الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خطَل ُ الفُقَهاَء

سيومي خليل

2014 / 12 / 13
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


خطَلُ الفُقَهاء
أو *التخربيق ديال الفقها*
----------------------------------

لاَ يَسمح بعض المَحسوبين على الكَهنوت بِمرور الوقت دُون محاولة إعادة سكَّة الحداثة إلى الخلف قَليلا ، ورغم أنَّهم يعلمون أن عَملهم هذا يُشبه محاربة العاصفة ، إلا أنَّهم يطمَحُون في تصيد السذج ، والمُغرر بهم ، والوَاقعين تحت سطوة حَالات نفسية مضطربة ، فَهذا مَا باتوا يُراهنون عليه في أغلب خَرجاتهم الإعلامية ، والتي لا يُمكننا أن نَصفها إلا بالمضحكة ، والمعبرة عَن عَطب نفسي يجب مُعالجته ؛ فَهلاَّ عالجتم أنفسكم أيها السادة ؟؟؟.

مؤخرا أَتحفنا سي الريسوني ،الرَّئيس السابق للذِّراع الدَّعوي للعَدالة والتنمية، أي حركة التوحيد والإصلاح ، وعضو الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين ،وماهو في الواقع بإتحاد عَالمي ، ولا مُعبر عن المسلبمين بِتعددهم ، ومَشاربهم ، وإتنياتِهم المُختلفة ... قلت أَتحفنا هذا المُقيم الدائم في تَحقيب قروسطوي، وفي بلدٍ يجر أذيال الظلام والإنغلاق * المملكة العربية السعودية *، بِتوصيفاتٍ غاية في الخُطورة عن المرأة المغربية ، والتي لمْ ير فيها غَير شذوذ أخلاقي ، وعورة ، ودَنس يَجب إزالته بأشد المبيدات فَاعلية ، فالسَّيد الذكوري بامتياز ، والمؤمن بأَن المرأة ظل إبليس فِي الأَرض ، لمْ يُثره من المرأة لاَ عقلها ،ولاَ رعَايتها للكثير مِن العَوائل ،ولا لمهنيتِها التي أظهرت فيها الكَثير من الجد ،وهُو على العموم غَير مُهتم بكل هذه الأُمور ، فَهو وغيره يُشكلون حلف *المُفكرون بأَجهزتهم التَّناسلية * والذين لاَ يرون فِي المرأة إلا أَفخاذا تَهتز ، ونهودا تَشرئب بخبث عَظيم ، وفتحات مثيرة للعاب ، وقدودَا يَسكنها عفريت الجان ؛ هذا كل ما يمكن لخدمَة الكهنون أَن يُقدموه ، فَحتى في أَقصى حالات إجتهادهم لا يُمكنهم الخُروج عن دَوائر الجهل التي تضيق عليهم .

غيرُ الريسوني كَثير ، وأَمثاله لا حصر لهم ، يَنهجون نفس نَهج سي الريسوني ، ويَتفيقَهون في ضلالة واضِحة ، ويُصرون على إدامة كَبح سيرورة المجتمع ،وعَداؤهم الدائم مُسمى الحداثة ، والعلمانية ، والتنوير ، وهم بِهذا يُذكروننا بمُعطيات التاريخ ، فإخوة لهم في الكهنوت المسيحي قَاوموا التنوير الأُوربي بتهم الهَرطقة ، وبعقوبات الرمي في النار ، والحرق حتى المَوت، والشنق ، والخوزقة ، لَكنهم أصبحوا حِكاية ليل كئيب ،وكَنستهم الحَداثة الأُوربية ،ولم يَعد لهم وجود إلا في أسطر التاريخ ، وهكذا نقول نحن أيضا ؛ فلا بد للتَّاريخ من نهايات أكثر إشراقا .

