الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


واقع العقد الاجتماعي الصومالي

خالد حسن يوسف

2014 / 12 / 14
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


منذ ولوج الانسانية في طور التمدن والانسانة الاجتماعية, أتجه البشر إلى النظم,الأعراف,والقواعد والتي تقوم بتنظيم حياتهم وعلاقاتهم على شتى المستويات ولاسيما الاجتماعية منها.

وفي التجربة التاريخية الصومالية, أنتهى الأمر مع المجتمع الصومالي لكي يقوم برسم ووضع قواعد وأعراف اجتماعية لتنظيم علاقاته, وهو ما يبدو واضحا مع قراءة التاريخ الصومالي خلال 1500 سنة الأخيرة والتي تمثل الفترة الأكثر وضوحا في طرح وتكريس هذه الأعراف, قياسا مع التاريخ الصومالي الذي سبقه.

فكان بذلك ميلاد أعراف دارود Darood,دير -dir-, وغيرها, والتي يتم تعريفها باللغة الصومالية بالحير Xeer, وأعتقد شخصيا أن "حير دارود" و "حير العيسى", يمثلون باقدم الأعراف الصومالية القائمة حاليا, نظرا لوضوح ملامحهم بعد كل هذا الزمن الطويل, ولسبب أن تاريخيتهم لا تتعرض لحالة التضارب عند عرض سياقها التاريخي, مقارنة مع "حير ديريد", والذي يشكل قيام تحالفه والذي جمع العديد من القبائل الصومالية, بحالة اجتماعية ضبابية في تشكلها الزماني وتضارب تاريخيتها.

ناهيك عن تأكيد البعض أن "حير قبيلة العيسى", يشكل أقدم أعراف هذه المجموعة في التشكل التاريخي.

إلى أن الأعراف الصومالية الموغلة في قدم تاريخيتها ليست في ظل الإطلاع حاليا, نظرا لغياب الأدبيات المكتوبة والتي تتحدث عن طبيعتها وتؤكد وجود أعراف محددة في الأزمان الغابرة, وأن كان ذلك لا ينفي حتمية تواجدها تاريخيا.

وقد عرفت حضارات انسانية عديدة النظم,الأعراف والتي نظمت إيقاع سيرورتها, خاصة وأن هذه الأدبيات تمثل بضرورة حتمية لقيام أي حضارة وواقع انساني مدني أو أهلي.

وبدورها فإن إرث الأديان عموما, كان ولا يزال بجملة من النظم,الأعراف,والقواعد المنظمة لحياة البشر وطبيعة علاقاتهم عموما, وبحضور المسيحية والاسلام, إلى الصومال تشكلت مجموعة أخرى من الأعراف والنظم الاجتماعية.

وأن كانت المسيحية لم تؤثر في الأغلبية الساحقة من المجتمع الصومالي, وأقتصرت على جماعات محدودة جدا في ساحل شمال غربي الصومال بمنطقة أودل "Awdal" و جبال جلجالا "Galgala" في شمال شرقي الصومال, بينما أضافت الأعراف الاسلامية بعمق إلى بنية المجتمع الصومالي, كما ومضمونا وبذلك تشكلت هوية صومالية اقريقية-اسلامية المنحى.

وكما تمثل النظم والأعراف بحالة سيرورة لا بد منها في حياة الشعوب, فإن ذلك أيضا يمثل بحالة لا بد منها مع المجموعات البشرية الصغيرة الحجم, وبما في ذلك تلك المجموعات التي لا تقبل بها أعراف ونظم المجتمع بهم, أو ينحيهم التيار الاجتماعي العام جانبا.

وتنتهي المجتمعات إلى واقع الصراعات والتمزق, حينما تبدأ بعض المجموعات في تجاوز الأعراف العامة, أو حينما تحل حالة تمزق اجتماعي عام على المجتمع, كما هو ماثل في الحالة الصومالية الراهنة, ويصبح العقد الاجتماعي والذي كان يمثل بسيد العلاقات والموقف, بحالة اجتماعية تم تجميدها إلى حين من الدهر.

لدى يحرص كل مجتمع حريص على تماسكه وجملة أعرافه,نظمه,مواثيقه,وعقوده, في الحفاظ على عقده الاجتماعي, ويصبح مقدار تمسك المجتمع بهذا العقد, كمقياس لمدى نضوجه الاجتماعي والتاريخي, والمجتمعات التي تستطيع في التمكين لعقودها الاجتماعية, قابلة لتطور على شتى الأصعدة الحياتية.

فالعقد يراعي عادتا الحقوق والواجبات على المستويين الفردي والعام, وهو ما يساعد في تشكل المجتمع المدني والذي ترسخ فيه المواطنة والديمقراطية, وفي حال غياب الأخيرة عن أعراف وأدبيات المجتمع, فإن العقد الاجتماعي ذاته يصبح بحالة اجتماعية مؤسسه للإستبداد وإجهاض حالة الحراك العام في أوساط المجتمع, وانطلاقا من ذلك, فإن حتمية التطور تملي بالعقد الاجتماعي الديمقراطي كسيد للموقف, والذي هو مرآة جامعة لمجتمع صومالي متماسك وقابل للحياة الانسانية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أثار مخاوف في إسرائيل.. حماس تعيد لملمة صفوفها العسكرية في م


.. ساعة الصفر اقتربت.. حرب لبنان الثالثة بين عقيدة الضاحية و سي




.. هل انتهى نتنياهو؟ | #التاسعة


.. مدرب منتخب البرتغال ينتقد اقتحام الجماهير لأرض الملعب لالتقا




.. قصف روسي يخلف قتلى ودمارا كبيرا بالبنية التحتية شمال شرقي أو