الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مورفولوجية التفكير

محمد ايت الحاج

2014 / 12 / 13
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


تعد العملية الفكرية من أصعب و اعقد العمليات الذهنية التي يقوم بها الإنسان، لكونها صيرورة من العمليات المتشابكة و المتداخلة فيما بينها و التي يصعب ضبطها و قياسها، و تمر هذه العملية بالعديد من المراحل السيكولوجية الإنمائية منذ ولادة الفرد ، و لهذا فمورفولوجية التفكير عند الإنسان متميزة و فريدة من حيث تكونها و تشكلها و كذلك من حيث اشتغالها ، لأنها تعتمد على العقل ( اللوغوس) كمصدر الفعل السيكولوجي و منبع هذه العمليات الذهنية .
شكلت مسألة التفكير و الإدراك و الذاكرة محط اهتمام الفلسفة و علماء النفس و المربون السيكولوجيين منذ أقدم العصور إلى يومنا هذا لكون القضية مرتبطة بالجانب السيكومعرفية في الإنسان و لذا ينبغي البحث في مورفولوجيته من اجل رصد الأخطاء المعرفية و الأمراض العصبية و النفسية التي يعاني منها الأفراد .
و في عرضنا هذا سوف نحاول تسليط الضوء بإيجاز عن مفهوم مورفولوجية التفكير و الذي يعني شكل من أشكال التفكير و هيئته ، كما نقصد به كذلك الفعل السيكولوجي عند كل فرد يمارس التفكير و يحس انه ذات واعية و مفكرة و كل عاقل مفكر راغب و الرغبة يحكمها الفكر اللاشعوري الذي يخلق نشاط غير عادي و خلل في البناء النفسي في الجهاز النفسي للفرد ، و التفكير اللاشعور هو الذي يمكن أن يحكم مورفولوجية التفكير اللاواعي الذي يغيب فيه العقل ، يمكن القول أن التفكير اللاشعوري تعبير عن رغبات داخلية اضطرابية ناتجة عن خلل في النظام النفسي للفرد مما يجعله شهواني تحكم عليه الرغبة ، و كل كائن مفكر راغب تجذبه الرغبة و يعجز فكره عن التفكير السليم انه يدخل في حالة اللاوعي بحيث تعاشر أفكاره الرغبة و يتركها تضاجعه في اللاوعي بدون ما يدري ، و كل شيء مفكر فيه قابل للتصور و التجسيد في الواقع على شكل سلوكات و أفعال إرادية و اللاإرادية .
و التفكير الإنساني يمر من عمليات كثيرة متناسقة و معقدة تتحكم فيها العديد من الآليات السيكولوجية التي تقود كل مسارات هذه العملية العقلية ، و مورفولوجية التفكير ما هي إن نشاط عقلي منظم تقوده آليات سيكولوجية مبرمجة بشكل منظم و متسلسل سلفا .
و كل تفكير تحكمه العديد من القواعد و الأفعال العقلية و التي من شأنها تغير خريطة التفكير ، و عل سبيل المثال كل تفكير إنساني تحكمه محددات سيكولوجية من بينها :
( الفعل النفسي ، و الاجتماعي ، العقلي .) و كل هذه الأفعال المندمجة هي التي تسيير كل فعل يقوم به الفرد في حياته و لا يمكن إخراج فكر الإنسان من دائرة تأثيرات هذه المحددات لان كل تصورات الفرد تتأسس من خلال هذه العناصر التي تعتبر أساسية في عملية التفكير ، من خلالها يمكن بناء أفعالنا و التي تترجم في حياتنا الواقعية إلى سلوك فعلي ، نأخذ على سبيل المثال الشهوة الجنسية فهي رغبة داخلية تشكلت من خلال ذلك الفعل الذي تصورنه في أذهاننا و الذي سوف يترجم في نهاية العملية إلى فعل ملموس و إلى حركة تتحول إلى حركة إرادية أو لا إرادية . لكن ما يجعل الفرد في اضطراب سيكولوجي هو حينما لا يقدر على ضبط الفعل أو هذا السلوك ، لان هذه العملية " عملية الضبط " تقتضي الترويض و الذي لا يتشكل بشكل تلقائي و إنما بالتربية و الممارسة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن يهدد بإيقاف شحنات الأسلحة إلى إسرائيل ما تبعات هذه الخ


.. أسو تتحدى فهد في معرفة كلمة -غايتو- ????




.. مقتل أكثر من 100 شخص.. برازيليون تحت صدمة قوة الفيضانات


.. -لعنة الهجرة-.. مهاجرون عائدون إلى كوت ديفوار بين الخيبة وال




.. تحديات بعد صدور نتائج الانتخابات الرئاسية في تشاد.. هل تتجدد