الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مسؤولونا ونظرية حجي شامل

مفيد بدر عبدالله

2014 / 12 / 13
المجتمع المدني


تتيح كثير من مواقع النشر الالكترونية للقراء حرية إبداء آرائهم في ما تنشر، وهذه حالة إيجابية، وتمثل شكلاً من أشكال التواصل بين الكتاب وقرائهم، مثلما تكون نافذة نتعرف من خلالها على ثقافة المجتمع - باعتبار القراء جزء منه- ومدى استيعاب أفراده للأفكار المطروحة، المباشرة منها وغير المباشرة التي تقرأ بين السطور، فمقاصد الكتاب تتعدى ظاهر الكتابة لمعان باطنة تفهم من سياق الطرح والإشارات المبهمة أحياناً، متابعتي اليومية لكثير من تعليقات القراء جعلتني أكثر ثقة بهم وزادت من احترامي لهم، وجدت بعض التعليقات مكملة للنص، بل أن بعضها تتفوق على كاتبه لغة ورصانة، ما يؤكد أن طاقات إبداعية كبيرة لا تجد فرصتها، أو أنها لا تحبذ الظهور لأسباب كثيرة بعضها تتعلق بهؤلاء وأخرى بالأوضاع المعقدة التي تمر بها البلاد، لكن القارئ الجيد يبقى حافز إبداع للكاتب فالحق يحتاج لرجلين أحدهما ينطق به وآخر يفهمه، وأن الاعوجاج لا يمكن تقويمه الا بثنائية المطرقة والسندان ( الكاتب والقارئ المتفاعل).
أحاديث كثير حول هذا الموضوع تدور بيني وبين صديقي العزيز "مصطفى غازي" صاحب المكتبة الاهلية وسط البصرة، فنتطرق لما تبدعه أنامل الكتاب الكبار ومقالاتهم البارزة في الصحف، فمصطفى أدرى مني بشعاب مكة، فهو محاط بتلال من الصحف والمجلات والكتب، وكأنه يغرق ببحر الأحرف والكلمات، ونتناول بعض المقالات بالنقد والتحليل، فنحن قراء قبل ان نكون كتابا في الصحف.
في زيارتي الأخيرة له أنظم لحديثنا أحد أصدقائه، فهو معني بما نتحدث عنه كونه مدرساً للغة العربية وشاعرا، ما زاد الحديث عذوبة، فاللغة صارت حاضرة بشكل أقوى من أحاديث لقاءاتنا السابقة، ورغم أن المدرس كان يتحدث بإيجاز الا أن بلاغته كانت تغني عن حديث طويل، وما كان يجمعه بصديقي مصطفى هدوءه، وخلقه الرفيع" فالطيور على أشكالها تقع"، وحين تحدث عن مقالتين لي سبق أن قرأهما بشيء من النقد والتحليل صرت أنصت له بكل جوارحي- عينة محترمة للقراء- أبدى أعجابه بأحدهما فكرة وأسلوبا ، لكنه أختلف معي في أسلوب طرح موضوع الاخر، والذي كنت أخاطب فيه المسؤولين بعواطفي آملا منهم تفهم طلبي وتلبيه لتتحقق المصلحة العامة، تمنى المدرس لو أني أكثرت من الحجج و البراهين ومخاطبتهم بالعقل بدل العاطفة، فهذا الاسلوب أنجع وأكثر تأثيراً وقد يفضي لما أرتجيه من المقال.
قد لا يعرف المدرس ما يعرفه العاملون بالإعلامي – المقروء، المرئي، المسموع- ان تعاطي أكثر المسؤولين مع الإعلام سلبي، ولهم آذان تشبه كثيرا آذن "حجي شامل" رحمه الله، الذي لم تكن تهتز طبلة أذنه الا لما يريد، ويحتاج من يتحدث معه أن يصرخ في أذنه وبأعلى صوته ويكرر العبارة مرات ومرات، لكن أذنيه تسمع همسه بسيطة خافتة حين تتحدث عن زيادة في التقاعد، فيصيح من مكانه البعيد كم ومتى؟. حتى سمي سلوكه هذا ( بنظرية حجي شامل) أن لهذا السلوك تفسيراً علمياً منطقياً جداً، فالعقل الباطن للإنسان مرتبط بالسمع ويختزن الامنيات التي تشغل صاحبها، وﻷ-;---;--ن هاجس الحاج شامل رحمه الله التقاعد وزيادته، بمجرد سماعه هذه العبارة يحصل ربط لا إرادي وكأنه جرس تنبيه. ليس الحاج وحده من يعمل بهذه فنظريته صارت أعم وأشمل وشملت الكثيرين حتى أن مسؤولين كبار آمنوا وعملوا بها، فأكثر ما يعنيهم الإشادة بإنجازاتهم ولمعان صورهم على الصفحات الأولى للصحف لحسابات كثيرة من بينها ما يتعلق برصيد المسؤول للانتخابات القادمة ، وبالتالي فإن الكثير منهم لا ينفع معه لا طريقتي لكسب استعطافه ولا الطرق الأخرى، وحتى ما تحدث به المدرس جرب ولم يجد نفعا لسبب بسيط وهو لهم آذان وعيون تعمل بنظرية حجي شامل رحمه الله.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جامعة كولومبيا: فض اعتصام الطلبة بالقوة واعتقال نحو 300 متظا


.. تقارير: الجنائية الدولية تدرس إصدار أوامر اعتقال بحق قادة من




.. ترحيل اللاجئين.. هل بدأت بريطانيا بتفعيل خطة رواندا؟ | #ملف_


.. Thailand: How online violence and Pegasus spyware is used to




.. التونسيون يتظاهرون لفلسطين في عيد العمال