الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحن أقدم و أعرق من الاسلام

كمال بالمقدم

2014 / 12 / 13
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


هــــل عرقيتنا و الاسلام هما أمران غير قابلان للإنفكاكـ عن بعضهـــما ؟ هل ماهيتنا يتم تحديدها بمجرد ولادتنا كـ عرب ؟ و هل يمكن أن يكون لنا وجود كـ عرب من غير الدين ؟

ورد أقدم ذكر للعرب في المخطوطات القديمة في نص آشوري يعود تاريخه لـ 900 سنة قبل ولادة المسيح ...مع ملاحظة أن تاريخ العرب هو بالضرورة أقدم من هذا النص لأن المجتمعات لا تظهر فجأة .. فالأكيد أن تاريخ العرب أقدم من هذا بكثير ...هذا التاريخ يعني ألفية و نصف تقريباً قبل ظهور الاسلام ... ثم ظهر الاسلام و كان أن توحد أبناء هذه المنطقة من العالم المسماة بـ [ الشرق الأوسط ] و هي كانت عبارة عن تجمعات بشرية لها تاريخ و لغات و عادات و طبائع متشابهة جداً رغم الاختلافات ... أي الناس الشرق أوسطيون إن صح التعبير إذا أردنا إغفال لفظة " عرب " مؤقتا منعا للبس ... الجزيرة العربية صعودا للعراق و الشام شمالا .. مصر و شمال افريقيا .... جميعا يمتلكون ما يجمعهم أكثر مما يفرقهم ... هم ليسوا من العرق الأسود أو الأسيوي أو الأوروبي .... كذلكـ أماكنهم متقاربة و صفاتهم متـــشابهة و لديهم ارث و ثقافات قريبة من بعضها البعض .!

نستطيع أن نقول أن الشرق أوسطية تعتبر عرقية و ثقافة بشكل أو بآخـــر ... الاختلافات موجودة و ستوجد .... الغرب افريقي ليس مثل الجنوب افريقي تمامــــا و الأوروبي الجنوبي ليس مثل الأوروبي الشمالي تماما ... إلخ .. كذلك الشرق أوسطيون .. وجود الاختلافات بينهم لا يعني بالضرورة إنتفاء كل مشترك بينهم ... و الصحيح أنهم أقرب لبعضهم البعض من قربهم لأي عرقية أو ثقافة أخرى .

يقول جوستاف لوبـــون :


[ عد العرب و اليهود و الفنيقيون و العبريون و السوريون و البابليون و الآشوريون الذين استوطنوا جزيرة العرب وآسيا الصغرى حتى الفرات من أصل واحد .. ويُطلق على هذا الأصل اسم الأرَومة السامية و تقوم قرابة هذه الأمم على تجانس لغاتها و اشتراكِ أبنائها في صفاتٍ جُثمانية متماثلة .]

فـحتى بإختلاف الثقافات و اللغات و تعاقب الدول على مر تاريخ هذه المنطقة نستطيع رغم كل ذلك أن نقول بأنهم تقريبا عرق واحد إذا اتفقنا أن معنى عرق هو مصطلح يشمل الصفات المادية و الصفات الثقافية .

و كان من آثار و نتائج الاسلام هو توحيد تلك الثقافات و اللغات المختلفة و جمعها تحت راية واحدة ... ثقافة واحدة و لغة واحدة ... العرب و العربية ...و إن كان يحسب للأسلام دوره في بلورة هذه العرقية و الثقافة الشرق أوسطية و توحيدها فإنه يبقى حاضرا في البال أن تاريخنا كشرق أوسطيين ( عرب حاليا ) هو أقدم من الاسلام كدين ... الاسلام كثقافة و دين هو من إنتاجنا و هو يتبع لنا بدلا من أن نتبع له ... هو ظهر منا و ليس المسؤول عن ظهورنا و وجودنا ... هو لا يجب أن يحدد ماهيتنا بمجرد وجودنا في هذا الكون كـ عرب ذلك لأن وجودنا يسبق ظهوره .. الاسلام مرحلة من تاريخنا أي جزء من كل .. أي أنه غير مرتبط بنا إرتباطا وثيقا لا يمكن فكه ... و هذا واقع و ليس تنظير فأجدادنا لم يعرفوا هذا الأرتباط اصلا قبل ظهور الاسلام .!

نحن لسنا مسلمين بالمقام الأول و عرب بالمقام الثاني كما نردد الآن بعد أن قمنا بخيانة جذورنا و أصولنا ... نحن بشر و نتساوى مع كل البشر في ذلك و هذه مسلمة فوق كل جدل ... بعد ذلك : عرب ... و بعدها فليحدد كل شخص ماهيته ... نستطيع أن نوجد بجميع الأديان و القناعات و الأراء المختلفة في مجتمعات متحررة مدنية تعددية تضمن لنا الكرامة و الحرية و الرفاهية ...بدلا من الحكر على عرقيتنا باسم دين أو ايديولوجية واحدة و ربط مصير عرقنا بهذه الأيديولوجية ربطا لا يمكن فكه أو تحريره .. نحن أوسع و أشمل بكثير من ذلك و تاريخنا أعرق و أقدم بكثير من أن تحدد مصيره اديولوجية ... يجب أن نفيق لأنفسنا و لا نرضى بـ هذا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نارين بيوتي تتحدى جلال عمارة والجاي?زة 30 ا?لف درهم! ??????


.. غزة : هل تبددت آمال الهدنة ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الحرس الثوري الإيراني يكشف لـCNN عن الأسلحة التي استخدمت لضر


.. بايدن و كابوس الاحتجاجات الطلابية.. | #شيفرة




.. الحرب النووية.. سيناريو الدمار الشامل في 72 دقيقة! | #منصات