قدم سي الريسوني ، الذي يُشبهه بعض مُدعي الحداثة ظَاهريا ، لكن الكَهنوتيين بَاطنيا ، مَجموعة من المُواصفات الحَقيرة في حق المرأة المغربية ، مُوصفات ليس لَنا أَمامها إلا إبداءُ استغرابنا في فِقه فقيه يُقال -والله أعلم- أنَّهُ عالم وعَارف .

لنتأمل في هذه المواصفات التي لا تَخرج عنها المرأة إلا فيما نذر :

الوصف الأول : يُشبهن المواشي المَعلوفة المحبوسة، التي يِتم تسمينها للبيع والإيجار لكل راغب وطالب.

الوصف الثاني : المَشغولات بِعرض أشعارهن ،وصدورهن ،وفتاحتهن ،ومُؤخراتهن وعطورهن ،وحليهن.

الوصف الثالث: يُستعملن لتأثيث الأَسواق ،والمطاعم ،والمتاجر ،ومكاتب الاستقبال.

الوصف الرابع : لسنا إلاَّ مُرطبات للرؤساء ،والمدراء ،وكبار الزوار.

الوصف الخامس وخص الفنانات اللواتي يُخصصن غَالبا لتجميل الفنون القبيحة الرديئة وستر قبحها ورداءتها.

مَرة آخرى يَجب المطالبة بفهم طَريقة فهم أَمثال هؤلاء النَّاس للوجود، ولأنفسهم ، فعلى مَا يبدوا أنهم رُكبوا بِطريقة غَريبة جدا ، تَجعلهم يُصرون على خراب مالطة ، وتجعلهم يستخرجون توافه الأمور كي يُعلنونها قضايا الأمة ، فالسيد الريسوني لم يجد من قَضايا الأمة إلا مُواصفات النساء ، ولم تثره لاَ قضايا السياسة والاجتماع كي يُناقشها ، وكيف يناقشها ، وأعلى مَسعاه هُو فهم حلمة ثدي المرأة ، وطَمثها ،والعدة ، والطلاق ، والزواج ؛ إذن فَعلينا أَن لا نحمل الرجل أكثر مما يحتمل .

المُلاحظ من خلال مُوصفات السي ريسوني أنه يُفكر - وعفوا على الكلمة - بأيره *زب*،فَكل إمرأة هي مشروع لذة، وكُل إمرأة هي مُحاولة للوصول إلى الخطيئة ، وكل إمرأة تُختصر إختصارا شَديدا في كُتلةٍ من اللَّحم ، تَستدق وتترهل وتزين وتقبح لا غير ، أما مَا دون ذلك فِبضاعة المرأة فيها قليلة ومُنعدمة ، فَلا عقل لها ، ولا تفكير ، ولا قدرات ذهنية .

بالفعل يبدو الأَمر غريب ،ومحير ، كأننا أمام غُموض مُعادلة ليس لها حل ، فَهؤلاء الرجال ، ومع غَبائهم الواضح ، ومع قُدراتهم اللامتناهية في الحفظ ، والتكرير الَببغائي ، ومع إصرارهم الدَّائم على حُكمنا بفكر الأجداد ، وقبور الأجداد ، يحتلون المشهد الإِعلامي ، وتعد لهم الأَبسطة الحمراء كي يُغيبوا النَّاس أكثر ممتا هم غائبون ، وتكثر عُضوياتهم في محافل الغباء والجهل ، لكن لا ضَير فإن اجتمع الأغبياء على أمة سَيتم تقسيط العقل وبيعه بأسواق الخردة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أول مكتب عقاري بإدارة امرأة في مقاطعة الرقة


.. مسرحية بترا




.. العنف ضد المرأة في تزايد الأسباب متعددة والحلول غائبة


.. ضغوط نفسية وتحديات معيشية معاناة مزدوجة تعيشها نساء غزة




.. تفاعلكم | تفاصيل مفجعة عن شبكة لاغتصاب الأطفال عبر تيك توك ف