتلبية المتطلبات الاساسية من طعام وشراب وسكن وغيرها، لكن التحدي الاكبر هو محاربة التجهيل وضياع مستقبل اطفال وشباب ان بقوا بدون علم او ثقافة وهذا التحدي ما تتبناه المؤسسات الثقافية ومنها المركز الثقافي بهمة الشباب الواعي وعمله الدؤوب الذي يجعل منهم جنوداً حقيقيين لا يحملون سلاح الحرب، لكنهم مصرون على حمل راية العلم والثقافة .

دهوك –ماري عيسى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تغطية خاصة | إعلام إسرائيلي: الحكومة وافقت على مقترح لوقف إط


.. آلاف الإسرائيليين يتظاهرون للمطالبة بقبول مقترح -خارطة الطري




.. آلاف المجريين يتظاهرون في بودابست دعما لرئيس الوزراء أوربان


.. إسرائيل وافقت على قبول 33 محتجزا حيا أو ميتا في المرحلة الأو




.. مظاهرات لعدة أيام ضد المهاجرين الجزائريين في جزر مايوركا الإ