الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العصور الوسطى: تعليق على المصطلح

محمد عادل زكي

2014 / 12 / 13
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


يتحفظ أستاذي الدكتورمحمد دويدار بشأن تعبير"العصور الوسطى"، بمناسبة مناقشة الفكر العربي، ويرى عدم صحة ادخال الفكر العربي، في هذا الوقت من التاريخ، تحت فكرة العصور الوسطى؛ لأن التاريخ العربي له خصوصية تختلف عن العصور الوسطى الأوروبية، ولذلك يجب أن يكتب تاريخ كُل جزء من أجزاء العالم ابتداءً من تاريخ هذا الجزء. انظر: محمد دويدار، مبادىء الاقتصاد السياسي، المصدر نفسه، هامش ص150. والواقع ان تحفظ د. دويدار، على هذا التعبير، إنما يمثل إمتداداً فكرياً لتحفظه على تعبير آخر هو "الإقطاع" حين الحديث عن النظام الاجتماعي الَّذي كان سائداً فى الريف المصري في القرن التاسع عشر. حيث يرفض أيضاً أن يطلق على النظام الاجتماعي في تلك الفترة اسم الإقطاع، ويكتفي بالإشارة إلى لزوم تكييف طريقة الإنتاج الَّتي سادت الريف المصري في خمسينات القرن العشرين من خلال دراسة طريقة الإنتاج الرأسمالية! انظر: محمد دويدار، الاقتصاد المصري: بين التخلف والتطوير(الإسكندرية: دار الجامعات المصرية، 1978)، ص10-12. أما عن التحفظ الأول: فإن مخالفتي لتحفظ أستاذي، واستخدامي لتعبير "العالم الوسيط" بالمتن يستند إلى أربعة اعتبارات: أولاً: ان كتابة تاريخ العالم العربي ابتداء من تاريخ العالم العربي ليس له شأن بتحديد الحقبة التاريخية الَّتي يؤرخ فيها لتاريخ العالم العربي، القديم أو الوسيط أو الحديث. ثانياً: لم يقل أحد ان القول بـ "العصور الوسطى العربية"، ولا يوجد مصطلح هكذا بالأساس، إنما يعني التسليم بأن المستوى الحضاري للمجتمع العربي لا يختلف عن المستوى الحضاري للمجتمع الأوروبي في العصور الوسطى. ثالثاً: المصطلح نفسه أوروبي النشأة وصار راسخاً للتعبير عن العالم بأسره في الفترة الممتدة من القرن الخامس حتى القرن الخامس عشر تقريباً؛ أَيْ انه فقد خصوصيته المركزية كتعبير عن العصور الوسطى في أوروبا فقط. رابعاً: إذ أردنا أن نتحدث عن فكر ابن خلدون مثلاً، وتحديده زمنياً، هل يضيرنا في الأمر شيئاً أن نقول أنه محدد زمنياً بتاريخ البشرية الوسيط، الَّذي يفصل بين التاريخ القديم، والتاريخ الحديث؟ لا أتصور أن ضرراً معرفياً من أَيْ نوع قد يحدث، طالما تسلحنا بالوَعيْ بإشكاليات المركزية الأوروبية إن الَّذي يضيرنا هو محاولة ابتكار عصور تاريخية خارج التصنيف الكلاسيكي المستقر: قديم، ووسيط، وحديث. لأننا حينما نتحدث عن العالم العربي، أو الحضارة الإسلامية، في العصر الوسيط، إنما نضع العالم العربي والحضارة الإسلامية في سياق التاريخ العام لكوكبنا، دون قطيعة معرفية أو تاريخية من أَيْ نوع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ساعة مع الكتب- رواية أم النعوش تقديم شفيع بالزين- رواية الم


.. أقلام مبدعة- تقديم سوار جواني




.. ملثمون يوقفون المحامية سونيا الدهماني من داخل دار المحامين ف


.. نبض أوروبا: هل حدثت القطيعة بين بروكسل ومالي بعد وقف مهمة ال




.. الأردن يُغلق قناة تابعة للإخوان المسلمين • فرانس 24